د. الأخضر بن الحضري الأخضري
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 5 أغسطس 2010
- المشاركات
- 837
- الكنية
- أبو عبد الرحمن
- التخصص
- أصول الفقه
- المدينة
- عين تموشنت
- المذهب الفقهي
- مالكي
..
الحمد لله الذي وقّت المواقيت ، و الصلاة و السلام على من نثر الدرر و اليواقيت ، و على آله و كل صاحب و وريث..
أما بعد : فإنّ الإحالة على أوعية العلم واجبة ، و إصلاح عثرات ذوي الهيئات حكمة غالبة ، و الحق في تحصيل ما يؤيد مقام الأخوة ، و بذل الوسع في جلب رغيبة النجاة لمن طوقته رهيبة الكذب عن مقام القدوة..
و من جملة ما حصلت معاشرة لموائد التشريع :
ـ دفع مفسدة الخطأ في الإدانة برتبة الخطأ في العفو :
و سوق الدليل يتوزع على رتبتين :
الرتبة الأولى : " افعلوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم " و هو الشق اللازم عن " لعل الله اطّلع على أهل بدر " و إني لأسخر من دلالة اللفظ عندك ، إن ادعيتُ إلحاق هذه الأمة بتلك الميزة ، و أطلقت الحبل على كل غارب.. و لكن لا حرج إن التمست من تلك الرتب تقديم العفو على الإدانة ، و الالتفات إلى خلفية النصوص في الإبانة ، و التذكير بالفضل قبل الإهانة..
الرتبة الثانية : " أما إنه من أهل النار " بعدما تحامل الرجل على نفسه و استعجل الموت في حديث سهل بن سعد الساعدي..
و إني أجانب التوفيق إذا اقتصرت على التبشير بهذا الإخبار دون تحصيل ما منه بدّ...؛
و القدر المحصّل : أن حرمة النفس أشوف في الاعتبار من أي معتبر ، و إذا أحلت على دليل الإنصاف في منظومتك ، لقلت : لو لم يقتل نفسه ، لما كان من أهل النار ، و لما قالوا :" أينا من أهل الجنة إذا كان هذا من أهل النار "...
و إذا تردد نظرك بين الرتبتين ، قضى العجب ، و دفع عن المكبل المجهود الغبن و الكرب ، و لوح بالبيان المعرب : " الخطأ في العفو مغفور ، و قاهر المهج و العقول مقهور "
فما رأي فضيلتك في قول علامة العصر : < ينفذ حكم الله في قسم المعاملات و لو قتل المحكوم نفسه >
ـ رعي الرحمة و دفع النكاية :
في حديث النعمان بن بشير لم يعاتب رجل قال : (من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك..أخطأ من شدة الفرح ) بل ساق الراوي فرحة التشريع بمن وجد حاجته بعد اليأس ، و إن ورثت لوازم اليائس كفرا بواحا..
أما بعد : فإنّ الإحالة على أوعية العلم واجبة ، و إصلاح عثرات ذوي الهيئات حكمة غالبة ، و الحق في تحصيل ما يؤيد مقام الأخوة ، و بذل الوسع في جلب رغيبة النجاة لمن طوقته رهيبة الكذب عن مقام القدوة..
و من جملة ما حصلت معاشرة لموائد التشريع :
ـ دفع مفسدة الخطأ في الإدانة برتبة الخطأ في العفو :
و سوق الدليل يتوزع على رتبتين :
الرتبة الأولى : " افعلوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم " و هو الشق اللازم عن " لعل الله اطّلع على أهل بدر " و إني لأسخر من دلالة اللفظ عندك ، إن ادعيتُ إلحاق هذه الأمة بتلك الميزة ، و أطلقت الحبل على كل غارب.. و لكن لا حرج إن التمست من تلك الرتب تقديم العفو على الإدانة ، و الالتفات إلى خلفية النصوص في الإبانة ، و التذكير بالفضل قبل الإهانة..
الرتبة الثانية : " أما إنه من أهل النار " بعدما تحامل الرجل على نفسه و استعجل الموت في حديث سهل بن سعد الساعدي..
و إني أجانب التوفيق إذا اقتصرت على التبشير بهذا الإخبار دون تحصيل ما منه بدّ...؛
و القدر المحصّل : أن حرمة النفس أشوف في الاعتبار من أي معتبر ، و إذا أحلت على دليل الإنصاف في منظومتك ، لقلت : لو لم يقتل نفسه ، لما كان من أهل النار ، و لما قالوا :" أينا من أهل الجنة إذا كان هذا من أهل النار "...
و إذا تردد نظرك بين الرتبتين ، قضى العجب ، و دفع عن المكبل المجهود الغبن و الكرب ، و لوح بالبيان المعرب : " الخطأ في العفو مغفور ، و قاهر المهج و العقول مقهور "
فما رأي فضيلتك في قول علامة العصر : < ينفذ حكم الله في قسم المعاملات و لو قتل المحكوم نفسه >
ـ رعي الرحمة و دفع النكاية :
في حديث النعمان بن بشير لم يعاتب رجل قال : (من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك..أخطأ من شدة الفرح ) بل ساق الراوي فرحة التشريع بمن وجد حاجته بعد اليأس ، و إن ورثت لوازم اليائس كفرا بواحا..
و قد قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟
قلنا : لا والله ! وهى تقدر على أن لا تطرحه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها . رواه البخاري ومسلم
فيا عبد الرحيم ! أتشك في وصف الرحمة ، و تجدّ حرجا في تفعيله استنباطا ؟!
من الوقائع التي شهدتها في مسجد قريتي أنّ رجلا أمازيغيا يقول كلما رفع من الركوع " ربنا و عليك الحمد " فقلت له : ـ بعد الانتهاء من الصلاة ، و بلغة لا تشبه تلك التي أكتب بها ـ قل : ربنا و لك الحمد... قال : ربنا و عليك الحمد..قلت : إنك تطلب من الله أن يحمدك ، فقل : ربنا و لك الحمد..فقال : ربنا و عليك الحمد..!! فحزّ الأمر في نفسي يومئذ...و بعد عشرين سنة ـ حيث تقلب الفؤاد في موائد الرحمة ـ قلت " لله أشد فرحا بلغة هذا الرجل التقي الأعجمي من فصيح يورد الأحكام و المكلفين الموارد..
ـ التماس ما يقوي حجة أخيك من التشريع : لما كان الأدب دثارا لأهل المودة ، فرق الخليل شمله ليجمع شتات أخيه ، و قطع الحبيب الفيافي ليجلب ما يعضد حجة حبيبه...، و كان المقرر الذي تداولته الأيدي في تقوية مآخذ الدليل عند المجانب < المخطئ > ، و اللسان الذي يدعو إذا تحدث الصاحب بالجانب...
قلنا : لا والله ! وهى تقدر على أن لا تطرحه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها . رواه البخاري ومسلم
فيا عبد الرحيم ! أتشك في وصف الرحمة ، و تجدّ حرجا في تفعيله استنباطا ؟!
من الوقائع التي شهدتها في مسجد قريتي أنّ رجلا أمازيغيا يقول كلما رفع من الركوع " ربنا و عليك الحمد " فقلت له : ـ بعد الانتهاء من الصلاة ، و بلغة لا تشبه تلك التي أكتب بها ـ قل : ربنا و لك الحمد... قال : ربنا و عليك الحمد..قلت : إنك تطلب من الله أن يحمدك ، فقل : ربنا و لك الحمد..فقال : ربنا و عليك الحمد..!! فحزّ الأمر في نفسي يومئذ...و بعد عشرين سنة ـ حيث تقلب الفؤاد في موائد الرحمة ـ قلت " لله أشد فرحا بلغة هذا الرجل التقي الأعجمي من فصيح يورد الأحكام و المكلفين الموارد..
ـ التماس ما يقوي حجة أخيك من التشريع : لما كان الأدب دثارا لأهل المودة ، فرق الخليل شمله ليجمع شتات أخيه ، و قطع الحبيب الفيافي ليجلب ما يعضد حجة حبيبه...، و كان المقرر الذي تداولته الأيدي في تقوية مآخذ الدليل عند المجانب < المخطئ > ، و اللسان الذي يدعو إذا تحدث الصاحب بالجانب...
و أصبحنا ـ في أزمنة عموم البلوى ـ نلتمس ما يقوي حجتنا....يحدث للناس من القضايا على قدر ما أحدثوا من فجور....
التعديل الأخير: