العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

يا ستير، غارت، فانتقمت، فأغرقت، لأنه كان "في قلبها من كتب زوجها"!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يا ستير،
غارت، فانتقمت، فأغرقت
لأنه كان "في قلبها من كتب زوجها"!

ذكر أ.د. حكمت بن بشير بن ياسين في كتابه الممتع – على مرارة مضمونه – "كتب التراث بين الحوادث والانبعاث"
في معرض ذكره لحواث القرن السابع قصة طريفة في ترجمة المبشر بن فاتك، وقد نقلها من كتاب "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة (ت668هـ)
والآن أنقل القصة من المصدر الأصلي بتمامها:
يقول ابن أبي أصيبعة:
"وللمبشر بن فاتك تصانيف جليلة في المنطق وغيره من أجزاء الحكمة، وهي مشهورة فيما بين الحكماء.
وكان كثير الكتابة، وقد وجدت بخطه كتباً كثيرة من تصانيف المتقدمين، وكان المبشر بن فاتك قد اقتنى كتباً كثيرة جداً، وكثير منها يوجد وقد تغيرت ألوان الورق الذي له بغرق أصابه.
وحدثني الشيخ سديد الدين المنطقي بمصر قال:
كان الأمير ابن فاتك محباً لتحصيل العلوم، وكانت له خزائن كتب، فكان في أكثر أوقاته إذا نزل من الركوب لا يفارقها، وليس له دأب إلا المطالعة والكتابة، ويرى أن ذلك أهم ما عنده، وكانت له زوجة كبيرة القدر أيضاً من أرباب الدولة، فلما توفي رحمه اللَّه، نهضت هي وجوار معها إلى خزائن كتبه، وفي قلبها من الكتب، وأنه كان يشتغل بها عنها، فجعلت تندبه، وفي أثناء ذلك ترمي الكتب في بركة ماء كبيرة في وسط الدار هي وجواريها، ثم شيلت الكتب بعد ذلك من الماء وقد غرق أكثرها، فهذا سبب أن كتب المبشر بن فاتك يوجد كثير منها وهو بهذه الحال."

ثم ذكر أ.د. حكمت بن بشير بن ياسين أن السباعي في كتابه " من روائع حضارتنا" نقل هذه القصة وعقبها بقوله:
"ولا يزال في زوجاتنا من يَغرن من هذه الكتب كما غارت تلك الزوجة الفاضلة، وقديما كانت زوجة الإمام الزهري تقول له حين تراه غارقا في الكتب: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر."(2)
------------------------------------------------------
1- ص 560 عيون الأنباء في طبقات الأطباء.

2- ص 161
 
التعديل الأخير:
أعلى