رشيد محمد القرطبي
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 1 سبتمبر 2011
- المشاركات
- 126
- الكنية
- القرطبي
- التخصص
- الفقه والاصول
- المدينة
- الدار البيضاء
- المذهب الفقهي
- مالكي
تقديم وتقويم لكتاب "معلمة القواعد الفقهية عند المالكية" لرشيد المدور
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الروكي
"الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى كلِّ من تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
وبعد، فإنّ الفقه هو أجلُّ العلوم الشرعية وغايتها ومقصدها، لأن ما سواهُ من العلوم الشرعيّة الأخرى إنما يُطلب ويُحصَّل من أجل التفقه في الدِّين ومعرفة أحكامه وآدابه، وقد قال النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرا يفقه في الدِّين»([1]). والفقهاء على اختلاف مذاهبهم قد تركوا تراثا فقهيا لا نظير له، أَودعوا فيه حصيلة اجتهاداتهم وفهومهم الفقهية، ونثروا فيه الآلاف المؤلفة من أجوبتهم الفقهية على ما عُرض عليهم من نوازل وحوادث ووقائع في مختلف مجالات الحياة، بحيث يستطيع الناظر في هذا التراث الفقهي الضخم أن يستخلص ما شاء من فقه التأصيل وفقه التنزيل، ويستنبط ما شاء من فقه التنظير وفقه التأطير، ويستخرج ما شاء من فقه التحقيق وفقه التطبيق...
وإنّ من أروع ما تميّز به الفقه الإسلامي: اختزاله في صيَغ جامعات، وتجميع فروعه وجزئياته في قواعد وكليّات، حتى صار ملفوفا في قواعده وضوابطه، منشورا في أحكامه وجزئياته، محكما في أصوله وكلياته، مفصَّلا في فروعه وتطبيقاته، وقد حاز المذهب المالكي في ذلك قصب السبق، حيث جاءت مصنفات فقهائه وأئمته حافلة بالقواعد الجامعة لشتات فروع الفقه ومسائله المتناثرة، كشفت عن براعتهم وضلاعتهم في الفقه المالكي وقواعده وفروعه.
وقد قيَّض الله لجمعها وعرضها باحثًا شابا جَلَدًا هو الأستاذ رشيد المدور، الذي قام بجمع مصنفاتها على اختلاف أنواعها، ورتبها ترتيبا جيدا، فجاء عرضه لها مفيدا قَيِّما، تميزت به مطولاتها ومختصراتها، ومنثوراتها ومنظوماتها، كما تميزت به طرائق تناولها للقواعد بأسمائها المختلفة، وعلاقة جزئياتها بها، وتوَّج ذلك بتحلية كل مصنف بذكر مؤلفه ومنهجه في عرض مادته الفقهية، مع ترتيب ذلك ترتيبا دقيقا، ودراسته دراسة علمية جيّدة تَوصّل الباحث من خلالها إلى نتائج علمية قيّمة.
وبالجملة، فالكتاب جامع في بابه، نافع لطلابه، ينمّ عن جهد مشكور، وعمل علمي مبرور، لا شكّ أنه سيلبي حاجة القراء، ويسد خلّة الباحثين في مجال القواعد الفقهية في المذهب المالكي.
والله نسأل أن ينفع به، ويُنهض به الهمم، ويصحح به العزائم، ويدفع به إلى التي هي أقَوم.
([1]) رواه البخاري في كتاب العلم، ومسلم في كتابي الزكاة والإمارة؛ والترمذي في جامعه، وابن ماجه في المقدمة من سننه، والإمام أحمد في مسنده، والإمام مالك في الجامع من الموطأ، والدارمي في المقدمة من سننه، وابن حبان في صحيحه، والطبراني، وغيرهم.
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الروكي
"الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى كلِّ من تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
وبعد، فإنّ الفقه هو أجلُّ العلوم الشرعية وغايتها ومقصدها، لأن ما سواهُ من العلوم الشرعيّة الأخرى إنما يُطلب ويُحصَّل من أجل التفقه في الدِّين ومعرفة أحكامه وآدابه، وقد قال النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرا يفقه في الدِّين»([1]). والفقهاء على اختلاف مذاهبهم قد تركوا تراثا فقهيا لا نظير له، أَودعوا فيه حصيلة اجتهاداتهم وفهومهم الفقهية، ونثروا فيه الآلاف المؤلفة من أجوبتهم الفقهية على ما عُرض عليهم من نوازل وحوادث ووقائع في مختلف مجالات الحياة، بحيث يستطيع الناظر في هذا التراث الفقهي الضخم أن يستخلص ما شاء من فقه التأصيل وفقه التنزيل، ويستنبط ما شاء من فقه التنظير وفقه التأطير، ويستخرج ما شاء من فقه التحقيق وفقه التطبيق...
وإنّ من أروع ما تميّز به الفقه الإسلامي: اختزاله في صيَغ جامعات، وتجميع فروعه وجزئياته في قواعد وكليّات، حتى صار ملفوفا في قواعده وضوابطه، منشورا في أحكامه وجزئياته، محكما في أصوله وكلياته، مفصَّلا في فروعه وتطبيقاته، وقد حاز المذهب المالكي في ذلك قصب السبق، حيث جاءت مصنفات فقهائه وأئمته حافلة بالقواعد الجامعة لشتات فروع الفقه ومسائله المتناثرة، كشفت عن براعتهم وضلاعتهم في الفقه المالكي وقواعده وفروعه.
وقد قيَّض الله لجمعها وعرضها باحثًا شابا جَلَدًا هو الأستاذ رشيد المدور، الذي قام بجمع مصنفاتها على اختلاف أنواعها، ورتبها ترتيبا جيدا، فجاء عرضه لها مفيدا قَيِّما، تميزت به مطولاتها ومختصراتها، ومنثوراتها ومنظوماتها، كما تميزت به طرائق تناولها للقواعد بأسمائها المختلفة، وعلاقة جزئياتها بها، وتوَّج ذلك بتحلية كل مصنف بذكر مؤلفه ومنهجه في عرض مادته الفقهية، مع ترتيب ذلك ترتيبا دقيقا، ودراسته دراسة علمية جيّدة تَوصّل الباحث من خلالها إلى نتائج علمية قيّمة.
وبالجملة، فالكتاب جامع في بابه، نافع لطلابه، ينمّ عن جهد مشكور، وعمل علمي مبرور، لا شكّ أنه سيلبي حاجة القراء، ويسد خلّة الباحثين في مجال القواعد الفقهية في المذهب المالكي.
والله نسأل أن ينفع به، ويُنهض به الهمم، ويصحح به العزائم، ويدفع به إلى التي هي أقَوم.
أ.د. محمد الروكي
([1]) رواه البخاري في كتاب العلم، ومسلم في كتابي الزكاة والإمارة؛ والترمذي في جامعه، وابن ماجه في المقدمة من سننه، والإمام أحمد في مسنده، والإمام مالك في الجامع من الموطأ، والدارمي في المقدمة من سننه، وابن حبان في صحيحه، والطبراني، وغيرهم.