هود بن علي العبيدلي
:: مشرف ::
- إنضم
- 26 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 919
- الإقامة
- البحرين
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو روان
- التخصص
- الفقه
- الدولة
- البحرين
- المدينة
- المحرق
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت في درس قصير بالإذاعة .. أحد المحاضرين .. وقد ذكر قصة لأحد أطباء العيون في الكويت ، حيث أنه سنوياً يجعل له إجازة يغلق فيها عيادته ، ليسافر إلى شمال الصومال ، لا للسياحة طبعاً ، وإنما في هذا الأسبوع يقدم خدمة مجانية لمعالجة الناس ، يقول : يقوم بإجراء 100 عملية في هذا الأسبوع .. فينتفع به 100 شخص يعود إليهم النظر بعد ان كانوا عمياناً أو شبه مبصرين ..
فتساءل : ومن لبقية شعب الصومال ؟ اسبوع واحد لا يكفي !!! ثم قال: هذا ما كان يستطيع تقديمه ذلك الطبيب ، وهو جهد مشكور منه بارك الله فيكه ، لكن في الأمة إن شاء الله من يحب الخير ، ليواصلوا العطاء ويقوموا بذات التطوع في هذا المجال وغيره ..
فتذكرت من الواقع أناس كثيرين .. يحبون الخير .. ويقدمون ما يستطيعون عليه .. وبعضهم من عوّام الناس .. فأدركت من النساء الكبار إحدى جداتي .. وكانت شهرياً ترسل طعاماً لمجموعة من الأسر .. ليسدّ حاجتهم طوال الشهر .. فلماّ ماتت .. جاءوا ليسألوا عن سبب انقطاع المعونات .. فلما عرفوا السبب بطل العجب !
وامرأة أخرى من خالاتي .. كانت تصرّ علي من أجل فعل الخير .. والتصدق وكفالة الأيتام .. وآخر أمرها أرادت بناء مسجد .. فبحثت لها من الثقات من أصدقائي .. فوجدنا مسجداً قديماً يحتاج إعادة بناء في الأردن .. فتبرّعَتْ بذلك .. جزاها الله خيراً ..
أنا ذكرت مثل هذه الوقائع لأناس عايشتهم .. وربما كل واحد منكم لديه من هذه النماذج الكثير .. أناس قدموا الخير المتواصل ولا زالوا يقدمون .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. لكنهم في عطاء ومحاولة لتقديم أكثر مما يستطيعون .. ليكون لهم أثر في الناس .. ليكون لهم أثر في مسح دمعة محتاج .. أثر في رفع حاجة المساكين .. أثر في شفاء مريض لا يملك ثمن الدواء .. أثر في تعليم جاهل لا يجد ما يسد حاجته ليتفرغ لطلب العلم .. أثر في إصلاح الناس ودعوتهم للخير بالدروس والمحاضرات ..
سماحة شيخي وشيخ الجميع عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وهب نفسه لخدمة الدين والدعوة للخير وإصلاح الناس والسعي في مصالحهم .. وقد افتقدناه فعلاً ..
وبعض المشايخ بالرياض كنت أسمع أن له محاضرة المغرب في مسجد كذا ، وبعد العشاء في مسجد آخر يشرح كتاب كذا ، واليوم التالي بعد الفجر درس ، ثم بعد العصر ، وهكذا .. إضافة إلى بعض البرامج في الإذاعة يشارك فيها .. بالإضافة إلى عمله اليومي الوظيفي .. فكان يومه حافلاً بالخير والعطاء .. فمن يسدّ مكان هؤلاء ؟
مشايخ كثر رحلوا عناّ .. ولكنهم قدموا الكثير .. وتركوا بصمات واضحة فيمن حولهم .. رحلوا .. ولكنهم تركوا أثراً قبل الرحيل ..
فأنا أتسأءل مع إخواني وأخواتي .. ألا يمكن لكل واحد مناّ أن يترك أثراً حسناً ينفع به الناس قبل رحيله ؟ بلى ..
لنبحث عن عمل متواصل من الخير والعطاء ، عمل يوصل النفع إلى أكبر عدد ممكن من الناس ، عمل يظل في صحيفة أعمالك حتى بعد الممات ، عمل يظل لنا به الذكر الحسن حتى بعد الرحيل عن هذه الحياة ..
وليسأل كل واحد نفسه : هل سيفتقدني الناس حين أغادر هذه الحياة ؟ ليأتي من يذكرني بالخير ويسدّ مكاني ؟
أتمنى ذلك ..
أخوكم / أبو روان
سمعت في درس قصير بالإذاعة .. أحد المحاضرين .. وقد ذكر قصة لأحد أطباء العيون في الكويت ، حيث أنه سنوياً يجعل له إجازة يغلق فيها عيادته ، ليسافر إلى شمال الصومال ، لا للسياحة طبعاً ، وإنما في هذا الأسبوع يقدم خدمة مجانية لمعالجة الناس ، يقول : يقوم بإجراء 100 عملية في هذا الأسبوع .. فينتفع به 100 شخص يعود إليهم النظر بعد ان كانوا عمياناً أو شبه مبصرين ..
فتساءل : ومن لبقية شعب الصومال ؟ اسبوع واحد لا يكفي !!! ثم قال: هذا ما كان يستطيع تقديمه ذلك الطبيب ، وهو جهد مشكور منه بارك الله فيكه ، لكن في الأمة إن شاء الله من يحب الخير ، ليواصلوا العطاء ويقوموا بذات التطوع في هذا المجال وغيره ..
فتذكرت من الواقع أناس كثيرين .. يحبون الخير .. ويقدمون ما يستطيعون عليه .. وبعضهم من عوّام الناس .. فأدركت من النساء الكبار إحدى جداتي .. وكانت شهرياً ترسل طعاماً لمجموعة من الأسر .. ليسدّ حاجتهم طوال الشهر .. فلماّ ماتت .. جاءوا ليسألوا عن سبب انقطاع المعونات .. فلما عرفوا السبب بطل العجب !
وامرأة أخرى من خالاتي .. كانت تصرّ علي من أجل فعل الخير .. والتصدق وكفالة الأيتام .. وآخر أمرها أرادت بناء مسجد .. فبحثت لها من الثقات من أصدقائي .. فوجدنا مسجداً قديماً يحتاج إعادة بناء في الأردن .. فتبرّعَتْ بذلك .. جزاها الله خيراً ..
أنا ذكرت مثل هذه الوقائع لأناس عايشتهم .. وربما كل واحد منكم لديه من هذه النماذج الكثير .. أناس قدموا الخير المتواصل ولا زالوا يقدمون .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. لكنهم في عطاء ومحاولة لتقديم أكثر مما يستطيعون .. ليكون لهم أثر في الناس .. ليكون لهم أثر في مسح دمعة محتاج .. أثر في رفع حاجة المساكين .. أثر في شفاء مريض لا يملك ثمن الدواء .. أثر في تعليم جاهل لا يجد ما يسد حاجته ليتفرغ لطلب العلم .. أثر في إصلاح الناس ودعوتهم للخير بالدروس والمحاضرات ..
سماحة شيخي وشيخ الجميع عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وهب نفسه لخدمة الدين والدعوة للخير وإصلاح الناس والسعي في مصالحهم .. وقد افتقدناه فعلاً ..
وبعض المشايخ بالرياض كنت أسمع أن له محاضرة المغرب في مسجد كذا ، وبعد العشاء في مسجد آخر يشرح كتاب كذا ، واليوم التالي بعد الفجر درس ، ثم بعد العصر ، وهكذا .. إضافة إلى بعض البرامج في الإذاعة يشارك فيها .. بالإضافة إلى عمله اليومي الوظيفي .. فكان يومه حافلاً بالخير والعطاء .. فمن يسدّ مكان هؤلاء ؟
مشايخ كثر رحلوا عناّ .. ولكنهم قدموا الكثير .. وتركوا بصمات واضحة فيمن حولهم .. رحلوا .. ولكنهم تركوا أثراً قبل الرحيل ..
فأنا أتسأءل مع إخواني وأخواتي .. ألا يمكن لكل واحد مناّ أن يترك أثراً حسناً ينفع به الناس قبل رحيله ؟ بلى ..
لنبحث عن عمل متواصل من الخير والعطاء ، عمل يوصل النفع إلى أكبر عدد ممكن من الناس ، عمل يظل في صحيفة أعمالك حتى بعد الممات ، عمل يظل لنا به الذكر الحسن حتى بعد الرحيل عن هذه الحياة ..
وليسأل كل واحد نفسه : هل سيفتقدني الناس حين أغادر هذه الحياة ؟ ليأتي من يذكرني بالخير ويسدّ مكاني ؟
أتمنى ذلك ..
أخوكم / أبو روان