رد: أذكار الصباح و المساء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جواباً على سؤالكم الثاني، وخروجاً عن التزام الجواب من كتب مذهب الإمام الرباني.. فهذه نقول مفيدة:
في الوابل الصيّب لابن القيّم: "في ذكر طرفي النهار؛ وهما ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب".
وفي غذاء الآلباب شرح منظومة الآداب: "(و) قل في (الصباح) من الذكر المروي عن سيد النصاح، ومن عمت شمس رسالته الأغوار والبطاح، ما أخرجه أهل المسانيد والسنن والصحاح (و) قل (في المساء) من الذكر ما عسى أن يلين به القلب الذي قد قسا، بالذنوب والأسا.اعلم أيها الناصح لنفسه، المتزود لرمسه، المنكب على الذكر والمستغرق بأنسه، المتهيئ لمجاورة ربه في حضيرة قدسه، أن أذكار طرفي النهار كثيرة جدا، والحكمة فيه افتتاح النهار، واختتامه بالأذكار التي عليها المدار، وهي مخ العبادة، وبها تحصل العافية والسعادة.
ونعني بطرفي النهار ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب. قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} [الأحزاب: 41] {وسبحوه بكرة وأصيلاً} [الأحزاب: 42] والأصيل هو الوقت بعد العصر إلى المغرب، وجمعه أصل وآصال وأصائل، كأنه جمع أصيلة. قال الشاعر:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله ... وأقعد في أفنائه بالأصائل
ويجمع أيضا على أصلان " مثل بعير وبعران، ثم صغروا الجمع فقالوا أصيلان، ثم أبدلوا عن النون لاما فقالوا: أصيلال ".
قال الشاعر
وقفت فيها أصيلالاً أسائلها ... أعيت جواباً وما بالربع من أحد"
وقال تعالى {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} [غافر: 55] فالإبكار أول النهار، والعشي آخره. وقال {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [ق: 39] . وهذا يفسر ما جاء في الأحاديث من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي أن المراد به قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر. أهـ