العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

بئس إزار طالب العلم التعالي والغرور !!

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بسم الله الرحمن الرحيم
هي خواطر عابرة؛ لم أرد إلا إشارة أو إلماحة؛ وعلى الفضلاء إكمال البقية:

العلم معدنٌ نفيس؛ وجوهرٌ ثمين؛ له أسباب تصونه وتحفظه؛ ومن أعظم الثمار الجالبة له: التواضع؛ وحين ترى نابتة في بعض طلاب العلم -أصلح الله قلوبهم-؛ من رؤية النفس؛ وإعجاب المرء بنفسه؛ يلمس ذلك في ثنايا كلامه؛ وطيَّات كتاباته وتقريراته؛ وقد كان العلم كفيلاً بإذابة هذا؛ لكنه لم يلامس روحه؛ ولم يخالط جوهره؛ إذ كيف يرى طالب العلم أنه قد علم؛ وهو يوماً وراء يوم يتعلم ما يجهله؟.

ألم يكن هذا دافعاً له أن يتقرَّر لديه: أنه مهما بلغ ما معه من العلم فلا شيء؟؛ وأنه قطرة في بحر!؛ أو ذرة رملٍ في فلاة؟!.


أولا تقرع القلوب حقيقة قول الحق تبارك وتعالى -علاَّم الغيوب-: { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } [يوسف:76]؟.


ألا إن للعلم حلة: هي تواضع من حمله؛ ألا ترى الشجرة المثمرة النافعة؛ كيف تمتلئ بالنتاج والثمر عن أخريات لا ثمر فيها مشمخرات؛ تجدها موطأة الأكناف؛ قريبة لطالبها؛ سهلة لمريدها.


فمتى تكون هذه الملامح حقيقية في طلاب العلم لا صورية؛ يصلح المتعلم وتستقيم الأمور.


الأربعاء 6/7/1429هـ
مكة المكرمة
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أحسن الله إليكم شيخنا الحبيب، ولا حرمنا فوائدكم .

نسأل الله أن يحلينا بحلية طلبة العلم، وأن يزيننا بزينتهم، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، إنه أكرم مسؤول .
 

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وبعد ..

جزيت خيرا أخي الفاضل عبد الحميد
أسعدني هذا الموضوع كثيرا ، وهو يختلج في نفسي منذ زمن وتحرجت في طرحه على الأحبة لأسباب .

ولا ندعي العصمة لأنفسنا ، لكن حسبنا أننا نتعاهد أنفسنا دائما ونجاهدها .
واذكر مثالا فإن من يعرف شيخي معالي الشيخ صالح آل الشيخ نفع الله بعلمه ، فقد كان وفقه الله في دروسه يؤكد كثيرا على هذا الأمر ويضع كل واحد في موضعه ويربي في الطلبة هذا الأمر حتى لو قسا علينا ، وهذه صفة المربي الناصح المحب.


وأقول لزملائي من طلبة العلم إنني أحث نفسي وأحثهم على القرءاة الدائمة في سير الصالحين من العلماء السابقين ، وملاحظة هضمهم لأنفسهم ومدى ازدرائهم لها .

اقرأ أخي طالب العلم من الكتب
كتاب ( تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ) لابن جماعة
كتاب ( التعالم ) ، ( حلية طالب العلم ) ، وكلاهما لبكر أبو زيد غفر الله له

وغيرها
لكن الكتاب المعاصر وسيرة العالم المعاصر قد تؤثر في الطالب أكثر مما يقرأ في الكتب من سير السابقين ذلك لأنه يرى ذلك رأي العين ويعايشه .
ومن حضر للعلامة ابن باز رحمه الله ، وشيخنا الشيخ صالح الفوزان وفقه الله وغيرهم من علمائنا وجد ذلك في دروسهم .

كما انني أؤكد على الإخوة الكرام من المبتدئين في طلب العلم (( وهذه حقيقة واطلب العذر من الإخوان فإن الحقيقة دائما مرة )) ، فإني أحث الإخوة أن يحرصوا على طلب العلم من طلاب العلم الذين عرف عنهم الأخذ عن العلماء وكبار طلبة العلم في دروسهم في المساجد .
لأن الطالب قد يطلب العلم على شخص ـ لديه من العلم ما لابأس فيه ـ ولكنه لم يحضر درسا ولم يثني ركبة ولم يصبر على جلد العلم ، وكذا الذلة فيه ، والذلة في العلم شرف لطالب العلم . فخريج الجامعة لا يخرج طالب علم ! ، ولذلك لا يستفيد منه تواضعا ولا رقة لقلبه ولا معرفة لقدره ، ولا أعمم ولكن هذه الحال
لذا نجد أن أكثر من يتصدر للتعليم أكثرهم ممن هم قليلوا العلم ، ظنوا أنهم علموا فتصدروا .
لذا فإنك تجد الخلل الكبير في طلبة العلم في هذا الزمن .
واتذكر هنا كلام العلامة بكر أبو زيد حينما نقل (( العلم ثلاثة أشبار....)) وأظن أولئك النفر لا زالوا في الشبر الأول ، ولو وصلوا للشبر الثالث لعلموا أنهم لا يعلمون شيئا ، وهكذا كان حال علمائنا إذا سئلوا عن شيء توقفوا فيه .
فالله المستعان .

أشكرك أخي الفاضل على طرح الموضوع وأسأل الله أن يكون ذلك مذكرا لنا ولإخواننا من طلبة العلم .

وعذرا إن كنت كشفت حقيقة مرة ، ولكن صديقك من صدقك ( بفتح الدال والقاف ) ، لا من صدقك ( بتشديد الدال ).

والله المستعان ، والحمد لله رب العالمين .

وكتبه
الفقير إلى عفو ربه ومولاه
صلاح بن خميس الغامدي
 
التعديل الأخير:
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
جزى الله شيخنا عبدالحميد على تذكرة إخوانه، وكذا الشيخ صلاح على إضافته وتعليقاته ...
وأقول ألا يرى إخواني أن بعض هذا الإعجاب بالنفس يوجد في كتب السابقين .. فكيف يكون توجيهه ؟
 

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
الحمد لله وحده وبعد ..

عذرا أخي الحبيب عبد الحميد للتعليق على موضوعك والاجابة على الأخ الفاضل زايد وفقه الله
فأقول لأخي الشيخ زايد إن ما ذكرته قد تلمسه في بعض العلماء السابقين مما سُطّر في كتبهم ، مثل ابن حزم مع بعض الفقهاء ، وابن ابي ذئب ومالك ، وأبوثور وأحمد بن حنبل وغيرهم ...
ولكن أقول ان ذلك حصل منهم من باب حبهم للدين والغيرة عليه والرد العلمي المتجرد من حظوظ النفس ـ نحسبهم كذلك ـ ، وان من حسن ظننا بهم أن ذلك كان لهذا السبب وإلا فقد كانت قلوبهم ملئية بحب بعضهم لبعض ، ولذا فالقولة المشهورة عن الشافعي ونقلت عن مالك ( اضربوا بقولي عرض الحائط ) وهذا فيما اذا ظهرت مخالفته للدليل
والكبر ( بطر الحق ) أي رد الحق ولا نعلم احدا منهم رد الحق بعد ان تبين له الدليل فيه ولكنهم اجتهدوا وهم بين الأجر والأجرين
وكذا ( غمط الناس ) وهو احتقار الناس والكلام فيه كسابقه
وان سلمنا وقوع ذلك منهم ، فلعله تكفيرا لذنوبهم ، وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه
ولذا ألف بعض العلماء كتبا في آداب طالب العلم ، وحري بطالب العلم القراءة فيها ، والعود عليها مرة بعد مرة حتى يتشرب ذلك في تصرفاته وفي اعماله
هذا ما انقدح في ذهني سريعا بعد ما قرأت تعليقك أخي زايد وفقك الله لكل خير .

وكتبه
الفقير الى عفو ربه ومولاه
صلاح بن خميس الغامدي
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.

أثنى الشيخ محمد الأمين الهرري حفظه الله على بعض مصنفاته وكان مما قاله أن مؤلفها أندر من الكبريت الأحمر.


فسألناه عن مغزى هذا الثناء؟

فأملانا ما يلي:

إن ثناء أهل العلم على مصنفاتهم ليس هو من باب الإعجاب ولا من باب إطراء النفس...
وإنما هو من باب تشجيع الناس وتحفيزهم على قراءة مصنفاتهم والانتقاع بها.

وأعتذر فالنقل بالمعنى، وقد سمعته من فيه قبل عشر سنوات أيام دراستي في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة.
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
وهل يوجد في كتب السلف الأوليين شيء أكثر من ازدراء أنفسهم !!
والكلام أخي صلاح على الإعجاب بالنفس لا على كلام أهل العلم في بعضهم البعض ... فما أدري ما وجه ما قلت حفظك الله ؟
 
التعديل الأخير:
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
زايد بن عيدروس الخليفي;7036 قال:
جزى الله شيخنا عبدالحميد على تذكرة إخوانه، وكذا الشيخ صلاح على إضافته وتعليقاته ...
وأقول ألا يرى إخواني أن بعض هذا الإعجاب بالنفس يوجد في كتب السابقين .. فكيف يكون توجيهه ؟


غفر الله لنا ولك أخي أبا خليفة الخليفي
علق فضيلة الشيخ ابن عثيمين على قول الحافظ في مقدمة "نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" لماقال الحافظ رحمه الله" على ترتيب ابتكرته وسبيل انتهجته، مع ما ضممت إليه من شوارد الفرائد، وزوائد الفوائد" قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معلقا:
"فإن قلت كيف يمتدح الإنسان شيئا ألفه هو؟ وهل هذا إلا من تزكية النفس؟ نقول : إذا كان المقصود مصلحة الغير فلا حرج، الرسول صلى الله عليه وسلم قال" إني لأعلمكم بالله وأخشاكم " رواه البخاري ومسلم.
وابن مسعود يقول"لو أعلم أن أحدا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لارتحلت له" رواه البخاري ومسلم.
وهذا فيه ثناء على نفسه، ولكن أيش قصده؟ الحث على طلب العلم، وابن مالك يقول في ألفيته وإن كان ابن مالك ماهو حجة، يعني يحتاج مايعتذر عنه لو كان مخطأ ، وإيش يقول رحمه الله؟ يقول:
تقرب الأقصى بلفظ موجز.......................وتبسط البذل بوعد منجز
وتقتضي رضا بغير سخط.....( إلى هنا مقبولة لكن ) فائقة ألفية ابن معطي
.............نعم على كل حال هو يريد الخير، ما أراد بذلك إلا الخير. فهذا ابن حجر رحمه الله تعالى مايريد إلا الخير وأن نعتني بهذا الكتاب لمافيه من الفوائد" انتهى تعليق الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-.

قلت: وهكذا ينبغي أن يقال أيضا ولاإشكال فيما قاله الإمام المقرئ علي بن الحسن السخاوي في نونيته الموسومة بـ"عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد" لما قال في أخر أبياتها :
أبرزتها حسناء َنَظْمُ عقودِها در.... و فصل دُرها بجُمانِ
وانظر إليها وامِقًا مُتدبرًا .......فيها فقد فاقت ْبحسْنِ مَعان
واعلمْ بأنَّك جائرٌ في ظُلمِها ....إن قستها بقصيدةِ الخاقانِي

فالقصد هو كما قال الشيخ العلامة ابن عثيمين، هو لأجل أن أن نعتني بكتبهم وأن نستفيد منها، وهو ماأكده أيضا تلميذه النجيب أبو فراس نقلا عن شيخه الهرري، وهذا والله ظننا في أئمتنا وعلمائنا، وهو ما يتناسب مع ديانتهم ومنزلتهم وعلو مكانتهم، أسبغ الله عليهم شآبيب الرحمات...
 
التعديل الأخير:

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
وهل يوجد في كتب السلف الأوليين شيء أكثر من ازدراء أنفسهم !!
والكلام أخي صلاح على الإعجاب بالنفس لا على كلام أهل العلم في بعضهم البعض ... فما أدري ما وجه ما قلت حفظك الله ؟

السلام عليكم ورحمة الله
وجه ما أوردته واضح ، ولعلك تراجع المحلى لابن حزم فثمة أمثلة مما قلت

وهل رد بعض العلماء على بعضهم مع التشنيع عليه بما ليس له تعلق بالمسألة إلا إعجاب بالرأي وبالنفس !


وفقنا الله واياكم لرضاه
 
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
زايد بن عيدروس الخليفي;8554 قال:
وهل يوجد في كتب السلف الأوليين شيء أكثر من ازدراء أنفسهم !!
والكلام أخي صلاح على الإعجاب بالنفس لا على كلام أهل العلم في بعضهم البعض ... فما أدري ما وجه ما قلت حفظك الله ؟

لعل الذي يقصده فضيلة القاضي صلاح بن خميس الغامدي هو أن الحط من الأخرين وتنقص أرائهم في سياق الرد عليهم بحد ذاته إعجاب بالنفس وتزكية لها....
 
أعلى