رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟
يعتري الجمع و التفريق بين المتماثل و المختلف جملة من المسائل :
المسألة الأول : بيان الأصل في هذه القواعد من حيث الشرع :
لا يماري أحد في جعل ـ الجمع بين المتفق ، و التفريق بين المختلف ـ أصلا ، و أنّ التفريق بين النظائر و عكسه خلاف الأصل..، و لهذا التحرير أدلة في الشرع.
المسألة الثانية : بيان القدر الذي تجتمع عليه العقول و النقول :
لا يشك الناظر في اتفاق النقل و العقل على جمع التناظر ، و افتراق المختلف..، و الاعتماد على معنى الشبه و الخلف في الإلحاق أو التفريق..
المسألة الثالثة : تفرد النقل في الجمع بين المختلف ، و التفريق بين المتفق : و هو المقصد من تعارض عبارة الإمام ابن القيم مع ما جاء في الإمام..
و عليه : فقول الشيخ باجنيد :
نعم، المشهور عند كثيرين أن الفقيه هو الذي يجمع بين مفترقين، ويفرق بين مجتمعين.
لكن ابن القيم رحمه الله تعالى يقول ما مفاده: إن هذا الذي يراه الناس مفترقاً إنما هو في حقيقته مؤتلف ولكنهم لم يدركوا وجه الائتلاف والتشابه، وأن ما جاء مما يظنه بعض الناس مخالفاً للقياس إنما هو جارٍ على وفق القياس في حقيقة الأمر.
فبول الجارية مختلف في الحقيقة عن بول الغلام، وإن كان قد يظهر لكثير من الناس أنهما شيء واحد.
وكذلك المني والمذي .. ودم الحيض ودم الاستحاضة .. وهكذا
يعارض القصد ؛ لأنّ الفقيه لم يهتد إلى الائتلاف إلا عند تعلق خطاب الشرع بما ظنّ فيه خلفا ، و لولا ورود الشرع لطرد القواعد بإلحاق المتفق و ردّ المختلف جريا على الأصل..، و الحكمة جارية مع القول بأن الشرع جمع بين المختلف ؛ لا مع :
" وأن ما جاء مما يظنه بعض الناس مخالفاً للقياس إنما هو جارٍ على وفق القياس في حقيقة الأمر[/quote]
لأنّ الحكمة تتقرر مع التقرير الأول لا الثاني..
من الأمثلة المذكورة ظهر أن كلا القولين صحيح لأنه ينظر إلى القضية من جهة
ولكن سؤالي ما النتيجة المترتبة على قبول قول الإمام ابن القيم، أو قبول قول الشيخ الأخضري؟
أي هل من مسائل اختلف فيها بناء على القاعدتين المتعاكستين؟
الاختلاف أستاذتنا الفاضلة في : الإبقاء على مسألة الجمع بين المختلف مخالفة للقياس أو توجيه ما ظن فيه الخلف لينسجم مع القياس كما قال ابن القيم رحمه الله؟
أنا مع القول بإثبات وجود جمع بين مختلف و تفريق بين متفق دون تأويل أو تكلف..و الله أعلم
وعندي سؤال آخر : ألم يستدل ابن حزم على إبطال القياس بأن الشريعة جاءت بالفرق بين المتماثلات ؟
الحقيقة ما ذكرتم شيخ حمزة : فالإمام الطوفي ذكر هذه لبيان حجج ابن حزم ، و دفعه بأدلة قوية جدا..