العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

إنضم
22 مارس 2011
المشاركات
48
الكنية
أبو علي
التخصص
هندسة مدنية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
قال ابن القيم في اعلام الموقعين (1/129) : "ومدار الاستدلال جميعه على التسوية بين المتماثلين، والفرق بين المختلفين"، وقال بعد: "فلو جاز التفريق بين المتماثلين لانسدت طرق الاستدلال وغلقت أبوابه".
قال الأخضري في الإمام (ص 107) تحت عنوان الجمع بين الضرائر والتفريق بين النظائر: "المعروف بداهة وتتبعا أن الشريعة الغراء جمعت بين المختلفات وفرقت المتماثلات، وإن كان الأصل جمع ما تناظر ودفع ما تعارض..."

فهل من مُوجه لما ظهر من التناقض بين الإمام ابن القيم وطالب العلم" الأخضري
"
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

ما طرحه الدكتور نبيل يحتاج إلى تعليق من رواد الملتقى لأهميته..
دون أن نلتفت إلى اسم القائل أو المستدرك..

 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

قال الإمام الطوفي :

قالوا : شأن شرعنا الفرق بين المتماثلات وعكسه " يعني الجمع بين المختلفات "
نحو : غسل بول الجارية دون بول الغلام ، والغسل من المني والحيض دون المذي والبول " مع استواء ذلك كله في كونه [ ص: 274 ]خارجا من الفرج نجسا ، وإن قلنا بطهارة المني ، قوي الإشكال ، إذ يجب الغسل بخروجه مع طهارته دون المذي والبول مع نجاستهما ، والقياس العكس
وإيجاب أربعة " شهود " في الزنى دون القتل " مع إفضائهما إلى القتل فيما إذا كان الزاني محصنا ، وإن كان بكرا قوي الإشكال ، إذ لا زهوق فيه . ومع ذلك يشترط فيه أربعة شهود ، والقتل الذي فيه الزهوق يكتفى فيه بشاهدين ، وكان القياس العكس احتياطا للدماء ، ونحو ذلك كثير ، ككونه فرق في حق الحائض بين قضاء الصوم والصلاة ، وكلاهما عبادة ، وأباح النظر إلى الأمة دون الحرة ، وكلتاهما امرأة محل للشهوة
وجمع بين المختلفات : فأوجب جزاء الصيد على من قتله عمدا أو خطأ ، وفرق في التطيب وحلق الشعر بين العمد والخطأ ، وكلها من محظورات الإحرام ، وأوجب الكفارة بالظهار والقتل والإفطار واليمين ، وهي أفعال مختلفة ، ثم غاير بين مقادير كفارتها ، وأوجب القتل على الزاني والقاتل وتارك الصلاة ، والكافر ، وجناياتهم مختلفة ، وقال لأبي بردة في التضحية
تجزئك ولا تجزئ أحدا بعدك
وقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم خالصة لك من دون المؤمنين
مع أن الجميع أناسي مكلفون
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

نعم، المشهور عند كثيرين أن الفقيه هو الذي يجمع بين مفترقين، ويفرق بين مجتمعين.

لكن ابن القيم رحمه الله تعالى يقول ما مفاده: إن هذا الذي يراه الناس مفترقاً إنما هو في حقيقته مؤتلف ولكنهم لم يدركوا وجه الائتلاف والتشابه، وأن ما جاء مما يظنه بعض الناس مخالفاً للقياس إنما هو جارٍ على وفق القياس في حقيقة الأمر.

فبول الجارية مختلف في الحقيقة عن بول الغلام، وإن كان قد يظهر لكثير من الناس أنهما شيء واحد.
وكذلك المني والمذي .. ودم الحيض ودم الاستحاضة .. وهكذا
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

فهل من مُوجه لما ظهر من التناقض بين الإمام ابن القيم وطالب العلم" الأخضري"
من الأمثلة المذكورة ظهر أن كلا القولين صحيح لأنه ينظر إلى القضية من جهة
ولكن سؤالي ما النتيجة المترتبة على قبول قول الإمام ابن القيم، أو قبول قول الشيخ الأخضري؟
أي هل من مسائل اختلف فيها بناء على القاعدتين المتعاكستين؟
 

حمزة عدنان الشركسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
3 يونيو 2011
المشاركات
189
التخصص
اقتصاد إسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

ولكن سؤالي ما النتيجة المترتبة على قبول قول الإمام ابن القيم، أو قبول قول الشيخ الأخضري؟
أي هل من مسائل اختلف فيها بناء على القاعدتين المتعاكستين؟
وعندي سؤال آخر : ألم يستدل ابن حزم على إبطال القياس بأن الشريعة جاءت بالفرق بين المتماثلات ؟
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

يعتري الجمع و التفريق بين المتماثل و المختلف جملة من المسائل :
المسألة الأول : بيان الأصل في هذه القواعد من حيث الشرع :
لا يماري أحد في جعل ـ الجمع بين المتفق ، و التفريق بين المختلف ـ أصلا ، و أنّ التفريق بين النظائر و عكسه خلاف الأصل..، و لهذا التحرير أدلة في الشرع.
المسألة الثانية : بيان القدر الذي تجتمع عليه العقول و النقول :
لا يشك الناظر في اتفاق النقل و العقل على جمع التناظر ، و افتراق المختلف..، و الاعتماد على معنى الشبه و الخلف في الإلحاق أو التفريق..
المسألة الثالثة : تفرد النقل في الجمع بين المختلف ، و التفريق بين المتفق : و هو المقصد من تعارض عبارة الإمام ابن القيم مع ما جاء في الإمام..
و عليه : فقول الشيخ باجنيد :

نعم، المشهور عند كثيرين أن الفقيه هو الذي يجمع بين مفترقين، ويفرق بين مجتمعين.

لكن ابن القيم رحمه الله تعالى يقول ما مفاده: إن هذا الذي يراه الناس مفترقاً إنما هو في حقيقته مؤتلف ولكنهم لم يدركوا وجه الائتلاف والتشابه، وأن ما جاء مما يظنه بعض الناس مخالفاً للقياس إنما هو جارٍ على وفق القياس في حقيقة الأمر.

فبول الجارية مختلف في الحقيقة عن بول الغلام، وإن كان قد يظهر لكثير من الناس أنهما شيء واحد.
وكذلك المني والمذي .. ودم الحيض ودم الاستحاضة .. وهكذا
يعارض القصد ؛ لأنّ الفقيه لم يهتد إلى الائتلاف إلا عند تعلق خطاب الشرع بما ظنّ فيه خلفا ، و لولا ورود الشرع لطرد القواعد بإلحاق المتفق و ردّ المختلف جريا على الأصل..، و الحكمة جارية مع القول بأن الشرع جمع بين المختلف ؛ لا مع :


" وأن ما جاء مما يظنه بعض الناس مخالفاً للقياس إنما هو جارٍ على وفق القياس في حقيقة الأمر[/quote]
لأنّ الحكمة تتقرر مع التقرير الأول لا الثاني..


من الأمثلة المذكورة ظهر أن كلا القولين صحيح لأنه ينظر إلى القضية من جهة
ولكن سؤالي ما النتيجة المترتبة على قبول قول الإمام ابن القيم، أو قبول قول الشيخ الأخضري؟
أي هل من مسائل اختلف فيها بناء على القاعدتين المتعاكستين؟
الاختلاف أستاذتنا الفاضلة في : الإبقاء على مسألة الجمع بين المختلف مخالفة للقياس أو توجيه ما ظن فيه الخلف لينسجم مع القياس كما قال ابن القيم رحمه الله؟
أنا مع القول بإثبات وجود جمع بين مختلف و تفريق بين متفق دون تأويل أو تكلف..و الله أعلم


وعندي سؤال آخر : ألم يستدل ابن حزم على إبطال القياس بأن الشريعة جاءت بالفرق بين المتماثلات ؟
الحقيقة ما ذكرتم شيخ حمزة : فالإمام الطوفي ذكر هذه لبيان حجج ابن حزم ، و دفعه بأدلة قوية جدا..
 
إنضم
22 مارس 2011
المشاركات
48
الكنية
أبو علي
التخصص
هندسة مدنية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

شكر الله لكم أيها الأفاضل، وبارك الله في شيخنا الذي أجاب فأجاد.
ولعل الموضوع لا يكتمل حتى نتساءل:ما الحكمة في جعل الشرع لبعض الأحكام خارجة عن مقتضى القياس ومخالفة لقاعدة الجمع بين النظائر؟
فمنها حمل المكلف على التردد بين خاصية التعبد بإشراك العلل والمصالح، والتعبد المحض المنقطع عن كل حظ (ورد هذا المعنى في الإمام).
فهل من حكم أخرى تصطادها خواطركم؟
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

جزاكم الله خيرا دكتور نبيل :
قد يكون من الحكم : القول بوجود سدرة ينتهي عندها الاجتهاد التشريعي إلى مقام يذعن فيه العقل للنقل ، و لا يتحقق ذلك إلا في حالة واحدة :
ـ حال جمع التشريع بين المختلف ، و التفريق بين المؤتلف..
من أجل هذه الحكمة ، تقرر قاعدة مخالفة القياس ، و لا نثبت الموافقة ـ كما فعل الإمام القدوة ابن القيم ـ ليبقى العقل تابعا متعبدا عند المقامات التي يجهلها..و الله أعلم

 
إنضم
22 مارس 2011
المشاركات
48
الكنية
أبو علي
التخصص
هندسة مدنية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

أحسن الله إليكم، ما أراها إلا حكمة رجّحت الكفّة...
وإذا استعرتُ العبارة من مشاركتكم، والمعنى من كتابكم، تكون بضاعتكم قد رُدّت إليكم، فأقول:
وقد يكون من الحكم أيضا: القول بوجود سدرة ينتهي عندها الاجتهاد إلى مقام يذعن فيه الخواص لخواص الخواص، لذلك كان إذا قال "أستحسن" سكت الجميع...
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

جزاكم الله خيرا دكتور نبيل :
قد يكون من الحكم : القول بوجود سدرة ينتهي عندها الاجتهاد التشريعي إلى مقام يذعن فيه العقل للنقل ، و لا يتحقق ذلك إلا في حالة واحدة :
ـ حال جمع التشريع بين المختلف ، و التفريق بين المؤتلف..
من أجل هذه الحكمة ، تقرر قاعدة مخالفة القياس ، و لا نثبت الموافقة ـ كما فعل الإمام القدوة ابن القيم ـ ليبقى العقل تابعا متعبدا عند المقامات التي يجهلها..و الله أعلم

وجماع ذلك كله:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".
لكن - وليس من باب الاستدراك - ألا يمكن سيدي أن يكون للجمع بين القولين مسلك؟
 
إنضم
22 مارس 2011
المشاركات
48
الكنية
أبو علي
التخصص
هندسة مدنية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

أستاذنا المحترم أبو حاتم: ريثما يعود الشيخ للملتقى، أسجل هذه الإجابة (من باب المحاولة التي تحتمل الخطأ أكثر من الصواب):
لا يصلح القياس ليكون اعتبارا جامعا تلتئم حوله الأحكام، بل الاعتبار الجامع في درجة أعلى من ذلك، لعله منظومة النفع والضرر.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ناقض الأخضري ابنَ القيم؟

وجماع ذلك كله:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".
لكن - وليس من باب الاستدراك - ألا يمكن سيدي أن يكون للجمع بين القولين مسلك؟
أحسن الله إليكم أبا العطاء : أقول برواية أخرى :
تكتمل حكم الجمع و التفريق بين صحيح المنقول و صريح المعقول بالقسمة الثنائية : 1ـ الجمع بين النظائر و التفريق بين الضرائر 2 ـ الجمع بين الضرائر و التفريق بين النظائر..
إليكم الاحتمالات الممكنة :
ـ يتعبد العقل اختيارا في الأولى و اضطرارا في الثانية
ـ تدرك الأولى عقلا من حيث مواقع الوجود و تعلق الخطاب ، و الثانية باعتبار تعلق الخطاب حصرا < و هي النكتة التي التفت إليها الإمام القدوة >و الباعث عنده "رحمه الله " دفع مفسدة القول بورود التشريع على خلاف القياس..
أما التحقيق الأليق بتبعية العقل للنقل ـ فيما ظهر ـ فهو الإبقاء على قاعدة مخالفة القياس ، و تعليق معرفة وجه المصلحة بالشرع حصرا..؛ و لو لا الشرع ، لما أدرك الإمام وجه الموافقة..
شيخنا الكريم : أستأذنكم في عرض هذا القول : لو عثر الإمام ابن القيم على الحكمة التي نثرت في كتاب الإمام ، لقال بها !!! ـ هذا ما اعتقده و الله أعلم ـ
و النظرة الفسيحة لكامل القريحة
ثمّ إني لي عودة إلى تحقيق الشيخ نبيل ـ جزاه الله خيرا ـ
 
التعديل الأخير:
أعلى