مالي لا أرى الهدهد

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

"وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين "
الحمد لله الذي ضرب للناس كلّ مثل لأخذ العبر ، و الصلاة و السلام على النبي المعتبر ، و على آله و صحبه و من اعتبر..
أما بعد : فإن الشرع ساق لكل مقام مقالا ، و جعل الخطاب منطوقا و مفهوما و مثالا ..، و وزّع المراتب فهما و استدلالا..
و من جملة البيان الساحر : أن جعل لكل صنف قدوة ، و لكل رتبة حجة ؛ ليحاكم الناس ما شاهدوه بما حصّلوه..؛ فجعل الإمارة الفاضلة لسليمان ـ عليه السلام ـ
و ألمح ـ بالسؤال عن الهدد ـ إلى ضرورة الالتفات إلى أحقر المخلوقات بله أشرفها دون أن تحتج بعلو منصبك أو " تفاهة" من تشرف عليه؛ لأنّ المناصب مهما علت ، لا تظاهر
ملك سليمان ، و مراتب المرعي مهما تدنت ، لا تطاول كريم بني آدم..!!!!!!


​

 

[نبيل محمد أبوبكر]

رد: مالي لا أرى الهدهد

شتان بين تواضع سليمان الذي التفت إلى هدهد، وتبسم ضاحكا من قول نملة، وبين استعلاء فرعون وتكبره على نبي من أنبياء الله ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ﴾...

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

أشكر الدكتور نبيل على هذه المتابعة القيمة...
هذا المقال يحتمل جملة من المعاني باعتبار المنطوق ، و أخرى من حيث اللوازم...فما المعاني اللازمة شيخنا أبا بكر ؟؟؟

 

[نبيل محمد أبوبكر]

رد: مالي لا أرى الهدهد

شيخنا الفاضل، سجلت من اللوازم ما يلي:
1- شعور الحاكم بالمسؤولية الكاملة عن عظائم الأمور وعن صغائرها، فما يبدو هينا، قد يكون وراءه أمر عظيم.
2- التواضع رديف للعدل، في كونه أساسا للمُلك.
3- لا أحد يحتج بعلو منصبه لعدم الالتفات إلى الأدنى، ولنا قدوة في النبي صلى الله عليه وسلم، "أبا عُمير ما فعل النُّغير"، وكانت الجارية تأخذ بيده فيمشي معها في قضاء حوائجها...
4- لا يحقرن الحاكم أحدا من رعيته، ولنا قدوة في اعتبار النبي الخاتم لمن يشير عليه مهما كانت مرتبته، كأخذه بمشورة أحد الصحابة يوم بدر، وكتقديم عمر لابن عباس وهو غلام إذ كان يدخله مع أشياخ بدر...
5- إيجابية الحاكم، فهو لا ينتظر صعود التقارير إليه، بل ينزل لمعاينة الرعية "وتفقد الطير".
6- اتهام النفس قبل اتهام الغير "ما لي لا أرى ... أم كان ..."
7- لا يحقرن المرء نفسه، فمها صغر مركزه ونطاق مسؤوليته، قد يُقدم الكثير لدينه ووطنه.

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

قد أبدعت شيخنا أبا بكر في استعراض اللوازم المقصودة أصالة من إيراد النص القرآني ، و الشرع على مسلكه شرع لنا اتفاقا....، أما المقاصد المنطوقة ، فهي على وفق القصد الثاني ، و استنطاق الحيوان و الطير و الموتى للاعتبار قد لا يكون من شرعنا !! و الله أعلم

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

أنتظر التعليق على الفقرة الآخيرة قبولا أو رفضا...

 

[نبيل محمد أبوبكر]

رد: مالي لا أرى الهدهد

شيخي الكريم، هل تقصد الاستنطاق على وجه الخصوص، أم الفعل عموما؟
فقد وجدت في القرآن (على حد ما فهمت) تشريع حكم اعتبارا بفعل الطير:
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي
أرجو ألا أكون قد ابتعد عن المقصود...

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

مقصدي شيخ نبيل : هل وجد في شرعنا استنطاق الهوام لبيان الأحكام ؟؟ أما آية " فبعث الله غرابا.." فهي من شرائع من سبق..

 

[نبيل محمد أبوبكر]

رد: مالي لا أرى الهدهد

في نطاق ما أعلم (ولا شك أنه نطاق ضيق)، لم أجد ما يخالف مقولتكم.
فإذا ثبت هذا، أي عدم وجود استنطاق الهوام لبيان الأحكام في شرعنا ووجوده في شرع من قبلنا، جاز لنا أن نتساءل:
ما الحكمة من وجود هذا الفارق؟

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

ما الحكمة من وجود هذا الفارق؟

نتوقف شيخ نبيل عن ذكر الحكم إلى حين ...لعل أحدا يتحفنا بإيراد شئ في شرعنا يدل على استنطاق الهوام لتحصيل الأحكام..

 

[أم طارق]

رد: مالي لا أرى الهدهد

نتوقف شيخ نبيل عن ذكر الحكم إلى حين ...لعل أحدا يتحفنا بإيراد شئ في شرعنا يدل على استنطاق الهوام لتحصيل الأحكام..

- ألم تحدث الشاة المسمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها مسمومة حتى لا يأكل منها وبسبب هذا النطق أقيم الحد على المرأة التي وضعت السم.
- ألم تحدث البهيمة التي لم يرفق بها صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشتكي إليه فشرع بسببها الرفق بالحيوان، جاء في الحديث الصحيح:
(قال: فدخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا جمل ، فلما رأى النبي صلى الله
عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح ذفراه
- أصل أذنيه وطرفاهما- فسكت، فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟
فجاء فتى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله، فقال أفلا تتقي الله في هذه
البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إلي أنك تجيعه، وتدئبه- تَكُدُّهُ وتُتعبه-)
رواه الإمام أحمد و أبوداود ، وصححه الألباني.
هل يصلح هذان المثالان للاستدلال على ذلك

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

هل يصلح هذان المثالان للاستدلال على ذلك

ما شاء الله...توثيق موفق نحتاج بعده إلى ذكر الحكم..

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

رد: مالي لا أرى الهدهد

للهدهد عادة لا يتجاوزها!
ففي مسير حياته دعوة للانضباط!
- فهو لا يخرج في السنة إلا في وقتٍ محدَّد!
- وفي ظهوره علامة للزرَّاع يبتهجون بهدهدة صوته لبدء العمل!
- كما أن في سماع صوته حنين الماضي، ودأب الحاضر، وأمل المستقبل!
- وفي رؤيته ارتباطٌ ببهاء المنظر؛ وتلهف المُخبر!

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: مالي لا أرى الهدهد

[FONT=&quot]أثر القدوة يقتفى ، و منهجه يعمل و إن اختفى ،[/FONT][FONT=&quot]...
[/FONT][FONT=&quot]و قد يلازم الانضباطَ عدُمه ،[/FONT][FONT=&quot]..
[/FONT][FONT=&quot]و قد يكون الخروج في أزمنة الكساد[/FONT][FONT=&quot]..
[/FONT][FONT=&quot]شيخنا الكريم : لا أبتغي من الإخبار تعقيدا ، ولا من الإلغاز ترديدا ؛ فقد يكون الحديث باللوازم أشوف ، و عند اللبيب أشرف[/FONT][FONT=&quot]...
[/FONT][FONT=&quot]قال ربّ العزة : " و إذا سألك عبادي عني فإني قريب[/FONT][FONT=&quot] "[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot]و الله أسأل أن يصادف التوقيع بهجة و سرورا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​