محمد بن فائد السعيدي
:: متخصص ::
- انضم
- 23 مارس 2008
- المشاركات
- 618
- التخصص
- الحديث وعلومه
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعي
هذه كلمة توجيهية رائعة كتبها فضيلة شيخنا المحقق أبو محمد عبدالله بن يوسف الجديع "حول لقب (السلفية)"
حول لقب(السلفية)
أصل هذا اللقب النسبة إلى السلف، ولم يعرف في تاريخ المسلمين كلقب تتميز به طائفةٌ من الناس إلى عصرنا الحاضر، وإنما استعمل في كلام العلماء على غير سبيل النسبة، وأريد به منهاج الجماعة الأولى، وأتباعها العاصم من التفرق، ويقصره كثير من العلماء على قرون الخيرية التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم"، وهي جيل الصحابة والتابعين، وأتباع التابعين، مع أن لفظ السلف أعم في معناه من ذلك ، لكنهم حين أرادوا به معنى مخصوصاً قصروه عليه، ولا يفترق في معناه عن المعنى الذي استخدم له لفظ" الجماعة"، والاعتقاد والمنهج والهدي الذي كانوا عليه هو الحق الذي لا تسعد الأمة إلا به، ولن يصلح أمرها إلا بمتابعته، وتفسيره في حياة الصحابة والتابعين وتابعيهم، لم يكن جزئية حصر فيها هذا أو ذاك مفهوم ( السلفية)، إنه يعني الإسلام كله، الإسلام الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فكان الليل والنهار والشمس والقمر بل الماء والهواء، بل الحياة والموت، لتلك الأجيال، وهذا المعنى ليس من حق طائفة أو أخرى أن تستقل به، إنه معنى ومضمون وليس زيا أو شكلاً، وأنت تعجز أن تصنع من المعاني تماثيل مهما تصورتها، ومن ثم فتعجز أن تجعل ذلك المعنى العظيم قابلاً للتجسيد في بدنك لتقول أنا( سلفي).
لذا فمن يدعي الحق في هذه النسبة؟
وبينما أنا أعد هذا البيان لفت نظري كلمة مرت بي لشيخ فاضل في صحيفة معنية بنشر المنهج السلفي، قيل له (ما نصيحتك للإخوة السلفيين؟) فقال( نصيحتي للسلفيين أن يكون سلفيين كما كان السلف الصالح) أقول: إن الدعوى إن لم تطابق الحقيقة تكون كذبا، وحين يحتاج السلفيون ليكونوا سلفيين فلم تكن نسبتهم إذاً صادقة.
فلينتزع من هذا اللقب من يموهون به على العامة والبسطاء، فيزيدون على أساسه تفريقا للأمة.
وفي الوقت نفسه، لينته آخرون عن سب هذا اللقب لما يرونه من الصنف الأخر من التجاوز والانحراف، فإن ذلك التجاوز والخروج عن الجادة ليس هو المنهاج السلفي، بل إن ذلك المنهاج قاضٍ على هذا الصنف من الناس أنهم ليسوا من أهله، إنما أهله المتقون.
إن (السلفية) لفظ شريف يجب أن يبقى معنى حياً في نفوس المسلمين، قاعدة للبناء وميزانا للسلوك في كل دعوة إصلاحية يقصد أصحابُها الإحياء والتجديد على منهاج سليم، فكلنا مقيس به في معناه الكامل السامي.
ولو صح الانتساب إلى السلفية لعلة اجتهاد المنتسب إليها في إصابة منهج السلف، فلا يصح حينئذٍ أن تكون وصفا لطائفة خاصة، إنما يندرج تحتها عامة المجتهدين في إصابة هذا المنهج من جميع المسلمين، كما اندرجوا تحت وصف( أهل السنة والجماعة) بهذا القصد، ومن قصد الحق من طريقه وهو متابعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم على منهاج السلف، فإنه وإن أخطأ في بعض الجزئيات أو أذنب لم يستحق أن يحذف عنه هذا الوصف، لما جرى في أصل منهجه ودينه من قصد متابعة السنة والكون على منهج السلف. "انتهى"
المصدر " أضواء على أحاديث الافتراق" الطبعة الثالثة (ص ( 92، 93، 94)
حول لقب(السلفية)
أصل هذا اللقب النسبة إلى السلف، ولم يعرف في تاريخ المسلمين كلقب تتميز به طائفةٌ من الناس إلى عصرنا الحاضر، وإنما استعمل في كلام العلماء على غير سبيل النسبة، وأريد به منهاج الجماعة الأولى، وأتباعها العاصم من التفرق، ويقصره كثير من العلماء على قرون الخيرية التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم"، وهي جيل الصحابة والتابعين، وأتباع التابعين، مع أن لفظ السلف أعم في معناه من ذلك ، لكنهم حين أرادوا به معنى مخصوصاً قصروه عليه، ولا يفترق في معناه عن المعنى الذي استخدم له لفظ" الجماعة"، والاعتقاد والمنهج والهدي الذي كانوا عليه هو الحق الذي لا تسعد الأمة إلا به، ولن يصلح أمرها إلا بمتابعته، وتفسيره في حياة الصحابة والتابعين وتابعيهم، لم يكن جزئية حصر فيها هذا أو ذاك مفهوم ( السلفية)، إنه يعني الإسلام كله، الإسلام الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فكان الليل والنهار والشمس والقمر بل الماء والهواء، بل الحياة والموت، لتلك الأجيال، وهذا المعنى ليس من حق طائفة أو أخرى أن تستقل به، إنه معنى ومضمون وليس زيا أو شكلاً، وأنت تعجز أن تصنع من المعاني تماثيل مهما تصورتها، ومن ثم فتعجز أن تجعل ذلك المعنى العظيم قابلاً للتجسيد في بدنك لتقول أنا( سلفي).
لذا فمن يدعي الحق في هذه النسبة؟
وبينما أنا أعد هذا البيان لفت نظري كلمة مرت بي لشيخ فاضل في صحيفة معنية بنشر المنهج السلفي، قيل له (ما نصيحتك للإخوة السلفيين؟) فقال( نصيحتي للسلفيين أن يكون سلفيين كما كان السلف الصالح) أقول: إن الدعوى إن لم تطابق الحقيقة تكون كذبا، وحين يحتاج السلفيون ليكونوا سلفيين فلم تكن نسبتهم إذاً صادقة.
فلينتزع من هذا اللقب من يموهون به على العامة والبسطاء، فيزيدون على أساسه تفريقا للأمة.
وفي الوقت نفسه، لينته آخرون عن سب هذا اللقب لما يرونه من الصنف الأخر من التجاوز والانحراف، فإن ذلك التجاوز والخروج عن الجادة ليس هو المنهاج السلفي، بل إن ذلك المنهاج قاضٍ على هذا الصنف من الناس أنهم ليسوا من أهله، إنما أهله المتقون.
إن (السلفية) لفظ شريف يجب أن يبقى معنى حياً في نفوس المسلمين، قاعدة للبناء وميزانا للسلوك في كل دعوة إصلاحية يقصد أصحابُها الإحياء والتجديد على منهاج سليم، فكلنا مقيس به في معناه الكامل السامي.
ولو صح الانتساب إلى السلفية لعلة اجتهاد المنتسب إليها في إصابة منهج السلف، فلا يصح حينئذٍ أن تكون وصفا لطائفة خاصة، إنما يندرج تحتها عامة المجتهدين في إصابة هذا المنهج من جميع المسلمين، كما اندرجوا تحت وصف( أهل السنة والجماعة) بهذا القصد، ومن قصد الحق من طريقه وهو متابعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم على منهاج السلف، فإنه وإن أخطأ في بعض الجزئيات أو أذنب لم يستحق أن يحذف عنه هذا الوصف، لما جرى في أصل منهجه ودينه من قصد متابعة السنة والكون على منهج السلف. "انتهى"
المصدر " أضواء على أحاديث الافتراق" الطبعة الثالثة (ص ( 92، 93، 94)
التعديل الأخير: