العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التواتر العملي والخلل في بعض الاستدلالات الفقهية

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
لقد نُقلت شعائر الإسلام العامة بفرائضها وواجباتها وسُننها بالتواتر العملي (السنة الفعلية) الذي لا يقلّ عن رتبة التواتر اللفظي، بل إنه من حيث الوجود أقوى بكثير، فقلّ ما تجد متواترا لفظيا، في حين أن شعائر الإسلام العامة منقولة كلها بالتواتر العملي.
ولقد استغربت وأنا أنظر في بعض كتب الأصول (مثل أصول السرخسي، أصول البزدوي وشرحه كشف الأسرار في معرض تعليل التفريق بين الفرض والواجب) القول بأن صلاة العيدين والوتر والعمرة وصدقة الفطر ثبتت بأخبار الآحاد، وأن تأخير صلاة المغرب إلى وقت العشاء عند الدفع من عرفات ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد: "الصلاة أمامك" وهو حديث آحاد، وأن السعي بين الصفا والمروة ثبت بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن تعالى كتب عليكم السعي فاسعوا" وغيره وهي أحاديث آحاد. وهو قول مُستغرَب فتلك الأمور شهدها الألوف من الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وتواتر نقلها منهم إلى الأجيال التي جاءت بعدهم من طريق عشرات الألوف من المسلمين. أما الروايات التي يشيرون إليها فهي فإنما تم تدوينها بعد ذلك بقرون لمجرد التسجيل، ولم يتجشم المسلمون أمر روايتها لأنها أصبحت من المعلومات من الدين بالضرورة، فكيف يقال بعد ذلك أن مثل هذه الشعائر الدينية العامة التي تواتر العمل عليها بين ملايين المسلمين من لدن الصحابة رضي الله عنهم، وقبل تدوين كتب الحديث، إنما ثبتت بروايات الآحاد التي دونها علماء الحديث في مدوناتهم بعد عصر الصحابة بقرون؟!
 
أعلى