العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل هذا الحكم على إطلاقه عند الإمام ابن حزم-رحمه الله-؟

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
هل هذا الحكم على إطلاقه عند الإمام ابن حزم –رحمه الله-

قال رحمه الله وهو يتحدث عن الخلاف بين الطوائف في باب الأسماء والصفات، كما في كتابه" الفصل"

"قال أبو محمد اختلف الناس في هذا الباب فذهبت طائفة إلى أن من خالفهم في شيء من مسائل الاعتقاد أو في شيء من مسائل الفتيا فهو كافر وذهبت طائفة إلى أنه كافر في بعض ذلك فاسق غير كافر في بعضه على حسب ما أدتهم إليه عقولهم وظنونهم وذهبت طائفة إلى أن من خالفهم في مسائل الاعتقاد فهو كافر وأن من خالفهم في مسائل الأحكام والعبادات فليس كافرا ولا فاسقا ولكنه مجتهد معذور إن أخطأ مأجور بنيته وقالت طائفة بمثل هذا فيمن خالفهم في مسائل العبادات وقالوا فيمن خالفهم في مسائل الاعتقادات أن كل الخلاف في صفات الله عز و جل فهو كافر وإن كان فيما دون ذلك فهو فاسق وذهبت طائفة إلى أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا وإن كل من اجتهد في شيء من ذلك فدان بما رأى أنه الحق فإنه مأجور على كل حال إن أصاب الحق فأجران وإن أخطأ فأجر واحد وهذا قول ابن أبي ليلى وأبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود بن علي رضي الله عن جميعهم وهو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة رضي الله عنهم لا نعلم منهم في ذلك خلافا أصلا إلا ما ذكرنا من اختلافهم في تكفير من ترك صلاة متعمدا حتى خرج وقتها أو ترك أداء الزكاة أو ترك الحج أو ترك صيام رمضان أو شرب الخمر ...."
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
لي تعقيب على خطأ ابن حزم رحمه الله في باب الحكمة والعليل أنقله هنا بنصه:

تنبيه: هذا الخطأ مِنْ ابن حزم رحمه الله وإن كان من عظيم زلاته وهو كما يعتقد الباحث أنها السبب الرئيس في غالب أخطاء ابن حزم في الفروع والأصول إلا أنَّ هذا لا يوجب خروج الرجل بحالٍ مِنْ دائرة أهل السنة والجماعة ما دام أنه مستمسك بالوحيين: الكتاب والسنة، ولا يقدِّم عليهما غيرَهما، وما وقع فيه من خطأ فإنما بابه الأخطاء العلمية المجرَّدة التي تدور بين الأجر والأجرين، ولا فرق في ذلك بين المسائل العلمية والمسائل العملية كما يعبِّر ابن تيمية (1)
بل إنَّ ابنَ حزم نفسه له قاعدة عظيمة، عَقَدَ لها باباً كبيراً في خاتمة كتابه "الإحكام" وهو الباب الموفي للأربعين، عَقَدَه في إعذار مَنْ أخطأ في المسائل الإجماعية، كإعذاره له في المسائل المختلفة ما دام أنه قاصدٌ للخير، سالكٌ سبيل الرسول ﷺ، بخلاف مَنْ لا يعذر في المسائل الإجماعية البتة، ولذلك كان هذا الموضع مِنْ مآخذ ابن حزم على الفقهاء الذين مشوا على عدم الإعذار فيها، وإلزامهم بعدم إعذارهم أنفسهم وأئمتهم فيما أخطؤوا فيه مِن المسائل الإجماعية، لاسيما وأنها ظنية يمكن الخطأ فيها (2) ، ومِنْ أقواله في هذا الباب:" فمَنْ جهل وأخطأ قاصدا إلى الخير، لم يتبيَّن له الحق ولا فهمه، فخالف شيئا مِنْ ذلك، فسواء أجمع عليه أو اختلف فيه، هو مخطئ معذور مأجور مرة. (3)
======================================
1- " فمَنْ كان مِن المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإنَّ الله يغفر له خطأه كائنا ما كان، سواء كان في المسائل النظرية، أو العملية، هذا الذي عليه أصحاب النبي ﷺ، وجماهير أئمة الإسلام."

2- كقوله: "وأيضا فنقول لهم: إذا كان إجماع أهل المدينة عندكم هو الإجماع، ومِنْ قولكم: إنَّ مَنْ خالف الإجماع كافر، فتكفرون كل من خالف إجماع أهل المدينة بزعمكم أم لا ؟ فإن قالوا: نعم لزمهم تكفير: ابن مسعود وعلي، وكل مَنْ روي عنه فتيا مخالفة لما يدعون فيه إجماع أهل المدينة مِنْ صاحب أو تابع فمن دونهم، وفي هذا ما فيه، وإنْ أبوا مِنْ ذلك قلنا لهم: كذبتم في الدعوى إنَّ إجماعهم هو الإجماع،فارجعوا عن ذلك، واقتصروا على أن تقولوا صوابا أو حقا." الإحكام (4/559،560).

3- المصدر السابق (4/512،513).
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الأمر الآخر:
فإن ابن حزم رحمه الله محقق في هذا الباب لاسيما من الجهة النظرية وإن كان قد يقع له في باب التكفير مبالغة
وقد حكى عنه ذلك شيخنا يوسف الغفيص، وذكر أنه كان محققا لهذا الباب لكن قد يقع له في تكفير الأعيان ما لا يلتئم مع قاعدته النظرية التي هي الغاية في هذا الباب.
كقوله في الفصل: "وقال أبو علي الجبائي الكافر النذل"
وذكر الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله أن ابن تيمية رحمه الله أخذ هذه القاعدة وضبطها وأحكمها
============================
وبما سبق يتبين أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها كما في النقل الذي أوردته وأن فيها جملا من التقييدات التي استتم فيها ابن حزم أصله في هذا الباب، هذا والله أعلم.
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
قال الإمام الفحل المعظم للظواهر صالح بن مهدي المقبلي رضي الله عنه :

"ومن الخاصة قسم رابع ثلة من الاولين وقليل من الاخرين أقبلوا على كتاب والسنة وساروا بسيرهما وسكتوا عما سكتا عنه وأقدموا وأحجموا بهما وتركوا تكلف ما لا يعنيهم وكان تهمهم السلامة وحياة السنة اثر عندهم من حياة نفوسهم وقرة عين أحدهم تلاوة كتاب الله وفهم معانيه على السليقة العربية والتفسيرات المروية ومعرفة ثبوت حديث نبوي لفظا وحكما فهؤلاء هم أهل السنة حقا و الفرقة الناجية واليهم العامة بأسرهم ومن شاء ربك من أقسام الخاصة الثلاثة المذكورين بحسب علمه بقدر بدعتهم ونياتهم "

وقال الإمام البارع بقية السلف ابن الوزير اليماني رضي الله عنه : ...فرجم الله من اعتبر وأنصف في النظر والرحمة إن شاء الله إلى من بذل الجهد حين تعثر فيما وجب من دقائق النظر أقرب منها إلى من أفطر أو قصر لمشقة السفر"

وخير من هذا كله قول مولانا جل في علاه : " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
 
أعلى