العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كتب الزوائد

إنضم
6 يوليو 2012
المشاركات
111
الإقامة
الجيزة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
الدولة
جمهورية مصر العربية
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
الشافعي
كتب الزوائد

مجمع الزائد أنموذجا
أولا :
علم زوائد الحديث :
هو : علم يتناول إفراد الأحاديث الزائدة في مصنَّف رُويت فيه الأحاديث بأسانيد مؤلِّفه ، على أحاديث كتب الأصول الستة (البخاري ، مسلم ، أبو داود ، الترمذي ، النسائي ، ابن ماجه) أو بعضها، من حديثٍ بتمامه لا يوجد في الكتب المزيد عليها ، أو هو فيها عن صحابي آخر ، أو من حديثٍ شارك فيه أصحاب الكتب المزيد عليها أو بعضهم ، وفيه زيادة مؤثرة عنده .
غاية هذا العلم وفائدته :
هي : تقريب السنة النبوية وتيسيرها للمسلمين بعامة ، ولعلمائهم بمختلف تخصصاتهم بخاصة .
ورائد "فن الزوائد" غير منازَع، هو الإمام نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي رحمه الله تعالى (ت 807 هـ) .
ومؤلَّفه الأشهر : "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" ، وقد ضمت (18776) حديثًا .
انظر : التصنيف في السنة النبوية (ص: 76) .
كتاب مجمع الزوائد للحافظ نور الدين الهيثمي
التعريف بمؤلف الكتاب :
هو : عَليّ بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح نور الدّين أَبُو الْحسن الهيثمي القاهري الشَّافِعِي الْحَافِظ وَيعرف بالهيثمي كَانَ أَبوهُ صَاحب حَانُوت .
ولد في شهر رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة فلما كان قبيل الخمسين صحب الحافظ أبا الفضل العراقي ولازمه أشد ملازمة إلى أن بلغ حمامه فخدمه وانتفع به وصاهره على ابنته فرزق منها أولادًا وسمع معه غالب مسموعاته وكتب الكثير من مصنفاته وربما سمع الشيخ أحيانا بقراءته، وهو كبير الفائدة ، ورحل معه جميع رحلاته وحج معه جميع حجاته ولم يكن يفارقه حضراً ولا سفراً وتخرج به في الحديث وكتب عنه جميع مجالس إملائه .
صفاته :
كان -رحمه الله تعالى- عليه إماما عالما حافظا ورعا زاهدا متقشفا متواضعا خيرا هينا لينا سالكا ، سليم الفطرة ، هيناً ليناً خيراً ديناً محبا للغرباء وأهل الدين والعلم والحديث كثير التودد إلى الناس مع العبادة والاقتصاد والتعفف ، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث ، كثير الخير ، كثير الاحتمال للأذى خصوصاً من جماعة الشيخ ، شديد الإنكار للمنكر ، وكان -رحمه الله تعالى- من محاسن القاهرة ومن أهل الخير، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة ، كثير التلاوة بالليل والتهجد وكان تغمده الله تعالى برحمته استحضاره كثيرا للمتون يجيب عنها بسرعة فيعجب ذلك شيخنا الحافظ زين الدين العراقي وربما رجح في حفظ المتون عليه.
شيوخه :
سمع بالقاهرة الخطيب أبا الفتح الميدومي ومحمد بن إسماعيل ابن الملوك وأحمد بن الرصدي وعبد الرحمن بن عبد الهادي ومحمد بن عبد الله النعماني وجماعة، وارتحل إلى دمشق مصاحبا للحافظ أبي الفضل العراقي فسمع بها أحمد بن عبد الرحمن المرداوي ومحمد بن إسماعيل الخباز وعدة وسمع ببيت المقدس والإسكندرية.
مؤلفاته :
خرج زوائد الكتب الستة مسند أحمد والبزار وأبي يعلى ومعاجم الطبراني الثلاثة مفردات ثم جمعها في كتاب واحد محذوف الأسانيد وسماه "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" ، وله أيضًا "موراد الظمآن لزوائد ابن حبان" وهو زوائد على صحيحي البخاري ومسلم ، و"بغية الباحث عن زوائد الحارث" وهو الحارث بن أبي أسامة ، ورتب ثقات ابن حبان ترتيبا جيدا على حروف المعجم على ما فيها من الخلل ، وثقات العجلي ، والأحاديث المسندة في حليلة الأولياء للحافظ أبي نعيم رتبه على الأبواب .فمات وهي مسودة فبيض نحو ربعها الحافظ أبو الفضل ابن حجر.
وفاته :
توفي رحمة الله تعالى عليه في ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر رمضان المعظم قدره سنة سبع وثمانمائة بالقاهرة .
لمحة عن الكتاب :
قال رحمه الله في مقدمته (1/ 7) : الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكتب الحسنات، وتمحو السيئات، وتنجي من المهلكات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بجوامع الكلمات، الآمر بالخيرات، الناهي عن المنكرات. صلى الله - تعالى - عليه وعلى آله وصحبه صلاة دائمة بدوام الأرض والسماوات.
وبعد، فقد كنت جمعت زوائد مسند الإمام أحمد، وأبي يعلى الموصلي، وأبي بكر البزار، ومعاجيم الطبراني الثلاثة - رضي الله تعالى عن مؤلفيهم، وأرضاهم، وجعل الجنة مثواهم - كل واحد منها في تصنيف مستقل - ما خلا المعجم الأوسط والصغير ; فإنهما في تصنيف واحد -. فقال لي سيدي وشيخي، العلامة شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب، ومفيد الكبار ومن دونهم، الشيخ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي - رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مثوانا ومثواه - اجمع هذه التصانيف، واحذف أسانيدها ; لكي تجتمع أحاديث كل باب منها في باب واحد من هذا.
فلما رأيت إشارته إلي بذلك صرفت همتي إليه، وسألت الله - تعالى - تسهيله والإعانة عليه، وأسأل الله - تعالى - النفع به، إنه قريب مجيب وقد رتبته على كتب أذكرها لكي يسهل الكشف عنه : كتاب الإيمان. كتاب العلم . كتاب الطهارة . كتاب الصلاة ... ثم ذكر رحمه الله تعالى باقي الكتب .
قال : وقد سميته بتسمية سيدي وشيخي له (مجمع الزوائد، ومنبع الفوائد) .
وما تكلمت عليه من الحديث (من تصحيح أو تضعيف وكان من حديث صحابي واحد، ثم ذكرت له متنا بنحوه) ، فإني أكتفي بالكلام عقب الحديث الأول، إلا أن يكون المتن الثاني أصح من الأول، وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيره فالكلام على رجاله، إلا أن يكون إسناد غيره أصح. وإذا كان للحديث سند واحد صحيح اكتفيت به من غير نظر إلى بقية الأسانيد، وإن كانت ضعيفة. ومن كان من مشايخ الطبراني في الميزان نبهت على ضعفه، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده، والصحابة لا يشترط فيهم أن يخرج لهم أهل الصحيح ; فإنهم عدول، وكذلك شيوخ الطبراني الذين ليسوا في الميزان.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في إنباء الغمر (2/ 310) : وكنت قد تتبعت أوهامه في كتابه مجمع الزوائد فبلغني أن ذلك شق عليه فتركته رعاية له .
قال السخاوى في الضوء اللامع (5/ 202) قلت : وكأن مشقته لكونه لم يعلمه هو بل أعلم غيره وإلا فصلاحه ينبو عن مطلق المشقة أو لكونها غير ضرورية بحيث ساغ لشيخنا الإعراض عنها والأعمال بالنيات .
فمما سبق يتضح أن الكتاب به ملاحظات فيجب على من ينقل منه حكما ما على الأحاديث ألا يكون هذا الحكم نهائيا . فالشيخ رحمه الله تعالى يقول مثلا : رجاله ثقات أو كذا ، ويكون الحديث به علل أخرى من إتصال السند وعدم الشذوذ وعدم العلة ، إلى آخر شروط الحديث الصحيح المعروفة ، ومعلوم أن كتب الطبراني والبزار وغيرها هي مجمع الأحاديث الغرائب والمفاريد .
أو قال الشيخ : فيه فلان ولا أعرفه . فعند البحث والتأني يقف الإنسان على هذا الراوي ويعرفه ، وأن هذا الراوي ربما تصحف عليه أو لم يقف له على ترجمة فقال لا أعرفه .
فلا يركن المرء إلى هذا الحكم إن كان له أهلية البحث والتصحيح والتضعيف والله تعالى أعلم بالصواب.
مصادر الترجمة : إنباء الغمر بأبناء العمر (2/ 309) ، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (5/ 200) ، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (1/ 362) ، ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي (ص: 246).
 
أعلى