العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من صام رمضان ثم أتبعه ستا ...

إنضم
6 يوليو 2012
المشاركات
111
الإقامة
الجيزة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
الدولة
جمهورية مصر العربية
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
الشافعي
أخرج مسلم (رقم 1164) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر» .
قال البغوي في شرح السنة (6/ 332) : قال ابن المبارك : هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، واختار أن يصوم من أول الشهر، فإن صام ستة من شوال متفرقة، فجائز.
قال النووى رحمه الله تعالى في شرح مسلم (8/ 56) : قوله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة وقال مالك وأبو حنيفة يكره ذلك قال مالك في الموطأ ما رأيت أحدا من أهل العلم يصومها قالوا فيكره لئلا يظن وجوبه ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها وقولهم قد يظن وجوبها ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب قال أصحابنا والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال قال العلماء وإنما كان ذلك كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي [أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 239، رقم 2873) وأحمد ط الرسالة (37/ 94، رقم 22412) وابن ماجه (1/ 547، رقم 1715) والدارمي (2/ 1101، رقم 1796) وصححه ابن خزيمة (3/ 298، رقم 2115) وابن حبان (8/ 398، رقم 3635) عن ثوبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام من شوال بشهرين فذلك صيام سنة» والحديث صححه غير واحد من أهل العلم والله تعالى أعلى وأعلم]
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: من صام رمضان ثم أتبعه ستا ...

بارك الله فيكم أخي الفاضل حمدي على هذا الموضوع الجيد والمفيد والمناسب لوقته
بخصوص الإمام مالك - رحمه الله - فإنه اختلف في توجيه كراهته لصوم ست من شوال مع ورود الحديث بذلك :
1 - فقيل : إنه لم يبلغه الحديث أي حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
2 - وقيل : إن الحديث قد بلغه لكنه لم يرَ صحته .
وذلك أنه انفرد به عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، والراوي عنه سعد بن سعيد الأنصاري قد تُكلم فيه ومال إلى هذا الاحتمال ابن رشد في بداية المجتهد .
3 - وقيل : إنه خشي أن يُلْحِقه الجهلة بصوم رمضان فيظنوا ذلك فرضا وقد ذكر هذا الإمام في الموطأ .
وهذا الالتفات من الإمام فيه نظر مقاصدي تراعيه الشريعة كثيرا وهو التفريق بين الفرض والنفل كالمنع من تقدم شهر رمضان بيوم أو يومين وتحريم صوم يوم العيد وقد أشار بعض أهل العلم - كالمنذري - إلى أن ما خشيه مالك قد وقع في بعض البلاد .
4 - وقيل : إنه لم ير السلف وأهل العلم ممن لقيهم يصومون هذه الست - فإعراضهم عندئذ عن العمل بالحديث هو لعلة فيه - وقد ذكر ذلك الإمام مالك في الموطأ .
وثمة أحاديث كثيرة صحيحة ومع ذلك نص العلماء على أنه لا يعمل بها وقد ذكر عددا كبيرا منها ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي ، وعدم العمل بها قد يكون لأسباب متعددة ، وثمة كلام جيد حول عمل السلف بالأحاديث في كتاب الموافقات للشاطبي .
وقد ذكر بعض المالكية - بناء على ما روي عن الإمام مالك - أن الكراهة مقيدة بأمور :
1 - أن يكون ممن يقتدى به .
2 - أن يظهر صومها .
3 - أن يصلها بالعيد .
4 - أن يتابع بينها .
5 - أن يعتقد سنية وصلها .
ويظهر - والله أعلم - أن الحديث بلغ الإمام مالكا لكنه لم يره في الدرجة العليا من الصحة وأيد ذلك إعراضُ السلف عن صومها فيما وصل إليه مع سد ذريعة اعتقاد كونها من الفرض فبمجموع هذه الأمور كره مالك صومها وقد نقل أن الإمام مالك كان يصومها خفية .
ويظهر - والله أعلم - أن من الأولى تأخير صومها عن العيد دفعا للمفسدة التي خشيها الإمام مالك رحمه الله لا سيما إذا كان المرء ممن يقتدى به .


أما من حيث صحة الحديث فالحديث أخرجه مسلم في صحيحه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والنووي وابن القيم وغيرهم وقال الترمذي : حديث حسن صحيح وقد توبع سعد بن سعيد الأنصاري في روايته عن عمر بن ثابت فتابعه أخوه يحيى بن سعيد وعبد ربه بن سعيد وصفوان بن سليم .
كما أن الحديث له شواهد منها :
1 - حديث ثوبان رضي الله عنه عند أحمد والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان .
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البزار والطبراني وأبي عوانة في مسنده .
3 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عند أحمد والطبراني والبزار والبيهقي في السنن الكبرى .
4 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند أحمد والبزار والبيهقي في السنن الكبرى .
5 - حديث عائشة رضي الله عنها عند الطبراني .
6 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الطبراني .
7 - حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عند الدارقطني .
وإن كان بعض هذه الشواهد لا يخلو من مقال .
 
إنضم
19 أبريل 2010
المشاركات
9
التخصص
شريعة
المدينة
الهفوف
المذهب الفقهي
المالكي
رد: من صام رمضان ثم أتبعه ستا ...

جزيت الجنة على هذا العرض الطيب المبارك
 
أعلى