العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جديد تلخيص الرسالة الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة للإمام ابن حزم

فاطمة يونس

:: متابع ::
إنضم
17 ديسمبر 2009
المشاركات
41
التخصص
الفقه والأصول
المدينة
ابدجان
المذهب الفقهي
مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم

لم يسلم أي من أئمة المذاهب رضي الله عنهم من لسان الإمام ابن حزم، وقد سلط الإمام قلمه على التقليد والاتباع، وذلك على المستوى الاصولي في كتابه: احكام الأصول، وعلى المستوى الفقهي في كتابه: المحلى، وله هذه الرسالة في ابطال التمذهب، وتقع في 28 صفحة، وفيما يلي تلخيص لها في صفحة واحدة.

تلخيص "الرسالة الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة"

للإمام ابن حزم (384-456)

كتب الإمام ابن حزم هذه الرسالة ردا على السؤال الذي زعم أن المتمذهبين يفحمون به مناظريهم، ظنا منهم ألا جواب له، وهو قولهم: من أجل وأفضل وأورع وأفقه وأعلم، مالك أو أبو حنيفة أو الشافعي أو أحمد أو داوود؟
وقد رد على هذا السؤال بأربعة أجوبة، هي كما يلي:
الجواب الأول: أن هذه الكلمات الخمسة غير مفهومة عند من يطرح هذا السؤال، لأنهم لو فهموها لعرفوا إجابة سؤالهم.
الجواب الثاني: أنه لا خلاف عند جميع أهل الأديان، أن الأنبياء عليهم السلام أفضل من هؤلاء القوم، ورغم ذلك لم نكلف معرفة أعمالهم، فصح بهذا أن هذا السؤال اشتغال بما لا يغني، ولكن الرد عليه واجب من باب نصيحة للمسلمين؛ لما فشا بسبب هذا السؤال من الفساد، وبيان فائدة الإجابة عليه من وجهين:
1) تبيين ما فيه من توهم.
2) تحذير من قد يضل بسببه.
الجواب الثالث: هل يشك أحد في أن فقهاء الصحاب كانوا أفقه وأعلم وأجل وأورع وأحفظ من أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وداوود؟ فلا بد لهم من الجواب بأنه لا شك في ذلك؛ فيجب عليهم ترك إتباع هؤلاء الأئمة واتباع الصحابة.
الجواب الرابع: اعتقاد كل طائفة في صاحبها الأفضلية، ودليل ذلك ما ترويه كل طائفة منها عن متبوعها من شنائع بعضها كفر مجرد؛ كما روي عن بعض متفقهة الحنفية أنه قال: أبو حنيفة كان أعلم بالقضاء من محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم شرع الإمام ابن حزم في بيان الألفاظ الواردة في السؤال كما يلي:
الجلالة: لها وجهين؛ إما جلالة الحال في الدنيا، أو جلالة الحال عند الله عز وجل، والأولى لم تكن لأي منهم والجلال عند الله لا يعلمه أحد.
الفضل: من كان أعلى درجة في الجنة من نظيره، ومن ادعى أنه يدري أي هؤلاء القوم أعلى في الجنة فهو فاسق كاذب على الله.
الورع: هو اجتناب الشبهات، وأما القطع بايهم أورع عند الله عز وجل فغيب لا يستجيز القطع به إلا فاسق ، وأورعهم في ظاهر أمرهم في الفتيا، من كان أشدهم لمخالفة ما جاء في القرآن وما صح عن النبي وأبعدهم عن القطع برأيه.
العلم: أن يكون عند المرء من رواية ذلك العلم، وذكره لما عنده منه، وثباته في أصول ذلك العلم الذي يختص به أكثر مما عند غيره من أهل ذلك العلم. أما الفتيا بالرأي فليس علما؛ والقائل به مجتهد مأجور، ومقلدهم مخطئ ملوم غير معذور، وهذه صفة الرأي بإجماع الأمة كلها.
الفقه: هو التنبه لما في الآي من القرآن، ولما في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحق القوم بصفة الفقه داوود بن علي؛ لأنه لا يفارق السنة والإجماع أصلا ولا يقول برأيه البتة، ولا يقلد أحداً، ثم أحمد ثم الشافعي، ثم مالك، ثم أبو حنيفة.
 
أعلى