العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ملخص رسالة "الروايات الشاذة في المستخرجة"

إنضم
18 ديسمبر 2010
المشاركات
266
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
المذهب المالكي
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
مالكي
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد:
فهذا ملخص رسالة "الروايات الشاذة في المستخرجة -جمعا ودراسة-" للطالبة غنية دالي، وقد رحبت -حفظها الله وسددها- على نشر ملخص مذكرتها على هذا الملتقى المبارك، فأسأل الله تعالى أن يبارك فيها ويحفظها في الدنيا والآخرة ويجزيها خير الجزاء،
وإليكم الملخص:
الحمد لله الذي أنعم وأفهم، أفهم أبِيَّ الاصطلاح ولو شاء لم نفهم، والصلاة والسلام على النَّبي الأمِّي المعلِّم، وعلى أصحابه الغرِّ المحجَّلين...وبعد:
لقد رحل الإمام مالكٌ بعد أن أصَّل لمذهبه ومدَّ جذوره، وتركه لأصحابه الذين التفوا من حوله ليخدموه، فكان البَدْءُ بكتاب المالكيِّين "المدونة" التي كانت عمل ثلاثة جهابذةٍ من الفقهاء، أسد بن الفرات وسحنون القيروانيين وابن القاسم المصري، ثمَّ الموَّازية المصرية لابن الموَّاز الذي جمع فيها علم مالك، وامتاز بخاصية التأصيل للأبواب الفقهيَّة وردِّ الفروع إلى الأصول، ثمَّ الواضحة الأندلسية، وهو كتاب سماع ضمَّنه ابن حبيب أسمعته من ابن الماجَشون ومُطرِّف وابن أبي أويس و محمد بن عبد الله بن عبد الحكم مع آرائه واستنباطاته واجتهاداته الخاصَّة التي انفرد بها، ثمَّ جاء العُتْبي الأندلسي وجمع الرِّوايات عن مالك وأصحابه وأَوْدَعها عتبيته- أو قل المستخرَجَة- وقد دَأَبَ هذا الحافظ الأندلسي على جمع روايات المذهب حتَّى بلغ في ذلك المبلغ وبطريقة لم يُسبق إليها، ولكنَّ عمله هذا وجمعه لروايات المستخرجة كان محل انتقادٍ عند بعض فقهاء المالكيِّين وخاصة الأندلسيين منهم كابن لُبابة وابن وضَّاح وأحمد بن خالد والمصري عبد الله بن عبد الحكم.
إشكالية البحث:
تُعدُّ المستخرجة للعُتْبي رابع الأمَّهات في المذهب المالكي، فلا تذكر المدونة والموَّازية والواضحة إلاَّ وتذكر المستخرجة معهم، وفي بيان أهميتها واعتماد شيوخ المالكيين لها يقول ابن رشد: «كتابٌ قد عوَّل عليه الشيوخ المتقدِّمون من القرويين والأندلسيين، واعتقدوا أنَّ من لم يحفظه، ولا تفقَّه فيه كحفظه للمدونة، وتفقُّهه فيها، بعد معرفة الأصول، وحفظه لسنن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فليس من الراسخين في العلم، ولا في المعدودين فيمن يشار إليه من أهل الفقه»(البيان والتحصيل 1/29).
وإلى جانب هذا الثناء نجد بعض فقهاء المالكيِّين من الأندلسيين خاصةً، زمانَ العتبي كابن وضاح وابن لبابة وأحمد بن خالد والمصري محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ينتقدون كثيرا من روايات العُتْبية بالشُّذوذ والخروج عن أصول المذهب، ثمَّ من بعدهم ابن بَزيزة المالكي يضيف إلى هذا الانتقاد القول بأنَّ المحقِّقين من أئمَّة المالكيِّين قد أعرضوا عن اعتماد المستخرجة لكثرة ما فيها من الرِّوايات الشاذَّة، هذا ما أثار إشكالاً في الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة، هل هي بتلك الكثرة التي دعت إلى القول: إنَّ المستخرجة حوت الكثير من الرِّوايات الشاذَّة وأنَّ محقِّقي المالكيِّين قد أعرضوا عن اعتمادها لأجل ذلك؟، هذا ما حثَّنا بعد استشارة ثُلَّةٍ من أهل العلم إلى اختيار بحث: "الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة – جمعًا ودراسةً-" محاولة منَّا للإجابة عن هذا الإشكال الرئيس الذي تندرج تحته إشكالاتٌ فرعيةٌ نُجلِّيها أثناء البحث ونسعى للإجابة عنها فيه.
أهمية الموضوع:
-إنَّ الحكم على رواية من روايات المذهب بالشُّذوذ من الأمور المهمَّات التي ينبغي التحقيق في صحتها؛ لأنَّه بالرِّوايات يكون التأصيل للمذهب والفتوى فيه، فكيف إذا ارتبط القول بشذوذ الرِّوايات بل والإكثار من الرِّوايات الشاذَّة بمصنفٍ ضخمٍ هو من أمَّهات المذهب المالكي، إن كان هذا من المهمَّات فإنَّ تحقيق القول في صحة القول بكثرة الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة هو أيضًا من الأمور المهمَّات التي يُتَغيا بها خدمة هذا الموروث المالكي.
- جمع الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة جمعًا يستوفي كلَّ المصنَّف، ثمَّ دراستها لمزيد تنقيحٍ وتحقيقٍ فيما هو شاذٌّ حقيقة ممَّا هو ليس بشاذٍّ، ثمَّ إبراز حجم هذه الرِّوايات الشاذَّة بالمقارنة مع حجم الرِّوايات المجموعة في المستخرجة، ولعلَّ هذا الجمعَ والدراسة تَبرز أهميته خاصةً إذا علمنا أنَّه لم يُسبق إليه.
أسباب اختيار الموضوع:
خدمة الموروث المالكي: إنَّ المستخرجة مصنَّفٌ ضخمٌ جمع روايات المذهب عن إمام المذهب وجِلَّةٍ من أصحابه، وانتقادُ الكثير من هذه الرِّوايات بالشُّذوذ يجعل هذا الموروث المالكي بحاجة إلى تحقيقٍ وعرضٍ على أصول المذهب حتَّى نصل إلى ما يليق به في المذهب.
- الانتقال بالكتابات الأكاديمية من النقل المجرد إلى الكلام المحقَّق: إذ من المعيب فيما يُكتب عامةً وما يكتب أكاديميا من باب أولى، أن يتناقل العلماء ابتداءً وطلبة العلم انتهاءً الكلامَ المقيل سلسلةً عن سلسلةٍ، دون إنعام بتحقيقه والوقوف على صحته، فنجد كلَّ من يذكر المستخرجة أو حتَّى يترجم للعتبي يذكر كلام فقهاء الأندلسيين في انتقاد المستخرجة وطريقة العتبي في جمع رواياتها دون الإشارة إلى وجه هذا الكلام أو توجيهه، وهذا ومثله كثير في المذهب المالكي إن اطلعت...
فكان هذا سببًا في اختيار هذا البحث لِمَا فيه من انتقادات لروايات العتبية من غير تحقيق، محاولَةً منِّي أن أنتقل من الكلام النَّظري إلى الكلام المحقَّق المدلَّل... وبالله التوفيق.
-تجليةُ الحسِّ النَّقدي لدى فقهاء المالكيين: إذ طبيعة هذا الموضوع تفرض جمع آراء المالكيِّين في كلِّ روايةٍ منتقدة بالشُّذوذ، وكلِّ رأي يحتمل أن يكون انتقادًا كما يحتمل أن يكون موافقةً أو غير ذلك، فرغبت في جمع هذه الآراء ومناقشاتها حتَّى أُجلِّيَ وأُبيِّنَ تشبُّع المالكيِّين بالحسِّ النَّقدي، وخاصة إذا تعلَّق الأمر بمرويات المذهب.
- إبراز عناية الأئمَّة المالكيِّين بأمَّهات المذهب وما حوته من روايات: إذ لَمَّا تعلَّق الأمر بانتقاد مرويات المستخرجة بالشُّذوذ، وكان لزامًا أن نجد المالكيِّين يتكلمون عن الرِّوايات الشاذَّة في المذهب حتَّى لا يتركوها كَلأً مباحًا لمن يتساهلون في الفتيا بالشاذِّ، كان لزامًا أن نجد المحقِّقين من المالكيِّين قد تكلموا عن الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة، ومن خلال جمعنا ودراستنا لها من مصنَّفات هؤلاء الأئمَّة المحقِّقين في المذهب المالكي تبرز مدى عنايتهم بالمستخرجة وبأمَّهات المذهب الأخرى مع ما حوته من روايات في المذهب.
- الجمع بين مصنَّفين مالكيين نفيسين دراسةً: والقصد أنَّه لَمَّا كان أصل المستخرجة مخطوطًا غير مكتمل، وأنَّ ابن رشد قد حفظها في كتابه البيان والتحصيل، كان هذا البحث طريقا إلى الجمع بين المستخرجة والبيان والتحصيل، المستخرجة بدراسة رواياتها، والبيان والتحصيل بعرض أقوال ابن رشد في كلِّ روايةٍ من هذه الرِّوايات، ومن ثمَّ بيان الحسِّ النَّقدي عنده.
أهداف البحث:
1-جمع الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة من مظانِّها، ودراستها دراسةَ تحقيقٍ لنخلُص إلى بيان الرِّوايات الشاذَّة فيها، ثمَّ النظر في كثرتها مقارنة بحجم روايات المستخرجة بغية توجيه انتقادات المالكيِّين للمستخرجة بكثرة رواياتها الشاذَّة، وهذا هو الهدف الرئيس.
2-يُتَغيا من دراسة هذه الرِّوايات الشاذَّة -إلى جانب مناقشة قول بعض المالكيِّين إنَّ العتبي قد كثَّر من الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة- مناقشةُ باقي الانتقادات التي وُجِّهت إلى المستخرجة والتي هي فرعٌ عن الانتقاد الرئيس، وأبرز هذه الانتقادات القول بأنَّ محقِّقي المالكيِّين قد أعرضوا عن اعتماد المستخرجة لكثرة رواياتها الشاذَّة.
3-نحاول من خلال هذا البحث إبراز دور المالكيِّين في تنقيح روايات المذهب بعرضها على أصوله، ونبذ ما خرج عنها حتَّى تكون الفتوى في المذهب بما اشتهر دون ما شذَّ.
4- محاولة تقليص الخلاف الفقهي في المذهب المالكي العائد سببُه إلى الاختلاف في الحكم على الرِّوايات بالشُّذوذ، وذلك من خلال فصل القول في شذوذها من خلال الدراسة الدقيقة لها.
منهج الدراسة:
لقد اعتمدت في بحث «الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة-جمعًا ودراسةً-» على مناهجَ رئيسة هي كالآتي:
1-المنهج الاستقرائيُّ: ولقد لجأت إليه عند جمع الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة من مظانِّها جمعًا تُستوفى به الغاية من البحث، لأنطلق في دراسة وتحقيق القول في شذوذ هذه الرِّوايات التي جمعتها معتمدةً على :
2- المنهج الوصفيِّ: وذلك لنقل أقوال الفقهاء وانتقاداتهم ومآخذهم على الرِّوايات وما كان بينهم من الاعتراضات والمناقشات والردود.
3-المنهج التحليلي: وذلك للنظر في أسباب القول بشذوذ كلِّ روايةٍ من الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة، وعرضها على أصول المذهب والمشهور فيه ومناقشتها والتعليق عليها إن أمكن، قصد الوصول إلى المبتغى بالدليل والبيان.
الدراسات السابقة:
منذ فكرت في موضوع «الرِّوايات الشاذَّة في المستخرجة- جمعًا ودراسةً-» وأنا أبذل الوقت النفيس لأحظى بدراسات سبقت عن هذا الموضوع، بل كنت أتطلَّع للحصول على أَنْفَسها وأعزِّها فيه، وسلكت لهذا الغرض والمبتغى كلَّ طرق البحث التي أُتيحت لي من بداية البحث إلى وضع آخر كمالياته، فخلصت إلى:
أنّ هذا الموضوع لم يتناول بالدراسة لا من قريب ولا من بعيد، وحتَّى الدراسات التي خدمت البيان والتحصيل الذي هو شرح للمستخرجة ومسائلها كاملة، لم أجد فيها الغاية والمرام، من ذلك رسالة الدكتوراه لعلي العلوي بعنوان «المنهجُ الاجتهاديُّ لابن رشدٍ من خلال البيانِ والتحصيلِ»، فهو وإن تناول المنهج الاجتهادي لابن رشد مفصلاً من خلال تصحيحه للأقوال وتوجيهها وتعليلها ونقدها، إلاَّ أنَّني لم أجد الإشارة إلى هذا الموضوع ولا التصريح به..والله أعلم.
فكان الجديد الذي أصبو إليه هو جمع الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة جمعًا متكاملاً مستوفى، ثمَّ دراستها دراسة تحقيقٍ تبيِّن هذه الرِّوايات وتفصِّل فيما هو شاذٌّ منها عن غيره ممَّا ليس هو بشاذٍّ، حتَّى يُتمكن من إبراز مكانة المستخرجة في المذهب المالكي من خلال مناقشة انتقادات بعض المالكيِّين لها في آخر هذه الدراسة...وعلى الله قصد السبيل.
خطة البحث مجملة:
بعد أن جمعت المادة العلمية التي أستعين بها في إنجاز هذا البحث وجدت أنَّ البيان فيه يقتضي أن أُقسِّمه إلى أربعة فصول، مبتدأةً بمقدِّمة ممهِّدة، مذيَّلةً بخاتمة مقيَّدةٍ بنتائجَ وتوصيات واقتراحات، وجعلت كلَّ فصل من الفصول الأربعة يرتبط بما قبله، يستمد منه ويكمِّله، فجاءت هذه الفصول لتحمل ما يأتي:
0الفصل الأول: جعلته توطئةً لهذا الموضوع وعرضت خلاله أمورًا مهمَّات يكون منها المنطلق وعليها المعتمد، ووسمته بـ: "نبذة عن كتاب المستخرجة للعتبي، ومعنى الشُّذوذ في رواياتها" ثمَّ ضمَّنته مبحثين: جاء في الأوَّل: التعريف بكتاب المستخرجة ومُؤَلِّفِهَا العُتْبِي، أمَّا الثَّاني فأبنت فيه عن مفهوم الرِّواية الشاذَّة عند المالكيِّين، وموقفهم من الفتوى بها.
0الفصل الثَّاني: دخلت به إلى الدراسة التطبيقية للرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة وجعلته في: الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة، والراجح شذوذها، ثمَّ قسمته إلى ثلاثة مباحث، كلُّ مبحث جمع روايات فقيه من الفقهاء الذين انتقدت رواياته بالشُّذوذ، وظهر بعد التحقيق شذوذها فكانت تلك المباحث كالآتي:
-المبحث الأوَّل: الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في سماع أبي زيد بن أبي الغَمْر من ابن القاسم.
-المبحث الثَّاني: الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في نوازل سئل عنها سحنون.
-المبحث الثالث: الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في باقي السماعات.
0الفصل الثالث: وحتَّى يكون العمل متناسقًا يُسهِّل لنا الوقوف على بعض النتائج في ختام البحث، جعلت هذا الفصل في: "الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة، والراجح عدم شذوذها"، وسلكت فيه مسلكي في الفصل الثَّاني وقسَّمته إلى ثلاثة مباحث هي:
-المبحث الأوَّل: الرِّوايات المنتقدة بالشذوذ في سماع أبي زيد بن أبي الغمر من ابن القاسم:
-المبحث الثَّاني: الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في سماع أشهب وابن نافع من مالك:
-المبحث الثالث: الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في باقي السماعات:
0الفصل الرابع: : ثمّ ختمت هذا البحث بفصل أبسط فيه نتائج ما تقدمه من فصول فجاء في مناقشة انتقادات المالكيِّين لروايات المستخرجة، لتندرج تحته مناقشات للانتقادات الآتية والتي توزَّعت على:
_المبحث الأوَّل: انتقاد العُتْبِية بالإكثار فيها من الرِّوايات المنكرة.
_ المبحث الثَّاني: انتقاد العُتْبِية بالإكثار فيها من الرِّوايات الشاذَّة.
_ المبحث الثالث: انتقاد العُتْبِية بانفرادها بنقل الرِّوايات الشاذَّة والمنكرة التي لم توجد في غيرها من دواوين المذهب، وإعراض المحقِّقين من أئمَّة المذهب عن اعتمادها لذلك.
0خاتمة
أهم المصادر والمراجع المعتمدة في البحث:
كتب فقه المالكيِّين: اعتمدت في بحثي هذا على أمَّهات كتب المالكيِّين وفي مقدِّمتها كتاب البيان والتحصيل لابن رشد الجدّ، الذي كان العُمدة في نقل نصوص روايات العتبية، وهذا المصدر النفيس رغم أنَّه كان المعتمد في بحثي إلاَّ أنِّي أخذت عليه كثرة التصحيفات التي ضاعفت الجهد والعمل في تصحيحها، ويليه في الاعتماد كتاب النَّوادر والزِّيادات وذلك لأنَّ ابن أبي زيد القيرواني نقل جلَّ روايات المستخرجة المنتقدة بالشُّذوذ، وهو وإن كان يختصرها إلاَّ أنِّي استفدت منه كثيرًا، وأوَّل الفوائد أنَّه أعانني على ضبط ألفاظ بعض الرِّوايات التي وقع فيها التصحيف في كتاب البيان والتحصيل، كما استفدت من تنصيصه على وجود بعض روايات المستخرجة المنتقدة بالشُّذوذ في غيرها من أمَّهات المذهب المالكي، وهذة فائدة مهمَّة تُنظر في محلِّها، وكذلك نبهني بإيراده لروايات المستخرجة ضمن أبواب معيَّنة في سياقٍ معيَّن على بعض الفوائد الفقهيَّة، وإلى جانب هذين المصدرين النفيسين اعتمدت مصادر أخرى أستقي منها التعقيبات على الرِّوايات المنتقدة بالشُّذوذ في المستخرجة، ومن أهمِّ هذه المصادر كتاب المنتقى للباجي، وكتاب شرح التلقين للمازري، وفتاوى البُرزُلي للبُرزُلي، والأحكام الكبرى لابن سهل، وكتاب مواهب الجليل للحطاب وكتاب التوضيح للشيخ خليل وكتاب منح الجليل للشيخ عليش وغيرها من نفائس كتب المالكيِّين.
مصادر في اللغة: وأهمُّ ما اعتمدته من مصادر اللُّغة كتاب لسان العرب لابن منظور، وكذا تاج العروس للزَّبيدي، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، وقد استعنت بهذه المصادر في شرح كثيرٍ من الألفاظ شرحًا لغويًا يُِِينُ عن معناها ويُزيل غموضها عن القارئ.
كتب تخريج الأحاديث: اعتمدت في تخريج الأحاديث على الصحيحين: صحيح البخاري وصحيح مسلم وكذا سنن الترمذي وسنن النسائي، وكتاب الموطَّأ للإمام مالك، ومع أنَّ الأحاديث الواردة في متن هذا البحث كانت قليلةً إلاَّ أنِّي رجعت إلى هذه المصادر مُعتمدةً إيَّاها في تخريج هذه الأحاديث.
كتب التراجم: بما أنَّ معظم الذين ترجمت لهم في البحث مالكيون فقد كان رجوعي إلى كتب تراجم المالكيِّين كثيرًا، وعلى رأسهم: كتاب تاريخ علماء الأندلس لابن الفَرَضي، وكتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض والديباج المُذْهب لابن فرحون، وكتاب الصِّلة لابن بُشْكوال وكتاب شجرة النُّور الزَّكية لمخلوف، إضافة إلى كتب تراجم أخرى قد استعنت بها في تراجم آخرين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
أعلى