أمين بن منصور الدعيس
:: متخصص ::
- انضم
- 24 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 335
- الجنس
- أنثى
- التخصص
- فقه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الدمام
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، فلا يخفى ما لعلم أصول الفقه من شريف المنزلة ، وعظيم القدر ، وما يبنى عليه من الوصول للأحكام الشرعية واستنباطها ، ولا زال العلماء يصنفون في ذلك منثورا ومنظوما ، ومن أفضل ما نظم فيه المنظومة المشهورة : (مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود) للعلامة المحقق الأصولي : عبد الله بن الحاج العلوي المالكي رحمه الله، وقد نظم فيها جمع الجوامع للسبكي إلا معاني الحروف من كتاب السبكي ، وزاد مع ذلك عليه زيادات كثيرة ، فبلغ النظم ألف بيت وبيت ، وشرحه رحمه الله في كتابه : (نشر البنود على مراقي السعود) ثم تتابع بعد ذلك الشراح على شرحه ، وكان من فضل الله علي أن يسر الله لي حفظ هذه المنظومة وقراءة بعض شروحها ، ودراستها على شيخنا العالم الأصولي : عبد الرحمن بن علي المرشود . الذي أحسبه من أقدر من رأيت على شرح هذه المنظومة ، مع سعة اطلاع في كتب الفقه وشروح الحديث أثرت تعليقاته على المنظومة بأمثلة تطبيقية لا يجدها طالب العلم في مظانها من كتب أصول الفقه غالبا ، وبإذن الله سأحاول كتابة ما يتيسر من شرح هذه المنظومة بحيث يتم رفع درسين أو درس أسبوعي على الأقل ، أو بحسب ما تراه إدارة الملتقى، بعبارة بسيطة يحصل بها فك عبارة الناظم وشرحها ، ملخصة من شروح المنظومة ، وما قيدته من تعليقات شيخنا حفظه الله ، ومدارسة ذلك في هذا الملتقى المبارك ، والقصد من هذا الشرح تقريب هذه المنظومة لطلبة العلم لما رأيت من بعضهم من استصعاب لعبارة الناظم زهدت كثيرا منهم في حفظها ودراساتها ، والله اسأل أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم ، وهذا أوان الشروع في المقصود .الدرس الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
[TABLE="align: center"]
[TR]
[TD]1- يقول عبد الله وهو ارتسما
[/TD]
[TD]سمىً له والعلوي المنتمى[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
ارتسم له أي بمعنى ثبت له وقوله ( سمىً ) حال من فاعل ارتسما ( والمنتمى ) بمعنى المنتسب أي العلوي النسبة .
[TABLE="align: center"]
[TR]
[TD]2- الحمد لله على ما فاضا
[/TD]
[TD]من الجَدى الذي دهوراً غاضا[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
الجدى بمعنى العطاء والنفع والخير وقوله ( غاضا) بمعنى قلَّ ونقص ومنه قوله تعالى [ وغيض الماء]. والمعنى أن الناظم يحمد الله عز وجل على ما أفاض من عطائه بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، وما حصل بذلك من النفع والخير بعد أن غاض ونقص ذلك الخير دهورا قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم .
3- وجعل الفروع والأصول لمن يروم ينالها وحصولها
[TABLE="align: center"]
[TR]
[TD]
[/TD]
[TD]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
هذا البيت هو المسمى عند العلماء ببراعة الاستهلال والمراد ببراعة الاستهلال الإشارة إلى مقصود الناظم من النظم، وقوله( الفروع) مراده الأحكام الشرعية المتعلقة بأحكام المكلفين وقوله ( محصولا) أي حاصلاً أي أن الله يسر أن يكون هذا العلم في قلب الإنسان بعد كونه في السطور ( نيلها ) النيل هو التعلم.
4- وشاد ذا الدين بمن ساد الورى فهو المجلي والورى إلى ورا
[TABLE="align: center"]
[TR]
[TD]
[/TD]
[TD]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
شاد الشيء إذا طلاه بالشيد وهو نوع من الجبس والمقصود رفع الدين قال تعالى: (( وقصر مشيد)) (( ولو كنتم في بروج مشيدة)) وقوله ( المجلي) أي المتقدم في الحلبة في السباق والمراد أنه صلى الله عليه وسلم هو المتقدم على جميع البشر شرفا وفضلا ورفعة.
5- محمدٍ منورِ القلوبِ وكاشفِ الكربِ لدى الكروبِ
[TABLE="align: center"]
[TR]
[TD]
[/TD]
[TD]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
(محمد) بالجر بدل من قوله السابق ( بمن ساد) ويجوز الرفع فيه على القطع وكذلك يجوز فيه النصب ، وقوله: ( وكاشف...) هذا العبارة فيها إيهام فإن كان يقصد كاشف الكرب بالشفاعة العظمى فهذا صحيح، وإن كان يقصد ما قاله في شرحه فهو خطأ وقد قال في شرحه: كاشف الكرب بشفاعته والتوسل به.
6- صلى عليه ربنا وسلما وآله ومن لشرعه انتمى
7- هذا وحين قد رأيت المذهبا رجحانُه له الكثير ذهبا
[TABLE="align: center"]7- هذا وحين قد رأيت المذهبا رجحانُه له الكثير ذهبا
[TR]
[TD]
[/TD]
[TD]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
قوله ( المذهبا) مراده مذهب الإمام مالك رحمه الله، ومراده بالرجحان هنا باعتبار أمرين : 1- بلاد المغرب فعامتهم مالكية 2- باعتبار الحديث الوارد عند الترمذي والحاكم [ يوشك أن يضرب الناس اكباد الأبل فلا يجدون عالماً إلا عالم المدينة ] وهذا الحديث يدل على أفضلية مالك على غيره.
8- وما سواه مثل عنقا مُغرِبِ في كل قطر من نواحي المغرب
9- اردت أن أجمع من اصوله ما فيه بغية لذي فصوله
[TABLE="align: center"]9- اردت أن أجمع من اصوله ما فيه بغية لذي فصوله
[TR]
[TD]
[/TD]
[TD]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
أي ما سوى مذهب الإمام مالك في بلاد المغرب مثل طائر العنقا الذي يضرب به المثل للشيء الذي يذكر ولا يرى أولا يوجد ، وقوله ( مغرب) اسم فاعل من اغرب في البلاد أي ابعد فيها ويحتمل أن يكون مضافاً إليه ويحتمل أن يكون صفة لعنقا ، وقوله ( أردت أن...) أي أردت أن أجمع من أصول مالك ما يبلغ إلى فروعه.
10- منتبذاً عن مقصدي ما ذكرا لدى الفنون غيره محرراً
[TABLE="align: center"]
[TR]
[TD="align: center"]
[/TD]
[TD="align: center"][/TD]
[/TR]
[/TABLE]
أي جمعت ذلك وحررته حال كوني منتبذاً عن قصدي كل العلوم التي يذكرها المألفون سوى علم أصول الفقه ، فلم يلتفت للمقدمات المنطقية التي يفتتح بها المصنفون في أصول الفقه كتبهم .
11- سميته مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود
12- استوهب الله الكريم المددا ونفعه للقارئين ابدا
[TABLE="align: center"]11- سميته مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود
12- استوهب الله الكريم المددا ونفعه للقارئين ابدا
[TR]
[TD="align: center"]
[/TD]
[TD="align: center"]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
( سميته ) أي النظم أو سميتها أي المنظومة ( المراقي ) جمع مرقاه وهي ما يرقى به ( والسعود ) جمع سعد بمعنى السعادة ( الرقي والصعود) بمعنى واحد فهو كقول الشاعر ( فألفي قولها كذباً ...)
قال بعض مشايخ الشناقطة: ما قرأ هذه المنظومة أحد إلا انتفع بها.
مقدمة
13- أول من الفه في الكتب محمد بن شافع المطلب
14- وغيره كان له سليقة مثل الذي للعرب من خليقة
15- الأحكام والأدلة الموضوع وكونه هذي فقط مسموع
[TABLE="align: center"]قال بعض مشايخ الشناقطة: ما قرأ هذه المنظومة أحد إلا انتفع بها.
مقدمة
13- أول من الفه في الكتب محمد بن شافع المطلب
14- وغيره كان له سليقة مثل الذي للعرب من خليقة
15- الأحكام والأدلة الموضوع وكونه هذي فقط مسموع
[TR]
[TD="align: center"]
[/TD]
[TD="align: center"]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
مقدِمه بالكسر اسم فاعل بمعنى أنها المتقدمة على غيرها ، ومقدَمة بالفتح على أنها اسم مفعول بمعنى أن صاحبها قدمها على غيرها، قوله ( بن شافع ) نسبة إلى جده الثالث لأنه أسهل في النظم فأول من الف في هذا الفن الشافعي في كتابه الرسالة، قوله ( وغيره كان ...) أي أن من قبل الشافعي من المجتهدين كانت معرفه أصول الفقه عندهم جبلية طبيعية كما كان العربي يعرف اللغة بدون معرفة أحكام النحو وغيرها، وقول ( الأحكام والأدلة...) شرع في بيان موضوع علم أصول الفقه فقال موضوعه هو الأدلة والأحكام الشرعية، ثم أشار بقوله ( وكونه هذي...) إلى القول الثاني في المسألة وهو أن موضوعه هو الأدلة الشرعية فقط وهذا مذهب الجمهور، والخلاصة أن موضوع أصول الفقه هو الأدلة باعتبار ما يعرض لها من عموم وخصوص وإطلاق وتقييد ونسخ إلى غير ذلك .
كتاب أصول الفقه
16- أصول دلائل الأجمال وطرق الترجيح قيد تال
17- وما للاجتها من شرط وضح ويطل الأصل على ما قد رجح
[TABLE="align: center"]كتاب أصول الفقه
16- أصول دلائل الأجمال وطرق الترجيح قيد تال
17- وما للاجتها من شرط وضح ويطل الأصل على ما قد رجح
[TR]
[TD="align: center"]
[/TD]
[TD="align: center"]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
الأصول جمع أصل والأصل ما يبنى عليه غيره حساً كالأساس للبنيان، أو معنى كالدليل للمدلول، والفقه لغة هو الفهم قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين).
وقوله ( أصوله ) أي أصول الفقه وحذف المفسر للعلم به كقوله: (( حتى توارت بالحجاب)) أي الشمس، وقوله ( دلائل الإجمال) الأدلة الإجمالية هي التي لا تعين مسألة بعينها كقاعدة الأمر يدل على الوجوب، وقوله ( قيد تال) أي تابع للأدلة الإجمالية في كونهما مندرجين في تعريف الأصول، والخلاصة أن أصول الفقه هي الأدلة الإجمالية وطرق الترجيح وشروط الاجتهاد. وقوله ( وضح) أي ظهر والمعنى أن شروط الاجتهاد الآتي ذكرها ظهر دخولها في مسمى أصول الفقه وقوله ( ويطلق الأصل...) أي أن الأصل في الاصطلاح قد يطلق على الأمر الراجح كقولهم:الأصل براء الذمة فائدة: الأصل في الاصطلاح يطلق على أربعة أمور:
1-الدليل كقولهم الأصل في المسألة قوله تعالى. 2- على المقيس عليه في باب القياس 3- القاعدة المستمرة كقولهم الأصل في الميتة تحريمها إلا للضرورة 4- الأمر الراجح.
وقوله ( أصوله ) أي أصول الفقه وحذف المفسر للعلم به كقوله: (( حتى توارت بالحجاب)) أي الشمس، وقوله ( دلائل الإجمال) الأدلة الإجمالية هي التي لا تعين مسألة بعينها كقاعدة الأمر يدل على الوجوب، وقوله ( قيد تال) أي تابع للأدلة الإجمالية في كونهما مندرجين في تعريف الأصول، والخلاصة أن أصول الفقه هي الأدلة الإجمالية وطرق الترجيح وشروط الاجتهاد. وقوله ( وضح) أي ظهر والمعنى أن شروط الاجتهاد الآتي ذكرها ظهر دخولها في مسمى أصول الفقه وقوله ( ويطلق الأصل...) أي أن الأصل في الاصطلاح قد يطلق على الأمر الراجح كقولهم:الأصل براء الذمة فائدة: الأصل في الاصطلاح يطلق على أربعة أمور:
1-الدليل كقولهم الأصل في المسألة قوله تعالى. 2- على المقيس عليه في باب القياس 3- القاعدة المستمرة كقولهم الأصل في الميتة تحريمها إلا للضرورة 4- الأمر الراجح.
