العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أشجان القلوب وحكمة علام الغيوب

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه، والصلاة والسلام على خير رسله، وعلى آله وأصحابه، وبعد فهذه كلمات أثبت بها جناني، وأبث الثقة بها في إخواني وأخواتي، ففي ظل تواتر الهموم، وتغير الأحوال، وإنكسار القلب لما يمر به من أزمات، وفي ظل تتابع الخطوب ما بين حال المرؤ وحال البلاد وحال العبد يتغير المزاج، ويعتصر الألم قلب العبد، ويأسف على حاله وحال إخوانه -كما قال معاوية بن الحكم السلمى ( وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون ) أخرجه مسلم - يتردد في ذهن العبد قوله تبارك وتعالى: { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ } فمن يعلم الغيب، ومن يعرف الخير من الشر ، فقد يكون الشر فيما تحب أو ما ترغب، وقد يكون الخير فيما ترفضه أو تكرهه أو تأباه، قال المولى - وهو نعم المولى- : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ، والمتأمل في حادثة الإفك -رغم بشاعتها من جهة كونها اتهامًا لعرض أشرف امرأة وأحب الناس إلى قلب النبي أم المؤمنين عائشة، ومن حيث فداحة التهمة، ومن حيث إذياء النبي بالطعن في عرضه- يرى أن الله حين تكلم عنها قال جل وعلا : {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} فالعاقبة لا يعلمها إلا من يعلم السر وأخفى، وكم في البلايا من خبايا، وكم يختفي في البلاء من خير، وكم يلطف الله بالعبد إذ تمر الأزمات به والبلايا فيخرج نقيًّا صافيًا راضيًا كالذهب يدخل النار ليصفى ويخلص، وكم يمر بالنفوس من الامتحانات لتثبت، اللهم إنا نسألك حسن التوكل عليك، ودوام الإقبال عليك، إنك على ما تشاء قدير، نعم المولى ونعم النصير .
 
إنضم
4 يوليو 2011
المشاركات
46
الكنية
أبو يحيى
التخصص
الحديث، والمشاركة في الفقه
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: أشجان القلوب وحكمة علام الغيوب

اللهم آمين. جزاك الله خيرًا أبا أنس على هذه الموعظة الطيبة، وكان من فضل الله عليَّ أني كلما مررتُ بضائقةٍ أو همٍّ أو نحوِ ذلك، سرعان ما يدورُ في خلدي قولُ الله تعالى: {فانظر إلى آثار رحمة الله}. فيا لله، ما أجمل هذه الكلمة! وما أبلغ تأثيرها على نفسي! حين أنظر إلى ما ألمَّ بي من حوادث كان ظاهرها الشر والأسى، فرفعني الله بها وأكرمني بإثرها. كم وقعتُ بذنوبي في محنةٍ عظيمةٍ وأمرٍ جللٍ فينجيني الله منه ويسترني، بل وينعم ويتفضل. والله يا أخي، إن هذه الآية لتصدني عن كثيرٍ من اليأس والقنوط، وتهب لقلبي حياة جديدة مفعمة بحسن الظن بربي وجميل لطفه ومنه، وتعينني على التعرض لجزيل نواله وجميل عطائه وإنعامه، أسأل الله أن يزيدني من فضله ورحمته ومنِّه، والقارئين. دمتم جميعًا موفَّقين، وسلام ربي عليكم ورحمته وبركاته
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: أشجان القلوب وحكمة علام الغيوب

شكر الله لك أخي، أحيانًا كثيرة ما تقف أمام آية فيها شفاء نفسك، وصلاح حالك، وكم من وقفة لك مع الآيات يحيي الله بها موات القلوب .
 
أعلى