عبد الرحمن بكر محمد
:: قيم الملتقى المالكي ::
- إنضم
- 13 يونيو 2011
- المشاركات
- 373
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أنس
- التخصص
- الشريعة والقانوزن
- الدولة
- مصر
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- المالكي
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه، والصلاة والسلام على خير رسله، وعلى آله وأصحابه، وبعد فهذه كلمات أثبت بها جناني، وأبث الثقة بها في إخواني وأخواتي، ففي ظل تواتر الهموم، وتغير الأحوال، وإنكسار القلب لما يمر به من أزمات، وفي ظل تتابع الخطوب ما بين حال المرؤ وحال البلاد وحال العبد يتغير المزاج، ويعتصر الألم قلب العبد، ويأسف على حاله وحال إخوانه -كما قال معاوية بن الحكم السلمى ( وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون ) أخرجه مسلم - يتردد في ذهن العبد قوله تبارك وتعالى: { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ } فمن يعلم الغيب، ومن يعرف الخير من الشر ، فقد يكون الشر فيما تحب أو ما ترغب، وقد يكون الخير فيما ترفضه أو تكرهه أو تأباه، قال المولى - وهو نعم المولى- : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ، والمتأمل في حادثة الإفك -رغم بشاعتها من جهة كونها اتهامًا لعرض أشرف امرأة وأحب الناس إلى قلب النبي أم المؤمنين عائشة، ومن حيث فداحة التهمة، ومن حيث إذياء النبي بالطعن في عرضه- يرى أن الله حين تكلم عنها قال جل وعلا : {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} فالعاقبة لا يعلمها إلا من يعلم السر وأخفى، وكم في البلايا من خبايا، وكم يختفي في البلاء من خير، وكم يلطف الله بالعبد إذ تمر الأزمات به والبلايا فيخرج نقيًّا صافيًا راضيًا كالذهب يدخل النار ليصفى ويخلص، وكم يمر بالنفوس من الامتحانات لتثبت، اللهم إنا نسألك حسن التوكل عليك، ودوام الإقبال عليك، إنك على ما تشاء قدير، نعم المولى ونعم النصير .