العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.

كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

بحث لنيل دكتوراة في الدراسات الإسلامية

إعداد الطالب الباحث

محمد بولوز


تحت إشراف الأستاذ

الدكتور أحمد البوشيخي

السنة الجامعية
2006-2007



جامعة محمد بن عبد الله شعبة الدراسات الإسلامية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية وحدة القرآن والحديث وعلومها
- فاس -
 

المرفقات

  • تربية ملكة الاجتهاد من خلال بداية المجتهد.rar
    871 KB · المشاهدات: 2
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
كتاب بداية المجتهد لابن رشد
ودورده في تربية ملكة الاجتهاد


يقول المؤلف في سياق ذكره لمخطط بحثه:

وقد جاء الباب الأول ليجيب عن سؤال:
لماذا هذا الاختيار لهذا النموذج بالذات ليكون منطلقا لمدارسة تربية ملكة الاجتهاد ؟ وعنونته ب"ابن رشد الفيلسوف الفقيه وكتاب "البداية"
وعقدت الفصل الأول فيه:
للحديث عن عصر ابن رشد وحياته الشخصية والعلمية وفلسفته وعقيدته وشيوخه وموسوعية تكوينه وغزارة إنتاجه، وتحدثت عن بعض أسباب محنته،
كما عرجت في هذا الفصل عن الحالة المدنية و الاجتماعية ونهضة الفنون و العمران بما يجعلها بيئة مناسبة للتداول في أمور التجديد والاجتهاد.
ثم جاء الحديث في المبحث الثالث من هذا الفصل:
عن آثار ابن رشد وتأثيره الفقهي والأصولي، واعتمدت التسلسل التاريخي بدءا من بعض من عاصره ,كأبي الفضل محمد بن أبي القاسم البقالي الخوارزمي الحنفي (ت 586ه ) ثم بعده بقليل كشهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس القرافي (ت 684ه) وابن دقيق العيد (702ه) وغيرهما إلى المتأخرين كالإمام السيوطي (ت911ه) وأبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي (ت914ه) ومحمد بن علي الشوكاني (ت1255ه ) وماء العينين بن محمد فاضل بن مامين(ت1328ه).
ثم تأثيره العلمي التجريبي والفلسفي.وتحدثت عن بعض تلامذته وأبنائه.
وفي الفصل الثاني من هذا الباب:
عرفت بكتاب "البداية" بدءا بتحقيق اسم الكتاب ونسبته لابن رشد وتاريخ كتابة "البداية" ونسخ الكتاب وطبعاته وترجمته إلى اللغات الأجنبية.
وفي المبحث الثاني من هذا الفصل تناولت:
أهمية موضوع "البداية" انطلاقا مما ورد فيه من مسائل الأحكام والمسائل المتفق عليها والمسائل المختلف فيها ،ونكت الخلاف التي نبه عليها.
…وأفردت بالحديث المسائل المنطوق بها في الشرع، من آيات الأحكام وأحاديث الأحكام وقمت ببعض المقارنات في ذلك مع بعض الكتب والأمهات،ثم قمت بجرد أعلام ومذاهب "البداية"من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والفقهاء المستقلين, ثم أتباع المذاهب: المالكية والشافعية والحنفية والظاهرية والحنبلية ومذاهب الخوارج والشيعة ثم علماء وفقهاء مختلف الأمصار المذكورون في "البداية" وكذا أهل الحديث في"البداية" وحاولت بيان حجم كل فئة في "البداية" انطلاقا من بعض الإحصائيات والرسوم البيانية التوضيحية.وذكرت في هذا المبحث أيضا أقوال العلماء في "البداية".
…وفي المبحث الثالث من هذا الفصل:
تناولت :مصادر "البداية"، وأصل مادة الكتاب، وركزت على"الاستذكار"باعتباره أم مصادر"البداية" ثم كتب الحديث والسنن ثم كتب الفقه والخلاف.
وفي المبحث الرابع:
ركزت على منهجية ابن رشد وأسلوبه في عرض مادة "البداية" وبدأت بالمنهجية المثلى عنده،
وقمت ببعض المقارنات في مجال المنهجية،مع"استذكار" ابن عبد البر، و"المنتقى" للباجي، و"المجموع شرح المهذب"للنووي"، وشرح معاني الآثار"للطحاوي و"المغني" لابن قدامة (ت 620ه) و"المحلى" لابن حزم(ت456ه)
ثم تحدثت عن المنهج العام في تعامله مع المادة الفقهية وكذا منهج تعامله مع مذاهب الفقهاء،ثم ما سلكه من منهجية علمية في كتابه وما توخاه من أسلوب تعليمي.
وبعد هذه الجولة في الباب الأول مع كتاب "البداية" جاء الباب الثاني:
ليجيب عن معنى تربية ملكة الاجتهاد عند ابن رشد،فكان لزاما المرور على جملة من المفاهيم والمصطلحات لتزداد الصورة وضوحا
فعقدت الفصل الأول:
في الاجتهاد ومجاله وعرفت بحقيقته وأنواعه وحكمه وحاله بين الاستمرار والانقطاع،وما يجوز فيه الاجتهاد وما لا يجوز،وأحوال الاجتهاد في "نطاق النص" وفيما"لا نص فيه"
ثم بعض مجالات الاجتهاد المعاصر.
وتناولت في المبحث الثالث من هذا الفصل:
شروط المجتهد،معرفا فيه المجتهد ومراتب المجتهدين من مستقلين ومنتسبين وخاصين بمذهب بعينه ومجتهدين في الترجيح والفتيا،ثم تناولت الشروط العلمية بما في ذلك الأصول الكبرى من كتاب وسنة وإجماع،وشروط الفهم والاستنباط من عربية وأصول فقه ومقاصد شرعية ومعرفة الناس والحياة ...
وفي الفصل الثاني:
تناولت مستويات وشروط تربية ملكة الاجتهاد،فعرفت بالملكة وسبل تحصيلها والعوائق التي تحول دون تحقيقها،وفي المبحث الثاني،بينت الشروط الضرورية لتربية ملكة الاجتهاد سواء في مجال البيئة المحيطة وتوفر القدوة وصياغة المناهج الهادفة في كفاياتها ومهاراتها وطرق تدريسها والمنهج المعتمد في استثمار النصوص بالاستنباط أو الاستدلال والاستقراء والمقارنة والموازنة.
وكذا أهمية التجربة الذاتية ومنهج تغليب أسلوب الحوار والمناقشة والتدريب على البحث والتصنيف والتطبيق الميداني،وأهمية الوسائل التعليمية(والكتب المقررة)،والحاجة إلى صدق العزيمة وحسن الخلق واقتران العلم بالعمل والتشجيع على التعلم الذاتي وترسيخ النظرة النقدية والاهتمام أكثر بالأصول لكونها تقدح زناد الاجتهاد.
وجعلت المبحث الثالث من هذا الفصل:
يخدم ما اعتبرته مقصدا رئيسا لكتاب البداية فعنونته ب" تربية ملكة الاجتهاد أحد أهم أغراض "البداية".فذكرت سبب تأليف "البداية"والغرض منها،ووضعت خطاطة لمقاصد "البداية"
وحددت هدفها الأول:
في الدعوة إلى الاجتهاد.
والهدف الثاني:
فهم الخلاف من خلال نشر المذاهب الفقهية و بسط أدلتها والدعوة إلى نبذ التعصب و الدوران مع الدليل حيث دار واعتماد الرفق و الحكمة في النزوع إلى التجديد و العودة إلى الاجتهاد.
والهدف الثالث :
يكمن في إصلاح التعليم الفقهي وذلك بالاهتمام بالأصول ووضع قوانين لتنظيم القول الفقهي ،والتدرب على الاستنباط وحسن النظر والاستدلال،وبذل نصائح في الاجتهاد كاعتماد الواقعية والعقلانية ومنهج التيسير و رفع الحرج والدعوة إلى المرونة و رفض الجمود والأخذ بالعادة و التجربة،واعتماد الترابط المنطقي ،وسلوك مسلك التقوى وحسن الخلق وتدرب أهل الذاهب على حسن الدفاع عن مذاهبهم.
وخصصت الباب الثالث:
للحديث عن آيات وأحاديث الأحكام ودورها في تربية ملكة الاجتهاد
فكان الفصل الأول:
في إبراز دورها المركزي في الاجتهاد وبينت أهمية تعلم الأحكام وإعمالها وعرفت بآيات الأحكام ومعناها عند المفسرين والمحدثين والأصوليين وبينت أقسام الأحكام وأركانها ومكونات أصنافها،وما يدخل في الأحكام وما لا يدخل فيها وأهميتها والغرض منها وعلاقتها بسعادة الدنيا والآخرة والعمران والإيمان وأمور الاعتقاد
وعرجت على بعض القواعد في الأحكام.من خلال محاور من مثل: موقع الأحكام من مجمل الشرع، ومصادر الأحكام والطرق التي تثبت بها،والأحكام والاجتهاد وطرق استنباط الأحكام وعلاقة الأحكام بالسلطان وخصائص النبي ( في الأحكام والنسخ في الأحكام وغيرها.
وفي المبحث الثالث من هذا الفصل:
تناولت .. وكتب الأحكام وعناية العلماء بآيات الأحكام،أبرزت فيه عناية العلماء بآيات الأحكام،ونماذج من علماء وشيوخ الأحكام ونماذج من كتب الأحكام ،وبعض المطبوعات الحديثة في الأحكام.
أما الفصل الثاني:
فتناولت فيه خصوصيات آيات وأحاديث الأحكام ودورها في تربية ملكة الاجتهاد، فخصصت المبحث الأول لآيات الأحكام ناقشت فيه عدد آيات الأحكام وخصوصيات بعض آيات الأحكام.
وخصصت المبحث الثالث:
لأحاديث الأحكام تناولت فيه أهمية العلم بها، وعدد أحاديث الأحكام المحتاج إليها في الاجتهاد. وبعض القواعد التي تخص أحاديث الأحكام.
وفي الفصل الثالث:
تناولت نماذج تطبيقية من الاجتهاد الخاص بآيات وأحاديث أحكام "البداية" انطلاقا من بعض المحاور من مثل:مبررات المجتهدين في عدم إعمال النص،إما لعدم وجود نص في المسألة،أوعدم الإطلاع على الحديث أوالقول بأن النص منسوخ أوالقول بوجود ما يعارضه.
ثم تناولت في المبحث الثالث من هذا الفصل :
نماذج من أوجه الاجتهاد الخاصة بآيات الأحكام في "البداية"، وهم الأمر القراءات القرآنية والخلاف الواقع في البسملة.وفي المبحث الرابع: دور معرفة أسباب النزول وأسباب الورود في الفهم والاستنباط.
أما الفصل الرابع :
فخصصته لدور تعلم دلالات الألفاظ في تربية ملكة الاجتهاد
فكان المبحث الأول:
في تعلم ما يتعلق بالنص والمجمل وضمنه أيضا نماذج من المشترك وقواعد فيه.
والمبحث الثاني:
في تعلم ما يتعلق بالظاهر والمؤول وضمنه في إطار التأويل حمل المطلق على المقيد.
والمبحث الثالث:
في تعلم ما يتعلق بالعموم والخصوص،وضمنه الاستثناء وعلاقته بالعام.وكذا العام بين الإطلاق والتقييد.
والمبحث الرابع :
في تعلم ما يتعلق بالأمر والنهي،والمبحث الخامس في دور تعلم ما يتعلق باللغة في الاجتهاد والاستنباط.وضمنه بعض ما يتعلق بالبلاغة وله علاقة بالاستنباط.
وخصصت الباب الرابع:
لدور ما عدا الكتاب والسنة من الأصول في تربية ملكة الاجتهاد،فكان الفصل الأول في دور تعلم الإجماع والقياس في تربية ملكة الاجتهاد
وتناولت في المبحث الأول:
مفهوم الإجماع عند ابن رشد وصيغ الإجماع في "البداية"وممن يكون الإجماع؟ ثم أهميته ودوره في تربية ملكة الاجتهاد.وبعض مصادر ابن رشد في ذكر الإجماع،وبعض الكتب المطبوعة في موضوع الإجماع بحسب تاريخ طبعها.
وأما المبحث الثاني:
فكان في تعلم القياس ودوره في تربية ملكة الاجتهاد،تناولت فيه مفهوم القياس والفرق بينه وبين(الخاص يراد به العام) عند ابن رشد،وأوجه استعماله له،وموقع القياس في أصول الفقه،ومشروعيته وأنواع الأقيسة ومراتبها،وأركان القياس وبعض القواعد فيه.ونماذج من الأقيسة وبعض ما كتب في القياس بعد ابن رشد.وبعض الكتب في العلة والتعليل .
وتناولت في الفصل الثاني:
دور تعلم ما يتعلق بقول الصحابي والاستحسان وشرع من قبلنا والاستصحاب والعرف في تربية ملكة الاجتهاد،
وخصصت المبحث الأول:
للحديث عن الاستحسان، تناولت فيه مفهومه وعلاقته بالمقاصد ومشروعيته وبعض ما كتب فيه بعد ابن رشد.
والمبحث الثاني:
لأقوال وأعمال الصحابي وضبطت حسب الاستطاعة مفهوم "قول الصحابي وحررت محل النزاع فيه وبينت منه ما له علاقة بالسنة وكذا ما له علاقة بالإجماع وحجية قول وعمل الصحابي وذكر سبب الوزن المعتبر لكلامهم في الشرع،وبعض ما يشبه القواعد الأصولية في أقوال وأفعال الصحابة.ومنهجهم في الاجتهاد.
وفي المبحث الثالث:
تناولت تعلم ما يتعلق بشرع من قبلنا فتحدثت عن مفهوم شرع من قبلنا وحجيته ونماذج مما ورد في "البداية"منه
وفي المبحث الرابع:
تناولت دليل الاستصحاب من خلال "البداية". ودوره في تربية ملكة الاجتهاد من خلال الكلام عن مفهومه وصيغة الاستصحاب في البداية وأنواعه.
وفي المبحث الخامس:
تناولت تعلم ما يتعلق بالعرف والعادة والتجربة ومعرفة بعض الأحكام المرتبطة بالأحوال الظرفية،فرأيت فيه مفهوم العرف ومشروعية اعتباره وعلاقته بالمقاصد ونماذج من إعماله وبعض القواعد فيه.
وفي الفصل الثالث من هذا الباب الأخير:
خصصت الكلام عن تعلم مراعاة المقاصد والمصالح والأعراف في الاجتهاد ومعرفة ما يتعلق بالذرائع والاستحسان،
فكان المبحث الأول:
في المقاصد والمصالح فتناولت مفهوم المقاصد
وجذور هذا العلم قبل ابن رشد:أو ما أسميته المقاصد بين البسط والقبض،فبدأت بالمقاصد عند الصحابة ثم عند الأئمة وفقهاء الأمصار،وبعدهم عند ثلة من العلماء إلى زمن ابن رشد و تكلمت عن المقاصد في "البداية".وكذا مفهوم المصلحة عند ابن رشد وموقفه منها،ونماذج من الأخذ بالمصالح والتفسير المقاصدي للنصوص.
ثم تناولت المقاصد بعد ابن رشد، وبعض ما كتب في الموضوع بعده وخصوصا من بداية القرن الماضي.
وفي المبحث الثاني:
تناولت دور تعلم ما يتعلق بالذرائع في تكوين ملكة الاجتهاد، فبدأت بالحديث عن سد الذرائع وفتحها،وتكلمت في مفهومها ومشروعيتها وحالها في القرآن والسنة وعمل الصحابة بها،وأخذ الأئمة بها وصيغها في "البداية" وعلاقة الذرائع بالمقاصد،ونماذج من استعمالها وبعض القواعد فيها،وبعض ما كتب فيها.
ثم عقدت في آخر البحث ملحقا:
في بعض الأصول والقوانين والقواعد الفقهية من خلال "البداية" رأيتها نافعة في الفهم والاستنباط، وإن كانت بحاجة إلى مزيد من التنقيح والتحرير وحسن التصنيف،وقصدي أن تكون مادة بين يدي الباحثين وطلبة ملكة الاجتهاد،شأنها في ذلك شأن ما لم يتيسر لي تحرير القول فيه والدخول في معامع الترجيح لبعض الأمور داخل البحث.

وحسبي أني جمعت ما أعتبره مدونة في علم الاجتهاد:
أقترحها لمن رأى فيها ذلك أو على الأقل لم يجد ما يفضلها في هذا المجال،لتكون أحد المقررات الدراسية لتكوين المجتهدين إن صح في مثل زماننا أن يكون لهذا الأمر العظيم معهد أو تخصص جامعي في مستوى عال.
وهذا القصد هو الذي جعلني أتعامل مع "البداية" باعتبارها مشروعا للاجتهاد، يسمح بالتطوير والتتميم والإكمال وربما في بعض الجوانب بإعادة البناء،فارتأيت تقديم كثير من مادته تقديما أصوليا يناسب مباحث الأصول مادام صاحبه نفسه يطرح مرارا أن كتابه وضع في الأصول لا في الفروع،ولم أر بعد ذلك من حرج في الاستفادة ممن جاء قبله أو بعده في ترميم تلك المباحث الأصولية وخصوصا في الجانب النظري لتتكامل مع الصور التطبيقية التي جادت بها "البداية".
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
قال المؤلف في نهاية رسالته:
وبعد:
فهذه عصارة هذا الجهد العلمي الذي أخذ من صاحبه،قسطا مهما من زهرة شبابه،وردحا من الزمن غير يسير،يحاول تسلق هذا الجبل السامق،الذي مثله ابن رشد في كتابه"بداية المجتهد وكفاية المقتصد"واجتهد قدر المستطاع لتفكيك هذا المصنف الرائع،لاستخراج درره وكنوزه،وعرضها ميسرة لطلبة العلم الشرعي،والراغبين منهم في ركوب بحر الاجتهاد،واستئناف ما كاد ينقطع في هذه الأزمان.
وليست الحصيلة غير بداية في طريق طويل،يحتاج إلى همم عالية وعزائم قوية وتضافر جهود وتعاون طاقات،لاستثمار هذه النتائج الأولية التي كان همها تفكيك المادة وإعادة عرضها في قالب أصولي وبسط أمثلتها، وإعادة اللحمة بين الجانب النظري والجانب التطبيقي،والاقتراب أكثر من النسب الحقيقية لبعض الأدوات الاجتهادية المطلوبة،ولم يكن الغرض تحقيق القول في المسائل المعروضة،وإن تيسر بحمد الله بعض ذلك.

والأمل إن يسر الله عز وجل وبقي في العمر فسحة وانتفت الموانع:
أن أعود لبعض قضايا البحث بالتحليل والدراسة،أو يعود إليها غيري ممن فتح الله عليه،من
مثل:
تعميق النظر في أصول الاختلاف الواقع بين الفقهاء،والتنقل بين العدد المحدود جدا الذي ذكره ابن رشد في مقدمة "البداية" سببا للاختلاف، وبين الممارسة العملية وتطبيقات أسباب الاختلاف في الكتاب كله.

وكذا النظر:
في أصول بعض الأبواب الفقهية،أو حتى الأقسام مثل العبادات والمعاملات وفقه الأسرة والعقوبات والجهاد وغيرها،وذلك لتيسير الاجتهاد فيها من خلال ضبط خصوصياتها المميزة،وأمامنا أيضا مدارسة القواعد الفقهية في الكتاب،وجمع شتات آراء ابن رشد بما يبرز مذهبه على الحقيقة وهل كان مالكيا على وجه الدقة أم مجتهدا في المذهب أم كان ينحو نحو الاستقلال ؟

وهذه المقاصد من خلال "البداية":
في حاجة إلى مزيد إبراز ومدارسة،وقل مثل ذلك في معظم الأصول،بحيث تفرد دلالات الألفاظ بدراسة معمقة،وأخرى للإجماع،وثالثة للقياس،ودراسات تروم مقاربة الاستحسان والاستصحاب وغيرها.

ف"البداية":
تفتح شهية البحث بقوة،وتصنع ما تيسر من الملكة الفقهية والاجتهادية،ولها نصيب كبير من اسمها،أجزل الله المثوبة لصاحبها، وتجاوز بها عن سيئاته وهفواته،وأثقل بها ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء ،وألحقنا بهم في الصالحين غير مبدلين ولا مغيرين.

وحررت خاتمته بالرباط:الإثنين 23 رمضان 1427 الموافق 16 أكتوبر 2006
محمد بولوز بن أوشريف بن موحى بن مولود بن المصطفى بن الحاج المطيري الأمازيغي المغربي، غفر الله له ولوالديه ولمن علمه ولسائر عباد الله المومنين.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يرفع للفائدة، وفي الجامعة الإسلامية حديث عن تنبي هذا الكتاب تحقيقا ودراسة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
من فوائد الكتاب:

عبر الفقيه الحنفي محمد بن محمد بن محمود البابرتي (ت786ه) عن الصعوبة في الحسم في بعض الفروع حيث قال:
( ولو ثبت أن وجوب الكيلين عزيمة والاكتفاء بالكيل الواحد رخصة أو قياس أو استحسان لكان ذلك مدفعا جاريا على القوانين لكن لم أظفر بذلك)157 .


ويقول بدر الدين الزركشي(794ه) في مقدمة كتابه (المنثور في القواعد الفقهية):
(فإن ضبط الأمور المنتشرة المتعددة في القوانين المتحدة هو أوعى لحفظها وأدعى لضبطها (...) وهذه قواعد تضبط للفقيه أصول المذهب , وتطلعه من مأخذ الفقه على نهاية المطلب وتنظم عقده المنثور في سلك وتستخرج له ما يدخل تحت ملك، أصلتها لتكون ذخيرة عند الاتفاق وفرعت عليها من الفروع ما يليق بتأصيلها على الخلاف والوفاق)158 .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
فائدة من الكتاب:


-" وأود في ختام هذه المؤاخذات أن أشير إلى ملاحظة عنت لي وأنا أطالع قليلا في "المتن الرشدي":

كيف أن ابن رشد في "البداية" ولشدة حرصه على التأصيل، انتقد فيما يشبه اللوم الأئمة الذين أصلوا للمذاهب المتبعة،وما يحدث لهم أحيانا في بعض المسائل من القول فيها بأجوبة مختلفة:يخالف فيها القول اللاحق ما قالوه في السابق والمسألة واحدة.

ورد ذلك إلى :

( أن الإنسان إذا سئل عن أشياء متشابهة في أوقات مختلفة ولم يكن عنده قانون يعمل عليه في تمييزها إلا ما يعطيه بادىء النظر في الحال جاوب فيها بجوابات مختلفة فإذا جاء من بعده أحد فرام أن يجري تلك الأجوبة على قانون واحد وأصل واحد عسر ذلك عليه وأنت تتبين ذلك من كتبهم)1028 .

وودت لو اعتذر لهم على الأقل بمثل ما اعتذر للفلاسفة في موقف مشابه،حيث طالب بعدم مؤاخذة العلماء إذا حدث أن سهوا أحيانا عن أصولهم.يقول في كتابه "تلخيص المزاج:

(..وهذا كله على أصول جالنوس،لكن ليس بمنكر على الناظر أن يؤصل أصولا في علم، ثم يسهو عن تلك الأصول في موضع من المواضع.ولذلك لا ينبغي أن يتطرق إلى العلماء في أمثال هذه المواضع،وخاصة إذا كانوا هم الذين أفادونا الأصول التي بها وقفنا على سهوهم في هذه المواضع )1029 وقد يكون هذا مما سها فيه رحمه الله،أو رأى أن الشرع لا يجوز فيه ما قد يجوز في غيره لأن الأمر دين.
 

طليعة العلم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
25 أبريل 2010
المشاركات
670
التخصص
فقه
المدينة
في السعودية
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

بوركتم .. وجزيتم خيرا
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

كتاب "بداية المجتهد" صناعة فقهية مبتكرة، فهل له مشابه في بقية المذاهب؟
 

طليعة العلم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
25 أبريل 2010
المشاركات
670
التخصص
فقه
المدينة
في السعودية
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

لا أعتقد أنه يوجد له مشابه
والحق هذا الكتاب فيه من الفوائد العظيمة الكثير
أسأل الله أن يرزقني الوقت الكافي لمدارسته جيدا
 
إنضم
19 يناير 2013
المشاركات
51
التخصص
تربية
المدينة
لندن
المذهب الفقهي
مالكي
رد: كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الرائع
وفقكم الله وسدد خطاكم
أخوكم محمد دريوش
 

عمر محمد علي

:: متفاعل ::
إنضم
15 مارس 2013
المشاركات
319
التخصص
القانون
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
عاميّ
رد: كتاب "بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد ودوره في تربية ملكة الاجتهاد

هل تم تصوير هذه الرسالة كاملة pdf
 
أعلى