رد: التلفيق في العبادة الواحدة
قد كنا أجبناكم عن سؤالكم هذا في هذا الملتقى والملتقى الشافعي ، وبما أنكم تسألون عن صلاة العامي خاصة ، ثم الاقتداء به ، فإنه يتعلق بمسألتكم عن ترجيح العامي بين الرويات وهو ما كنا أجبناكم عنه اختصاراً في الملتقى الحنفي.
ونعيد ذلك فنقول ، إن قلنا : العامي لا مذهب له ، فلا إشكال ، ففرضه ما أفتاه به مفتيه ، سواءً اشتمل على التلفيق أو لم يشتمل عليه.
وأما خصوص التلفيق عند المالكية ، فالذي نقله العدوي في حاشيته عن شيخه واقتصر عليه هو جواز التلفيق وهو الذي نقل الدسوقي ترجيحه ، وجرى عليه صاحب (تهذيب الفروق) وقال : "لأنه فسحة في الدين ، ودين الله يسر"
وقولكم :
و إن كانت لا تصح علي كل مذهب بإستقلاله؟
إن أردتم به مذهب كل إمام من غير تقييد بالأربعة ، فإن من أباح التلفيق يصحح العبادة ، ومن منع من ذلك أبطلها هنا لأنه خروج من الإجماع. وإن أردتم المذاهب الأربعة فقط ، فلا يضر إن كان وافق قول غير الأربعة وكان يعمل به في خاصة نفسه ، لا يفتي به أو يقضي به.
والله أعلم