أخي الكريم حياك الله وبياك، وهنيئا لك على هذه الروح الوثابة، والنفس الطموحة، والله ينعم عليك ويزيد من فضله.
بالتأمل في الموضوع الذي اخترته، وفي المسائل والنماذج التي انتخبتها، فإنا نحاول هنا أن نكايل قيمتها في ميزان الإضافة العلمية.
فإن قيمة كل بحث هو ما يقدمه من الإضافة وإلا كان جهده وبحثه وتعبه مكرورا ومأسوفا.
ومن بالغ إهتمام الملتقى بهذه الإضافة أعد قسما خاصا في التقارير العلمية والنتائج الفقهية.
وبالنظر في الإضافة التي يقدمها البحث المذكور، وما فيه من المسائل المنتخبة فإنه يبدو أن الإضافة تنحصر في معنيين اثنين:
1-جمع مادة البحوث المتعلقة بالأنف.
2-تحرير أعيان هذه المسائل، كل مسألة على حدة.
أما المعنى الأول:
وهو الجمع فهو وإن كان مفيدا من ناحية كونه مظنة للمسائل المتعلقة بالأنف فإنه لا يبدو أي تشابك جوهري في المسائل المتعلقة بالأنف، فلكل مسألة منزعها الخاص بها وأصولها المختصة كما يفيده النماذج المنتخبة.
ولذا فإنه يعسر الخروج بنتائج مهمة ، كان من المفترض أن يوجبها هذا التنظير.
أما المعنى الثاني:
وهو تحرير هذه المسائل المعينة ، كل مسألة على حدة فهو في الحقيقة معنىً ليس بذاك:
أولا:
لأن هذه المسائل مثارة في مظانها الأخرى.
والثاني:
هو المعنى السابق من تعسر الخروج بنتائج مفيدة من مجموع هذه المسائل لاختلاف مآخذها.
ويؤكد هذا :
أني أتوقع أن الطالب في نهاية بحثه حين كتابة النتائج سيغلب عليه كتابة نتائج مفصلة في أحكام هذه المسائل، وسبق أن هذا المعنى وإن كان شريفا في نفسه لكن له مظانه المختصة به، وليس في هذا الموضع ما يوجب استدعاؤها.
وإذا تقرر هذا فإن الفائدة والإضافة التي سيقدمها هذا البحث لا تشفع له في ميزان الإضافة العلمية.
وأخيراً؛ أجدني أتفق مع ما ذكره أستاذنا الدكتور النجيري، ويبقى لك نظرك واختيارك وهو محل احترام وتقدير.
والله يوفقك ويسدد خطاك ويختار لك ما هو أصلح لك ولأمتك.