العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الجديد في مسألة صيام يوم السبت

إنضم
19 ديسمبر 2012
المشاركات
37
الكنية
أبو يزن
التخصص
طويلب علم
المدينة
السلط
المذهب الفقهي
فقه الدليل

يصح صيام يوم السبت إذا أقترن بصيام يوم الجمعة ويتأكد ذلك إذا وافق يوم الجمعة صياما معتادا, مثل يوم تاسوعاء أو يوما من أيام تسع ذي الحجة وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ) فيشرع صيام يوم الجمعة وبعده السبت.

حوار دار بيني وبين نفسي


الأول : هل أستطيع صيام يوم السبت في أي وقت ؟
الثاني : نعم ولكن بشرط.
الأول : وما هو الشرط ؟
الثاني : أن تصوم قبله الجمعة.
الأول : ولكن ألم يصح النهي عن صيام يوم السبت الا في فريضة ؟
الثاني : نعم فأن صيام يوم السبت في حق من صام الجمعة فرض, وانت لم تخالف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن صيام يوم السبت الا فيما افترضه الله علينا, وصيام يوم السبت بعد صيام الجمعة قد افترضه الله علينا, فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة, إلا يوما قبله أو بعده ) وفي هذا إعمال لجميع ما ورد في الباب.
الأول : ولكنهم يقولون أن هذا فقط في حق من كان يجهل الحكم الشرعي لصيام يوم الجمعة.
الثاني : إذا والذي يعلم الحكم ؟
الأول : لا يصومه.
الثاني : حسنا, الجواب من وجهين:
أما الوجه الاول فهو : من أين جاءوا بهذا القيد ؟ هل هذا مذكور في الحديث,لا, هل ورد في حديث آخر, أيضا لا, هل في هذا نص أو دليل, أقول لا,فهذا القيد اذا باطل لأنه لا نص فيه ولا دليل عليه بل هو استدراك على الشرع.
أما الوجه الثاني : فأنت تقول أن هذه الحالة خاصة, تكون فقط في حق من كان يجهل الحكم الشرعي لصيام يوم الجمعة, اذا سافترض أنني جاهل في حكم صيام يوم الجمعة وأسألك : ما هو الحكم الشرعي لصيام يوم الجمعة ؟
الأول : ألا تصومه إلا ان تصوم يوما قبله أو يوما بعده.
الثاني : إذا فانا الان اصبحت عالما بالحكم الشرعي لصيام يوم الجمعة وهو ألا تصومه إلا أن تصوم يوما قبله أو يومابعده, إذا فهل صيام يوم الجمعة مع صيام يوم بعده مشروع, الجواب طبعا نعم فان هذا هو الحكم الشرعي لصيام يوم الجمعة, فأنا الان عالم بالحكم الشرعي لصيام يوم الجمعة وأستطيع أن أصومه بشرط أن أصوم يوما بعده وهو السبت. وهذا لا يتعارض مع حديث عبدالله بن بسر : ( لا تصوموا يوم السبت الا فيما افترض عليكم ) ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد افترض علينا أن نصوم السبت إذا أردنا صيام يوم الجمعة, ويبقى حكم صيام يوم السبت في غير الفريضة ممنوع.
الأول : ولكنهم أيضاً يقولون أن هذا فقط في حق من كان يجهل الحكم الشرعي لصيام يوم السبت.
الثاني : حسنا, وما هو الحكم الشرعي لصيام يوم السبت ؟
الأول : ألا نصومه إلا فيما افترضه الله علينا.
الثاني : حسنا, فان الله سبحانه وتعالى قد افترض علينا صيام يوم السبت لمن كان قد صام الجمعة.
الأول : ولكنهم أيضاً يقولون أن هذا فقط في حق من كان غافلاً عن النهي ولم يكن قد صام الخميس قبل الجمعة, فانه فرض على من أراد صيام يوم الجمعة أن يصوم قبله الخميس فان لم يصمه فينتقل الى السبت, أما من كان على علم بالنهي ولم يصم الخميس, فليس له صيامه.
الثاني : حسناً, كان من الممكن أن يكون هذا حقاً لو أن لفظ الحديث كان ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله, فمن لم يستطع فليصم بعده ) ولكن والحمد لله فان لفظ الحديث جاء بالتخيير فلك أن تصوم يوما قبله أو يوما بعده كيفما شئت, دون ذلك القيد المذكور, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إلا يوما قبله أو بعده ).
الأول : ولكنهم أيضاً يقولون أنك بفعلك هذا تكون قد تقصدت صيام يوم الجمعة وهذا منهي عنه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ).
الثاني : حسناً, فان الجواب موجود في الحديث ذاته, فان كان المقصود بلفظ ( تخصوا ) هو التقصد والتعمد, ونعم هو قول لأهل العلم وذكر هذا عن الشعبي ومجاهد , فان الاستثناء الذي هو دليل التناول يستثني من هذا التقصد والتعمد, أن يكون في صوم يصومه أحدهم, وهو – أي الإستثناء الذي يكون في صوم يصومه أحدهم - إما أن يكون بين عدة أيام وأقلها إثنين, بحيث يحمل هذا الكلام على ما يوافق حديث أبي هريرة السابق الذكر ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة, إلا يوماً قبله أو بعده ), وهو كما قلنا ( الخميس والجمعة ) أو على التخيير ( الجمعة والسبت ), أو بين أيام أكثر من ذلك وهذا قول لأهل العلم, أو أن يكون – أي الاستثناء الذي يكون في صوم يصومه أحدهم - هو أن يكون صوماً معتاداً, كصيام يوم تاسوعاء مثلاً, أو يوم من أيام تسع ذي الحجة, أو في أيام الست من شوال, أو في صيامٍ كصيام داود عليه السلام, أو في صيام أيام البيض, أو ثلاثة أيام من كل شهر, ونحو ذلك, وهذا أيضاً قول لأهل العلم.
الأول : ولكنهم يقولون أنك بهذا تكون قد ألزمت نفسك بصيام يوم الجمعة ليكون السبت فريضة عليك, والأصل هو النهي عن الصوم يوم السبت.
الثاني : أما قولك بأني ألزمت نفسي بصيام يوم الجمعة, فهذا لي, فأنا أريد صيام يوم الجمعة, فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة ) ثم استثنى صلى الله عليه وسلم من هذا النهي فقال : ( إلا يوما قبله أو بعده ) فلي أن أصوم يوم الجمعة متى شئت, بشرط أن أصوم يوماً قبله أو بعده, وقد تم شرح هذا سابقاً, وحتى لو فرضنا - تماشياً معك - أنني بهذا أكون قد ألزمت نفسي بصيام يوم الجمعة, فهل هذا الإلزام يجعل من صيامي ليوم الجمعة باطلاً, وهل يصبح صيام يوم السبت بهذا الإلزام نافلة وليس بفريضة, طبعاً لا, ثم اعلم أن هذا التخصيص ليس تبعا للهوى ولا هو استحسان من قبل النفس, بل هذا تخصيص مشروع له دليله جاء به نص صريح بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولاتخصوا ) ثم استثنى فقال ( الا ان يكون في صوم يصومه أحدكم ) أي أن التخصيص جائز إذا كان داخل في الاستثناء والذي هو ( الا ان يكون في صوم يصومه احدكم ) وقد تم شرح هذا مسبقاً, ثم إن الله سبحانه وتعالى الذي أفترض علينا صيام يوم السبت بعد الجمعة, هو الذي أباح لنا صيام يوم الجمعة مقرونا بالخميس أو بالسبت على وجه الإختيار, ولذلك فان السؤال الذي يهمنا فعلا ويحل هذا الإشكال هو : هل لي أن أصوم يوم الجمعة وأختار أن أصوم معه يوم السبت وليس الخميس ؟ والجواب : نعم, فان هذا لي, وقد تم شرحه سابقاً أيضاً, وأما قولك – والأصل هو النهي عن الصوم يوم السبت - , فأقول - إلا في فريضة بارك الله فيك - , وأنا لم أخالف.
الأول : ولكن يبقى سؤال, لو أن أحداً صام الجمعة ولم يستطع أن يصوم السبت بعده, لعارض شرعي, فهل عليه قضاء يوم السبت ؟
الثاني : وسؤال أيضاً, هل رسول الله صلى الله عليه وسلم, لما فرض علينا بصيام يوم الجمعة صيام يوم قبله أو بعده على التخيير, جهل إمكانية حدوث هذا العارض ؟, بالطبع لا, بل هو أعلم الناس بذلك – صلى الله عليه وسلم - , ومع هذا فقد فرض علينا صيام يوم السبت بعد الجمعة مع علمه بامكانية حدوث عارض شرعي يمنع من صيامه, فاذا تقرر هذا عندنا, وعلمنا أن صيام يوم السبت مع الجمعة قد افترضه الله سبحانه وتعالى علينا, نعلم أنه إذا لم يستطع أحدنا صيام يوم السبت بسبب عذر شرعي من مرض أو سفر ونحوه من الاعذار الشرعية التي أباح الله عز وجل لأجلها الفطر, فلا إثم عليه حينئذ لفطره, ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد وضع عن أمته الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه, ويقول سبحانه وتعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ), أما بالنسبة للقضاء فعليه أن يقضي يوما مكانه سواء كان إفطاره بعذر أو بغير عذر, فان كل من شرع في شيء واجب يلزمه إتمامه, يقول ابن قدامة - كما في المغني - : ( وَمِنْ دَخَلَ فِي وَاجِبٍ , كَقَضَاءِ رَمَضَان , أَوْ نَذْرٍ معين أو مطلق، أَوْ صِيَامِ كَفَّارَةٍ ; لمْ يَجُزْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ, لأن المتعين وجب عليه الدخول فيه، وغير المتعين تعين بدخوله فيه، فصار بمنزلة الفرض المتعين، وَلَيْسَ فِي هَذَا خِلافٌ بِحَمْدِ اللَّهِ ).

هذا وما كان من صواب فمن الله وحده عز وجل
وما كان من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله
والله الموفق وهو يهدي السبيل




وكتب
أشرف بن تيسير الحديدي





 
إنضم
19 ديسمبر 2012
المشاركات
37
الكنية
أبو يزن
التخصص
طويلب علم
المدينة
السلط
المذهب الفقهي
فقه الدليل
رد: الجديد في مسألة صيام يوم السبت


هذا هو العلم, وقد كان شيخنا الألباني رحمه الله كثيراً ما يقول : العلم لا يقبل الجمود.
ولكن لا يكفي صحة الدليل بل لابد من صحة الاستدلال, فارجو التنبه.
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الجديد في مسألة صيام يوم السبت

حديث : { لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم } .
معارض بعدة أحاديث:
1) قال الحاكم : وله معارض بإسناد صحيح , ثم روى عن كريب أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوه إلى أم سلمة أسألها عن الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها صياما , فقالت : يوم السبت والأحد , فرجعت إليهم فقاموا بأجمعهم إليها فسألوها , فقالت : صدق : وكان يقول : { إنهما يوم عيد للمشركين , فأنا أريد أن أخالفهم } . ورواه النسائي والبيهقي وابن حبان .
2) وروى الترمذي من حديث عائشة قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت , والأحد , والاثنين , ومن الشهر الآخر : الثلاثاء والأربعاء والخميس } .
3) حديث جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة , فقال : أصمت أمس ؟ قالت : لا , قال : أتريدين أن تصومي غدا ؟ قالت : لا , قال : فأفطري } رواه البخاري .
4) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده }، رواه البخاري ومسلم

كما أنه قد أعل بالاضطراب، قال ابن حجر في التلخيص: وأعل أيضا باضطراب , فقيل هكذا -يريد عن عبدالله بن بسر عن أخته- , وقيل : عن عبد الله بن بسر وليس فيه عن أخته الصماء , وهذه رواية ابن حبان , وليست بعلة قادحة , فإنه أيضا صحابي , وقيل : عنه , عن أبيه بسر , وقيل : عنه , عن الصماء , عن عائشة , قال النسائي : هذا حديث مضطرب , قلت -القائل ابن حجر-: ويحتمل أن يكون عند عبد الله عن أبيه , وعن أخته , وعن أخته بواسطة , وهذه طريقةُ من صححه , ورجّح عبد الحق الرواية الأولى , وتبع في ذلك الدارقطني , لكن هذا التَّلَوُّن في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج , يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه , إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث , فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه , وليس الأمر هنا كذا , بل اختلف فيه أيضا على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضا.
وادعى أبو داود : أن هذا منسوخ , ولا يتبين وجه النسخ فيه , قلت -القائل ابن حجر-: يمكن أن يكون أخذه من كونه صلى الله عليه وسلم كان يحب موافقة أهل الكتاب في أول الأمر , ثم في آخر أمره قال : خالفوهم , فالنهي عن صوم يوم السبت يوافق الحالة الأولى , وصيامه إياه يوافق الحالة الثانية , وهذه صورة النسخ والله أعلم .انتهى ما في التلخيص الحبير
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الجديد في مسألة صيام يوم السبت

يكره عند الشافعية بشروط:
إفراد يوم السبت بالصوم
ألا يوافق عادة له، كصيام داود
ألا يصوم يوما قبله أو بعده معه
فإن وافق عادة، أو صام قبله يوما أو بعده فلا كراهة
 
أعلى