العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أصول الشاشي

د. خلود العتيبي

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
27 يونيو 2009
المشاركات
1,052
التخصص
أصول فقه
المدينة
... ... ...
المذهب الفقهي
... ... ...
أصول الشاشي
جمع واعداد: خلود العتيبي


أولاً: الشَّاشِي، بالألف الساكن بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال لها الشاش، وهي من ثغور الترك، خرج منها جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، كما ذكر ذلك السمعاني في الأنساب[1].
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي: [شَاش: بالشين المعجمة: بالري قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر ثمّ ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك وأهلها شافعيّة المذهب، وإنّما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفّال الشاشي فإنّه فارقها وتفقّه ثمّ عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه][2].
وفيما يظهر لي والله أعلم أنها إحدى مدن أوزباكستان، الإتحاد السوفيتي سابقاً، بالقرب من بخارى، وطشقند، وسمرقند، إذ لم أقف على شاش كمدينة في موسوعة المدن العربية والإسلامية، لكن هي من مدن ماوراء النهر، وبخارى من أعظم مدن مارواء النهر كما جاء في الموسوعة[3].

ثانياً: الشاشي هذه النسبة اشتهر بها إمامان كبيران حنفي وشافعي، فالحنفي أبو علي أحمد بن محمد بن إسحاق (344هـ)، والشافعي أبو بكر محمد بن علي ابن إسماعيل المعروف بالقفال (314هـ)[4].

ثالثاً: أصول الشاشي من المتون المعتمدة في أصول الفقه الحنفي، بل من أهم المختصرات فيه، تلقاه العلماء بالقبول، وتناولوه بالدراسة والشرح، لا سيما في بلاد الهند وباكستان، وافغانستان، وآسيا الوسطى، وما جاورها من البلدان، فما من معهد اسلامي هناك إلا والكتاب مقرر فيه تدريسه[5].

رابعاً: اختلف في نسبة هذا الكتاب إلى مصنفه على عدة أقوال، قبل البدء بذكرها يجب أن نوضح: أن محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الإمام الكبير فخر الإسلام أبو بكر الشاشي المتوفى سنة (507هـ)، إمام شافعي جليل، حافظ لمعاقد المذهب الشافعي، وشوارده، صاحب المستظهري وهو مصنف صنفه لأمير المؤمنين المستظهر بالله وسماه حلية العلماء، والمعتمد وهو كالشرح له، والترغيب في المذهب، والشافي في شرح مختصر المزني، والعمدة المختصر المشهور، وصنف أيضاً الشافي في شرح الشامل[6]، فلا تصح نسبة أصول الشاشي إليه، وقد ذكر الدكتور محمد مظهر بقا أن هناك من نسب إليه ذلك، وهو مصنف فهرس المكتبة الهندية بلندن (2/205.206، رقم (1439)، ثم قال رحمه الله تعليقاً على هذه النسبة: "ولم ينتبه المصنف إلى أن أصول الشاشي كتاب في أصول فقه الحنفية، ويدل عليه في ختام مقدمته: "والسلام على أبي حنيفة وأحبابه"، والمستظهري شافعي"، ثم نقل قولاً للكنوي رحمه الله بعد أن لخصه: "وأما من الشافعية فاثنان مشهوران بالشاشي: أحدهما- أبو بكر محمد بن علي القفال الكبير الشاشي (366هـ)، له كتاب في أصول الفقه، وشرح الرسالة، وثانيهما- فخر الاسلام محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي (507هـ), وهو المعروف بالمستظهري"[7].

أما الشاشي من الحنفية فيطلق على كثير من بينهم:

1. إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الخرساني الشاشي
، شيخ أصحاب أبي حنيفة، وعالمهم في زمانه، كما قال عنه اللكنوي رحمه الله، من الذين قدموا مصر، إذ كان يتفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان يتصرف مع قضاة مصر ويلي قضاء بعض أعمالها، وكان يروي الجامع الكبير عن زيد بن أسامة عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد بن الحسن وكان ثقة، توفي بمصر سنة (325هـ)[8].

قال عنه المراغي في الفتح المبين :"وقد برع في أصول الفقه، وألف كتابه أصول الشاشي"[9]، ونسب له هذا الكتاب الزركلي في الأعلام[10]، خلافاً لما جاء في الجواهر المضيئة، والفوائد البهية، والطبقات السنية، إذ ذكروا ترجمته رحمه الله، ولم ينسبوا له أي كتاب في أصول الفقه.
وفي هذه النسبة يقول الدكتور محمد مظهر بقا: "إن صاحب الجواهر المضيئة، وصاحب الفوائد البهية كلاهما ترجما لإسحاق بن ابراهيم الشاشي، ولكن لم يذكروا له كتابا في الأصول، وتوجد النسخة الخطّية لأصول الشاشي منسوبة إلى إسحاق بن إبراهيم الشاشي، في كثير من مكتبات العالم، وطبع منسوباً إليه في الهند وباكستان في غير مرة"[11].
وممن ذكر أيضاً أن هذا الكتاب مطبوع في مجلد بالهند ومنسوب إلى اسحاق الشاشي، البغدادي في كتابه هدية العارفين[12]، أما عن وجوده في غالب مكتبات العالم فقد ورد في فهرس مخطوطات خزانة التراث ذكر لهذه المكتبات، منها: المكتبه المركزيه بمكه المكرمه، ومعهد الدراسات الشرقيه في روسيا، ومكتبة قوله في القاهره، دار الكتب المصريه، ومكتبة رامبور بالهند، ومكتبة خدابخش، وبمكتبة جامعه كلكتا، وأيضاً مكتبه المصغرات الفيلميه بقسم المخطوطات بالجامعه الاسلاميه، بالمدينه المنوره، ومكتبه كليه الآداب والمخطوطات بالكويت، والمكتبه الازهريه، وفي فهرس آل البيت، ذكر هذا الكتاب باسم الخمسين، لإسحاق بن إبراهيم الشاشي، وذكر له خمس وعشرون نسخة، وذكر مواطن وجودها.

وممن نُسب إليه كتاب أصول الشاشي:

2. أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي، الشاشي، الفقيه، الحنفي، سكن بغداد ودرس بها تفقه على أبي الحسن الكرخي، الذي جعل التدريس له حين فلج والفتوى إلى أبي بكر الدامغاني وكان يقول ما جاءنا أحفظ من أبي علي، توفي رحمه الله تعالى عام (344هـ)[13].

أيضاً ترجم له عبد القادر القرشي في الجواهر المضية، واللكنوي في الفوائد البهية، والغزي في الطبقات السنية، ولم ينسبوا له أي كتاب في أصول الفقه.
إلا أن البغدادي في هدية العارفين[14] نسب له كتاب الخمسين، قال رحمه الله: "الشاشى احمد بن محمد بن اسحق الشاشى أبو على نظام الدين الحنفي توفى سنة اربع واربعين وثلاثمائة، له كتاب الخمسين في اصول الدين اعني اصول الفقه"، علق على هذا الدكتور بقا بقوله: "وكتاب الخمسين هو نفس كتاب أصول الشاشي، كما في الفوائد البهية ص244".
وآخر طبعة كانت منسوبة لأبي علي الشاشي، بتحقيق الشيخ خليل الميس، مدير أزهر لبنان سنة 1982هـ[15].
ومما ينفي نسبة هذا الكتاب لهذين العلمين، ما وقع فيه من الاستناد إلى أبي زيد الدبوسي(430هـ)، وابن الصباغ (477هـ)، إذ أن الشاشيين توفيا قبلهما بمئة سنة وأكثر.
نصوص من أصول الشاشي تثبت نقله من أبي زيد، وابن الصباغ:
قوله في بحث كون المقتضى زيادة على النص: "وعلى اعتبار هذا المعنى قليل يدار الحكم على تلك العلة، قال الإمام القاضي أبو زيد: لو أن قوما يعدون التأفيف كرامة لا يحرم عليهم تأفيف الأبوين"، وفي بحث كون الموانع أربعة قال:"قال القاضي الإمام أبو زيد الموانع أربعة أقسام، مانع يمنع انعقاد العلة، ومانع يمنع تمامها، ومانع يمنع ابتداء الحكم، ومانع يمنع دوامه"[16].
وذكر ابن الصباغ في بحث الأخبار التي توجب حجية القياس، إذ قال: "وروى ابن الصباغ وهو من سادات أصحاب الشافعي في كتابه المسمى بالشامل عن قيس بن طلق بن علي أنه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بدوي فقال يا نبي الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعدما توضأ، فقال هل هو إلا بضعة منه وهذا هو القياس"[17].

وممن نُسب إليه كتاب أصول الشاشي:

3. بدر الدين الشاشي الشرواني، يقول د. محمد مظهر بقا: "وقيل هو بدر الدين الشاشي الشرواني، الذي كان على قيد الحياة في حدود 752هـ، 852هـ، ذكره بروكلمان (1/174) بالاحالة على فهرس بشاور"[18].

في الحقيقة لم أقف على شيء من ترجمة بدر الدين الشاشي سوى ما ذكر في موضعين، ولا أدري إن كان هو المقصود أم لا:
الموضع الأول: ما جاء في نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر لعبد الحي الطالبي، إذ ذكر في الطبقة الثامنة أو في أعيان القرن الثامن بدر الدين الشاشي فقال: "الشيخ الفاضل بدر الدين الشاشي المشهور كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، له يد بيضاء في الشعر، وله قصائد غراء في مدح السلطان محمد شاه تغلق، وديوانه متداول في أيدي الناس، وله شاهنامه في أخبار محمد شاه تغلق عدد أبياته ثلاثون ألفاً"[19].
والثاني: ما جاء في كتاب طبقات المفسرين للأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى: ق 11هـ) قال: "الشيخ بدر الدين العالم الفاضل الشرواني، قد صنف تعليقة على تفسير البيضاوي أورد فيها عبارة القاضي بتمامها، وكانت وفاته في سنة عشرين وألف"[20].

وممن نُسب إليه كتاب أصول الشاشي:

4. نظام الدين الشاشي، من علماء المائة السابعة كما ذكر الدكتور محمد بقا نسبةً إلى صاحب حدائق الحنفية، وبروكلمان[21]، وقد طبع هذا الكتاب، منسوباً إلى هذا الإمام، في دار الغَرْب الإسلامي ، سنة 1422 هـ ، بتحقيق: محمد أكرم الندوي .


ونُسب إلى:
5. حميد الدين الشاشي، أستاذ العلماء (781هـ)، ذكر الدكتور محمد أن الذي نسب هذا الكتاب إليه هو العرشي (فهرس المخطوطات العربية بمكتبة راجستان، تونك، الهند، 2/144 (783).


رأي الدكتور محمد مظهر بقا:
بدايةً ذكر رحمه الله أن بروكلمان جزم بأن هذا الكتاب ليس لإسحاق بن إبراهيم الشاشي (325هـ)، لكنه لم يعين مصنفه، بل ذكر قولين: الأول أنه لبدرالدين الشاشي، والثاني: قول من قال أنه لنظام الدين الشاشي، في حين لم يشكك جولد زيهر في نسبة هذا الكتاب إلى اسحاق، وإنما شك في سنة وفاته.
ثم ذكر الدكتور محمد رأيه قائلاً: "وأرى أن أصول الشاشي المنسوب إلى اسحاق بن إبراهيم الشاشي، كتاب آخر، غير أصول الشاشي المتداول وذلك لأنه توجد نسخة خطّية من أصول الشاشي، لإسحاق بن إبراهيم، أبي يعقوب الخرساني (325هـ) برقم 533، في مكتبة ديال سنكة الموقوفة بلاهور باكستان.... "، ثم ذكر رحمه الله بداية ونهاية نسخ خطية للكتاب، وقال: "فلما اختلفت بداية ونهاية أصول الشاشي المنسوب إلى اسحاق الشاشي، من بداية ونهاية أصول الشاشي المتداول، عُلم أن هناك كتابين بعنوان أصول الشاشي، أحدهما لإسحاق بن إبراهيم الشاشي والآخر لغيره".
ثم قال: "فصاحب الفوائد البهية ذكر احمد بن محمد أبا علي الشاشي، واسحاق بن إبراهيم الشاشي، ولكنه لم ينسب هذا الكتاب لأي واحد منهما، وبالعكس كتب أنه لنظام الدين الشاشي، وأحال على كشف الظنون، وأرى أن ما قاله صاحب الفوائد البهية، ثم صاحب حدائق الحنفية هو الأقرب إلى الصحة، وأن مصنف أصول الشاشي، هو نظام الدين، وأنه من علماء المائة السابعة، والله تعالى أعلم بالصواب"[22] .

خامساً: ترتيب كتاب أصول الشاشي.
بدأ المصنف كتابه بقوله: "بحث كون أصول الفقه أربعة" إذ ذكر مقدمة قصيرة جداً، ثم قال: "وبعد فإن أصول الفقه أربعة كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، وإجماع الأمة، والقياس، فلا بد من البحث في كل واحد من هذه الأقسام ليعلم بذلك طريق تخرج الأحكام"[23]، ثم شرع رحمه الله في التفصيل فيما ذكر ، فجعل البحث الأول في كتاب الله تعالى، تناول فيه عدة فصول: الخاص والعام، المطلق والمقيد، المشترك والمؤول، الحقيقة والمجاز، التعريف بطريق الاستعارة، الصريح والكناية، المتقابلات يعنى بها الظاهر والنص والمفسر والمحكم مع ما يقابلها من الخفي والمشكل والمجمل والمتشابه، وفصل فيما يترك به حقائق الألفاظ، ثم فصل في متعلقات النصوص، فصل في الأمر، وآخر في النهي، ثم تعريف طريق المراد بالنصوص، وختم في الفصلين الاخرين بتقرير عن حروف المعاني، والآخر في بيان التقرير وبيان التفسير.
وتناول في البحث الثاني في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عنها: "وهي أكثر من عدد الرمل والحصى"، ضمنها بالحديث عن أقسام الخبر، وبحث في تقسيم الراوي، حجية خبر الواحد، وتناول في البحث الثالث الإجماع، وأقسامه، إذ بحث نوع من الإجماع وهو عدم القائل بالفصل، وذكر فيه بحث بيان الواجب على المجتهد، أما البحث الرابع والأخير فقد كان في القياس، الأخبار التي توجب حجيتة، وشروط صحتة، ثم فصل في القياس الشرعي، وذكر العلل، وفرق بينها وبين الأسباب، وختم بذكر الموانع، والعزيمة والرخصة....فكان البحث الأول أطول بحث بالنسبة إلى بقية الأبحاث التي ذكرها، رحمه الله.

سادساً: الشروح والحواشي على أصول الشاشي[24].

  1. شرح صفي الله بن نصير الهندي المسمى بـ "المعدن".
  2. شرح المولى محمد بن الحسن الفراهي.
  3. أيضاً نسب له شرح محمد بن الحسن الخوارزمي المتوفى سنة 781هـ ، إلا أن د. هيثم خزنة علق على ذلك بقوله: " كتاب الخمسين في أصول الدين للإمام فخر الدين الرازي، المتوفى سنة (606هـ)، أدرج فيه قواعد أصولية، وشرح كتاب الرازي محمد بن الحسن الخوارزمي الشاشي الحنفي، وربما هذا التشابه في اسم الشاشي كان سبب الخلط حتى ظن بعضهم أن شرح محمد الخوارزمي الشاشي لكتاب الخمسين للرازي هو شرح لأصول الشاشي، أما مصنف أصول الشاشي فلم أتحقق من اسمه"[25].

والحواشي:


  1. فصول الغواشي، للشيخ أله داد الجونبوري.
  2. فصول الحواشي لأصول الشاشي، لمولوي عين الله، نشر في دهلي 1302هـ.
  3. حصول الحواشي على أصول الشاشي، لمحمد حسن المكنى بأبي الحسن بن محمد السنبهلي الهندي ، طبع بنمبشي نولكشور 1302 هـ
  4. عمدة الحواشي على أصول الشاشي، للمولى محمد فيض الحسن الكنكوهي ، طبع مع أصول الشاشي ، ببيروت 1402هـ.
  5. تسهيل أصول الشاشي، للشيخ محمد أنور البدخشاني ، طبع بإدارة القرآن والعلوم الإسلامية ، كراتشي ، الطبعة الأولى 1412 هـ ، كما صور هذا التسهيل في إسطنبول بتركيا .
  6. أحسن الحواشي على أصول الشاشي، للشيخ بركت الله اللكنوي، وطبع بدلهي.

وأخيراً: طبعات هذا الكتاب.

طبع كتاب الشاشي طبعات متعددة منها: طبعة بكانبور في الهند ، مطبعة مجيدي ، سنة 1388هـ ، وطبع بدار الكتاب العربي ببيروت 1402 هـ ، وبهامشه : " عمدة الحواشي شرح أصول الشاشي "، وطبع في دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1423 هـ ، ترجمة وتحقيق : عبد الله محمد الخليلي ، وطبع الكتاب – أيضاً - من قبل دار الغَرْب الإسلامي ، سنة 1422 هـ ، وحققه محمد أكرم الندوي .

والله أعلم.


[1] يُنظر: الأنساب للسمعاني(8/ 13).

[2] معجم البلدان (3/ 308).

[3] يُنظر: موسوعة المدن العربية والإسلامية (ص411).

[4] يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 435).

[5] يُنظر: مقدمة المحقق لأصول الشاشي: محمد أكرم الندوي ص(6) .

[6] يُنظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 70)، طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/ 291).

[7] الفوائد البهية (ص245).

[8] يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (1/ 136)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: 166)، الفوائد البهية (ص43-44).

[9] الفتح المبين (1/177).

[10] يُنظر: الأعلام للزركلي (1/ 293).

[11] معجم الأصوليين (1/11-12).

[12] يُنظر: هدية العارفين (1/ 199).

[13] يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (1/ 98)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: 134)، الفوائد البهية (ص31)، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (5/ 158).

[14] يُنظر: هدية العارفين (1/ 62).

[15] هيثم خزنة في تطور الفكر الأصولي عند الحنفية ص35.

[16] أصول الشاشي (ص: 373)، القول موجود في تقويم الأدلة (ص335).

[17] أصول الشاشي (ص: 312).

[18] معجم الأصوليين (1/12).

[19] يُنظر: نزهة الخواطر (2/ 141).

[20] يُنظر: طبقات المفسرين للأدنه وي (ص: 411).

[21] معجم الأصوليين (1/13).

[22] معجم الأصوليين (1/14).

[23] أصول الشاشي (ص: 13).

[24] يُنظر: معجم الأصوليين (1/15-16)، تطور الفكر الأصولي الحنفي د. هيثم خزنة (ص36)، مقدمة تحقيق الندوي.

[25] تطور الفكر الأصولي الحنفي د. هيثم خزنة ص35.



 

بشاير السعادة

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 ديسمبر 2008
المشاركات
1,232
التخصص
فقه
المدينة
...........
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: أصول الشاشي

طرح موفق
بارك الله فيك وأجزل لك المثوبة
 

د. أريج الجابري

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 مارس 2008
المشاركات
1,145
الكنية
أم فهد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: أصول الشاشي

ماشاء الله تبارك الله
بارك الله فيك ونفع بك يا دكتوره خلود.
 
إنضم
17 مايو 2013
المشاركات
33
الكنية
أبو ساري
التخصص
أصول الفقة
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: أصول الشاشي

جزاك الله خيراخيتي
وبارك الله فيكي
‏>وللأسف قد بحثت عنه في مكتباتنا في مكة وجده (جميع مكتبات مكه وجل مكتبات جده) فلم أجده
الا عند رجل في مدينه الحبيب صلى الله عليه وسلم
(طبعة حجرية)والسعر (ابوتسمع ماتشوف)
من يدلني على مكتبه يوجد بها أصول الشاشي ؟
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: أصول الشاشي

جزاك الله خيراخيتي
وبارك الله فيكي
‏>وللأسف قد بحثت عنه في مكتباتنا في مكة وجده (جميع مكتبات مكه وجل مكتبات جده) فلم أجده
الا عند رجل في مدينه الحبيب صلى الله عليه وسلم
(طبعة حجرية)والسعر (ابوتسمع ماتشوف)
من يدلني على مكتبه يوجد بها أصول الشاشي ؟
http://www.google.iq/url?sa=t&rct=j...pWDJL8o02l9dwgNpg&sig2=kThFNacH2cfFjCs_6LfoWQ
 

د. خلود العتيبي

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
27 يونيو 2009
المشاركات
1,052
التخصص
أصول فقه
المدينة
... ... ...
المذهب الفقهي
... ... ...
رد: أصول الشاشي

بورك فيكم جميعاً ...
أصول الشاشي بتحقيق الندوي
أما بالنسبة لوجوده في أي مكتبة فلا علم لي، ولكن بإذن الله سيكون من ضمن ما سأسأل عنه .
 
إنضم
17 مايو 2013
المشاركات
33
الكنية
أبو ساري
التخصص
أصول الفقة
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: أصول الشاشي

الحمدلله وجدته بعد ما مل الصبر من صبري
في مكتبة الامداد العلمي في مكه في حي العزيزيه امام جامعة ام القرى
وسعره 25ريال
طبعته دارابن كثير السوريه
وبهامشه تعليقات للكنوي
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: أصول الشاشي

حياكم الله
ذكر لنا أحد الأساتذة أن هناك كتاب يسمى أيضا أصول الشاشي لكنه شافعي طبعته دار ابن كثير
ولعل هذا المقال للشيخ الكراني جزاه الله خيرا يرفع الاحتمال.
 
إنضم
24 فبراير 2013
المشاركات
12
التخصص
الفقه والأصول
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
كل المذاهب الفقهية السنية
رد: أصول الشاشي

بحث رائع وقيم كشف عن كثير من الجوانب التي يحيطها الغموض والشك في كتاب (أصول الشاشي)، فجزى الله الدكتور الفاضل عن طلاب العلم خيرا.
 

قنوان دانية

:: متابع ::
إنضم
28 مارس 2012
المشاركات
21
الكنية
ام عبد البر
التخصص
فقه و اصوله
المدينة
reo
المذهب الفقهي
مالكي
رد: أصول الشاشي

بورك فيك
 

أمل الغيداني

:: متابع ::
إنضم
10 يونيو 2015
المشاركات
5
الكنية
أمل الغيداني
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: أصول الشاشي

بارك الله فيك ونفع بك العباد والبلاد
 

د. خلود العتيبي

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
27 يونيو 2009
المشاركات
1,052
التخصص
أصول فقه
المدينة
... ... ...
المذهب الفقهي
... ... ...
رد: أصول الشاشي

شكر الله للجميع، وتقبل منهم الدعاء ...
 
إنضم
10 أغسطس 2018
المشاركات
1
التخصص
الفقه
المدينة
كالكوتا
المذهب الفقهي
الحنفي
أصول الشاشي
جمع واعداد: خلود العتيبي


أولاً: الشَّاشِي، بالألف الساكن بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون يقال لها الشاش، وهي من ثغور الترك، خرج منها جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، كما ذكر ذلك السمعاني في الأنساب[1].
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي: [شَاش: بالشين المعجمة: بالري قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر ثمّ ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك وأهلها شافعيّة المذهب، وإنّما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفّال الشاشي فإنّه فارقها وتفقّه ثمّ عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه][2].
وفيما يظهر لي والله أعلم أنها إحدى مدن أوزباكستان، الإتحاد السوفيتي سابقاً، بالقرب من بخارى، وطشقند، وسمرقند، إذ لم أقف على شاش كمدينة في موسوعة المدن العربية والإسلامية، لكن هي من مدن ماوراء النهر، وبخارى من أعظم مدن مارواء النهر كما جاء في الموسوعة[3].

ثانياً: الشاشي هذه النسبة اشتهر بها إمامان كبيران حنفي وشافعي، فالحنفي أبو علي أحمد بن محمد بن إسحاق (344هـ)، والشافعي أبو بكر محمد بن علي ابن إسماعيل المعروف بالقفال (314هـ)[4].


ثالثاً: أصول الشاشي من المتون المعتمدة في أصول الفقه الحنفي، بل من أهم المختصرات فيه، تلقاه العلماء بالقبول، وتناولوه بالدراسة والشرح، لا سيما في بلاد الهند وباكستان، وافغانستان، وآسيا الوسطى، وما جاورها من البلدان، فما من معهد اسلامي هناك إلا والكتاب مقرر فيه تدريسه[5].

رابعاً: اختلف في نسبة هذا الكتاب إلى مصنفه على عدة أقوال، قبل البدء بذكرها يجب أن نوضح: أن محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الإمام الكبير فخر الإسلام أبو بكر الشاشي المتوفى سنة (507هـ)، إمام شافعي جليل، حافظ لمعاقد المذهب الشافعي، وشوارده، صاحب المستظهري وهو مصنف صنفه لأمير المؤمنين المستظهر بالله وسماه حلية العلماء، والمعتمد وهو كالشرح له، والترغيب في المذهب، والشافي في شرح مختصر المزني، والعمدة المختصر المشهور، وصنف أيضاً الشافي في شرح الشامل[6]، فلا تصح نسبة أصول الشاشي إليه، وقد ذكر الدكتور محمد مظهر بقا أن هناك من نسب إليه ذلك، وهو مصنف فهرس المكتبة الهندية بلندن (2/205.206، رقم (1439)، ثم قال رحمه الله تعليقاً على هذه النسبة: "ولم ينتبه المصنف إلى أن أصول الشاشي كتاب في أصول فقه الحنفية، ويدل عليه في ختام مقدمته: "والسلام على أبي حنيفة وأحبابه"، والمستظهري شافعي"، ثم نقل قولاً للكنوي رحمه الله بعد أن لخصه: "وأما من الشافعية فاثنان مشهوران بالشاشي: أحدهما- أبو بكر محمد بن علي القفال الكبير الشاشي (366هـ)، له كتاب في أصول الفقه، وشرح الرسالة، وثانيهما- فخر الاسلام محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي (507هـ), وهو المعروف بالمستظهري"[7].

أما الشاشي من الحنفية فيطلق على كثير من بينهم:
1. إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الخرساني الشاشي، شيخ أصحاب أبي حنيفة، وعالمهم في زمانه، كما قال عنه اللكنوي رحمه الله، من الذين قدموا مصر، إذ كان يتفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان يتصرف مع قضاة مصر ويلي قضاء بعض أعمالها، وكان يروي الجامع الكبير عن زيد بن أسامة عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمد بن الحسن وكان ثقة، توفي بمصر سنة (325هـ)[8].
قال عنه المراغي في الفتح المبين :"وقد برع في أصول الفقه، وألف كتابه أصول الشاشي"[9]، ونسب له هذا الكتاب الزركلي في الأعلام[10]، خلافاً لما جاء في الجواهر المضيئة، والفوائد البهية، والطبقات السنية، إذ ذكروا ترجمته رحمه الله، ولم ينسبوا له أي كتاب في أصول الفقه.
وفي هذه النسبة يقول الدكتور محمد مظهر بقا: "إن صاحب الجواهر المضيئة، وصاحب الفوائد البهية كلاهما ترجما لإسحاق بن ابراهيم الشاشي، ولكن لم يذكروا له كتابا في الأصول، وتوجد النسخة الخطّية لأصول الشاشي منسوبة إلى إسحاق بن إبراهيم الشاشي، في كثير من مكتبات العالم، وطبع منسوباً إليه في الهند وباكستان في غير مرة"[11].
وممن ذكر أيضاً أن هذا الكتاب مطبوع في مجلد بالهند ومنسوب إلى اسحاق الشاشي، البغدادي في كتابه هدية العارفين[12]، أما عن وجوده في غالب مكتبات العالم فقد ورد في فهرس مخطوطات خزانة التراث ذكر لهذه المكتبات، منها: المكتبه المركزيه بمكه المكرمه، ومعهد الدراسات الشرقيه في روسيا، ومكتبة قوله في القاهره، دار الكتب المصريه، ومكتبة رامبور بالهند، ومكتبة خدابخش، وبمكتبة جامعه كلكتا، وأيضاً مكتبه المصغرات الفيلميه بقسم المخطوطات بالجامعه الاسلاميه، بالمدينه المنوره، ومكتبه كليه الآداب والمخطوطات بالكويت، والمكتبه الازهريه، وفي فهرس آل البيت، ذكر هذا الكتاب باسم الخمسين، لإسحاق بن إبراهيم الشاشي، وذكر له خمس وعشرون نسخة، وذكر مواطن وجودها.

وممن نُسب إليه كتاب أصول الشاشي:
2. أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي، الشاشي، الفقيه، الحنفي، سكن بغداد ودرس بها تفقه على أبي الحسن الكرخي، الذي جعل التدريس له حين فلج والفتوى إلى أبي بكر الدامغاني وكان يقول ما جاءنا أحفظ من أبي علي، توفي رحمه الله تعالى عام (344هـ)[13].
أيضاً ترجم له عبد القادر القرشي في الجواهر المضية، واللكنوي في الفوائد البهية، والغزي في الطبقات السنية، ولم ينسبوا له أي كتاب في أصول الفقه.
إلا أن البغدادي في هدية العارفين[14] نسب له كتاب الخمسين، قال رحمه الله: "الشاشى احمد بن محمد بن اسحق الشاشى أبو على نظام الدين الحنفي توفى سنة اربع واربعين وثلاثمائة، له كتاب الخمسين في اصول الدين اعني اصول الفقه"، علق على هذا الدكتور بقا بقوله: "وكتاب الخمسين هو نفس كتاب أصول الشاشي، كما في الفوائد البهية ص244".
وآخر طبعة كانت منسوبة لأبي علي الشاشي، بتحقيق الشيخ خليل الميس، مدير أزهر لبنان سنة 1982هـ[15].
ومما ينفي نسبة هذا الكتاب لهذين العلمين، ما وقع فيه من الاستناد إلى أبي زيد الدبوسي(430هـ)، وابن الصباغ (477هـ)، إذ أن الشاشيين توفيا قبلهما بمئة سنة وأكثر.
نصوص من أصول الشاشي تثبت نقله من أبي زيد، وابن الصباغ:
قوله في بحث كون المقتضى زيادة على النص: "وعلى اعتبار هذا المعنى قليل يدار الحكم على تلك العلة، قال الإمام القاضي أبو زيد: لو أن قوما يعدون التأفيف كرامة لا يحرم عليهم تأفيف الأبوين"، وفي بحث كون الموانع أربعة قال:"قال القاضي الإمام أبو زيد الموانع أربعة أقسام، مانع يمنع انعقاد العلة، ومانع يمنع تمامها، ومانع يمنع ابتداء الحكم، ومانع يمنع دوامه"[16].
وذكر ابن الصباغ في بحث الأخبار التي توجب حجية القياس، إذ قال: "وروى ابن الصباغ وهو من سادات أصحاب الشافعي في كتابه المسمى بالشامل عن قيس بن طلق بن علي أنه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بدوي فقال يا نبي الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعدما توضأ، فقال هل هو إلا بضعة منه وهذا هو القياس"[17].

وممن نُسب إليه كتاب أصول الشاشي:
3. بدر الدين الشاشي الشرواني، يقول د. محمد مظهر بقا: "وقيل هو بدر الدين الشاشي الشرواني، الذي كان على قيد الحياة في حدود 752هـ، 852هـ، ذكره بروكلمان (1/174) بالاحالة على فهرس بشاور"[18].
في الحقيقة لم أقف على شيء من ترجمة بدر الدين الشاشي سوى ما ذكر في موضعين، ولا أدري إن كان هو المقصود أم لا:
الموضع الأول: ما جاء في نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر لعبد الحي الطالبي، إذ ذكر في الطبقة الثامنة أو في أعيان القرن الثامن بدر الدين الشاشي فقال: "الشيخ الفاضل بدر الدين الشاشي المشهور كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، له يد بيضاء في الشعر، وله قصائد غراء في مدح السلطان محمد شاه تغلق، وديوانه متداول في أيدي الناس، وله شاهنامه في أخبار محمد شاه تغلق عدد أبياته ثلاثون ألفاً"[19].
والثاني: ما جاء في كتاب طبقات المفسرين للأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى: ق 11هـ) قال: "الشيخ بدر الدين العالم الفاضل الشرواني، قد صنف تعليقة على تفسير البيضاوي أورد فيها عبارة القاضي بتمامها، وكانت وفاته في سنة عشرين وألف"[20].

وممن نُسب إليه كتاب أصول الشاشي:
4. نظام الدين الشاشي، من علماء المائة السابعة كما ذكر الدكتور محمد بقا نسبةً إلى صاحب حدائق الحنفية، وبروكلمان[21]، وقد طبع هذا الكتاب، منسوباً إلى هذا الإمام، في دار الغَرْب الإسلامي ، سنة 1422 هـ ، بتحقيق: محمد أكرم الندوي .

ونُسب إلى:
5. حميد الدين الشاشي، أستاذ العلماء (781هـ)، ذكر الدكتور محمد أن الذي نسب هذا الكتاب إليه هو العرشي (فهرس المخطوطات العربية بمكتبة راجستان، تونك، الهند، 2/144 (783).

رأي الدكتور محمد مظهر بقا:
بدايةً ذكر رحمه الله أن بروكلمان جزم بأن هذا الكتاب ليس لإسحاق بن إبراهيم الشاشي (325هـ)، لكنه لم يعين مصنفه، بل ذكر قولين: الأول أنه لبدرالدين الشاشي، والثاني: قول من قال أنه لنظام الدين الشاشي، في حين لم يشكك جولد زيهر في نسبة هذا الكتاب إلى اسحاق، وإنما شك في سنة وفاته.
ثم ذكر الدكتور محمد رأيه قائلاً: "وأرى أن أصول الشاشي المنسوب إلى اسحاق بن إبراهيم الشاشي، كتاب آخر، غير أصول الشاشي المتداول وذلك لأنه توجد نسخة خطّية من أصول الشاشي، لإسحاق بن إبراهيم، أبي يعقوب الخرساني (325هـ) برقم 533، في مكتبة ديال سنكة الموقوفة بلاهور باكستان.... "، ثم ذكر رحمه الله بداية ونهاية نسخ خطية للكتاب، وقال: "فلما اختلفت بداية ونهاية أصول الشاشي المنسوب إلى اسحاق الشاشي، من بداية ونهاية أصول الشاشي المتداول، عُلم أن هناك كتابين بعنوان أصول الشاشي، أحدهما لإسحاق بن إبراهيم الشاشي والآخر لغيره".
ثم قال: "فصاحب الفوائد البهية ذكر احمد بن محمد أبا علي الشاشي، واسحاق بن إبراهيم الشاشي، ولكنه لم ينسب هذا الكتاب لأي واحد منهما، وبالعكس كتب أنه لنظام الدين الشاشي، وأحال على كشف الظنون، وأرى أن ما قاله صاحب الفوائد البهية، ثم صاحب حدائق الحنفية هو الأقرب إلى الصحة، وأن مصنف أصول الشاشي، هو نظام الدين، وأنه من علماء المائة السابعة، والله تعالى أعلم بالصواب"[22] .

خامساً: ترتيب كتاب أصول الشاشي.

بدأ المصنف كتابه بقوله: "بحث كون أصول الفقه أربعة" إذ ذكر مقدمة قصيرة جداً، ثم قال: "وبعد فإن أصول الفقه أربعة كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، وإجماع الأمة، والقياس، فلا بد من البحث في كل واحد من هذه الأقسام ليعلم بذلك طريق تخرج الأحكام"[23]، ثم شرع رحمه الله في التفصيل فيما ذكر ، فجعل البحث الأول في كتاب الله تعالى، تناول فيه عدة فصول: الخاص والعام، المطلق والمقيد، المشترك والمؤول، الحقيقة والمجاز، التعريف بطريق الاستعارة، الصريح والكناية، المتقابلات يعنى بها الظاهر والنص والمفسر والمحكم مع ما يقابلها من الخفي والمشكل والمجمل والمتشابه، وفصل فيما يترك به حقائق الألفاظ، ثم فصل في متعلقات النصوص، فصل في الأمر، وآخر في النهي، ثم تعريف طريق المراد بالنصوص، وختم في الفصلين الاخرين بتقرير عن حروف المعاني، والآخر في بيان التقرير وبيان التفسير.
وتناول في البحث الثاني في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عنها: "وهي أكثر من عدد الرمل والحصى"، ضمنها بالحديث عن أقسام الخبر، وبحث في تقسيم الراوي، حجية خبر الواحد، وتناول في البحث الثالث الإجماع، وأقسامه، إذ بحث نوع من الإجماع وهو عدم القائل بالفصل، وذكر فيه بحث بيان الواجب على المجتهد، أما البحث الرابع والأخير فقد كان في القياس، الأخبار التي توجب حجيتة، وشروط صحتة، ثم فصل في القياس الشرعي، وذكر العلل، وفرق بينها وبين الأسباب، وختم بذكر الموانع، والعزيمة والرخصة....فكان البحث الأول أطول بحث بالنسبة إلى بقية الأبحاث التي ذكرها، رحمه الله.

سادساً: الشروح والحواشي على أصول الشاشي[24].


  1. شرح صفي الله بن نصير الهندي المسمى بـ "المعدن".
  2. شرح المولى محمد بن الحسن الفراهي.
  3. أيضاً نسب له شرح محمد بن الحسن الخوارزمي المتوفى سنة 781هـ ، إلا أن د. هيثم خزنة علق على ذلك بقوله: " كتاب الخمسين في أصول الدين للإمام فخر الدين الرازي، المتوفى سنة (606هـ)، أدرج فيه قواعد أصولية، وشرح كتاب الرازي محمد بن الحسن الخوارزمي الشاشي الحنفي، وربما هذا التشابه في اسم الشاشي كان سبب الخلط حتى ظن بعضهم أن شرح محمد الخوارزمي الشاشي لكتاب الخمسين للرازي هو شرح لأصول الشاشي، أما مصنف أصول الشاشي فلم أتحقق من اسمه"[25].

والحواشي:

  1. فصول الغواشي، للشيخ أله داد الجونبوري.
  2. فصول الحواشي لأصول الشاشي، لمولوي عين الله، نشر في دهلي 1302هـ.
  3. حصول الحواشي على أصول الشاشي، لمحمد حسن المكنى بأبي الحسن بن محمد السنبهلي الهندي ، طبع بنمبشي نولكشور 1302 هـ
  4. عمدة الحواشي على أصول الشاشي، للمولى محمد فيض الحسن الكنكوهي ، طبع مع أصول الشاشي ، ببيروت 1402هـ.
  5. تسهيل أصول الشاشي، للشيخ محمد أنور البدخشاني ، طبع بإدارة القرآن والعلوم الإسلامية ، كراتشي ، الطبعة الأولى 1412 هـ ، كما صور هذا التسهيل في إسطنبول بتركيا .
  6. أحسن الحواشي على أصول الشاشي، للشيخ بركت الله اللكنوي، وطبع بدلهي.

وأخيراً: طبعات هذا الكتاب.
طبع كتاب الشاشي طبعات متعددة منها: طبعة بكانبور في الهند ، مطبعة مجيدي ، سنة 1388هـ ، وطبع بدار الكتاب العربي ببيروت 1402 هـ ، وبهامشه : " عمدة الحواشي شرح أصول الشاشي "، وطبع في دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1423 هـ ، ترجمة وتحقيق : عبد الله محمد الخليلي ، وطبع الكتاب – أيضاً - من قبل دار الغَرْب الإسلامي ، سنة 1422 هـ ، وحققه محمد أكرم الندوي .

والله أعلم.




[1] يُنظر: الأنساب للسمعاني(8/ 13).

[2] معجم البلدان (3/ 308).

[3] يُنظر: موسوعة المدن العربية والإسلامية (ص411).

[4] يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 435).

[5] يُنظر: مقدمة المحقق لأصول الشاشي: محمد أكرم الندوي ص(6) .

[6] يُنظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 70)، طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (1/ 291).

[7] الفوائد البهية (ص245).

[8] يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (1/ 136)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: 166)، الفوائد البهية (ص43-44).

[9] الفتح المبين (1/177).

[10] يُنظر: الأعلام للزركلي (1/ 293).

[11] معجم الأصوليين (1/11-12).

[12] يُنظر: هدية العارفين (1/ 199).

[13] يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (1/ 98)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: 134)، الفوائد البهية (ص31)، تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (5/ 158).

[14] يُنظر: هدية العارفين (1/ 62).

[15] هيثم خزنة في تطور الفكر الأصولي عند الحنفية ص35.

[16] أصول الشاشي (ص: 373)، القول موجود في تقويم الأدلة (ص335).

[17] أصول الشاشي (ص: 312).

[18] معجم الأصوليين (1/12).

[19] يُنظر: نزهة الخواطر (2/ 141).

[20] يُنظر: طبقات المفسرين للأدنه وي (ص: 411).

[21] معجم الأصوليين (1/13).

[22] معجم الأصوليين (1/14).

[23] أصول الشاشي (ص: 13).

[24] يُنظر: معجم الأصوليين (1/15-16)، تطور الفكر الأصولي الحنفي د. هيثم خزنة (ص36)، مقدمة تحقيق الندوي.

[25] تطور الفكر الأصولي الحنفي د. هيثم خزنة ص35.
بارك الله فيك
 
أعلى