العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مسائل تتعلق بنوازل الصيام - لشيخنا القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
هذه بعض المسائل التي تتعلق بنوازل الصيام، أجاب عليها شيخنا القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني -حفظه الله ورعاه-



المبحث الأول : نوازل في الإفطار .

س: إذا سافرت من بلدي إلى بلد آخر على طائرة. وصادف أنني كنت صائماً فهل يكون إفطاري وقت غروب الشمس في بلدي أم أفطر عند غروب الشمس في البلد الذي هبطت فيه الطائرة؟

جـ: من كان صائماً وركب على طائرة وأراد أن يفطر فعليه أن يفطر في الوقت الذي غربت فيه الشمس وفي المحل الذي غربت عنه الشمس فإن غربت الشمس وهو على متن الطائرة فيفطر في ذلك الوقت ويكون توقيته توقيت أهل البلد التي غربت الشمس والطائرة في أجوائها وإن لم تغرب الشمس إلا وقد هبطت الطائرة إلى مطار بلدٍ آخر فيفطر في المطار الذي هبطت الطائرة فيه حال غروب الشمس ويكون إفطاره بحسب توقيت البلدة التي هبطت الطائرة في مطارها سواء كان هذا التوقيت متأخراً عن توقيت البلد الذي كان الصائم يعيش فيه مثل أن يكون الصائم من اليمن وطار من مطار صنعاء أو تعز.

وهبطت الطائرة في مطار من المطارات الواقعة من اليمن غرباً كالقاهرة وطرابلس وتونس والجزائر والرباط وروما وغيرها من مطارات البلدان الواقعة في المناطق الغربية من اليمن أما إذا أدركه المغرب وهو على متن الطائرة فإنه يفطر وهو على الطائرة ويكون توقيته هو توقيت الأرض التي غربت الشمس وهو في سمائها.

فمن كان مسافراً من اليمن إلى طرابلس الغرب وغربت الشمس وهو في سماء الديار المصرية فله الحق أن يفطر وهو راكب على الطائرة ويكون توقيته توقيت الأراضي المصرية التي غربت الشمس عليها في ذلك الوقت ولو لم يصل إلى مطار طرابلس إلا وقد دخل وقت العشاء وهكذا من كان مسافراً من اليمن إلى موسكو مثلاً أو غيرها من مدن الشرق وادركه المغرب وهو في سماء أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية فله الحق أن يفطر عند غروب الشمس ويكون توقيته توقيت الديار الإيرانية وإن كان أهل اليمين في ذلك الوقت لم يفطروا لأن المغرب في الديار اليمنية متأخر عن المغرب في الديار الإيرانية لكون البلدان الإيرانية واقعة في الجهات الشرقية من اليمن وهلم جرا

أو كان توقيت البلد الذي ستهبط فيه الطائرة التي تقل هذا الصائم من اليمن إليها وذلك مثل أن يركب الصائم من مطار صنعاء أو الحديدة أو غيرها من مطارات اليمن ثم تهبط هذه الطائرة في مطار الظهران أو طهران أو دلهي أو كراتشي أو موسكو أو غيرها من المطارات التي في المدن الواقعة شرقي اليمن.

وستكون الساعات التي سيصوم فيها المسافر من اليمن إلى الجهات الغربية أكثر من الساعات التي سيصومها من كان باقياً في اليمن كما ستكون الساعات التي سيصومها المسافر من اليمن إلى الجهات الشرقية من الأراضي اليمنية أقل من الساعات التي سيقضيها من كان صائماً في اليمن وهو لم يغادر ارض اليمن إلى خارجها ولم يهبط في مطار من المطارات الواقعة في الديار الشرقية من اليمن هذا إن كان غروب الشمس لم يدركه إلا وهو في المطار أيِّ مطار كان في الشرق أم في الغرب .

المبحث الثاني : نوازل في العدد .

س: إذ كان الشخص في بلد تقدم في الصيام بيوم قبل البلد الذي سيسافر إليه. والطيارة تنطلق صباح آخر يوم من رمضان على حساب البلد الذي سيسافر إليه وصباح يوم العيد على حساب البلد الذي سيسافر منه فعلى أي البلدين يعامل نفسه في ذلك اليوم هل يصوم أم يفطر؟

جـ: يُعامل نفسه معاملة البلد الذي طلع عليه فجر ذلك اليوم وهو فيه.

المبحث الثالث : نوازل في الزمن .

أ ـ طول اليوم .

س: في بعض البلدان يكون النهار ستة اشهر والليل ستة اشهر فكيف يعمل من يريد الصيام؟
جـ: هذا في القطب الجنوبي أو الشمالي وليس فيها مسلمون ولكن إذ دخلها المسلمون. فالجواب هو ما قلناه في حق (لننجراد) أنهم يعاملون أنفسهم معاملة أهل أقرب بلاد إسلاميه إليهم ويعملون بتوقيتها. أو بتوقيت مكة المكرمة فما قلناه في حق أهل (لننجراد) هو ما نقله في حق من يسكن القطب الجنوبي أو القطب الشمالي.

س: ما حكم الصائم الذي يصوم في القطب الشمالي الذي قد لا تغرب عنه الشمس في مدة شهور ؟ وما حكم الصائم الذي يصوم في البلد الذي صادف اليوم فيه عشرين ساعة ؟

اختلف العلماء في صوم من يريد صوم شهر رمضان وهو في القطب الشمالي فقال بعضهم يصوم بحسب تقدير الأوقات في بلده إذا كان مغترباً هناك ووطنه الأصلي المغرب الأقصى مثلاً أو كان من باكستان أو غيرهما من البلدان الإسلامية في الشرق أو الغرب لأن المسلم المغترب هناك مرتبط بوطنه اجتماعياً ودينياً وقال آخرون يصوم بتوقيت مكة المكرمة لأنها أول عاصمة للإسلام والمسلمين وأنها أول مدينة هبط فيها الوحي وإليها يستقبل المسلمون في صلاتهم وذبائحهم . وقال آخرون يكون صيامه بتوقيت أقرب بلد إسلامي إلى البلد الذي لا تغرب عنه الشمس مدة شهور والذي يري المسلم أن يصوم فيه وقال آخرون يقدر اليوم والليل بأربعة وعشرين ساعة ويقسم الأربعة والعشرين ساعة نصفين النصف الأول يجعله نهاراً وذلك ( اثنا عشر ) ساعة فقط وفيه يصوم والنصف الثاني يجعله ليلاً وفيه يفطر والراجح عندي هو أن يجعل المسلم توقيته بحسب التوقيت المحلي الأقرب بلد إسلامي من البلد الذي يعيش فيه وإنما رجحت هذا القول على باقي الأقوال الأخرى لأني قسته على أقرب الأيام ن اليوم الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيطول وأنه سيكون مثل سنة فقد جاء في حديث النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن فتنة المسيح الدجال وأنه سيأتي يوم من أيامه مثل سنة فقال الصحابة هذا اليوم الذي مثل سنة هل يصوم له يوم أم صوم سنة كيف نقدر على ذلك فقال أقدروا له أي قدروا أوقات هذا اليوم مثل اليوم الذي قبله فقست الفطر القريب الإسلامي من القطب الشمالي على اليوم القريب من ذلك اليوم الكبير فالأصل هو ذلك اليوم الذي قبل اليوم الكبير والفرع ذلك البلد المجاور للقطب والعلة هي القرب والحكم تقدير اليوم لمن كان في القطب الشمالي بأوقات الفطر الإسلامي القريب منه قياساً على تقدير اليوم الكبير الذي سيأتي من أيام الدجال أو قبل يوم القيامة باليوم الذي قبله بجامع كون كل واحد ظرفاً إلا أن أحدهما ظرف زمان وهو الأصل والآخر ظرف مكان وهو الفرع .

ب ـ قصر الزمن .

س: هل صحيح أن هناك بلد يصوم الناس فيه ساعة فقط في اليوم؟
جـ: إذا كان هناك بلد يكون اليوم فيه ساعة أو ساعتين أو ثلاث أو أكثر بعض الفصول يكون اليوم فيه عشرين ساعة مثل (البرتغال) وغيرها فالصيام الشرعي فيه يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس سواءً كان اليوم ساعة أو ساعتين أو أكثر. وهذا غير مشكل لأن العبرة في الصيام بطلوع الفجر وغروب الشمس. والمشكل أن في ما كان يسمى “الإتحاد السوفيتي” بلداً يستمر النهار فيه خمسة أيام وفي مدينة اسمها (لننجراد) بعض العلماء قالوا : عليهم أن يوقتوا للنهار بحسب توقيت أقرب بلاد إسلاميه لهم فيُقسم الوقت بحسب اقرب بلاد إليهم ويعاملون معاملة أهل أقرب بلدة إليهم. فيجعلوا مثلاً اثنا عشر ساعة نهاراً يصومون فيها. وتقسم ساعات لليل بحسبه.

وبعض العلماء قالوا: يعاملون بحسب توقيت مكة لكونها ام القرى وفي وسط الأرض. وبعض العلماء قالوا :لا يجب عليهم صوم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال “صوموا لرؤيته وافطروا لرؤية فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين” قال: وهؤلاء لم يروا الهلال فلا يجب عليهم الصيام. وهذا رأي ضعيف جداً وهذا هو المشكل.
 
التعديل الأخير:

أبوعبدالرحمن السبيعي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
15 أغسطس 2008
المشاركات
11
التخصص
أصول دين
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
الحنبلي
جزاك الله خير . فعلا نوازل يحتاج المسلم أن يقف عندها ويتعلم أحكامها
 
إنضم
25 أبريل 2011
المشاركات
8
الكنية
أبو كمال
التخصص
الشريعة الاسلامية
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: مسائل تتعلق بنوازل الصيام - لشيخنا القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني

بوركتم على التوضيح
 
أعلى