العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تنمية مهارة الاستدلال من المشاهد النبوية

إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
الحمد لله الذي تعبدنا بالرخص و العزائم ، و الصلام و السلام على محمد ما هبت النسائم و ناحت على الأيك الحمائم ، و على آله و صحبه
و من حيزت إليهم الكرائم .



أما بعد : فإن الحديث عن السنّة و علومها ذو شجون ، و ثوابه غير منون ، و لا تستنكر فيه الأمارات و الظنون..إلا أن الارتقاء لتحصيل خلفية المتون و مناهجها أشوف في الاعتبار ، و أرقى في مقامات الابتكار..، و الحق أنّ أهل التوسم ـ في التحصيل ـ على مراتب ، و دون التصدر صرف أنفس الرواتب ، و السعيد من خصّ بمزية " ففهمناها " و استغرقته المناقب .
أما تفصيل ما أجمل ، فيتوزع على أنحاء :



و من نكته : أن نظرة الخلف إلى متون السنة اقتصرت على الضبط و التصحيح ، و سوق منهج التعديل و التجريح ؛ لسدّ ذريعة الافتراء
و الاستدراك على مقام النبوة..و الناس في هذا القدر على نهجين : مسلك المحدثين و الأصوليين..و أطلاؤهما ينهضن من كل مجثم ، يتوارث فيها الخلف عن السلف..إلا أنّ ثمة فريضة غائبة عن هذا المهم ، و تقصيرا في جلب المهمات من الأخبارالنبوية..؛و يحدّ الغائب ، الاعتناء بخلفية سوق النصوص ، و اقتناص مناهج الاستدلال و إن لم تكن مسطورة.. و هو مسلك صعب المورد ، و لكنه محمود الغب و عذب المذاق..
و الشاهد الذي يلح تمثلا :
عن جابر ، عن عمر قال : هششت فقبلت وأنا صائم ، ثم جئت إلى رسول
الله ، فقلت : لقد فعلت اليوم أمرا عظيما ، قال : « ما هو ؟ قلت : هششت فقبلت وأنا صائم ، قال : » أرأيت لو مضمضت من الماء ؟ قلت : إذن لا يضر ، قال : ففيم ؟!


ففي هذا النص اكتفى الفقه باستعراض أحكام دلّت عليها الظواهر ، و ارتقى الأفقه إلى مقام استعراض مناهج النبي صلى الله عليه و سلم ، و هي المعاني المنثورة خلف النص...؛
و من ذلك :



ـ الأوصاف الكلية التي تعكس مقاصد التشريع : كرعي حظ المكلفين في محاكمة الحوادث ، و التعلق بمقام الرحمة في سوق الحكم ، و القصد إلى تمكين الصحابة من هذه الملكات بعده ،
و اكتساب مهارات في الاستدلال...و في ذلك إيذان بالمشروعية...
و قد شهد لهذا المنهج جملة من تصرفات النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ
و كان ذلك ميراثا لمن ألقى السمع
وهوشهيد..
أتشوف من هذا العرض إلى أن نبذل الوسع جميعا لتقرير هذا المهم من تراثنا و سنة نبينا عليه السلام..في أزمنة تنطق فيه ألسنة الناس بـ " إذ كل خير في اتباع من سلف "
و للناس فيما يعشقون مذاهب...

 
التعديل الأخير:

أم أحمد عثمان

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 يناير 2013
المشاركات
115
الكنية
أم أحمد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
سوهاج
المذهب الفقهي
حنفي
رد: تنمية مهارة الاستدلال من المشاهد النبوية

بارك الله فيكم ياشيخنا وجزاكم كل خير .
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
رد: تنمية مهارة الاستدلال من المشاهد النبوية

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا عاد أحدكم مريضا فليقل : اللهم اشف عبدك : ينكأ لك عدوا ، أو يمشي لك إلى صلاة.
رواه ابو دواد وغيره. وفي لفظ : يمشي الى جنازة.
ففي كتب شروح الحديث الاقتصار على ذكر مشروعية الدعاء وشرح غريب الحديث.
لكن ماوراء الالفاظ يلوح للناظر معاني اخرى ، منها :
ان ميزة العبد المؤمن هي النكاية بالاعداء ، والمشي الى الصلوات ..
ان من لانكاية فيه للاعداء وهو صحيح ، فحالة والمرضى سيان ..
ربط النبي صلى الله عليه وسلم بان عافية البدن لابد فيها من عمل شيء ..
قوة الامل للمريض وثقته بالله بحيث انه في تلك الحال الواهنة وخوار الجسد يامل ان يشفى فيقارع عدوا لله ..
فيه استحضار نيات الاعمال قبل توافر اسبابها ..
فيه ربط المسلم في كل حالاته بالولاء والبراء وعدم مواطاة اعداء الشريعة ..
فيه استصحاب معاني الجهاد في حياة المسلم .. يسرها وعسرها .. منشطه ومكرهه .. فهو تذكير بالبيعة ..
فيه ان النكاية المحمودة شرعا هي بعدو لله وليس بالمسلمين ..
فيه ان النكاية باعداء الله من مقاصد الشرع
يدل على ذلك حديث :
وعن عبد الله بن مغفل أنه رأى رجلا يخذف فقال : لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال : " إنه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين "
متفق عليه.
فمفهومه ان ما به نكاية لعدو يمدح لايذم .. فهو مقصود للشارع ..
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: تنمية مهارة الاستدلال من المشاهد النبوية

لكن ماوراء الالفاظ يلوح للناظر معاني اخرى ، منها :
ان ميزة العبد المؤمن هي النكاية بالاعداء ، والمشي الى الصلوات ..
ان من لانكاية فيه للاعداء وهو صحيح ، فحالة والمرضى سيان ..
ربط النبي صلى الله عليه وسلم بان عافية البدن لابد فيها من عمل شيء ..
قوة الامل للمريض وثقته بالله بحيث انه في تلك الحال الواهنة وخوار الجسد يامل ان يشفى فيقارع عدوا لله ..
فيه استحضار نيات الاعمال قبل توافر اسبابها ..
فيه ربط المسلم في كل حالاته بالولاء والبراء وعدم مواطاة اعداء الشريعة ..
فيه استصحاب معاني الجهاد في حياة المسلم .. يسرها وعسرها .. منشطه ومكرهه .. فهو تذكير بالبيعة ..
فيه ان النكاية المحمودة شرعا هي بعدو لله وليس بالمسلمين ..
فيه ان النكاية باعداء الله من مقاصد الشرع
يدل على ذلك حديث :
وعن عبد الله بن مغفل أنه رأى رجلا يخذف فقال : لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال : " إنه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين "
متفق عليه.
فمفهومه ان ما به نكاية لعدو يمدح لايذم .. فهو مقصود للشارع ..
أبدعتم في استنطاق النص...، و لكنا بأمس الحاجة إلى ترتيب تلك المعاني من حيث القصد الأول
و التابع..إن تفضلتم..
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
رد: تنمية مهارة الاستدلال من المشاهد النبوية

و لكنا بأمس الحاجة إلى ترتيب تلك المعاني من حيث القصد الأول
و التابع..إن تفضلتم..
الشيخ الفاضل:
طرحتُ موضوعا قبل قليل ، يتعلق بالجانب التنظيري التاصيلي للمقاصد الاصلية والتبعية.
فان غنمنا شيئا في جانب التاصيل وانتهينا الى امر ما.
نرجع الى الجانب التطبيقي هنا.
لان الاختلاف في التطبيق امره واسع ، والاهم التاصيل.
لذا احيلكم للانتقال الى هذا الرابط :
http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=15837&p=108274#post108274

بارك الله فيكم.
 
أعلى