رد: ما معنى قول إمام الحرمين: مرتبك في المعصية مع انقطاع تكليف
يبقى الإشكال شيخنا في استصحابه للنهي مع انقطاعه عنه كما أفاد إمام الحرمين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنَّه مأمور بالخروج،فخروجه وقع امتثالاً، وحيث وجد الأمر فلا استصحاب أليس كذلك؟
أخي الفاضل :لو دققت النظر في عبارات الإمام في البرهان والتي جئت بهذا الجزء منها لزال الإشكال ولنفصل الأمر قليلا :
فصورة المسألة في : إنسان تخطى أرضا مغصوبة متعديا فهو مأمور بالخروج منها ، منهي عن البقاء فيها .وهو آثم عاصٍ لدخوله .
فإذا امتثل الأمر بالخروج واتجه صوب الخروج منها فهو ممتثل للأمر من جهة أن متجه صوب الخروج ومع ذلك هو عاص من وجه أن كل لحظة تمر عليه هو في أرض لا يحل له المكث فيها .
ثم يرد الإمام على اعتراض مفاده أليس إمكان الترك شرط لتكليف الترك وهو لا يمكن أن يترك الأرض المغصوبة بأكثر من سعيه للخروج فإذا سقط تكليف الترك لعدم استطاعة امتثاله وجب ألا يكون آثما ؛ فيقول الإمام ماخلصته : إنه حقا ليس مكلفا الترك بما لا يدخل في استطاعته ولكن إثمه بسبب فعله الأول الذي كان في استطاعته أن يتركه وهو دخوله الأرض ابتداء لا لتعلق النهي به حال عجزه ، فتأمل قوله "قلنا تسببه إلى ما تورط فيه اخرا سبب معصيته" ، " مع انقطاع تكليف النهي عنه" يعني في حال بذله المجهود في الخروج منها .
أرجو أن يكون الأمر قد وضحا شيئا ما ويمكن أن نستفيد أكثر من شيخنا الأستاذ الدكتور / بدر.