العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل مذهب أحمد فرع عن مذهب الشافعي؟

إنضم
25 ديسمبر 2012
المشاركات
6
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
علوم قرآن
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
بسم الله
من الدعاوى الغريبة التي سمعتها أن مذهب أحمد ليس إلا فرعا لمذهب الشافعي واحتج قائل هذه الدعوى بأن الإمام أحمد تلميذ للإمام الشافعي، وعليه فإن مذهب أحمد ما هو إلا وجه من أوجه الشافعية، وهذا الكلالم قد يبدو صحيحا عند أوائل النظر، ولكن عند التأمل ومراجعة أهل العلم يتكشف بطلانه وزيفه، والدليل على ذلك أن الشافعي رضي الله عنه أسس مذهبه القديم في العراق وكان متأثرا بمذهب شيخيه: مالك ومحمد بن الحسن، وكان من أصوله التي بنى عليها مذهبه القديم: حجية مذهب الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف بوصفه أصلا استنباطيا وغيرها مما عرف بالأدلة المختلف فيها، وقد فرع الشافعي على هذه الأصول وعلمها تلاميذه الذين رووا عنه مذهبه القديم وأشهرهم الإمام أحمد وأبو ثور، ثم رحل الإمام إلى مصر وأسس مذهبه الجديد والذي تراجع فيه عن كثير من الأصول ولم يعتمد إلا القرآن والسنة والإجماع والقياس فق دون ما سواهما، وغسل كتبه الجديدة وقال: لا أجعل في حل من روى هذا عني، ولم يستثن إلا مسائل محدودة في باب الصداق، وبنى مذهبه القديم على هذه الأصول وعلمه تلاميذه في مصر والذين رووه عنه وأصبح هذا المذهب هو مذهب الشافعي خلافا لما قاله أو كتبه في مصر، فهو إن كان يقال فيه: إنه مذهب الشافعي قي القديم إلا أنه لا يحل لأحد أن يقلده في قديم أقواله لتراجعه عنها ولهذا ناقش علماء الأصول هذه المسألة وكان الراجح من أقوالهم ما ذكرته، أما الإمام أحمد فقد استفاد من الإمام الشافعي وكان مما استفاده اعتبار الأدلة السابق ذكرها وغيرها، وتجد أن كثيرا من الفروع الفقهية التي رويت عن الشافعي في القديم هي مذهب أحمد أو رواية في مذهبه أو نحو ذلك، لكن لا يعني هذا بأن مذهب أحمد ما هو إلا وجه في مذهب الشافعي والسبب في ذلك أن الشافعي تراجع عن كل أقواله القديمة، فلو أنه بقي عليها مع أصولها لصح ما جاء من الدعوى المذكورة سابقا لكن الواقع ليس كذلك، يزيد هذا وضوحا أنك لو تأملت إلى بعض القواعد العامة بين المذهبين لوجدت الفارق كبيرا بينهما ولم تجد أن في مذهب الشافعي ما يماثل مذهب أحمد فيها، فمثلا في الفروع لا تجد وجها للشافعية يبيح بيع العربون، ومذهب أحمد يجيزه، وفي القواعد تجد أحمد يتوسع في العقود والشروط ما لا يتوسع فيه مذهب الشافعي بل ما لا يتوسع فيه المذاهب الثلاثة، وفي الأصول لا تجد الشافعي يعترف بالمصلحة المرسلة مثلا دليلا شرعيا خلافا لأحمد، وبهذا يظهر خطأ الدعوى السابقة الذكر وبطلانها وزيفها، وأنها ما قيلت إلا لفهم سقيم أو عصبية مقيتة، أو جهل بمقام الإمام الجليل أحمد بن حنبل الذي تتلمذ على الإمام الكبير محمد بن إدريس الشافعي.. رضي الله عن الجميع.
18/2/2013م-مكة المكرمة- العزيزية.
 
أعلى