العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

شذرات من حياة الإمام ابن المقري

إنضم
25 ديسمبر 2012
المشاركات
6
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
علوم قرآن
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
بسم الله الرحمن الرحيم​
يعتبر الإمام إسماعيل ابن المقري من أئمة الإسلام عموما والمذهب الشافعي خصوصا، فقد سخر حياته وقلمه وجهده في سبيل نشر العلم والدفاع عن السنة، ومما يحكى عنه أن بعض علماء مصر راسلوا علماء زبيد قائلين لهم: إنكم يأهل زبيد مشهورورن بالعلم ولم نر من مؤلفاتكم الشيء الكثير، فكتب لهم ابن المقري متنا فقهيا صعبا مستصعبا وقال لهم: اشرحوه، فلما وصل إليهم قرؤوه وحاولوا فهمه فعجزوا وأرسلوا إليه: مش جملك، أي أنهم شبهوا المتن بالجمل الحارن الذي يرفض القيام والمشي، أي أن الكتاب صعب عليهم وأنهم عجزوا عن فهمه وطلبوا منه شرحه، فلما قرأ ابن المقري رسالتهم شرحه بكتاب أسماه: "تمشية الجمل".
وكان من إبداعات هذا الإمام الكبير أن اختصر روضة الطالبين في كتاب أسماه: "الروض"، أي أنه اختصر الاسم ليدل على اختصار المسمى.
وقد عانى هذا الإمام معاناة كبيرة من طائفة ابن عربي حيث قدم إلى زبيد شخص أعجمي يلقب بابن التركماني، وقد تأثر به بعض العامة ومن يحسب على طلبة العلم، وكان ممن تأثر به حاكم زبيد، وأثمر هذا التأثر بأن عين هذا الحاكم أحد مريدي هذا الأعجمي قاضيا على زبيد رغم أنه لا يداني مرتبة ابن المقري ويلقب هذا القاضي بالرداد، وله كتب وفتاوى.
وقد نص ابن المقري في كتابه الروض السابق الذكر على كفر ابن عربي وطائفته لما رآه وعرفه من معتقداتهم الباطلة والكفرية فحنق عليه كثيرون ممن كانوا يرون ولاية ابن عربي وكان من هؤلاء ابن حجر الهيتمي –غفر الله له- حيث ذكر في فتاويه الحديثية أن من رد على ابن عربي نزع الله من كتبه البركة وضرب مثلا على ذلك بكتب ابن تيمية، وقال ما معناه: إن ابن المقري كان مصيره كذلك لولا أن الله تداركه برحمته، فابن عربي عند الهيتمي أفضل بمفاوز من ابن المقري، والصواب أن ابن عربي قد وقع في طوام أقلها تجعله في مصاف المبتدعة، والغريب أن الهيتمي أقحم نفسه في الكلام على هذا العلم وهو دونه في العلم ولا شك، ويكفي دليلا على ذلك أن ابن حجر مصنف في مرتبة المقلدين، أما ابن المقري فأدنى درجاته أن يكون من النظار، والفرق بين المرتبتين ظاهر.
رحم الله هذا الإمام الجليل، والجبل الأشم الذي قدم للأمة الإسلامية الكثير من العلوم والنماذج الطيبة، ووضع في التاريخ بصمة واضحة لا يستطيع أحد تجاهلها أو التنقص منها كائنا من كان، والله المستعان.
 
أعلى