العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جديد هل يعاقَب الابن لكراهيته للوالد بسبب جائز؟

إنضم
4 نوفمبر 2010
المشاركات
1
التخصص
التفسير و اللغة العربية
المدينة
كشمير
المذهب الفقهي
الحنفي
قرأت المقالة التالية في النت:
http://www.almoslim.net/node/154482
قد يبدو السُّؤال غريباً، ولكن!! للأسف هذه هي الحقيقة المُرَّة، وهي موجودة في مجتمعنا، وفي المجتمع السُّعودي بشكل بارز، وقد نقف على الكثير، من مثل هذه الحالات، التي يسيء فيها الأبناء التَّصرُّف مع آبائهم، أو التَّعامل معهم، بسلوك يَنُمُّ عن حقد، أو كراهية، وما من إنسان في هذا الكون؛ إلا وتتجاذبه عاطفتان قوِّيتان:


عاطفة الحبِّ: التي تغرس المحبَّة، والانسجام، وتقبُّل الآخر، وهذه العاطفة هي التي تُنمِّي الشُّعور بالحبِّ بين النَّاس، وتجعلهم يقبَلون الحياة، ويقتنِعون بقيمتها، وبكلِّ ما يُقوِّي الوُدَّ، والتَّقارب بينهم.
عاطفة النُّفور: تزرع الشُّعور بالكراهية بين النَّاس، وتجعلهم لا يتقبلون بعضهم البعض، ولا يرتاحون لوجودهم، ولا يطمئنون لحضورهم، ولذلك، فالعدوان، والسُّلوكيَّات العنيفة، والتَّصرف القاسي الصَّادر عن بعض النَّاس، يكون أصله نابعاً من عاطفة النُّفور.

هاتان العاطفتان، تتواجدان عند كلِّ النَّاس، فكلُّنا نُحبُّ أشياء، ونكره أخرى، نُحبُّ أناساً، ونكره آخرين، حتَّى وإن لم تكن الأسباب واضحة.
الكراهية: كلمةٌ بغيضةٌ على نفوسنا جميعاً، وربَّما ارتبطت باليهود، والأعداء، والسَّفَّاحين المجرمين، ولكن!! هل تخيَّلت يومًا أنَّها قد تخرج من أقرب النَّاس إليك؟! فلذة كبدك، يقولها بكلِّ تحرُّقٍ، ولوعةٍ وكمدٍ، وربَّما تمنَّى موتك. لماذا؟.

إنَّ لكلِّ مرحلة من مراحل الحياة خصوصيَّاتها الخاصَّة بها، من التَّكوين العقليِّ، والجسديِّ، والأمراض الجسميَّة، والمشاكل النَّفسيَّة، والممارسات السُّلوكيَّة. فلكلٍّ من مرحلة الطُّفولة، ومرحلة ما قبل المُراهقة، ومرحلة المراهقة، وكذا الكهولة والشَّيخوخة خصوصيَّاتها، والفرد يحمل معه في كلِّ مرحلة، بعضاً من آثار المرحلة السَّابقة، التي كثيراً ما تكون أساساً للمرحلة اللاحقة، ولعلَّ المشاكل التي تنشأ في مرحلة الشَّباب، والمراهقة هي من أخطر المشاكل، وأكثرها أهميَّة.

فلو فكَّرنا قليلاً في الشَّخص المؤثِّر جداً، على كلِّ مرحلة، لوجدنا الوالدين هما الأساس في ذلك، وقد يقع أيَّاً منهما في أخطاء، لعدم فهمهما الصَّحيح لمفهوم التَّربية الصَّحيحة، تنعكس سلباً على الأبناء، ولعلَّ من أبرزها: القسوة والنَّبْذ، أي أنَّ التَّربية القاسية، تؤدي إلى كراهية الأبناء للآباء، والشُّعور بالذَّنب، وتوليد الرَّغبة في الانتقام، في نفس الطِّفل.

لا يدرك العديد من الآباء، كيفيَّة التَّعامل مع أبنائهم منذ الصِّغر، ولا يعرفون أنَّ العلاقة بينهم، يجب أن يسودها الحبُّ، والوفاق، والتَّسامح، وليس السَّيطرة، وإلقاء الأوامر. فيعنِّفون الطِّفل منذ صغره، يتشاجران معه، ويطردانه من المنزل، أو يتركانه لتتولَّى تربيته الخادمة، والشَّارع، وأصدقاء السُّوء، ثم يتعجَّبان لتصرُّفاته العدوانيَّة، وغير المبالية!! لذا، يتردّد السُّؤال: ما هي الأسباب التي تدفع الأبناء إلى العقوق؟.

الأسباب كثيرة، يمكن حصرها في الآتي:
1- البيئة المنزلية بشكل عام، ونقص الدِّفء والحنان في المنزل، بصفة خاصَّة.
2- يلعب التَّفكُّك الأسريُّ، والخلافات، وزواج أحد الوالدين، دوراً في تغيُّر سلوك الأبناء، وخصوصاً إذا كانت الخلافات تحدث أمامهم، وبصفة مستمرَّة.
3- العلاقات السَّطحية بين الوالدين، داخل المنزل، تنشئ نماذج سلبيَّة من الأبناء.
4- من أكثر الأساليب التَّربوية الخاطئة انتشاراً في مجتمعنا، هو عدم التدرُّج في التَّعامل مع أبنائنا. فعلى الآباء الانتقال من أسلوب إلى آخر، بمرونة، وتأنٍ، ومثابرة.
5- من الخطأ اعتماد أسلوب تربوي واحد، مع جميع الأبناء، خصوصاً في عقابهم. فلكلِّ طفل ردَّة فعل مختلفة، إذ قد يكتفي أحدهم بتجاهل التَّصرُّف الخاطئ، ولكن!! قد تكون نظرة العتاب رادعة للبعض الآخر.
تكفي اللَّبيب إشارةٌ مرموزةٌ وسواه يدعى بالنِّداء العالِ
وسواهما بالزَّجرِ قبل العصا والعصا هي رابعُ الأحوالِ
6- إنَّ عدم المساواة بين الأطفال، هو الأسلوب التَّربوي الذي نهى عن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، حين قال:(اعدلوا بين أبنائكم)، وكرّرها ثلاثاً. لذا، يجب ألا يتمَّ تفضيل أحد الأبناء، في تقديم الطَّعام، أو الملبس، أو حتَّى إظهار العاطفة، أو الحنان، علماً أنَّ أول بذور الحسد، والحقد بين الأبناء، تتكوَّن نتيجة هذه السِّياسة التَّربوية الخاطئة.
7- إنَّ تأنيب الولد وتحقيره أمام الآخرين، وبصفة مستمرَّة، خلال مراحل عمره، بدون مراعاة لنضوجه، ونمو شخصيته، لا يمكن أن يؤدِّي إلى النَّتائج المرجوَّة، علماً أنَّ هذا أسلوبٌ تربويٌّ خاطئٌ، ويجب ألا نلجأ إليه، في أي حال من الأحوال.
8- يسيء بعض الآباء استعمال مبدأي الثواب والعقاب، فيلجؤون دائماً إلى العقاب، ويهملون الثَّواب, فنجدهم ينهرون الطِّفل، ويسارعون إلى عقابه، حتَّى لو أمام جمهور من النَّاس، بحجة أنَّهم يخجلون من تصرّفاته المشينة. ولكن!! بالمقابل لا يفتخرون بتصرُّفاته الحسنة، علماً أنَّه من غير الممكن أن يكون الطِّفل سيّئاً في جميع الحالات. لذا، علينا مكافأة الطِّفل على تصرُّفاته الحسنة، وعدم اللجوء إلى العقاب إلا عند الضَّرورة.
9- إنَّ لجوء الآباء إلى وسيلة التَّعنيف الجسدي(الضرب) لتقويم كل خطأ يقترفه الطفل، يترسَّخ في ذهنه مدى الحياة، ويُحفَر في ذاكرته.
10- السِّباب، واستخدام الشَّتائم في مناداة ومعاملة أولادنا، مع عدم الاهتمام بهم، وترك مسؤوليَّة تربيتهم إلى الخادمة! فيتعزَّز لدى الطِّفل الشُّعور أنَّه ليس بحاجة إلى والديه، وأنَّه بإمكانه العيش بدونهما.
ختاماً أقول: الكثير من المؤسسات، والدِّراسات، تناولت قضية اليُتْم، وآثارها السَّلبيَّة، وكيفيَّة معالجة الشُّعور بالحرمان لدى اليتيم، وملايين من أبنائنا اليوم أيتامٌ، برغم وجود آبائهم، على قيد الحياة، وقد صدق الشَّاعر حين قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه في هذه الحياة، وخلَّفاه ذليلاً
إنَّ اليتيمَ من الذي تلقى له أمًا تخلت، أو أبًا مشغولاً
أخي في الله: ابنك إنسان مثلك، نبتة صغيرة، تضع بذْرتها بيديك، ترويها بصبرٍ، وحبٍّ، وحنانٍ، يخفق قلبك وأنت تراها تنمو، إن مالت قوِّمْها برفق، ضع لها ما يساندها حتَّى تكبر، حتَّى إذا ما أينعت، انقلها بأمان إلى واحة أكبر، لتكون شجرة كبيرة تظلُّك، وتسعدُك مدى حياتك.
أولادُنا صفحاتٌ بيضاء، نحن من يكتبُ فيها، فانتبه لما تكتب، فسيسألك الله عنه.
هناك أزمة كبيرة في البيوت الآن، تسمَّى: أزمة فقدان لغة الحوار بين أفراد الأسرة جميعاً، من الآباء والأمهات مروراً بالأولاد، يكاد لا يكون هناك أي حوار بين أفراد الأسرة، وعندما نسمع حواراً بين الوالدين، وبين الأبناء، يكون عبارة عن أمر ونهي، ونقد من قبل الوالدين، وغضب وصوت مرتفع باستمرار من قبل الأبناء، فلا أحد يستمع للآخر، وكلُّ طرف يعتقد أنَّه على صواب، وأما الطَّرف الآخر؛ فهو على خطأ.
وإذا سألت الوالدين، أين الخطأ ؟. يكون الردُّ: أكيد الخطأ في الأبناء، لأنَّهم لا يسمعون ما نقول، ولا ينفذون ما نطلبه منهم، وعندما نوجه نفس السُّؤال إلى الأبناء، يكون الردُّ: الخطأ في الوالدين، فنحن لا نجد من يستمع لنا، ولا أحد يفهمنا ، ولا أحد يدرك مشاعرنا، أو يقدر تفكيرنا، واحتياجاتنا............

والسؤال الذي أريد أن أسأل هو هل يعاقب إذن الابن لكراهيته للوالد بسبب هذه الأمور ذكرها صاحب المقالة؟
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل يعاقَب الابن لكراهيته للوالد بسبب جائز؟

أحسن الله إليكم

سيتم نقل الموضوع لملتقى فقه الأسرة إن شاء الله لمناسبته ذاك الموضع

حياكم الله وشكر لكم مشاركتكم ونفع بكم
آمين

 
إنضم
23 مايو 2013
المشاركات
83
الكنية
أم رفيدة السلفية
التخصص
طالبة علم
المدينة
الثنية
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هل يعاقَب الابن لكراهيته للوالد بسبب جائز؟

(جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر الخليفة الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ فقال: بلى، أن ينتقي أمه، ويحسن اختيار اسمه، ويعلّمه الكتاب، فقال الولد: إنَّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فأُمي زنجية كانت لمجوسي، وقد سمَّاني جُعلاً"خنفساء"، ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك). هذه القصة التي قدر الله لها البقاء لتصل اليوم والآن إلى مسامعكم قد حدثت مع الخليفة عمر - رضي الله عنه - وكلكم تعرفون من عمر، وكيف تكون شدته في الحق؛ إلا أن عدل الخليفة عمر - رضي الله عنه - لم يمنعه من قول الحق وكتمانه؛ فالحق أن الأب قد عق ابنه قبل أن يعق به. وهذه قصة أخرى عن العقوق:قال ( عبد الله الكوفي ) رحمه الله:كان عندنا بالكوفة رجل له ابن عاق، فاختصم الأب مع ابنه ذات يوم على شيء!! فما كان من الابن إلا أن جرّ أباه برجله!! حتى أخرجه من البيت، ثم سحبه في الطريق مسافة طويلةً، فلما بلغ إلى موضع ما، صاح فيه أبوه قائلاً، والدموع تتقاطر من عينيه:يا بُني: حسبك!! قف هنا!! فإلى هنا جررتُ أبي من الدار، فسلّطك الله عليّ فجررتني منها!!. فإلى متى والآباء والأمهات يتحججون بالأعذار الواهية، والكثيرة، والغير مبررة للتهرب من مسؤولية تربية الأبناء والبنات. أقول لهؤلاء بأن الزواج لم يشرع في الإسلام لأجل قضاء الشهوة فقط؛ بل لأهداف أعظم وأسمى، والتي من أجلها (تكثير سواد المسلمين بإنجاب الأبناء والبنات) والقيام على تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة. يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارا". وسلمت يمين من كتب هذه السطور:إلى أبي وأمي مع التحية:أبي و أمي أوجه إليكما هذه الرسالة لكي تساعداني أن أنشأ نشأة صالحة حتى أصبح قوياً في الإرادة لتحمل أعباء الحضارة القادمة خلال القرن الواحد والعشرين وحتى أستطيع الوقوف على أقدامي بثبات وعزم أمام التيارات السيئة والجارفة لجميع القيم والله المستعان، لذا لا تفرطا في تدليلي، واعلما تماما بأنني لا يجب أن أنال كل ما أريد، فقط أريد أن أختبركما فكونا حازمين معي، إنني أفضل ذلك لأنه يجعلني أشعر بالأمان، لا تدعاني أكون عادات سيئة، كما لا تجعلاني أبدو صغيرا مما أنا في الواقع، لأن ذلك يجعلني أسلك مسلك الكبار بطريقة بليدة، وأرجوكما لا تصححا أخطائي أمام الآخرين، كما لا تجعلاني أشعر بأن أخطائي نوع من الإثم فذلك يربك إحساسي بالقيم ا.هـ. وقال أحد العقلاء: (أولادنا خلقوا ليعيشوا في زمانٍ غير زماننا). ومما يثير التفاؤل والإقتداء ما ذكره لي أحد الأصدقاء حيث يقول لي: لاحظت أن أي مهندسٍ أو عامل أجنبي يأتي إلينا في الشركة لابد وأن يسألنا هذا السؤال: ما هي أفضل مدرسة في هذه القرية؟. فتنهدت بالجواب، وأعدت الكرة إلى الوراء لأنظر إلى حالِ أطفالنا الذين يرمون في المدارس القريبة من منازلهم في الصباح، ثم يحملون منها في منتصف الظهيرة، فلا سؤال ولا كلام إلى أن تنتهي السنة الدراسية ثم بعدها نسأل كم مادة رسب الطالب فيها؟. وكم مادة رسبت الطالبة فيها؟. أنظروا إلى اعتناء هؤلاء العمال والمهندسين الأجانب بأبنائهم، يسأل عن أفضل مدرسة لأبنائه، وعن أفضل مدرسة لبناته؛ لأنهم جعلوا أبنائهم (كنز)، ونحن جعلناهم (عله)، ولأنهم في الحقيقة قد شغلوا حيزاً متسعاً من تفكيرهم، ونحن لا نعرف إلى أي مرحلة دراسية وصلوا، والأهم هو أنهم قد أعدوهم لهدفٍ ما قد رسموه لهم، ونحن جعلنا هدفنا الأكثر رواجاً هو (بس نبغى الفكه منهم)، أو(متى يتوظف ونسلم من مصاريفه)، أو(يا ليت ما لنا عيال). تأمل في تربية أخواننا المصريين: لا تجدهم إلا ويرددون هذه العبارة؛ أنا ابني إن شاء الله سوف يتخرج طبيب، والآخر مهندس، والابن أو البنت إلى الآن في المرحلة الابتدائية (الإعدادية). أريد هذا الحرص وهذا التفكير أن يعشش في عقلك، وأن يُزرع في قلبك، وأن يشغل بالك. وأنتِ كذلك أيتها الأم. فأبدأ أيها الأب بحلقة تحفيظ القرآن، ولتنتقيها بنفسك، ثم لترغب ابنك عليها، ولتشجعه، ولتكافئه، ولا تقل أنها مضيعة وقت؛ لأن الأب الذي وفر لأبنائه دش، وبلايستيشن، وغيرهما من الملهيات.. هذا الأب هو آخر من يتكلم عن ضياع الوقت. فبادر بتسجيل ابنك في حلقة قرآن، فهي مجانية 100%، وأعلم بأنها إن لم تعلمه القرآن زرعت في قلبه حب القرآن، وإن لم تزده من العلم شيئاً زودته من الأخلاق الحصص الكثيرة. فالله الله بحلقات تحفيظ القرآن، والصبر عليها، وأعلم بأن البركة مع القرآن، والخير وإن خالف هواك فإنك مجبورٌ عليه؛ فبالله عليك.. هل يشرب ابنك الصغير الدواء باختياره أم بإلحاح منك، وشدة بعض الشيء؟. بالتأكيد.. قد تلجئ إلى الإلحاح والشدة وأنت بذلك لا تريد إلا مصلحته، وهو أيضاً بعد أن يذوق طعم العافية سوف يشكرك على صنيعك به، وإعانتك له على تركه لهواه. لذا.. أعلم ثم أعلم بأن ابنك لن يندم على عمره الذي فات وقد حفظ فيه القرآن.. حاشا وكلا؛ بل إذا رأى زميله الذي بجانبه وقد ختم القرآن عن ظهر غيب، وبدأ بحفظ غيره من العلم، وهو لا يعرف إلا ترديد الأغاني، وحفظ قصائد الغزل. ولن يندم ابنك إذا تدرع في يوم درعاً من أعرق الجامعات، ولبس أفخم وشاح، وأعتلى سلم المعالي؛ بل سيبكي إذا تخرج بنسبة 70%، ورمي ملفه مع كل باب، وسخر منه الأصحاب والأصدقاء؛ عندها يتبرأ الأب منه، ويغلق الباب دونه، ويصدمه المجتمع بصدوده عنه. وأنتِ أيتها الأم.. عليك بالحجاب قدوة وسنة؛ قدوة لابنتك فتلبسينه أمامها بدون نقاب، أو تضييق، بل تلتزمين السنة، ثم تعلمين وتفهمين ابنتك بأن حجابها في الدنيا حجاب لها عن النار في الآخرة. وبأن حيائها هو بسترها، وعدم تبرجها، ولا تنسي تنشئتها على أن الأجنبي قريباً كان أم بعيدا هو أجنبي لا تحل مخالطته، أو مصافحته، بل الحذر كل الحذر من ذلك، وأن سمعت الفتاة كالزجاجة أية خدشٍ فيها يعيبها، وينقص من قدرها. لذا.. لن ولن ثم لن تندم ابنتك على ضياع وقتها، وسنين عمرها بدون أصحاب، وخلاّن، يدغدغونها بقصص الحب، وعبارات الإعجاب. بل وبل ثم بل ستبكي وتسهر، ثم تدعوا وتصرخ، وفي النهاية تندم وتولول على ذاك الشاب الذي فضح جسدها، وقطع غشاء حيائها، وصعد على ظهر مروءتها. وسمعت عن لص قبض عليه، وحكم عليه بقطع يده فقال قبل أن ينفذ الحكم: قبل أن تقطعوا يدي، أقطعوا لسان أمي. ولذلك لأن أمه لم تنهاه عندما سرق شيئاً رخيصاً وهو صغير بل شجعته، وهكذا تجرئ الابن على السرقات حتى وصل إلى ما وصل إليه؛ والسبب الأول هو لسان أمه. وللعلم فإن الوصايا الموجهة للآباء والأمهات كثيرة وكثيرة وما جاءت هذه الكثرة إلا من أهمية بالغة وعظيمة ألا وهي: (تربية الأبناء). إلا أنني لضيق المقام سأكتفي بوصيتين للآباء والأمهات:أولاً: ليعلم الأبوان الفاضلان بأن التربية في الصغر هي كالنقش على الحجر؛ فلا يهملن الوالدان حث أبنائهم على الجد والاجتهاد في الصلاة والمدرسة في الصغر حتى لا يتباكيان عليهم حال الكبر. وأذكر في ذلك قصة قالها الشيخ والطبيب المشهور/خالد الجبير، لأحد من زاروه في منزله، حيث يقول: بأنه ومنذ أن كان في الصف الخامس الابتدائي قرر أن يكون طبيب قلب كبير، يقول: وفعلاً، ما إن شعرت بشيء من الإخفاق إلا وقلت لنفسي كيف تريد أن تكون طبيباً وأنت تقع في بعض الإخفاق، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه بأن أصبح من ألمع وأبرع أطباء القلب في المملكة. بتأكيد؛ أن الدعم والمساندة كانت منذ الصغر، والتربية على وصوله لهذا الهدف كانت في الصغر؛ وهكذا هي الأخلاق والأهداف لا تنشأ غالباً إلا منذ الصغر، فأستطيع تشبيه التربية بالبستان: تستطيع ملئه بالفل والياسمين، وأن تحيطه بالظل والماء، وهو كذلك مع الأيام يزداد نمواً، ويمتد ظلاً، ويشتد مائه صفاءً؛ وعلى النقيض يُنقَض، فلو لم يكن خلف هذا البستان راعي وعامل يقوم على رعايته وسقايته، وتقليم أشجاره، وإزالة الحشائش من تحته، لما دام هذا البستان طويلاً، ولا عاش ظله كثيرا، ولجف ياسمينه وزهره كلمح البصر. وهكذا الأبناء والبنات، يا آباء ويا أمهات؛ هم بساتين تزرعون فيها الأخلاق، وتحفونها بالتوجيهات، وتدربونها على الفضائل من الأقوال والأفعال. فإن لم ترعوا هذه البساتين هجم عليها الغبار، والجفاف، والهلاك، والذي لا أظن أنني أقصد بها غير ثلاث وهي: (الدش، ورفيق السوء، والبلايستيشن). واسمع إلى هذا الطفل يجيب والده الذي عاتبه على العقوق، قال: يا أبت!، إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً؛ و أضعتني وليداً؛ فأضعتك شيخاً. أقو لجميع الآباء: تذكروا هذه الآية،﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء-7]. وتعالوا معي إلى قول المولى جل وتقدس حيث يقول في كتابه:﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء-24] لو تأملنا في هذه الآية قليلاً، لوجدنا أن هذه الآية توصل إلينا رسالة عظيمة في أهمية التربية منذ الصغر، وأن الله قد خص الدعاء هنا للوالدين جزاءً على تربيتهما. فلم يقل الله في الآية: (وقل رب ارحمهما كما -أكلاني-أو شرباني-أو لعباني-أو لبساني- لا وألف لا بل (كما ربياني صغيرا). كل هذا دلالة على فضل التربية، وأهميتها في الدين الإسلامي، وأيضاً أهمية كونها منذ الصغر، وأنها يجب أن لا تهمل وتترك وتؤجل عند الكبر؛ لا.. بل البدار البدار فإن الطفل أو الطفلة في الصغر يكون مثل العجينة بين يديك تستطيع عجنها، وخبزها كيفما تشاء. أما عند الكبر؛ فإن التربية تكون مثل الحجر القاسي قد لا تستطيع تعديله إلا بالطرق، وقد كان بالإمكان تفادي ذلك في الصغر. لذا.. حذّر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان في صحيفة الوطن من استمرار التشوه الثقافي الذي يتعرض له الأطفال والشباب اليوم. وقال الفوزان "لا يوجد في العالم أطفال يتعرضون للتشوه الثقافي كما يتعرض له أطفالنا، نتيجة لضعف التربية، الأمر الذي أظهر حالة من الانسلاخ من الثقافة المحلية، والانغماس في سلبيات الثقافة الغربية دون إحساس بالخطر المحدق بأبنائنا بناة الغد، فالحالة العامة لتربية أطفالنا اليوم تنذر بكارثة تربوية في المستقبل، إن لم تتضافر الجهود لحماية المجتمع وتوجيهه وإرشاده، واستثمار العنصر البشري إيجابياً". وأضاف الفوزان لـ "الوطن" أن غياب القدوة، الذي أدى إلى غياب الحوار، إضافة إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، وحرية استخدام الأطفال والشباب للإنترنت بلا ضوابط، وضعف دور الأجهزة المعنية بالتربية ورعاية المجتمع في القيام بواجباتها في هذا المجال، كل تلك أسباب تهدد المجتمع بكارثة تربوية وأخلاقية في المستقبل. وقال إن أحدث الإحصاءات أن أكثر من 70% من المجتمع شباب مما يستدعي مضاعفة الجهد لخلق جيل واع مدرك ومتحمل للمسؤولية، معتز بموروثه الثقافي. ولن يتأتّى ذلك إلا باعتماد الحوار أسلوباً في معالجة السلوكيات السلبية، والبعد عن العنف بكافة أشكاله وصوره، كما أن 25% من الأطفال السعوديين يراجعون طوارئ المستشفيات نتيجة تعرضهم للعنف الأسري, بسبب الجهل التربوي لدى الأسرة في التعامل معهم، ولأن الأطفال هم الفئة الأضعف في الأسرة ويمارس عليهم ذلك العنف في المنزل. الأمر الذي يعزز العدوانية لديهم وفقدان الثقة بأنفسهم، مع العلم أن حوالي 75- 85% من شخصية الإنسان تتشكل خلال السنوات الـ5 الأولى من عمره، فإذا تعرض أبناؤنا للعنف وغاب عنهم القدوة، وترك أمرهم للمؤثرات التقنية السلبية فإن استشراف المستقبل يكاد يكون مظلماً. كما أن 85% من طالبات المرحلة الثانوية يعانين من الفراغ العاطفي داخل الأسرة، و60% من الأطفال مصابون بالرهاب الاجتماعي نتيجة القمع، وغياب الحوار، مما أصابهم بفقدان الثقة بالنفس. فعلى الأجهزة المعنية بالتربية وحقوق الإنسان والرعاية الاجتماعية وضع خطط استثمارية لهذه الطاقات البشرية الشابة، وتوجيهها التوجيه السليم. وحذر الفوزان من الآثار السلبية ألعاب الأطفال الإلكترونية (البلاي ستيشن) حيث تستهدف تعليمهم أو إكسابهم ثقافة العدوان، والتمرد، والعنف، والانحلال الأخلاقي، مما يتطلب تدخل رجال الأعمال إلى خدمة المجتمع من خلال إنتاج ألعاب إلكترونية للأطفال تعزز منظومة قيم المجتمع. في حين يلحق الإنترنت الأذى النفسي بالمراهقين والمراهقات من خلال الاستدراج الجنسي، أو السخرية، أو تعليم الشذوذ الجنسي، مما يتطلب أسلوباً تربوياً للتعامل مع هذه التقنيات يعتمد على منع الاختلاء بأجهزة الحاسب، مع تعزيز الثقة، والمصداقية. ودعا الدكتور الفوزان المجتمع إلى ضرورة الاطلاع ومعرفة خصائص النمو لدى الأطفال والمراهقين ليتمكن الآباء والأمهات من التعامل مع أبنائهم وفق معرفة سليمة لطرائق التربية الإسلامية الصحيحة. الوصية الثانية والأخيرة هي: عودوا ورغبوا وحببوا أبنائكم على قراءة الكتب، لأن الكتب مفاتيح العلوم، والابن أو البنت اللذان ينشئان على حب الإطلاع والثقافة حتماً سيكسبان العديد والعديد من الأخلاق والمعارف والعلوم التي تفيدهم في دينهم ودنياهم. ولا بأس بتعويدهم بالتدرج من خلال قراءة القصص الهادفة، والكتيبات البسيطة، ومن ثم التدرج شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح الابن أو البنت قادراً على اختيار كتابه بنفسه، وتحدد ميوله ورغبته بإتقان. والأهم ألا ينخرط الأبناء في قراءة المجلات الهابطة، والروايات الغزلية، التي تضيع الوقت، وتهدم ما تبقى من الأخلاق. لذا.. القراءة مهمة، والإطلاع بحر لا ساحل له، فيا أيها الأبوان الكريمان لا تحرمان أبنائكم وبناتكم من طلة على شاطئ هذا البحر، فكما أنكما تحرصان على إطعامهم الطعام، وتغذيتهم جسدياً؛ أيضاً احرصا على تغذية عقولهم بالعلم وقراءة الكتب، وحببوهم الذهاب إلى المكتبات العامة أو التجارية؛ ولا تنسوا بأن الكتاب خير جليس. وأنصتوا الآن إلى عبارات تكتب بماء الذهب قرأتها في صحيفة اليوم:" أبي وأمي ".. أنتما قدوتي. أمي.. أنا مقلد لكِ ولأبي، سأحاكي فعلكما قبل قولكما. علميني الحب والحنان والرحمة ومبدأ العطاء مقابل الأخذ. علماني الصلاة وحب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالترغيب والطمع في الثواب لا بالترهيب والعقاب. علمني آداب الاستئذان معكما في البيت. علماني كيف أعبر الطريق وأنظر إلى اليمين واليسار، وأفهم معنى الإشارة، فالأحمر معناه قف، والأصفر معناه استعد، والأخضر معناه سر. وسمعت عن أحد الأبناء توفى ثم كفن ثم دفن وعندما انتهى دفنه وقف أبوه على قبره كالعادة ليدعوا لأبنه؛ ولكنه فاجئ الجميع بقوله:" الحمد الله الذي ريحنا منه.. بهدلنا.. فضحنا.. شرطة.. ومشاكل ليل ونهار.. ". لذا.. أختم بحثي بسطر أسطوري سطره لنا الأديب الكبير الشيخ/علي الطنطاوي، حيث يقول: ( وإن في أذكياء المجرمين من لو رُبي وعُلِم لكان من عباقرة الدهر ). همسة: ( يا كرام: إن الحيوانات إذا تعلمت ودُربت نفع بها فاستفادت وأفادت؛ فهذا الببغاء إذا درب على ترديد الكلام تدرب وأصبح مردداً فصيحاً لا يمل ولا يكل، فيحرص الناس على اقتنائه، والاستمتاع بمشاهدته، والإنس بترديده. وهذا الحمام الزاجل، ذكره التاريخ في صفحاته، وأستطاع تغيير العديد من مجريات التاريخ بفضل الله ثم بفضل نقله للرسائل؛ فهو مع التعليم والتدريب منذ الصغر أصبح ناقل رسائل في عصر أحوج ما يكون إليه، في حين أن أبناء جنسه من الحمام الآخر لا يُتردد في صيده وأكله غير مأسوفٍ عليه. فهذا الحمام الزاجل غلا ثمنه، وزاد فضله، بسبب تربيته التي مكنته من إرسال الرسائل، وعلى النقيض رمي بالنبل، وطبخ بالقدر من لم يحظى بنقل رسالة، أو إيصال حرف. والشيء العجيب أن الحمام الزاجل ليس الكائن الوحيد الذي يمتلك مثل هذا النظام الملاحي في نقل الرسائل بل هو موجود عند كل الطيور المهاجرة والنحل والدلافين والحيتان بالإضافة إلى سلاحف البحر والكثير من أنواع البكتريا الدقيقة. وهذا الكلب أجلكم الله، إذا علم على الصيد، ودرب عليه تدرب، وتمرس، وربما أصبح من لوازم بعض الصيادين، بل يتحول بهذا التدريب والتعليم من الحرمة إلى الحل؛ فمن المعلوم أن اقتناء الكلب لغير حاجة محرم وفيه الوعيد الشديد، أما إذا كان الكلب ممن يستفاد منه في الصيد فهو بهذه الحالة مباح اقتنائه، بل يكون له ثمن عند من لهم خبرة بالصيد، وقد يحزن على فراقه؛ ولأجل هذا ذكر الله في كتابه إباحة استعمال الحيوانات من ذوات المخالب والأنياب من الكلاب والفهود والصقور ونحوها مما يُعَلَّم، قال تعالى في سورة المائدة: ﴿ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ﴾ [المائدة-4]. وأيضاً في هذا العصر دربت الكلاب على أشياء أكبر من الصيد، كالقبض على المجرمين، والبحث عن المخدرات، والكشف عن الجثث المطمورة، وغيرها من الاستعمالات. فهذا يا كرام حيوان تغير حاله من الحرمة إلى الحل بفضل الله ثم بفضل التربية والتعليم؛ فكيف الحال بنا نحن البشر؟!!. هل ستنفع التربية بنا؟!.
أم هل سينفع التعليم بنا؟!.
لا جواب ولا إنصاف إلا أن نقول بأن: الدول والأجيال والأمم ما هي إلا دين، وأخلاق، وتربية، وعلم؛ فإن عُدِمت انعَدَمت، وإن خَلدت خُلِدت). خاتمتي قصيدة تقطر دماً لا دموعاً:للشيخ سالم العجم:

كفى لوما أبي أنت الملام
space.gif

كفاك فلم يعد يجدي الملام
space.gif


عفافي يشتكي و ينوح طهري
space.gif

و يغضي الطرف بالألم احتشام
space.gif


أبي كانت عيون الطهر كحلي
space.gif

فسال بكحلها الدمع السّجام
space.gif


أنا العذراء يا أبتاه أمست
space.gif

على الأرجاس....الكرام
space.gif


سهام العار تخرس في عفافي
space.gif

و ما أدراك ما تلك السهام
space.gif


أبي من ذا سيغضي الطرف عني
space.gif

و في الأحشاء يختلج الحرام
space.gif


أبي من ذا سيقبلني فتاة
space.gif

لها في أعين الناس اتهام
space.gif


جراح الجسم تلتئم اصطبارا
space.gif

و ما للعرض إن جرح اِلتئام
space.gif


أبي هذا عفافي لا تلمني
space.gif

فمن كفيك دنسه الحرام
space.gif


زرعت بدارنا أطباق فسق
space.gif

جناها يا أبي سم و سام
space.gif


تشب الكفر و الإلحاد نارا
space.gif

لها بعيون فطرتنا اطرّام
space.gif


نرى قصص الغرام فيحتوينا
space.gif

مثار النفس ما هذا الغرام
space.gif


فنون إثارة قد أتقنوها
space.gif

بها قلب المشاهد مستهام
space.gif


كأنك قد جلبت لنا بغّيا
space.gif

تراودنا إذا هجع النيام
space.gif


فلو للصخر يا أبتاه قلب
space.gif

لثار فكيف يا أبتي الأنام
space.gif


تخاصمني على إنقاذ طهري
space.gif

و فيك اليوم لو تدري الخصام
space.gif


أبي حطمتني و أتيت تبكي
space.gif

على الأنقاض ما هذا الحطام
space.gif


أبي هذا جناك بماء طهري
space.gif

فمن فينا أيا أبتي الملام.
space.gif







رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/1049/41666/#ixzz2WlIVHVS3
 
إنضم
23 مايو 2013
المشاركات
83
الكنية
أم رفيدة السلفية
التخصص
طالبة علم
المدينة
الثنية
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هل يعاقَب الابن لكراهيته للوالد بسبب جائز؟

(جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر الخليفة الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ فقال: بلى، أن ينتقي أمه، ويحسن اختيار اسمه، ويعلّمه الكتاب، فقال الولد: إنَّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فأُمي زنجية كانت لمجوسي، وقد سمَّاني جُعلاً"خنفساء"، ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك). هذه القصة التي قدر الله لها البقاء لتصل اليوم والآن إلى مسامعكم قد حدثت مع الخليفة عمر - رضي الله عنه - وكلكم تعرفون من عمر، وكيف تكون شدته في الحق؛ إلا أن عدل الخليفة عمر - رضي الله عنه - لم يمنعه من قول الحق وكتمانه؛ فالحق أن الأب قد عق ابنه قبل أن يعق به. وهذه قصة أخرى عن العقوق:قال ( عبد الله الكوفي ) رحمه الله:كان عندنا بالكوفة رجل له ابن عاق، فاختصم الأب مع ابنه ذات يوم على شيء!! فما كان من الابن إلا أن جرّ أباه برجله!! حتى أخرجه من البيت، ثم سحبه في الطريق مسافة طويلةً، فلما بلغ إلى موضع ما، صاح فيه أبوه قائلاً، والدموع تتقاطر من عينيه:يا بُني: حسبك!! قف هنا!! فإلى هنا جررتُ أبي من الدار، فسلّطك الله عليّ فجررتني منها!!. فإلى متى والآباء والأمهات يتحججون بالأعذار الواهية، والكثيرة، والغير مبررة للتهرب من مسؤولية تربية الأبناء والبنات. أقول لهؤلاء بأن الزواج لم يشرع في الإسلام لأجل قضاء الشهوة فقط؛ بل لأهداف أعظم وأسمى، والتي من أجلها (تكثير سواد المسلمين بإنجاب الأبناء والبنات) والقيام على تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة. يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارا". وسلمت يمين من كتب هذه السطور:إلى أبي وأمي مع التحية:أبي و أمي أوجه إليكما هذه الرسالة لكي تساعداني أن أنشأ نشأة صالحة حتى أصبح قوياً في الإرادة لتحمل أعباء الحضارة القادمة خلال القرن الواحد والعشرين وحتى أستطيع الوقوف على أقدامي بثبات وعزم أمام التيارات السيئة والجارفة لجميع القيم والله المستعان، لذا لا تفرطا في تدليلي، واعلما تماما بأنني لا يجب أن أنال كل ما أريد، فقط أريد أن أختبركما فكونا حازمين معي، إنني أفضل ذلك لأنه يجعلني أشعر بالأمان، لا تدعاني أكون عادات سيئة، كما لا تجعلاني أبدو صغيرا مما أنا في الواقع، لأن ذلك يجعلني أسلك مسلك الكبار بطريقة بليدة، وأرجوكما لا تصححا أخطائي أمام الآخرين، كما لا تجعلاني أشعر بأن أخطائي نوع من الإثم فذلك يربك إحساسي بالقيم ا.هـ. وقال أحد العقلاء: (أولادنا خلقوا ليعيشوا في زمانٍ غير زماننا). ومما يثير التفاؤل والإقتداء ما ذكره لي أحد الأصدقاء حيث يقول لي: لاحظت أن أي مهندسٍ أو عامل أجنبي يأتي إلينا في الشركة لابد وأن يسألنا هذا السؤال: ما هي أفضل مدرسة في هذه القرية؟. فتنهدت بالجواب، وأعدت الكرة إلى الوراء لأنظر إلى حالِ أطفالنا الذين يرمون في المدارس القريبة من منازلهم في الصباح، ثم يحملون منها في منتصف الظهيرة، فلا سؤال ولا كلام إلى أن تنتهي السنة الدراسية ثم بعدها نسأل كم مادة رسب الطالب فيها؟. وكم مادة رسبت الطالبة فيها؟. أنظروا إلى اعتناء هؤلاء العمال والمهندسين الأجانب بأبنائهم، يسأل عن أفضل مدرسة لأبنائه، وعن أفضل مدرسة لبناته؛ لأنهم جعلوا أبنائهم (كنز)، ونحن جعلناهم (عله)، ولأنهم في الحقيقة قد شغلوا حيزاً متسعاً من تفكيرهم، ونحن لا نعرف إلى أي مرحلة دراسية وصلوا، والأهم هو أنهم قد أعدوهم لهدفٍ ما قد رسموه لهم، ونحن جعلنا هدفنا الأكثر رواجاً هو (بس نبغى الفكه منهم)، أو(متى يتوظف ونسلم من مصاريفه)، أو(يا ليت ما لنا عيال). تأمل في تربية أخواننا المصريين: لا تجدهم إلا ويرددون هذه العبارة؛ أنا ابني إن شاء الله سوف يتخرج طبيب، والآخر مهندس، والابن أو البنت إلى الآن في المرحلة الابتدائية (الإعدادية). أريد هذا الحرص وهذا التفكير أن يعشش في عقلك، وأن يُزرع في قلبك، وأن يشغل بالك. وأنتِ كذلك أيتها الأم. فأبدأ أيها الأب بحلقة تحفيظ القرآن، ولتنتقيها بنفسك، ثم لترغب ابنك عليها، ولتشجعه، ولتكافئه، ولا تقل أنها مضيعة وقت؛ لأن الأب الذي وفر لأبنائه دش، وبلايستيشن، وغيرهما من الملهيات.. هذا الأب هو آخر من يتكلم عن ضياع الوقت. فبادر بتسجيل ابنك في حلقة قرآن، فهي مجانية 100%، وأعلم بأنها إن لم تعلمه القرآن زرعت في قلبه حب القرآن، وإن لم تزده من العلم شيئاً زودته من الأخلاق الحصص الكثيرة. فالله الله بحلقات تحفيظ القرآن، والصبر عليها، وأعلم بأن البركة مع القرآن، والخير وإن خالف هواك فإنك مجبورٌ عليه؛ فبالله عليك.. هل يشرب ابنك الصغير الدواء باختياره أم بإلحاح منك، وشدة بعض الشيء؟. بالتأكيد.. قد تلجئ إلى الإلحاح والشدة وأنت بذلك لا تريد إلا مصلحته، وهو أيضاً بعد أن يذوق طعم العافية سوف يشكرك على صنيعك به، وإعانتك له على تركه لهواه. لذا.. أعلم ثم أعلم بأن ابنك لن يندم على عمره الذي فات وقد حفظ فيه القرآن.. حاشا وكلا؛ بل إذا رأى زميله الذي بجانبه وقد ختم القرآن عن ظهر غيب، وبدأ بحفظ غيره من العلم، وهو لا يعرف إلا ترديد الأغاني، وحفظ قصائد الغزل. ولن يندم ابنك إذا تدرع في يوم درعاً من أعرق الجامعات، ولبس أفخم وشاح، وأعتلى سلم المعالي؛ بل سيبكي إذا تخرج بنسبة 70%، ورمي ملفه مع كل باب، وسخر منه الأصحاب والأصدقاء؛ عندها يتبرأ الأب منه، ويغلق الباب دونه، ويصدمه المجتمع بصدوده عنه. وأنتِ أيتها الأم.. عليك بالحجاب قدوة وسنة؛ قدوة لابنتك فتلبسينه أمامها بدون نقاب، أو تضييق، بل تلتزمين السنة، ثم تعلمين وتفهمين ابنتك بأن حجابها في الدنيا حجاب لها عن النار في الآخرة. وبأن حيائها هو بسترها، وعدم تبرجها، ولا تنسي تنشئتها على أن الأجنبي قريباً كان أم بعيدا هو أجنبي لا تحل مخالطته، أو مصافحته، بل الحذر كل الحذر من ذلك، وأن سمعت الفتاة كالزجاجة أية خدشٍ فيها يعيبها، وينقص من قدرها. لذا.. لن ولن ثم لن تندم ابنتك على ضياع وقتها، وسنين عمرها بدون أصحاب، وخلاّن، يدغدغونها بقصص الحب، وعبارات الإعجاب. بل وبل ثم بل ستبكي وتسهر، ثم تدعوا وتصرخ، وفي النهاية تندم وتولول على ذاك الشاب الذي فضح جسدها، وقطع غشاء حيائها، وصعد على ظهر مروءتها. وسمعت عن لص قبض عليه، وحكم عليه بقطع يده فقال قبل أن ينفذ الحكم: قبل أن تقطعوا يدي، أقطعوا لسان أمي. ولذلك لأن أمه لم تنهاه عندما سرق شيئاً رخيصاً وهو صغير بل شجعته، وهكذا تجرئ الابن على السرقات حتى وصل إلى ما وصل إليه؛ والسبب الأول هو لسان أمه. وللعلم فإن الوصايا الموجهة للآباء والأمهات كثيرة وكثيرة وما جاءت هذه الكثرة إلا من أهمية بالغة وعظيمة ألا وهي: (تربية الأبناء). إلا أنني لضيق المقام سأكتفي بوصيتين للآباء والأمهات:أولاً: ليعلم الأبوان الفاضلان بأن التربية في الصغر هي كالنقش على الحجر؛ فلا يهملن الوالدان حث أبنائهم على الجد والاجتهاد في الصلاة والمدرسة في الصغر حتى لا يتباكيان عليهم حال الكبر. وأذكر في ذلك قصة قالها الشيخ والطبيب المشهور/خالد الجبير، لأحد من زاروه في منزله، حيث يقول: بأنه ومنذ أن كان في الصف الخامس الابتدائي قرر أن يكون طبيب قلب كبير، يقول: وفعلاً، ما إن شعرت بشيء من الإخفاق إلا وقلت لنفسي كيف تريد أن تكون طبيباً وأنت تقع في بعض الإخفاق، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه بأن أصبح من ألمع وأبرع أطباء القلب في المملكة. بتأكيد؛ أن الدعم والمساندة كانت منذ الصغر، والتربية على وصوله لهذا الهدف كانت في الصغر؛ وهكذا هي الأخلاق والأهداف لا تنشأ غالباً إلا منذ الصغر، فأستطيع تشبيه التربية بالبستان: تستطيع ملئه بالفل والياسمين، وأن تحيطه بالظل والماء، وهو كذلك مع الأيام يزداد نمواً، ويمتد ظلاً، ويشتد مائه صفاءً؛ وعلى النقيض يُنقَض، فلو لم يكن خلف هذا البستان راعي وعامل يقوم على رعايته وسقايته، وتقليم أشجاره، وإزالة الحشائش من تحته، لما دام هذا البستان طويلاً، ولا عاش ظله كثيرا، ولجف ياسمينه وزهره كلمح البصر. وهكذا الأبناء والبنات، يا آباء ويا أمهات؛ هم بساتين تزرعون فيها الأخلاق، وتحفونها بالتوجيهات، وتدربونها على الفضائل من الأقوال والأفعال. فإن لم ترعوا هذه البساتين هجم عليها الغبار، والجفاف، والهلاك، والذي لا أظن أنني أقصد بها غير ثلاث وهي: (الدش، ورفيق السوء، والبلايستيشن). واسمع إلى هذا الطفل يجيب والده الذي عاتبه على العقوق، قال: يا أبت!، إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً؛ و أضعتني وليداً؛ فأضعتك شيخاً. أقو لجميع الآباء: تذكروا هذه الآية،﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء-7]. وتعالوا معي إلى قول المولى جل وتقدس حيث يقول في كتابه:﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء-24] لو تأملنا في هذه الآية قليلاً، لوجدنا أن هذه الآية توصل إلينا رسالة عظيمة في أهمية التربية منذ الصغر، وأن الله قد خص الدعاء هنا للوالدين جزاءً على تربيتهما. فلم يقل الله في الآية: (وقل رب ارحمهما كما -أكلاني-أو شرباني-أو لعباني-أو لبساني- لا وألف لا بل (كما ربياني صغيرا). كل هذا دلالة على فضل التربية، وأهميتها في الدين الإسلامي، وأيضاً أهمية كونها منذ الصغر، وأنها يجب أن لا تهمل وتترك وتؤجل عند الكبر؛ لا.. بل البدار البدار فإن الطفل أو الطفلة في الصغر يكون مثل العجينة بين يديك تستطيع عجنها، وخبزها كيفما تشاء. أما عند الكبر؛ فإن التربية تكون مثل الحجر القاسي قد لا تستطيع تعديله إلا بالطرق، وقد كان بالإمكان تفادي ذلك في الصغر. لذا.. حذّر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان في صحيفة الوطن من استمرار التشوه الثقافي الذي يتعرض له الأطفال والشباب اليوم. وقال الفوزان "لا يوجد في العالم أطفال يتعرضون للتشوه الثقافي كما يتعرض له أطفالنا، نتيجة لضعف التربية، الأمر الذي أظهر حالة من الانسلاخ من الثقافة المحلية، والانغماس في سلبيات الثقافة الغربية دون إحساس بالخطر المحدق بأبنائنا بناة الغد، فالحالة العامة لتربية أطفالنا اليوم تنذر بكارثة تربوية في المستقبل، إن لم تتضافر الجهود لحماية المجتمع وتوجيهه وإرشاده، واستثمار العنصر البشري إيجابياً". وأضاف الفوزان لـ "الوطن" أن غياب القدوة، الذي أدى إلى غياب الحوار، إضافة إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، وحرية استخدام الأطفال والشباب للإنترنت بلا ضوابط، وضعف دور الأجهزة المعنية بالتربية ورعاية المجتمع في القيام بواجباتها في هذا المجال، كل تلك أسباب تهدد المجتمع بكارثة تربوية وأخلاقية في المستقبل. وقال إن أحدث الإحصاءات أن أكثر من 70% من المجتمع شباب مما يستدعي مضاعفة الجهد لخلق جيل واع مدرك ومتحمل للمسؤولية، معتز بموروثه الثقافي. ولن يتأتّى ذلك إلا باعتماد الحوار أسلوباً في معالجة السلوكيات السلبية، والبعد عن العنف بكافة أشكاله وصوره، كما أن 25% من الأطفال السعوديين يراجعون طوارئ المستشفيات نتيجة تعرضهم للعنف الأسري, بسبب الجهل التربوي لدى الأسرة في التعامل معهم، ولأن الأطفال هم الفئة الأضعف في الأسرة ويمارس عليهم ذلك العنف في المنزل. الأمر الذي يعزز العدوانية لديهم وفقدان الثقة بأنفسهم، مع العلم أن حوالي 75- 85% من شخصية الإنسان تتشكل خلال السنوات الـ5 الأولى من عمره، فإذا تعرض أبناؤنا للعنف وغاب عنهم القدوة، وترك أمرهم للمؤثرات التقنية السلبية فإن استشراف المستقبل يكاد يكون مظلماً. كما أن 85% من طالبات المرحلة الثانوية يعانين من الفراغ العاطفي داخل الأسرة، و60% من الأطفال مصابون بالرهاب الاجتماعي نتيجة القمع، وغياب الحوار، مما أصابهم بفقدان الثقة بالنفس. فعلى الأجهزة المعنية بالتربية وحقوق الإنسان والرعاية الاجتماعية وضع خطط استثمارية لهذه الطاقات البشرية الشابة، وتوجيهها التوجيه السليم. وحذر الفوزان من الآثار السلبية ألعاب الأطفال الإلكترونية (البلاي ستيشن) حيث تستهدف تعليمهم أو إكسابهم ثقافة العدوان، والتمرد، والعنف، والانحلال الأخلاقي، مما يتطلب تدخل رجال الأعمال إلى خدمة المجتمع من خلال إنتاج ألعاب إلكترونية للأطفال تعزز منظومة قيم المجتمع. في حين يلحق الإنترنت الأذى النفسي بالمراهقين والمراهقات من خلال الاستدراج الجنسي، أو السخرية، أو تعليم الشذوذ الجنسي، مما يتطلب أسلوباً تربوياً للتعامل مع هذه التقنيات يعتمد على منع الاختلاء بأجهزة الحاسب، مع تعزيز الثقة، والمصداقية. ودعا الدكتور الفوزان المجتمع إلى ضرورة الاطلاع ومعرفة خصائص النمو لدى الأطفال والمراهقين ليتمكن الآباء والأمهات من التعامل مع أبنائهم وفق معرفة سليمة لطرائق التربية الإسلامية الصحيحة. الوصية الثانية والأخيرة هي: عودوا ورغبوا وحببوا أبنائكم على قراءة الكتب، لأن الكتب مفاتيح العلوم، والابن أو البنت اللذان ينشئان على حب الإطلاع والثقافة حتماً سيكسبان العديد والعديد من الأخلاق والمعارف والعلوم التي تفيدهم في دينهم ودنياهم. ولا بأس بتعويدهم بالتدرج من خلال قراءة القصص الهادفة، والكتيبات البسيطة، ومن ثم التدرج شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح الابن أو البنت قادراً على اختيار كتابه بنفسه، وتحدد ميوله ورغبته بإتقان. والأهم ألا ينخرط الأبناء في قراءة المجلات الهابطة، والروايات الغزلية، التي تضيع الوقت، وتهدم ما تبقى من الأخلاق. لذا.. القراءة مهمة، والإطلاع بحر لا ساحل له، فيا أيها الأبوان الكريمان لا تحرمان أبنائكم وبناتكم من طلة على شاطئ هذا البحر، فكما أنكما تحرصان على إطعامهم الطعام، وتغذيتهم جسدياً؛ أيضاً احرصا على تغذية عقولهم بالعلم وقراءة الكتب، وحببوهم الذهاب إلى المكتبات العامة أو التجارية؛ ولا تنسوا بأن الكتاب خير جليس. وأنصتوا الآن إلى عبارات تكتب بماء الذهب قرأتها في صحيفة اليوم:" أبي وأمي ".. أنتما قدوتي. أمي.. أنا مقلد لكِ ولأبي، سأحاكي فعلكما قبل قولكما. علميني الحب والحنان والرحمة ومبدأ العطاء مقابل الأخذ. علماني الصلاة وحب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالترغيب والطمع في الثواب لا بالترهيب والعقاب. علمني آداب الاستئذان معكما في البيت. علماني كيف أعبر الطريق وأنظر إلى اليمين واليسار، وأفهم معنى الإشارة، فالأحمر معناه قف، والأصفر معناه استعد، والأخضر معناه سر. وسمعت عن أحد الأبناء توفى ثم كفن ثم دفن وعندما انتهى دفنه وقف أبوه على قبره كالعادة ليدعوا لأبنه؛ ولكنه فاجئ الجميع بقوله:" الحمد الله الذي ريحنا منه.. بهدلنا.. فضحنا.. شرطة.. ومشاكل ليل ونهار.. ". لذا.. أختم بحثي بسطر أسطوري سطره لنا الأديب الكبير الشيخ/علي الطنطاوي، حيث يقول: ( وإن في أذكياء المجرمين من لو رُبي وعُلِم لكان من عباقرة الدهر ). همسة: ( يا كرام: إن الحيوانات إذا تعلمت ودُربت نفع بها فاستفادت وأفادت؛ فهذا الببغاء إذا درب على ترديد الكلام تدرب وأصبح مردداً فصيحاً لا يمل ولا يكل، فيحرص الناس على اقتنائه، والاستمتاع بمشاهدته، والإنس بترديده. وهذا الحمام الزاجل، ذكره التاريخ في صفحاته، وأستطاع تغيير العديد من مجريات التاريخ بفضل الله ثم بفضل نقله للرسائل؛ فهو مع التعليم والتدريب منذ الصغر أصبح ناقل رسائل في عصر أحوج ما يكون إليه، في حين أن أبناء جنسه من الحمام الآخر لا يُتردد في صيده وأكله غير مأسوفٍ عليه. فهذا الحمام الزاجل غلا ثمنه، وزاد فضله، بسبب تربيته التي مكنته من إرسال الرسائل، وعلى النقيض رمي بالنبل، وطبخ بالقدر من لم يحظى بنقل رسالة، أو إيصال حرف. والشيء العجيب أن الحمام الزاجل ليس الكائن الوحيد الذي يمتلك مثل هذا النظام الملاحي في نقل الرسائل بل هو موجود عند كل الطيور المهاجرة والنحل والدلافين والحيتان بالإضافة إلى سلاحف البحر والكثير من أنواع البكتريا الدقيقة. وهذا الكلب أجلكم الله، إذا علم على الصيد، ودرب عليه تدرب، وتمرس، وربما أصبح من لوازم بعض الصيادين، بل يتحول بهذا التدريب والتعليم من الحرمة إلى الحل؛ فمن المعلوم أن اقتناء الكلب لغير حاجة محرم وفيه الوعيد الشديد، أما إذا كان الكلب ممن يستفاد منه في الصيد فهو بهذه الحالة مباح اقتنائه، بل يكون له ثمن عند من لهم خبرة بالصيد، وقد يحزن على فراقه؛ ولأجل هذا ذكر الله في كتابه إباحة استعمال الحيوانات من ذوات المخالب والأنياب من الكلاب والفهود والصقور ونحوها مما يُعَلَّم، قال تعالى في سورة المائدة: ﴿ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ﴾ [المائدة-4]. وأيضاً في هذا العصر دربت الكلاب على أشياء أكبر من الصيد، كالقبض على المجرمين، والبحث عن المخدرات، والكشف عن الجثث المطمورة، وغيرها من الاستعمالات. فهذا يا كرام حيوان تغير حاله من الحرمة إلى الحل بفضل الله ثم بفضل التربية والتعليم؛ فكيف الحال بنا نحن البشر؟!!. هل ستنفع التربية بنا؟!.
أم هل سينفع التعليم بنا؟!.
لا جواب ولا إنصاف إلا أن نقول بأن: الدول والأجيال والأمم ما هي إلا دين، وأخلاق، وتربية، وعلم؛ فإن عُدِمت انعَدَمت، وإن خَلدت خُلِدت). خاتمتي قصيدة تقطر دماً لا دموعاً:للشيخ سالم العجم:

كفى لوما أبي أنت الملام
space.gif

كفاك فلم يعد يجدي الملام
space.gif


عفافي يشتكي و ينوح طهري
space.gif

و يغضي الطرف بالألم احتشام
space.gif


أبي كانت عيون الطهر كحلي
space.gif

فسال بكحلها الدمع السّجام
space.gif


أنا العذراء يا أبتاه أمست
space.gif

على الأرجاس....الكرام
space.gif


سهام العار تخرس في عفافي
space.gif

و ما أدراك ما تلك السهام
space.gif


أبي من ذا سيغضي الطرف عني
space.gif

و في الأحشاء يختلج الحرام
space.gif


أبي من ذا سيقبلني فتاة
space.gif

لها في أعين الناس اتهام
space.gif


جراح الجسم تلتئم اصطبارا
space.gif

و ما للعرض إن جرح اِلتئام
space.gif


أبي هذا عفافي لا تلمني
space.gif

فمن كفيك دنسه الحرام
space.gif


زرعت بدارنا أطباق فسق
space.gif

جناها يا أبي سم و سام
space.gif


تشب الكفر و الإلحاد نارا
space.gif

لها بعيون فطرتنا اطرّام
space.gif


نرى قصص الغرام فيحتوينا
space.gif

مثار النفس ما هذا الغرام
space.gif


فنون إثارة قد أتقنوها
space.gif

بها قلب المشاهد مستهام
space.gif


كأنك قد جلبت لنا بغّيا
space.gif

تراودنا إذا هجع النيام
space.gif


فلو للصخر يا أبتاه قلب
space.gif

لثار فكيف يا أبتي الأنام
space.gif


تخاصمني على إنقاذ طهري
space.gif

و فيك اليوم لو تدري الخصام
space.gif


أبي حطمتني و أتيت تبكي
space.gif

على الأنقاض ما هذا الحطام
space.gif


أبي هذا جناك بماء طهري
space.gif

فمن فينا أيا أبتي الملام.
space.gif







رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/1049/41666/#ixzz2WlIVHVS3
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هل يعاقَب الابن لكراهيته للوالد بسبب جائز؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ: مصدق مجيد النبوي..بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الهادف ،وهو من أحسن المواضيع التي قرأتها في الملتقى فلكم تمنيت أن يلتفت أحد الأساتذة إلى الكلام عن تربية الطفل والأخطاء التي يقترفها الأباء ظنا منهم أن كل تصرف اتجاه أبنائهم هو صواب مهما كان ..

 
أعلى