محمد بن حسين الأنصاري
:: متخصص ::
- إنضم
- 20 أبريل 2008
- المشاركات
- 122
- التخصص
- الشريعة..
- المدينة
- أم القرى
- المذهب الفقهي
- ............
إضاءة لزائر معرض الكتاب
محمد بن حسين الأنصاري
====
إن مما يبني الوعي في الشأن المعرفي والثقافي، ويسهم في تقريبه للواقع، ويجعله قابلا للمحاكاة: تدوين التجارب الذاتية وإن قلَّت، وبث الخبرات المتراكمة في شؤون الحياة العلمية والعملية، من هنا أذكر جملة من التنبيهات اليسيرة كمفاتيح لأروقة معارض الكتب المكتظة، وسبل للسير الأمثل نحو الاستفادة الجيدة من معرض الكتاب، إضافة وتكاملا مع ما دونه بعض الباحثين والمهتمين بهذا الشأن، وهي وصايا قديمة وإرشادات آلية قد يستفيد منها أكثر الزائر المستجد كإضاءة أولى، منها:
1. إذا كنت تريد كتبا معينة، فابحث عنها مباشرة، حتى تدرك حاجتك، خاصة إذا كنت لن تحضر مرة أخرى! واقصد الدور التي قامت بطبعها أولا إن وجدت.
2. لا تتجاوز أي مكتبة لغرض الرجوع إليها مجددا، إلا إذا كنت تريد مقارنة بين السعرين؛ لأن النسيان وارد، والوقت قد يضيق عن جولة ثانية.
3. حاول أن تسير في اتجاه واحد، ومسار واحد حتى تنتهي منه، ثم انتقل للذي يليه، وهكذا حتى تضمن أنك أتيت على كافة المعرض ومساراته.
4. قبل الاقتناء للكتب المتوفرة، والمتعددة الطباعة ابحث في أكثر من دار؛ فقد تجد طبعة أجود من هذه، أو تجده بسعر أقل، ولا يخرج من هذه القاعدة إلا ما له طبعة وحيدة، أو نادرة الوجود، فما كان كذلك لا تتجاوزه فقد ينفد؛ فتندم.
5. السؤال ضرورة لأصحاب الاهتمام بالكتب والطبعات قبل الشراء؛ فقد تقتني كتابا لا يساوى الحبر المكتوب به، إما لأن المحقق ليس بأهل، أو أن الناشر مسخه.
6. يحسن الابتداء بالمكتبات القادمة من خارج البلد، فذلك أفضل وأجود؛ لأنك قد لا تجدها مرة أخرى.
7. احذر من العناوين البراقة، فلا تقتني الكتاب الجديد عليك قبل تصفح المقدمة والفهارس، أو السؤال عنه، خاصة إذا لم تعرف الكاتب.
8. اختر الأفضل والأكمل، فالتحقيقات العلمية بعضها قد يكون ناقصا؛ فتنبه وابحث عن التحقيق الذي استوفى الكتاب كاملا إن وجد.
9. تريّث عند عبارة: "رسالة جامعية"؛ لأن عددا منها لم يعد بتلك الأهمية؛ فقد اختلط فيها الحابل بالنابل، وكثر فيها الغث وقلّ التحقيق.
10. تتميّز الرسائل غالبا بأمرين، هما أكثر ما يهتم به الباحث:
الأول: التحليل والنقد. والثاني: الجمع المستوعب، والاستقراء شبه التام حول الموضوع، وربما تكون قلة الدراسات في القضيّة المعيّنة مرجحا أيضا.
11. قم بتسجيل كل ما تحتاجه من الكتب قبل المعرض، وأثناء التجوال دَوِّن ما يحتاج للاستفسار داخل المعرض واسم المكتبة ورقمها؛ للعودة إليها مجددا.
12. ابحث عن الجديد المعلن في دور النشر قبل المعرض، أو اسأل عنه؛ حتى تختصر الوقت.
13. تواصل مع الباحثين ورواد المعرض، واسألهم عن الجديد والمفيد خاصة أولئك الذين تشاركهم التخصص والاهتمامات.
14. استعن بفهرس المعرض إن وجد، وأجهزة الحاسوب داخل الصالة.
15. احرص على أخذ نسخة من خريطة المعرض، للرجوع إليها عند الحاجة.
16. عوّد نفسك على تفحّص داخل الكتب لا سيّما ذات الأجزاء المتعددة.
17. لا تضع حجبا بينك وبين أي نوع من المعرفة سواء كانت بأقلام كافرة أو مسلمة متى كان النفع منها مرجوًّا، وكنت قادرا على التمييز فيها بين الحق والباطل.
18. لا تستسلم لشهوة الكتب، ويطغى عليك حبها فتأخذ ما لا تمس الحاجة إليه ويضيق عليك المال فتترك الأولى والأهم.
19. لا بد من الترشيد في الشراء، وعدم الانقياد لرغبات الآخرين، فقد يتأثر المرء بغيره، ويدفعه ذلك لاقتناء ما لا يتلاءم مع اتجاهه ومشروعه العلمي.
20. الكتاب الإلكتروني بدأ في مزاحمة المطبوع، فربما كان من الترشيد الاكتفاء به أحيانا.
21. احرص على المراجع الأصلية والموسوعات المعاصرة، وخذ من كل علم أصوله، واستعن بالمتخصصين فيه.
وبعد، فإن الوعي بمثل هذه الأمور ونحوها يضاعف من استفادتك، ويرفع قيمة المعرض لديك؛ ليصبح مكوِّنا أساسيًّا لوعيك ومعرفتك، وتزويدك بما ينمي ويطوّر مهاراتك.. {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه:114] والحمد لله من قبل ومن بعد.
محمد بن حسين الأنصاري
====
إن مما يبني الوعي في الشأن المعرفي والثقافي، ويسهم في تقريبه للواقع، ويجعله قابلا للمحاكاة: تدوين التجارب الذاتية وإن قلَّت، وبث الخبرات المتراكمة في شؤون الحياة العلمية والعملية، من هنا أذكر جملة من التنبيهات اليسيرة كمفاتيح لأروقة معارض الكتب المكتظة، وسبل للسير الأمثل نحو الاستفادة الجيدة من معرض الكتاب، إضافة وتكاملا مع ما دونه بعض الباحثين والمهتمين بهذا الشأن، وهي وصايا قديمة وإرشادات آلية قد يستفيد منها أكثر الزائر المستجد كإضاءة أولى، منها:
1. إذا كنت تريد كتبا معينة، فابحث عنها مباشرة، حتى تدرك حاجتك، خاصة إذا كنت لن تحضر مرة أخرى! واقصد الدور التي قامت بطبعها أولا إن وجدت.
2. لا تتجاوز أي مكتبة لغرض الرجوع إليها مجددا، إلا إذا كنت تريد مقارنة بين السعرين؛ لأن النسيان وارد، والوقت قد يضيق عن جولة ثانية.
3. حاول أن تسير في اتجاه واحد، ومسار واحد حتى تنتهي منه، ثم انتقل للذي يليه، وهكذا حتى تضمن أنك أتيت على كافة المعرض ومساراته.
4. قبل الاقتناء للكتب المتوفرة، والمتعددة الطباعة ابحث في أكثر من دار؛ فقد تجد طبعة أجود من هذه، أو تجده بسعر أقل، ولا يخرج من هذه القاعدة إلا ما له طبعة وحيدة، أو نادرة الوجود، فما كان كذلك لا تتجاوزه فقد ينفد؛ فتندم.
5. السؤال ضرورة لأصحاب الاهتمام بالكتب والطبعات قبل الشراء؛ فقد تقتني كتابا لا يساوى الحبر المكتوب به، إما لأن المحقق ليس بأهل، أو أن الناشر مسخه.
6. يحسن الابتداء بالمكتبات القادمة من خارج البلد، فذلك أفضل وأجود؛ لأنك قد لا تجدها مرة أخرى.
7. احذر من العناوين البراقة، فلا تقتني الكتاب الجديد عليك قبل تصفح المقدمة والفهارس، أو السؤال عنه، خاصة إذا لم تعرف الكاتب.
8. اختر الأفضل والأكمل، فالتحقيقات العلمية بعضها قد يكون ناقصا؛ فتنبه وابحث عن التحقيق الذي استوفى الكتاب كاملا إن وجد.
9. تريّث عند عبارة: "رسالة جامعية"؛ لأن عددا منها لم يعد بتلك الأهمية؛ فقد اختلط فيها الحابل بالنابل، وكثر فيها الغث وقلّ التحقيق.
10. تتميّز الرسائل غالبا بأمرين، هما أكثر ما يهتم به الباحث:
الأول: التحليل والنقد. والثاني: الجمع المستوعب، والاستقراء شبه التام حول الموضوع، وربما تكون قلة الدراسات في القضيّة المعيّنة مرجحا أيضا.
11. قم بتسجيل كل ما تحتاجه من الكتب قبل المعرض، وأثناء التجوال دَوِّن ما يحتاج للاستفسار داخل المعرض واسم المكتبة ورقمها؛ للعودة إليها مجددا.
12. ابحث عن الجديد المعلن في دور النشر قبل المعرض، أو اسأل عنه؛ حتى تختصر الوقت.
13. تواصل مع الباحثين ورواد المعرض، واسألهم عن الجديد والمفيد خاصة أولئك الذين تشاركهم التخصص والاهتمامات.
14. استعن بفهرس المعرض إن وجد، وأجهزة الحاسوب داخل الصالة.
15. احرص على أخذ نسخة من خريطة المعرض، للرجوع إليها عند الحاجة.
16. عوّد نفسك على تفحّص داخل الكتب لا سيّما ذات الأجزاء المتعددة.
17. لا تضع حجبا بينك وبين أي نوع من المعرفة سواء كانت بأقلام كافرة أو مسلمة متى كان النفع منها مرجوًّا، وكنت قادرا على التمييز فيها بين الحق والباطل.
18. لا تستسلم لشهوة الكتب، ويطغى عليك حبها فتأخذ ما لا تمس الحاجة إليه ويضيق عليك المال فتترك الأولى والأهم.
19. لا بد من الترشيد في الشراء، وعدم الانقياد لرغبات الآخرين، فقد يتأثر المرء بغيره، ويدفعه ذلك لاقتناء ما لا يتلاءم مع اتجاهه ومشروعه العلمي.
20. الكتاب الإلكتروني بدأ في مزاحمة المطبوع، فربما كان من الترشيد الاكتفاء به أحيانا.
21. احرص على المراجع الأصلية والموسوعات المعاصرة، وخذ من كل علم أصوله، واستعن بالمتخصصين فيه.
وبعد، فإن الوعي بمثل هذه الأمور ونحوها يضاعف من استفادتك، ويرفع قيمة المعرض لديك؛ ليصبح مكوِّنا أساسيًّا لوعيك ومعرفتك، وتزويدك بما ينمي ويطوّر مهاراتك.. {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه:114] والحمد لله من قبل ومن بعد.