العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جديد مدارسة لمقال " مسألة في قص الشارب "

إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
10
التخصص
لغات
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
الدليل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد ..
بداية أعتذر إن لم يكن هذا هو المكان المخصص لوضع الموضوع , حيث أنني نظرت للأقسام فلم أجد أنسب من هذا له لدخوله في مسائل الطهارة .
أنقل لكم هذا المقال بنصه , وأتمنى من أحبابنا أن يدلوا بما فتح الله به عليهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة في قص الشارب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
جاء في لسان العرب أن الشارب هو ما سال من شعر الشفة العليا إلى الفم ويسمى شاربا مجازا
لأنه يمس الشراب إذا شرب صاحبه الشراب أو المرق لا أنه يشرب حقيقة بل هو كالشارب مع
صاحبه ولذلك سمي شارب .
وأغلب أهل العلم على قص الشارب دون حلقه ولذلك بوب الإمام البيهقي رضوان الله عليه
في سننه الكبرى باب كيف الأخذ من الشارب فأورد فيه نحوا من ستة أحاديث : -
* فأولها : عن شعبة بن المغيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا طويل الشارب فدعاه بسواك وشفرة
فوضع السواك تحت الشارب فقص عليه .
* ثانيها : حديث عبد الله بن عمر قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المجوس فقال : " إنهم يوفرون سبالهم
ويحلقون لحاهم فخالفوهم " , قال : " وكان عمر يستعرض سبلته فيجزها كما تجز الشاة أو يجز البعير "
والجز أخذ الشعر دفعة واحدة بالجلم أو المقص فتكون جزة وجزتين .
* ثالثهما : حديث عبيد الله بن أبي رافع قال : رأيت أبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وابن عمر ورافع بن خديج وأبا أسيد الأنصاري وابن الأكوع
وأبا رافع ينهكون شواربهم حتى الحلق .
ومعنى ينهكون شواربهم أي من على حواف شفاههم كأنها محلوقة لا أنهم يحلقون شعر شفاههم يتشبهون بالنساء .
* رابعها : حديث شرحبيل بن مسلم الخولاني : رأيت حمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقصون شواربهم من طرف الشفة ,
ومعنى طرف الشفة أي من عند طرف الشفة لأن حروف الجر يحل بعضها محل بعض .
* خامسها : عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال : ذكر مالك بن أنس إحفاء بعض الناس شواربهم فقال مالك : ينبغي أن يضرب من فعل ذلك ,
وقال حلق الشارب بدعة ظهرت في الناس وأرى أن يؤدب من حلق شاربه .
وذكر ابن عبد الحكم عن مالك ليس إحفاء الشارب وحلقه وقال ابن القاسم : إحفاء الشارب وحلقه عندي مثلة .
وقال عمر بن عبد العزيز السنة في الشارب الاطار ( أي من على حافة الشفة ) وقد جمع أقوال الناس في ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى آمين في كتابه
زاد المعاد الجزء الأول في فصل هديه صلى الله عليه وسلم في قص الشارب .
قال الطحاوي : ولما كان التقصير مسنونا عند الجميع كان الحلق فيه أفضل قياسا على الرأس وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا
وللمقصرين واحدة فجعل حلق الرأس أفضل من التقصير فكذلك الشارب .
قلت لقد أخطأ الإمام الطحاوي خطأ ظاهرا وقاس قياسا في غير موضعه وقد جانب الصواب وذلك لأسباب :-
1- حلق الرأس فيه نص خاص بالحج فقط والنصوص في ذلك متوافرة ومتذافرة من الكتاب والسنة .
2- أن حلق الرأس مرة واحدة في كل عام يحج في المسلم مرة واحدة .
3- أن حلق الرأس واجب بالنص .
4- أن حلق الرأس أصلا للرأس ولا يشمل سائر شعر البدن المندوب قصه كشعر العانة وقص الشارب ونتف الإبط .
5- أن قص الشارب _أو على حد زعم بعض الناس حلقه _ ليس فرعا في الحلق للرأس وذلك لأن قص الشارب يكون كل شهر تقريبا مرة أو مرتين فهو أصل كما أن حلق العانة أصل بنفسه لأنه مؤقت بوقت .
6- لا يجوز في القياس أن يقيس القائس على أصل , بل التي تقاس الفروع على الأصول .
7- أن الغرض والعلى من حلق الرأس في الحج إظهار الذل أمام رب تلك المشاعر لا إله إلا هو رب العالمين .
8- أن هذه العلة غير موجودة في قص الشارب بل الغرض منها النظافة وإظهار السمت الحسن ومخالفة المجوس واليهود وغيرهم من أهل الملل الزائفة
وهذه العلل غير موجودة في حلق الرأس فلا يسلم للطحاوي ولا لغيره القياس .
9- لا يجوز التعليل بالاسم كقولهم حرمت الخمر لأن اسمها خمر وعليه فلا يصح أن يقول الطحاوي ما دام الحلق منصوصا عليه بنص مستقل فإنه يصح أن نقيس عليه حلق الشارب لأنه حلق .
والحق أيضا أنه لا يصح متابعة الناس في مصر والجزيرة على أخطائهم العلمية متابعين بذلك قول الطحاوي وليس لهم دليل غيره ودون إتيانهم بالدليل خرط القتاد ويا ليت بعض الناس
يسألهم عن مثلتهم التي مثلوا أنفسهم بها وصاروا أئمة يقتدى بهم في هذه البدعة وأما الإحفاء للشارب كما في لسان العرب هو الأخذ منه وليس حلقه ولذلك تتضافر الأدلة فالقص معلوم وكيفيته يكون جزا ومكانه حافة الشفة فيحف منها إحفاء كما يقال حفت المرأة حاجبيها أو شعر وجهها جعلته على واحد كالتقوس طلبا للزينة .
فعلى المخلصين من أهل هذا الدين إحياء السنة وإماتة البدعة , أما أن يقال أن فلان يفعل ذلك فإن الحق يعرف به الرجال وليس الحق يعرف بالرجال والحق أحق أن يتبع أم أن يكون حلق الشارب سمة لطائفة من الناس على غير علم إلا التقليد المجرد بغير بحث علمي أو إنصاف فهذا ليس سبيل أهل الحق والحق قديم وهو كالزيت يعلو ولا يعلى عليه والحق لا يكابر ولا يمكن دفعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنعش حقا بلسانه أجرى الله عليه أجره إلى يوم القيامة .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى من حضرك من المؤمنين .
أخوك / عطا أبو سمعان ( أبو عمرو )
نفع الله بك وأمتع وأسمع وأقنع .. آمين
أكرمك الله بطاعته وجعلك أهل ولايته . آمين
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .


******************
للعلم : أبو عمرو من غزة .
 
أعلى