العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فوائد أصولية مستنبطة من حديث (رب مبلغ أوعى من سامع)

جميل مبارك أمير

:: متابع ::
إنضم
5 فبراير 2010
المشاركات
45
التخصص
شريعة
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
حنبلي
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع).

هذا حديث شريف ينبغي أن يعيه ويتدبره كل من تصدى للاجتهاد أو الكلام فيه.
فيه فوائد أصولية كثيرة, أذكر بعضها ملتمسا تصويب الخطأ, حاثا على استنباط المزيد.
وقد أخرجه الأئمة من طرق كثيرة, وهو مشهور بهذا اللفظ, رواه الترمذي وقال: "هذا حديث حسن صحيح"
[2657, وابن حبان 66 بلفظ: سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه]
وفي بعض الروايات: (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه)
[أبو داود 3660, الترمذي 2656, وغيرهما]
ورواه الشيخان ضمن خطبة يوم النحر, ومن ألفاظه عندهما:
(ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه)
[مسلم 1679]
(اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فإنه رب مبلغ يبلغه لمن هو أوعى له)
قال الراوي: "فكان كذلك"
[البخاري 6667]

أوعى: أفهم.

مما يستنبط من الحديث:
1. فيه دليل على جزء من تعريف الاجتهاد:
وهو: ....للوصول إلى حكم ظني.
فأقصى ما يصل إليه المجتهد في المسائل الاجتهادية هو غالب الظن, وذلك حكمة من الله تعالى.
والغلط ينشأ من توهم الوصول إلى اليقين.

2. التخصص في علوم الشريعة, كالحديث والفقه "ورب حامل فقه ليس بفقيه".
وقد يجمع شخص بين علمين أو علوم "رب".

3. فيه تعاون أصحاب العلوم الشرعية, وهو من أعظم صور التعاون على البر والتقوى, وهذا أصل الاجتهاد الجماعي.

4. فرق بين الاختلاف الفقهي وافتراق القلوب.
فالمختلفون في الآراء الاجتهادية إخوة ممدوحون متعاونون.
والمفترقون قد أتوا مذموما مخالفا للأخوة الإسلامية.

5. مدح المحدثين والفقهاء, وبيان شرفهم وفضلهم.
فالمحدثون يكفيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : "نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه".
ومدح الفقهاء مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم: "رب مبلغ أوعى من سامع" والأمر بإيصال الحديث إليهم.

6. الفقه لا تشترط له رواية الحديث بقدر ما تشترط له معرفة الحديث.

7. مشروعية الاقتداء بالفقهاء, بوب الدارمي للحديث: [باب الاقتداء بالعلماء], وفيه بحث.

8. الحث على استنباط معاني الحديث, وأن أدلة الأحكام ليست محصورة في أحاديث الأحكام.
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: فوائد أصولية مستنبطة من حديث (رب مبلغ أوعى من سامع)

شكر الله لك اعمالك وبارك الله فيك جميل انت جميلا حقا شيخنا وشيوخنا الكرام هل من زيادة اكثر في شرح الحديث فلو تفضًلتم بالاطناب فيالتفصيل والتحليل لشرحه اكثر للفائدة اكثر بارك الله فيكم وزادكم علما وعملا اللهم ارزقنا علما نافعا
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: فوائد أصولية مستنبطة من حديث (رب مبلغ أوعى من سامع)

بارك الله فيك.
لكن لا زالت هناك فجوة بين الفقهاء والمحدثين أو بين أهل الرأي والحديث
نتمناه تنوعا واختلاف تكامل
لا أتكلم على ساداتنا العلماء في حقولهم العلمية فهم أسمى من ذالك.
لكن أثر هذا الخلاف بين العوام يزداد يوما بعد يوم.
والله المستعان
 

جميل مبارك أمير

:: متابع ::
إنضم
5 فبراير 2010
المشاركات
45
التخصص
شريعة
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: فوائد أصولية مستنبطة من حديث (رب مبلغ أوعى من سامع)

حفظكما الله
الأخ عبد الحفيظ: نعم يمكن استنباط المزيد من الحديث, وكلما اجتمعت ثلاث فوائد وضعتها إن شاء الله, وشرح الفوائد نفسها يؤدي إلى الاستطراد, وبعضها يمكن وضعه في موضوع مستقل.
الأخ بوزيان: ما حدث بين (بعض) المحدثين والفقهاء: أقترح مبدئيا -بدون تمعن-:
بالنسبة للسابقين: الإمساك عما شجر بينهم, إلا إن كانت هناك فائدة علمية.
بالنسبة للمعاصرين: اعتبار قول المتخصص في نفس الفن دون غيره, بأن يكون تعلمه قصدا وضبط أصوله, كما فعل الإمام أحمد رحمه الله عندما درس على الفقهاء ولزم بعضهم, فصار إمام مذهب, وإلا فإنه كان معدودا في المحدثين فقط.
 
أعلى