رد: مشاهدة المحضون من احد الوالدين دراسة فقهية مقارنة
بحث مفيد في بابه
وللفائدة أنقل خاتمته هنا وإن كنت أنصح الجميع بقراءته
جزى الله الكاتب والناقل خيراً
------------
الخاتمة
بعد هذا العرض لأحكام مشاهدة المحضون وما يتعين بيانه من أحكام الحضانة فإنه يمكن التوصل إلى ما يلي:
أولاً : إن حق مشاهدة المحضون لأحد الأبوين، حق ثابت ومتفق على ثبوته بين الفقهاء وهذا الحق وان لم ينص الشارع عليه، إلا أن أحكام الشريعة الإسلامية التي جاءت ببر الوالدين وحقهما في تربية الولد وكذلك نظرا إلى مصلحة المحضون تدل على ثبوت هذا الحق.
ثانياً : إن كلامنا عن حق المشاهدة لأحد الأبوين مرتبط بشكل مباشر بوجود الابن في فترة الحضانة، فعندما يكون الابن محضونا عند أحد الأبوين يكوف للآخر حق مشاهدته من الناحية القضائية، أما بعد انتهاء فترة الحضانة وهي تنتهي بالبلوغ كما هو معتمد في القانون فإنه لا كلام عن المشاهدة، لأن الابن مطالب هنا بالبر بوالدين وزيارتهما سواء نشأ بعيدا عنهما أو عند أحدهما.
ثالثاً: إن الفقهاء اختلفوا في تحديد وقت المشاهدة لأحد الأبوين، فمنهم من أعطى الحق لهما بالمشاهدة اليومية خاصة إذا أمكن ذلك لقرب مكان السكن من محل إقامة المحضون، ومنهم من حدد هذا بمرة كل يومين أو ثلاثة، ومنهم من حدد هذا بمرة واحدة في الأسبوع، وهذا ما استقر عليه العمل في محاكمنا الشرعية.
رابعا: ترك أمر تحديد مكان ومدة المشاهدة لاتفاق الأبوين ، فإن اختلفا في ذلك فإنه يرجع إلى مأمور دائرة الإجراء لتحديده، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن القانون المعدل للأحوال الشخصية
الصادر عام 2001 في الأردن قد أعطى هذه الصلاحية للقاضي الشرعي.
خامساً: في حالة وجود ظروف استثنائية للمحضون كمرضه مثلا فإن لصاحب حق المشاهدة من الأبوين رؤيته بما يحقق المصلحة له ، خاصة إذا كانت صاحبة الحق هي الأم ولا يقتصر على مرة واحدة في الأسبوع.
سادساً: إنني أدعو إلى إعادة نظر محاكمنا الشرعية في وقت المشاهدة لأحد الأبوين، حيث إن تحديد المشاهدة بمرة في الأسبوع كحد أدنى لا يتفق ومقصد المشاهدة، لأن المحضون سينشأ غريباً عن أحد والديه، فالصغير في سن الحضانة بحاجة إلى أن يرى والديه كل يوم وهذا هو الأصل، فهو بحاجة إلى حنان أمه وتربية أبيه. وقد بينت من خلال هذا البحث أن الفقهاء قد ربطوا بين المشاهدة وبين تربية الصغير وهذا لا يتم بمرة واحدة في الأسبوع.
أما لو اعترض القول السابق بصعوبة التطبيق، فأقول بأن إعطاء الحق لأحد الأبوين بالمشاهدة اليومية يتعلق بصاحب الحق بالمشاهدة فهو الذي يكلف بالذهاب لرؤية المحضون، ولا يؤثر ذلك على الحاضن، فإذا كان مستعداً لأن يرى ابنه يومياً وراغباً في ذلك فليس من الإنصاف حرمانه.
أما في حالة تعذر المشاهدة اليومية، فإنني أرى أن يتم الاتفاق بين الطرفين على تحديد وقت
للمشاهدة ويكون ذلك بإشراف القاضي الشرعي، وهذا أفضل من إحالته لمأمور الإجراء.
والله ولي التوفيق