محمد جلال المجتبى محمد جلال
:: متفاعل ::
- انضم
- 2 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 407
- الكنية
- جلال الدين
- التخصص
- الفقه وأصوله
- المدينة
- انواكشوط -- أطار
- المذهب الفقهي
- مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فهذه توصيات قد جمعتها بعد التخرج منذ سنوات " قواعد وتوصيات منهجية في طرق تأصيل كتب الفروع الفقهية "
وأحببت رفعها على هذا الملتقى المتخصص :
إن لكل عمل مهم ينتمي الى الحقل العلمي مناهجه وضوبطه ، تكتشف بالتجربة وطول الممارسة مع كثير من التأمل و الملاحظة كما صار للبحث العلمي مناهجه فكذلك هناك مناهج التاصيل العلمي وهي بحسب الموضوع الذي يراد تاصيله
والتاصيل هو ارجاع الشيء الى اصله ، والمواضيع الشرعية التي يمكن تاصيلها إما أن تكون كلاما لأحد سبق فهو ياصل من خلال المحافظة على ألفاظه أولا وذكر الاصل ثانيا ، أو تكون كلاما انشائيا ، من كرف الكاتب أو القائل ، وهو يتحكم في ذكر الاصل قبل الكلام او اثناءه او بعده ،
والمقصود هنا هو الاول لأنه الاصعب ، ومنهج التاصيل هذا هو مزيج من مراعاة قواعد علوم القرآن ، وعلوم الحديث، وقواعد علم اصول الفقه ، ومراعاة مناهج البحث العلمي ، فمن
علوم القرآن ذكر تفسير الايات التي تهتم بالمسالة والموضوع ، وانتقاء المراد من تفسيرها مع مراعاة اسباب النزول و القراءات المتواترة وغيرها فتقدم المتواترة على الشاذة ويستشهد بالشاذة على سبيل ذكر كافة الادلة وهذا فرع عن الاحتجاج بالقراءة الشاذة هل يصح ام لا كما اشار له السبكي في جمع الجوامع ، ومن
علوم الجديث مراعاة تفاوت الصحة فيه و من التواتر الى الاحاد و من المتفقه عليه الى المختلف في صحته ، مرورا بالصحيح لنفسه ثم الصحيح لغيره ، ثمن الحسن ذاته ثم لغيره ثم المختلف في تضعيفه بوجود راو مختلف فيه ، أو كمرسل فيذكر مراعاة لقول من يحتج به مطلقا ، مع تبيين ارساله مراعاة لقول من لا يحتج به مطلقا أو مراعاة لقول من يشترط بعض الشروط للاحتجاج به من التعضيد بغيره ، او بفتوى أو قول صحابي أو وجود قياس يسانده ،
وبعد مراتب الحديث تاتي مراتب مفاهيمه ما بين الصريح والمضمن والترتيب بين المفاهيم المعروفة عند اهل الاصول
مع مراعاة شروط اهل الكتب الستة
فما اتفقوا عليه - روته الجماعة - يقدم على غيره
ثم ما رواه الخمسة ، ثم ما رواه الشيخان ، ثم مارواه البخاري فقط ثم ما رواه مسلم ،ثم ماكان على شرطهما ثم ما كان على شرط احدهما البخاري قبل مسلم ، ثم ما رواه غيرهما من الكتب التي اقتصرت على الصحيح فما رواه ابن خزيمة وابن حبان معا ثم احدهما ابن خزيمة قبل ابن حبان لانه اقل تساهل منه ولان الثاني اشتهر بالتساهل ، ثم ما صححه الحاكم ولم يوافقه الذهبي عليه ولم يصفه الذهبي بالضعف الذي لايمكن الاحتجاج به ثم ما وراه اهل السنن الاربعة فما وصفه الترمذي بالصحة والحسن هو اهمها ثم ماسكت عنه ابو داود او المنذري ، ثم ما رواه النسائي منفردا ثم ابن ماجه ثم احمد ثم بقية الكتب المشهورة المعروفة
وتقدم الكتب المشهورة على غيرها وتقدم الكتب التي تهتم بذكر الحديث وطرقه قبلالكتب التي تهتم بالرجال والرواة والتاريخ وغير ذلك من فنون علم السلف ،
و بالجملة فالترتيب يكون حسب القدسية والصحة والشهرة والموضوعية ، و هن الترتيب حسب القدسية ، أن يكون القرآن قبل السنة و السنة قبل الاجماع والاجماع قبل القياس وخاصة اجماع الصحابة إذ هو دليل بلا خلاف اعلمه ، و بعد القياس أقوال الصحابة في حالة اختلافهم ويمكن تقديم قول صحابي واحد لم يعلم له مخالف على القياس باعتباره نوع من الاجماع ، ثم أقوال التابعين والائمة عند الاجماع على معنى واحد و هذا من الاجماع الذي يقدم على القياس، ويقدم ما يهتم بالاقاويل والآثار المنقولة عن الصحابة والتابعين مرتبا حسب صحته وشهرته وموضوعيته بحسب قربه من تناول الموضوع وبعده عنه فالصريح ليس كالايماء ونحوه والمفهوم بعد المنطوق وبعدهما القياس وانواعه والاجماع المنقول قبل الاجماع السكوتي والمخاطب به الجماعة قبل المخاطب به الفرد والعام قبل الخاص يورد في مسألة الاستدلال والقياس قبل المصالح المرسلة والاسحسان وغير ذلك مما هو مقرر في محله من علم الاصول ، ثم تأتي أقوال الائمة المستندة الى دليل ثم ما شهر عن ذلك الامام ثم ما يذكر عنه في مذهبه ثم ما قاله تلامذته ثم التخريجات التي أفادها اتباع مدرسته ، والموضوع يطول ونكتفي بهذا القدر من الاصول والضوابط ،
وهذه بعض الخطوات المهمة لتأصيل الكتب الفقهية
- جمع ما استطاع الباحث من كتب المذهب خاصة لمؤلفيه الاوائل وكتبه المطولة التي تهتم بالدليل
- قراءة كتاب أو فصل من الكتاب المراد تاصيله ككتاب الطهارة مثلا وحده قراءة متأنية
- أخذ شرح من شروح الكتاب وقراءة الفصل فيه قراءة متانية لفهم مراد المؤلف
- نجرد المسائل التي تكلم عنها المؤلف جردا بسيطا على شكل نقاط متسلسلة أو أسئلة ونرقم المسائل بارقام متسلسلة مع الرقم التسلسلي للفصل او الكتاب كالطهارة رقم 1 مثلا والمسالة رقم 9 نكتب 1- 9
- نأخذ كتاب من الكتب المطولة ونقرأ الموضوع فيه بالبحث عن المسائل واصولها وإذا وجدنا مسالة وأسلها كتبنا رقمها في ورقة عندنا ونذكر الصفحة ونشير الى كلمة من الموضوع مثال : أصل الماء المطلق ص 55 -1-
ثم نأخذ كتابا آخر ونعمل معه مثلما عملنا مع سابقه
هذه هي الطريقة اليدوية واما من عنده جهاز ويعرف الطباعة فيكتب الكلام بكامله تحت الفقرة التي يريد تاصيلها ويمكن ان يدع الربط بين الكلام والتاصيل الى المرحلة التي تكون عند صياغة التاليف صياغة نهائية
فوائد معرفة الدليل للمسائل وطرق الاستدلال لها
1- الاطمئنان إلى دليل المجتهد حتى يتبصر
2- معرفة كيفية استنباطه وكيف وصل إلى هذا القول
3- معرفة قوة وضعف هذا الطريق
4- تدريب الطالب على الاستنباط
5- ربط الطالب بالدليل لا بالأقوال
6- تساهم في ترقي الطالب إلى منازل العلماء والمجتهدين
وبالجملة تكوين الملكة الفقهية وتكوين الفقيه
أما بعد فهذه توصيات قد جمعتها بعد التخرج منذ سنوات " قواعد وتوصيات منهجية في طرق تأصيل كتب الفروع الفقهية "
وأحببت رفعها على هذا الملتقى المتخصص :
إن لكل عمل مهم ينتمي الى الحقل العلمي مناهجه وضوبطه ، تكتشف بالتجربة وطول الممارسة مع كثير من التأمل و الملاحظة كما صار للبحث العلمي مناهجه فكذلك هناك مناهج التاصيل العلمي وهي بحسب الموضوع الذي يراد تاصيله
والتاصيل هو ارجاع الشيء الى اصله ، والمواضيع الشرعية التي يمكن تاصيلها إما أن تكون كلاما لأحد سبق فهو ياصل من خلال المحافظة على ألفاظه أولا وذكر الاصل ثانيا ، أو تكون كلاما انشائيا ، من كرف الكاتب أو القائل ، وهو يتحكم في ذكر الاصل قبل الكلام او اثناءه او بعده ،
والمقصود هنا هو الاول لأنه الاصعب ، ومنهج التاصيل هذا هو مزيج من مراعاة قواعد علوم القرآن ، وعلوم الحديث، وقواعد علم اصول الفقه ، ومراعاة مناهج البحث العلمي ، فمن
علوم القرآن ذكر تفسير الايات التي تهتم بالمسالة والموضوع ، وانتقاء المراد من تفسيرها مع مراعاة اسباب النزول و القراءات المتواترة وغيرها فتقدم المتواترة على الشاذة ويستشهد بالشاذة على سبيل ذكر كافة الادلة وهذا فرع عن الاحتجاج بالقراءة الشاذة هل يصح ام لا كما اشار له السبكي في جمع الجوامع ، ومن
علوم الجديث مراعاة تفاوت الصحة فيه و من التواتر الى الاحاد و من المتفقه عليه الى المختلف في صحته ، مرورا بالصحيح لنفسه ثم الصحيح لغيره ، ثمن الحسن ذاته ثم لغيره ثم المختلف في تضعيفه بوجود راو مختلف فيه ، أو كمرسل فيذكر مراعاة لقول من يحتج به مطلقا ، مع تبيين ارساله مراعاة لقول من لا يحتج به مطلقا أو مراعاة لقول من يشترط بعض الشروط للاحتجاج به من التعضيد بغيره ، او بفتوى أو قول صحابي أو وجود قياس يسانده ،
وبعد مراتب الحديث تاتي مراتب مفاهيمه ما بين الصريح والمضمن والترتيب بين المفاهيم المعروفة عند اهل الاصول
مع مراعاة شروط اهل الكتب الستة
فما اتفقوا عليه - روته الجماعة - يقدم على غيره
ثم ما رواه الخمسة ، ثم ما رواه الشيخان ، ثم مارواه البخاري فقط ثم ما رواه مسلم ،ثم ماكان على شرطهما ثم ما كان على شرط احدهما البخاري قبل مسلم ، ثم ما رواه غيرهما من الكتب التي اقتصرت على الصحيح فما رواه ابن خزيمة وابن حبان معا ثم احدهما ابن خزيمة قبل ابن حبان لانه اقل تساهل منه ولان الثاني اشتهر بالتساهل ، ثم ما صححه الحاكم ولم يوافقه الذهبي عليه ولم يصفه الذهبي بالضعف الذي لايمكن الاحتجاج به ثم ما وراه اهل السنن الاربعة فما وصفه الترمذي بالصحة والحسن هو اهمها ثم ماسكت عنه ابو داود او المنذري ، ثم ما رواه النسائي منفردا ثم ابن ماجه ثم احمد ثم بقية الكتب المشهورة المعروفة
وتقدم الكتب المشهورة على غيرها وتقدم الكتب التي تهتم بذكر الحديث وطرقه قبلالكتب التي تهتم بالرجال والرواة والتاريخ وغير ذلك من فنون علم السلف ،
و بالجملة فالترتيب يكون حسب القدسية والصحة والشهرة والموضوعية ، و هن الترتيب حسب القدسية ، أن يكون القرآن قبل السنة و السنة قبل الاجماع والاجماع قبل القياس وخاصة اجماع الصحابة إذ هو دليل بلا خلاف اعلمه ، و بعد القياس أقوال الصحابة في حالة اختلافهم ويمكن تقديم قول صحابي واحد لم يعلم له مخالف على القياس باعتباره نوع من الاجماع ، ثم أقوال التابعين والائمة عند الاجماع على معنى واحد و هذا من الاجماع الذي يقدم على القياس، ويقدم ما يهتم بالاقاويل والآثار المنقولة عن الصحابة والتابعين مرتبا حسب صحته وشهرته وموضوعيته بحسب قربه من تناول الموضوع وبعده عنه فالصريح ليس كالايماء ونحوه والمفهوم بعد المنطوق وبعدهما القياس وانواعه والاجماع المنقول قبل الاجماع السكوتي والمخاطب به الجماعة قبل المخاطب به الفرد والعام قبل الخاص يورد في مسألة الاستدلال والقياس قبل المصالح المرسلة والاسحسان وغير ذلك مما هو مقرر في محله من علم الاصول ، ثم تأتي أقوال الائمة المستندة الى دليل ثم ما شهر عن ذلك الامام ثم ما يذكر عنه في مذهبه ثم ما قاله تلامذته ثم التخريجات التي أفادها اتباع مدرسته ، والموضوع يطول ونكتفي بهذا القدر من الاصول والضوابط ،
وهذه بعض الخطوات المهمة لتأصيل الكتب الفقهية
- جمع ما استطاع الباحث من كتب المذهب خاصة لمؤلفيه الاوائل وكتبه المطولة التي تهتم بالدليل
- قراءة كتاب أو فصل من الكتاب المراد تاصيله ككتاب الطهارة مثلا وحده قراءة متأنية
- أخذ شرح من شروح الكتاب وقراءة الفصل فيه قراءة متانية لفهم مراد المؤلف
- نجرد المسائل التي تكلم عنها المؤلف جردا بسيطا على شكل نقاط متسلسلة أو أسئلة ونرقم المسائل بارقام متسلسلة مع الرقم التسلسلي للفصل او الكتاب كالطهارة رقم 1 مثلا والمسالة رقم 9 نكتب 1- 9
- نأخذ كتاب من الكتب المطولة ونقرأ الموضوع فيه بالبحث عن المسائل واصولها وإذا وجدنا مسالة وأسلها كتبنا رقمها في ورقة عندنا ونذكر الصفحة ونشير الى كلمة من الموضوع مثال : أصل الماء المطلق ص 55 -1-
ثم نأخذ كتابا آخر ونعمل معه مثلما عملنا مع سابقه
هذه هي الطريقة اليدوية واما من عنده جهاز ويعرف الطباعة فيكتب الكلام بكامله تحت الفقرة التي يريد تاصيلها ويمكن ان يدع الربط بين الكلام والتاصيل الى المرحلة التي تكون عند صياغة التاليف صياغة نهائية
فوائد معرفة الدليل للمسائل وطرق الاستدلال لها
1- الاطمئنان إلى دليل المجتهد حتى يتبصر
2- معرفة كيفية استنباطه وكيف وصل إلى هذا القول
3- معرفة قوة وضعف هذا الطريق
4- تدريب الطالب على الاستنباط
5- ربط الطالب بالدليل لا بالأقوال
6- تساهم في ترقي الطالب إلى منازل العلماء والمجتهدين
وبالجملة تكوين الملكة الفقهية وتكوين الفقيه