العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تقرير حول كتاب "تكوين ملكة المقاصد: دراسة نظرية لتكوين العقل المقاصدي"، د. يوسف حميتو

إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
تقرير حول كتاب
"تكوين ملكة المقاصد: دراسة نظرية لتكوين العقل المقاصدي"
صدر عن مركز نماء للبحوث والدراسات مؤلف جديد للدكتور المغربي يوسف بن عبد الله حميتو والموسوم ب:"تكوين ملكة المقاصد، دراسة نظرية لتكوين العقل المقاصدي".
وينطلق الدكتور يوسف بن عبد الله حميتو من منطلق أن الإسلام أراد للعقل الإنساني أن يكون مواكبا للسنن الكونية بكل ما يصدق عليه، في تحقيق الغاية من وجوده وأداء لوظيفته الوجودية وذلك باعتباره مناط التكليف، وسواء في ذلك أكان العقل هو الغريزة المدركة، أو العلوم الضرورية أو العلوم النظرية، فإنه خاضع في كل عمله لقاعدة الشرع في تلقي أحكامه وفهمها وتنزيلها، وهو ما يعني حتمية التوازي بل الجمع بين المعرفة العقلية والمعرفة الشرعية في تحقيق مقاصد الشارع التي اتفقت الشرائع على أنها ما جعلت إلا لمصالح الخلق في الدارين لأنها هي قوام الحكم الشرعي حين تنزل، و غاية المكلف الذي سعيه أن يمتثل لأحكام الشريعة والدخول تحتها والعمل بمقتضاها، وانشغال المجتهد الذي همه ضمان سلامة تنزيل أحكام الشرع على أفعال المكلفين وواقعهم.
إن إضافة العقل إلى المقاصد في مباحث هذا الكتاب نابعة من قناعة مفادها أن استنباط المقاصد وإعمالها وتنزيلها لا يتم إلا عبر ملكة عقل تجاوز مرحلة التعرف إلى مرحلة الارتياض والمباشرة والممارسة، عقل قادر على فهم نصوص الشريعة ورد هذا الفهم إلى الحجج، بحيث يفضي كل ذلك إلى الرسوخ والاستحكام واستجماع المآخذ والأسباب والشروط التي يكفي المجتهد الرجوع إليها للتعامل مع الأحكام وتنزيلها على الواقع، وإلى استلهام ما تكتنزه الأدلة من مبادئ كلية وأبعاد مصلحية خاصة في ظل غياب التمكين الذي يتمثل في غياب الأمة عن الفعل الحضاري.
هذا العقل كما يصفه الدكتور يوسف حميتو عقل متبصر تابع لمقتضيات النصوص الشرعية مستهد بها لا يسرح إلا بمقدار ما تسمح به؛ عقل بالغ للكمال محرَّر من داخله وأخطائه ونقائصه وجهله بالوحي، بعيد عن التسلط وتعطيل النصوص وذلك باعتباره الغريزة التي في الإنسان والتي بها يعلم ويميز ويقصد المنافع دون المضار، والضابط لما وصل إلى القلب من نور الشرع والممسك له حتى لا يتفلت، عقل له ملكات يستثمرها في التعامل مع الشرع نصوصا ومقاصد بدونها يكون عمله نوعا من العبث الذي تتنزه عنه الشريعة أولا وأفعال العقلاء ثانيا.
إن الحديث عن ملكات العقل المقصدي لا يدخل ضمن الترف الفقهي الذي قد يسميه به البعض باعتبار أن إضافة العقل إلى المقاصد هو نوع من التجوز والتخصيص الذي لم يدل عليه دليل من الشرع؛ وإنما هو أمر يستلزمه الزخم الكبير الذي تشهده الساحة العلمية من مؤلفات وآراء تختلف منطلقاتها وغاياتها، وتتنوع مناهجها بين الإفراط والتفريط، وتستلزمه ضرورة تحديد الضوابط التي ينبغي أن يقوم عليها النظر المقاصدي في سعيه إلى التحقق من تحقيق مقاصد الشريعة على واقع المكلفين أفرادا وجماعات، وإعادة تشكيل الذهن وتعميق التصور وتنمية الفكر نحو الرسالة الحضارية للإسلام بكل شمولها للمجالات العبادية والعمرانية وعمومها للزمان والمكان والأفراد.
وبناء على ما سبق، يقرر الدكتور يوسف حميتو أن الغاية من هذا البحث ليس هو الاستقصاء والاستقراء، وإنما محاولة إثارة الانتباه إلى وجوب الضبط العلمي لهذا العقل من خلال إثارة قضايا محددة ومنتقاة نراها ذات أولوية وأهمية للطالب والباحث، تنير للمبتدي طريقه وتذكر المنتهي بما لا يستغني عن التنبه إليه.
وقد جاء هذا البحث في مدخل وخمسة فصول، تناول المدخل الإطار المفهومي للملكة والعقل والمقاصد والعقل المقاصدي، وتطرق الفصل الأول إلى التوجهات التي تتجاذب العقل المقاصدي والتي حددها في ثلاث توجهات: هي التوجه الاستسلامي والتوجه النقضي، وتوجه الرفض والممانعة، أما الفصل الثاني فكانت الغاية منه تحديد أولويات عمل العقل المقاصدي، وأما الفصل الثالث فتوجه إلى العناية ببعض الإشكالات النقدية التي تعترض عمل البحث المقاصدي المعاصر والتي اختار منها إشكالان: هما إشكالية ثنائية المفاهيم خاصة القطعي والظني والجزئي والكلي، وإشكالية تحقيق المناط وأما الفصل الرابع فحاول البحث أن يستعرض بعض مزالق العقل المقاصدي المتمثلة في التسهيل وتقصيد ما ليس بقصد وتقرير نسبية النصوص والمقاصد، في حين اعتنى الفصل الخامس ببيان الملكات التي ينبغي أن يستلح بها العقل المقاصدي، وقسمها البحث إلى قسمين: أولهما: ما أسماه بالملكات التنظيرية، وضمن فيها ملكة التاصيل وملكة الاستقراء وملكة التقعيد وملكة التكييف، وثانيهما: ما اسماه الملكات التنزيلية وفيها الحديث عن ملكات الموازنة والترتيب وتحقيق المناط واعتبار المآل.
 
إنضم
8 أبريل 2012
المشاركات
60
الكنية
كلية الامام الاعظم الجامعة
التخصص
أصول فقه
المدينة
سامراء
المذهب الفقهي
مالكي
رد: تقرير حول كتاب "تكوين ملكة المقاصد: دراسة نظرية لتكوين العقل المقاصدي"، د. يوسف حميتو

نفع الله بكم
 
أعلى