العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك ( منفردة)

إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
423
الكنية
جلال الدين
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
انواكشوط -- أطار
المذهب الفقهي
مالكي
لازال العلماء يهتمون بجمع مسائل العلم لا سيما ما هو منسوب إلى السلف رحمهم الله تعالى
وقد اعتنى المالكية بجمع أقوال الامام مالك رحمه الله تعالى منفردة عن غيرها
فمنهم من رام ذلك الاستيعاب ولم يتم له ذلك فأتمه من جاء بعدهم
ومن أهم هذه الكتب كتاب الاستيعاب الذي سوف نلقي الضوء عليه في هذه العجالة
و الذي توالى عليه ثلاثة علماء أجلاء
مؤلف الكتاب ابتداء هو عبد الله بن حنين بن عبد الله الكلابي مولاهم القرطبي ( ت 318هـ ، أو 319) المعروف بابن أخي ربيع الصباغ المكنى بأبي محمد أدرك ابن وضاح ولم يسمع منه وسمع من ابن لبابة وسمع بمصر لما حج آخر عمره من الباهلي ومحمد بن زيان وكان معتنيا بالحديث إماما فيه معتنيا بعلله وله تآليف فيه في الرجال والعلل
اختصر مسند بقي بن مخلد وكتاب التفسير له أيضا ،
ابتدأ تأليف كتاب الاستيعاب في أقوال مالك مجردة عن أقوال أصحابه (1)
وبوبه وقدره ديواناً جامعاً لقول مالك خا صة، لا يشاركه فيه قول أحد من أصحابه باختلاف الروايات عنه، وذكر من رواها: مضى للمؤلف منه مقدار خمسة أجزاء أو نحوها(5 أجزاء)، واخترمته المنية عن تمامه (2)
فلما رآه الحكم أمير المؤمنين أعجبته بساطته
وحرص على إكمال الفائدة به فذاكر به قاضيه ابن السليم وسأله هل عندهم من يكمله على الرغبة؟ فقال له: نعم بشرط إباحة أمير المؤمنين خزانة كتبه للبحث عن أقوال مالك حيث كانت، روايات المكيين(لم يصرح بهم ابن فرحون ) والمدنيين والعراقيين والمصريين والقرويين(وأهل افريقية هكذا عند ابن فرحون) والأندلسيين وغـيرهم ( زاد ابن فرحون والشاميين) ،
فقال له الحكم: افعل ذلك على ضنانتي بها ! حرصاً على إكمال الفائدة.! فسمى له الفقيهين أبا بكر المعيطي القرشي - محمد بن عبيد الله بن الوليد بن محمد (ت 367 هـ) ، وأبا عمر ابن المكوى - أحمد بن عبد الملك الإشبيلي مولى بني أمية -(ت 401هـ ) فمكنهما من الأسمعة وما جانسها فاقتدرا منها على ما أراداه، وألّفا كتاب الاستيعاب الكبير في مائة جزء، بلغا فيه النهاية ( 100 جزء)
وكان بين أيديهما راوٍ مجيد لتبييض ما يودانه، فكان ابن المكوى أولاً يقدم القرشي لنسبه ويقدم اسمه عليه فيما يتكلمان فيه فيقول: قال محمد حتى وقع بينهما شيء فأنف أبو عمر من تقديم اسمه عليه لسنّه وعلمه فجعل يقدم نفسه فيما يكتب ويملي، وعارضه الآخر بمثل ذلك وأنكر الحكم اختلافهما في ذلك بحجة تقديم القرشي لنسبه. وأقرّ قاضيه - ابن السليم - بإصلاح بينهما وجمعهما على ما أمر به، فصلحت حالهما، فلما تم الكتاب سُرّ به ووصل كل واحد منهما بألف دينار ومنديل بكسوة، وقدمهما الى الشورى(3)
والمعيطي هذا من أبناء الاشراف وأعيان الفقهاء وقد سمع من أبيه و من وهب والاحمر وابن الخراز القروي وابن سعيد والمحيلي وأبي ابراهيم الطليطلي وغيرهم كان فقيها وعني بالحديث والمسائل قال القاضي يونس الصفار: فعدت الى المعيطي في تبتله مرة في الجامع فوجدته على ما عهدته من الانبساط إليّ وكان بيننا المرافقة في طلب العلم، فذاكرته بحديث نقله ابن أبي الدنيا في أن الشاب إذا صدق في توبته عجلت منيته، فسرّ به وسألني أن أرسل إليه بالكتاب الذي وجدته فيه، فما عاش بعد ذلك إلا نحو شهرين ومات، وما رجع إليّ الكتاب إلا بعد موته وكان موته بعد انقباضه بسبعة عشر شهراً رحمه الله تعالى. (4)
كان أحمد بن عبد الملك الاشبيلي هذا مشهورا بالمطالعة والحفظ ومعرفة المذاهب ناكفا عن القضاء وشؤون السلطان وكان في أول الأمر بطيء الحفظ !!!
كان شيخ فقهاء أهل الاندلس في وقته تفقه بأبي ابراهيم وصحبه وحبب إليه الدرس فكان لا يفتر ليلا ولا نهار و كان مما أعانه على سعة المطالعة، أنه تخير هو وقوم من الفقهاء صدر خلافة هشام أيام ابن أبي عامر لامتحان خزانة العلم، وتفتيش ما يعرض فيها من آلاته وردها الى مواضعها مرتبة الى أشكالها، معهم من الفتيان طائفة يتولون ذلك بين أيديهم، فاستجاب أبو عمر لما كلف من ذلك، على بعده من الالتباس بعمل السلطان، لما رجا في ذلك من المطالعة للغرائب، التي جلبها الحكم، واقتدر منها على ما لم يقدر عليه سواه، مما كان أبو عمر يتشوق إليه، فرغب أبو عمر الى أصحابه أن يعفوه من مباشرة ما اشتغلوا به من التأليف، ويتركوه والمطالعة، فاستوسع في ذلك وطالت مدة عملهم في ذلك، لكثرة هذه الكتب، ووفور خزانتها حولاً كاملاً وفوقه، فحصل للشيخ من ذلك ما أمله، وكان عظيم التذكر، حسن الحفظ، بطيء النسيان،
وكان يتكلم عنده يوم الإثنين في الموطأ، وما شاكله،
ويوم الثلاثاء في المدونة والمستخرجة وما جانسهما،
فكان النبلاء من أصحابه كابن الشفاء، وابن دحون وأمثالهما من الأكياس والحفاظ، يتظاهرون عليه، لينشروا حفظه،
فإذا جرت المسألة وأمعن القول فيها الى أبي عمر وترجيحه، بدر كلٌّ من أولئك الحفاظ الى ما يغرب من قولة شاذة،
فينصت أبو عمر الى كل ما يقوله كل منهم، حتى يستوفي كلامهم. ثم يرد على كل واحد فيما أغرب به، ويفصل له أمكنته ونسبته الى قائله. ويذكر الاختيار من ذلك من قول الأصحاب كأنما ينظر في صحيفة، ثم يجرد إثر ذلك هو اختياره فيريهم العجب، من كل فعله.(4)
له فتاوي عجيبة دالة على علمه ذكر بعضها القاضي عياض .

فهل يوجد من الكتاب شيء مخطوط أم هو مفقو د !! والله المستعان


ـــــــــــــــ
الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب لابن فرحون 1\463
2، 3، 4، ترتيب المدارك لعياض 7\119- 134
 
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
رد: كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك ( منفردة)

بارك الله فيكم استاذنا الكريم على هذه الفوائد الطيبة
وكتاب الاستيعاب للشيخ ابن المكوي بعض اهل المذهب ينقل عنه ولا احقق الان من هو
على اني ارجو منكم سيدي ضبط كلمة المكوي غن تيسر لكم ذلك
وفقكم الله
 
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
رد: كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك ( منفردة)

فائدة لاخي واستاذنا جلال الدين
يذكر أن ابن المكوي عبد الله بن أحمد بن عبد الملك توفي بقرطبة في جمادى الأولى عام 448هـ "بالصيلم المشهورة بالأندلس" ، والصيلم : الداهية على الإجمال ،
وفي نص آخر لابن بشكوال نقلا عن ابن حيان أن المقصود بها المجاعة ، إذ يقول المؤرخ القرطبي أن ابن الصناع محمد بن عبد الله المقرئ توفي بقرطبة صبيحة يوم الجمعة التاسع من المحرم سنة 448هـ "أيام اشتد القحط" ، وبمقارنة تاريخيْ الوفاتين نستنج أن القحط حدث على الأرجح في سنة 447هـ ، وباشتداده أخذت المجاعة في الحدوث لتصل في العام التالي إلى عنفوانها حتى يصل ابن بشكوال إلى وصفها بالصيلم . ويسميها معاصر لها "عام الجوع الكبير"
 
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
423
الكنية
جلال الدين
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
انواكشوط -- أطار
المذهب الفقهي
مالكي
رد: كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك ( منفردة)

ابن المكوى بكسر الميم واسكان الكاف هكذا عند محمد مخلوف
مولده سنة 324 ووفاته 401 هكذا عند عياض وابن فرحون ومحمد مخلوف ترجمته رقم 257 في شجرة النور الزكية وما ذكرتموه في عبد الله بن أحمد فمن المحتمل أنه ابن المترجم ونسب كنسبة ابيه والله أعلم
 
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
307
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
------------------
رد: كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك ( منفردة)

نعم هو كما قلتم استاذنا الكريم والفائدة منه ان الشيخ ابن المكوي له ابن فقيه مشهور بالاندلس ربما ورث كتابه الاستيعاب وهذا مما يزيد اختمالية انتشار الكتاب
ولكم خالص الشكر على الضبظ والتوثيق
والله اعلم
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك ( منفردة)

الذي يبدو والله أعلم أن الكتاب مفقود ويا للأسف !
فمن عثر على شيء منه أو خبر عنه ..... فله جزيل الشكر والتقدير
والشكر كذلك لصاحب الموضوع الفاضل
 
إنضم
1 أبريل 2018
المشاركات
3
الجنس
ذكر
التخصص
الاقتصاد المعرفي
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم

هل من معلومات عن "كتاب الاستيعاب في جمع أقوال الإمام مالك" عند الأساتذة والعلماء الكرام؟
 
أعلى