اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

[محمد عبد الله غراب]

المفتى به انه اذا مات الميت وترك مالا وكان فيه زكاة ان يخرج الورثة الزكاة عنه وسائر الحقوق المتعلقة بالمال لكن خطر لى خاطر يختص بالزكاة
الزكاة عبادة تفتقر الى نية والحى قد لايعرف نية الميت او يعرف ان الميت من شأنه عدم اخراج الزكاة
وايضا هل اخراج الزكاة عن الميت واجب على الورثة
بارك الله فيكم

 

[أم طارق]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

أخانا الكريم جزاك الله خيراً على هذه الأسئلة التي توجهها في هذا الملتقى:

إن علماءنا رحمهم الله قد تنبهوا ونبهوا على أن الزكاة تشتمل على المعنيين: معنى الضريبة، ومعنى العبادة، وإن لم يعبروا عن الضريبة بهذا اللفظ نفسه، لأنه اصطلاح متأخر، وقد يعبرون عن هذا المفهوم بأنها "حق" واجب للفقراء والمساكين في أموال الأغنياء (انظر: بداية المجتهد لابن رشد: 1 /237 - طبع مطبعة الاستقامة). أو يعبرون عنه بأنها "صلة للرحم" أي الإنسانية أو الإسلامية، بجانب ما فيها من شائبة العبادة.

ومن أوضح ما يدل على هذا المعنى ما نقله صاحب "الروض النضير" عن بعض المحققين من العلماء في بيان حقيقة الزكاة وحكمتها قال:
"إنما فرض الله الزكاة في أموال الأغنياء، مواساة لإخوانهم الفقراء، قضاء لحق الأخوة وعملاً بما يوجب تأكيد الألفة، وما أمر الله به من المعونة والمعاضدة على ما فيها من ابتلاء أرباب الأموال، التي هي شقائق النفوس، كما ابتلاهم في الأبدان بالعبادات البدنية، فهي صلة للرحم، وفيها شائبة عبادة، ​

فلأجل شائبة العبادة وجبت فيها النية، ولم يصح فيها مشاركة معصية، ونحو ذلك،
​

ولكونها صلة، صحت فيها الاستنابة، وصح فيها الإجبار عليها، وناب الإمام عن المالك في النية عند أخذها كرهًا، وأخذت من مال الميت وإن لم يوص ، ولأجل كون الصلة غالبًا عليها، وجب فيها رعاية الأنفع للفقراء، ووجبت في مال الصغير ونحوه،​

ولما كان المقصود بها المواساة لم يوجبها الله تعالى إلا في مال خطير وهو النصاب، ولم يجعلها إلا في الأموال النامية، وهي العين (النقود) وأموال التجارة والمواشي وما أخرجت الأرض، وحدد الشرع نصاب كل جنس بما يحتمل المواساة، ورتب مقدار الواجب على حسب التعب والمؤنة، فجعل فيما سقت السماء ونحوها العشر، وفيما سقي بالسواقي (الدواب ونحوها) نصفه" (الروض النضير: 2/389). أ هـ​

 

[أبوبكر بن سالم باجنيد]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

الأخت المباركة أم طارق وفقها الله.. هل من نبذة عن كتاب الروض النضير؟

 

[أم طارق]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

كتاب الروض المنير الجامع بين تحفة الطلاب والتيسر في فقه الإمام الشافعي للشيخ النوري
وهذه نسخة مصورة منه
http://ia701504.us.archive.org/33/items/raud0/raud0.pdf
وقد رجع إليه الشيخ القرضاوي في كتابه الزكاة عند بيان الفرق بين الزكاة والضريبة
وهو الكتاب الذي نقلنا منه النص أعلاه لكونه مختصراً وموضحاً لسؤال الأخ
----------------------
ولعل شيخنا أبا بكر - جزاه الله خيراً - أراد التنبيه إلى أن هذا القول هو على مذهب الشافعية لا على باقي المذاهب
بسبب الخلاف بينهم في كون الزكاة عبادة أو حق مرتب في المال للمساكين
وهنا أترك لفضيلته التوضيح والبيان وهو المتخصص في هذا المجال فجزاه الله خيراً وزاده علماً وفضلاً

 

[محمد عبد الله غراب]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

بوركت يااستاذه
ولكن هذا الذى اخذ الامام منه الزكاة كرها او من مات واخرج الورثة الزكاة من ماله لا اظنه يُؤجر ام انى مخطىء
بارك الله فيكم

 

[أم طارق]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

ولكن هذا الذى اخذ الامام منه الزكاة كرها او من مات واخرج الورثة الزكاة من ماله لا اظنه يُؤجر ام انى مخطىء

لا أدري شيخنا الفاضل
ليت أحداً يفيدنا

 

[زياد العراقي]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

أما من يأخذها الإمام منه كرها ، ففي الغالب هو يعتبرها مغرما ، والأعمال بالنيات ، فما هي نيته ، فبحسب نيته حين يأخذها الإمام ، ثوابا وعقابا .
وأما من مات ولم يخرجها ، ويخرجها عنه ورثته
فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل: قال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: ((أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيه؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء)) رواه مسلم
فهنا شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الله في الصوم ، بالحقوق المالية ، وقال الله أحق بالوفاء ، فلولا أن الميت ينتفع بقضاء دينه من حق الله وحق العباد ، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيام عنها ، طبعا هذا ما لم يكن الميت جاحدا لهذه العبادة ، سواءا الصيام أو الزكاة أو غيرها ، وهذا طبعا باستثناء الصلاة .

والله اعلم

 

[محمد عبد الله غراب]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

ا أدري شيخنا الفاضل
ليت أحداً يفيدنا

مثلى يقال له شيخنا !!!
ربنا يجبر خاطرك يااستاذه كما تجبرين خاطر الضعيف وزادكم الله ادبا وعلما

 

[محمد عبد الله غراب]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

أما من يأخذها الإمام منه كرها ، ففي الغالب هو يعتبرها مغرما ، والأعمال بالنيات ، فما هي نيته ، فبحسب نيته حين يأخذها الإمام ، ثوابا وعقابا .
وأما من مات ولم يخرجها ، ويخرجها عنه ورثته

فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل: قال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: ((أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيه؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء)) رواه مسلم
فهنا شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الله في الصوم ، بالحقوق المالية ، وقال الله أحق بالوفاء ، فلولا أن الميت ينتفع بقضاء دينه من حق الله وحق العباد ، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيام عنها ، طبعا هذا ما لم يكن الميت جاحدا لهذه العبادة ، سواءا الصيام أو الزكاة أو غيرها ، وهذا طبعا باستثناء الصلاة .

والله اعلم

بارك الله فيك اخ زياد والله انا اغبطك على هذا النشاط والمتابعه والتعليق المفيد ماشاء الله زادكم الله علما وفضلا

 

[زياد العراقي]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

بارك الله فيك اخ زياد والله انا اغبطك على هذا النشاط والمتابعه والتعليق المفيد ماشاء الله زادكم الله علما وفضلا

وفيك بارك أخي الكريم .
أما الدعاء بزيادة العلم ، فلو كتبت : رزقكم الله العلم ، لكان أفضل ، لأني مبتدئ ، وأحاول جهدي أن أواصل الطلب ، وعلى كل أشكرك على الدعاء ، وأرجو أن لا تنسانا في دعائك .
وأنا بدوري أغبطك أخي أنك في القاهرة ، مدينة الأزهر ، ومدينة العلماء ، وطلب العلم فيها أيسر بكثير من كثير من البلاد الأخرى ، أنا ورفاقي بعد أن انتقل شيخنا الى مدينة أخرى ، نسعى منذ سنة تقريبا وراء شيوخ لطلب العلم ، وهم في كل مرة يأجلون ، فاغتنم يا أخي الفرصة ، خصوصا بعد تفرغك كما ذكرت في مشاركة سابقة .
بارك الله فيكم أخي الكريم ونفعكم ونفع بكم

 

[عصام أحمد الكردي]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

لا أدري شيخنا الفاضل
ليت أحداً يفيدنا

مشاركة
الملف المرفق pdf​

↓

 

[عصام أحمد الكردي]

رد: اليست الزكاة عبادة تفتقر الى نية ؟

لا أدري شيخنا الفاضل
ليت أحداً يفيدنا

عن أبي هريرة أن رسول الله قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له . رواه مسلم في صحيحه

الحديث على ظاهره، وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) والدعاء يقول: "اللهم اغفر لأبي، اللهم ارحمه، اللهم أدخله الجنة، اللهم ضاعف حسناته، اللهم كفر سيئاته، اللهم ارفع درجته في المهديين" وما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة، هذا هو الدعاء، أما قراءة القرآن كونه يقرأ ويثوب هذا فيه خلاف بين أهل العلم: من العلماء من قال أنه يلحق الميت وأنه ينتفع بذلك، وبهذا قال جمع غفير من العلماء وقاسوه على الصدقة، وقال آخرون: لا؛ لأن العبادات توقيفية لا يسمح فيها إلا بما جاء به الشرع نصاً، ولم يرد في السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في الكتاب العزيز ما يدل على شرعية تثويب القرآن أو الصلاة أو الصوم لمن ليس عليه صومٌ واجب، فلما لم يأتِ هذا وجب تركه لأن المؤمن إنما يفعل ما أمر به وشرع له، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) يعني فهو مردود، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )، هذا وجه على قول الذين قاله جمع من أهل العلم، وهو أظهر في الدليل وأقرب إلى الدليل، وفيما شرع الله كفاية من الصدقة والدعاء والحج عن الميت وأداء الصيام الواجب عنه إذا مات وعليه صيام من رمضان أو كفارة أو نذر يؤدي عنه أقاربه، أما صومه للتطوع ونذره عنه أو قراءة القرآن فهذا لم يرد فيه دليل يدل عليه، فوجب ترك ذلك وقوفاً مع النصوص.

المصدر :
الموقع الرسمي
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
رحمة الله عليه