العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الفقيه الذي نريد

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

الفقيه الذي نريد


قال ابن خلدون في مقدمته :

اعلم أنّ الفقهاء في الأغلب لهذا العهد وما احتفّ به ،إنّما حملوا الشريعة أقوالا في كيفية الأعمال في العبادات ،وكيفية القضاء في المعاملات ينصونها على من يحتاج العمل بها ،..هذه غاية أكابرهم ،ولا يتصفون إلا بالأقل منها وفي بعض الأحوال ..

والسلف رضوان الله عليهم وأهل الدّين والورع من المسلمين ،حملوا الشريعة اتصافاً بها ..
وقد كان أهل الصدر الأول يصفون بالفقه من علم طريق الآخرة ،..وأصلح نفسه ،..وترك المعاصي والذنوب المفسدة للأعمال ،..وهانت في عينه الدنيا ،..واشتدت رغبته في الآخرة ،..واستولى على قلبه الخوف من الله ..

قال تعالى:
( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون )..
ما يحصل به من الإنذار والتخويف هو هذا الفقه ...دون تفريعات الطلاق ،والعتاق ،واللعان، والسّلم ،والإجارة ،فذلك لا يحصل به الإنذار ولا التّخويف .
بل التجرد له على الدّوام يقسّي القلب ،وينزع الخشية منه ،كما نشاهد الآن المتجرّدين له.-إلا من رحم -

ولذلك وصف الله الَّذين يخافون العباد أكثر من ربّ العباد أنّهم لا يفقهون ..قال تعالى
:(لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم من الله ذلك بأنّهم قومٌ لا يفقهون )
فأحال قلة خوفهم من الله واستعظامهم سطوة الخلق على قلّة الفقه .

وسئل سعد بن ابراهيم الزهري: أيّ المدينة أفقه فقال :أتقاهم لله ..

وقال الحسن البصري :إنّما الفقيه الزّاهد في الدّنيا ،.. الرّاغب في الآخرة ،..البصير بدينه ،..المداوم على عبادة ربّه ،..الورع،..الكاف نفسه عن أعراض المسلمين ،..العفيف عن أموالهم ،..النّاصح لجماعتهم ..

وقدعرّف
الإمام أبو حنيفة الفقه :بأنّه معرفة النّفس ما لها وما عليها..

فلا نريد هذا الفصل بين العالم بالفروع الفقهيّة وبين التقوى والورع والزهد لأن الأصل في الفقيه أن يكون زاهدا ورعاً.
 
أعلى