العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أثر نتائج التحليل على علاقة الزوجية

إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
كثيراً ما يتم عقد الزواج ولا يمر بعملية الفحص الطبي قبل الزواج ذلك أنّ ثقافة المجتمع لم تحقق كبير نتائج في هذا المجال باستثناء بعض الدول التي ألزمت المتعاقدين بإجراء هذه التحاليل .
وقد يطرأ على الحالة الصحية لكلا الزوجين ظروف تجعل من مراجعة الطبيب ومخابر التحليل أمراً ضرورياً، فتلعب نتائج التحاليل المخبرية دوراً كبيراً في تغيير رتابة المودة في الأسرة وتبعث فيها دواعي جديدة إمّا سلبية مفضية للتفريق أو إيجابية مفضية لزيادة الترابط.

وفيما أنا أكتب في هذا البحث فقد اعترضتني الأسئلة التالية:
1- هل يجب إعلام الشريك المصاب زوجه بنتيجة التحليل وجوباً شرعياً أو وجوباً أدبياً.
2- ما مشروعية طلب التفريق للضرر بسبب المرض ( وعلاقة الزوجية قائمة) في حال اختيار أحدهما الطلاق.
3- ماأثر نتائج التحليل في توصيف الضرر المفضي للتفرقة.
فأردت ان أطرحها للنقاش بما يعود على الجميع بالنفع الله أسأل أن يفتح علينا وعليكم لإثراء الموضوع.
وقد ورد في صحيح ابن حبان بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ " . وإن كان الحديث في باب الرقى ففي عموم اللفظ عظيم فائدة.
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: أثر نتائج التحليل على علاقة الزوجية

وجدت بحث د. عبد الله المصلح وهذه نتائج البحث المكوّن من 32 صفحة:
خــاتمـــة
هنا حيث ينتهي بنا مطاف ما تناولته مسائل هذا البحث: "إخبار الطبيب أحد الزوجين بتائج الفحوص الطبية للآخر رؤية شرعية"، أسجل أبرز النتائج في النقاط التالية:
أولاً: أن الأسرار التي يجب حفظها، ولا يجوز إفشاؤها تشمل كل أمر علمته عن غيرك، وعرفت أنه يرغب منك أن تكتمه ولا تظهره، سواء أعرفت ذلك بتصريحه أو بقرينة.
ثانياً: من آكد ما يجب حفظه من الأسرار: ما يطلع عليه الإنسان من خفايا الناس بمقتضى وظيفته وطبيعة عمله، وعلى رأس أولئك في أنواع المهن والأعمال الأطباء.
ثالثاً: الأصل وجوب حفظ أسرار المرضى، إلا ما دعت حاجة أو مصلحة لبيانه وكشفه وإفشائه.
رابعاً: الحالات التي لا يجب فيها كتمان السر، ترجع إلى أحد الأسباب التالية:
إما أن يكون درءاً للمفسدة عن المجتمع أو الأفراد.
وإما أن يكون جلبًا لمصلحة للمجتمع أو الفرد.
وإما أن يكون صاحب السر قد أذن بإفشائه.
خامساً: أن الأنظمة لم تكن واضحة فيما يتعلق بتحديد المسؤولية الجزائية، كما أن الأبحاث القانونية لم تستوعب بصورة كافية مشكلة إفشاء السر الطبي حيث لا يزال الفراغ القانوني حول هذا الموضوع.
سادساً: على القاضي أن يبذل وسعه ويجتهد في تقدير العقوبة التي تترتب على إفشاء الطبيب سرّاً من أسرار المريض، بحسب الحال والمكان والزمن والشخص.
سابعاً: إخبار الطبيب أحد الزوجين بنتائج فحوصات الآخر، متصل بجلب المصلحة للفرد ودرئها عنه، ومعلوم أن تقدير ذلك من مواطن الاجتهاد التي قد تختلف فيها الآراء كسائر مواضع تقدير المصالح والمفاسد.
ثامناً: الحالات التي يؤذن فيها للطبيب بإفشاء سر المريض، لجلب مصلحة أو درء مفسدة يمكن ضبطها بما يلي:
1- كل مرض يُثبت حق الفرقة لأحد الزوجين، فإنه يجب الإخبار بنتائج فحوصه.
2- كل مرض يثبت حقاً لأحد الزوجين على الآخر أو يسقطه، فإنه يجب كذلك الإخبار بنتائج فحوصه.
3- كل مرض يفوت كمال الحياة الزوجية السوية؛ فإنه يباح الإخبار بنتائج فحوصه.
4- كل مرض له تأثير على النسل، وهو ما يعرف بالأمراض الوراثية كمرض فقر الدم المنجلي، وأمراض التمثيل الغذائي فإنه يُباح الإخبار بنتائج فحوصه.
5- ما لا تاثير له في الحياة الزوجية من الأمراض، وكشفه لا يجلب مصلحة للطرف الأخر، ولا يدرأ عنه مفسدة؛ فإنه لا يجوز للطبيب الإخبار بنتائج فحوصه.
تاسعاً: إفشاء الطبيب نتائج فحوصاته الطبية، يُعتبر خيانة للأمانة شرعاً ونظاماً، واعتداء على المريض وانتهاكاً لخصوصيته. وهذا موجب للعقوبة شرعا ونظاما. وهي في القوانين الجزائية السجن أو الغرامة أو هما معاً.
عاشراً: إذا ترتب على إخبار أحد الزوجين بنتائج فحوصات الآخر, ضرر سواء أكان ضرراً معنوياً كالإضرار بسمعته أو إفساد زوجه عليه، أم كان ضرراً مادياً كمطالبة الزوج بالمهر أو مطالبة المرأة بتعويض، دون جلب مصلحة أو درء مفسدة، فإن على القاضي تضمين الطبيب ما ترتب على فعله من ضرر معنوي أو مادي، فإن ما ترتب على غير المأون فهو مضمون.
حادي عشر: ليس ثمة شيء واضح فيما يتعلق بتضمين الطبيب الضرر المترتب على كتمان ما يجب بيانه من نتائج الفحوصات الطبية للطرف الآخر، لم أقف على شيء واضح فيه ما عدا العقوبات. أما المدونات الفقهية فلم تذكر هذه الصورة بعينها، لكنها جاءت مندرجة في عموم معنى ما نص عليه جماعة من الفقهاء، من ضمان ما يترتب على كتمان الشهادة التي يجب بيانها.
والموضوع ما يزال بحاجة إلى مزيد عناية وبحث من ناحيتين: تأصيلية وتنظيمية، وما فيه من دراسات لا يفِ بالحاجة، والله ولي التوفيق.
 
أعلى