رد: سلسلة نماذج من (معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية) : [1]
الصدق في القرآن والسنة:
اعتنى القرآن والسنة عناية بالغة بخُلُق الصدق, كشأنهما من أمهات الأخلاق. وقد ورد ذكره في سياقات متنوعة في عشرات الآيات وعشرات الأحاديث, نكتفي بذكر نماذج منها.
أولاً: من القرآن الكريم.
1_ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة- 119] .
2_ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [سورة الحجرات - 15] /. 7
3_ {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} [سورة الأحزاب - 7- 8] .
4_ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [سورة البقرة - 177] .
5_ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [سورة الأحزاب - 23 - 24] .
ثانيًا: من السنة النبوية.
1_ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /
عليكم بالصدق, فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا
[SUP][1][/SUP]. وتعبير النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (يصدُق ويتحرى الصدق), وقوله (يكذب ويتحرى الكذب), يعني أن الصدق أو الكذب يصير خُلقًا ونهجًا متبعًا. فالأول طريق البر والخير والفلاح, والثاني طريق الفجور والشر والخسران.
2_ وفي الحديث الطويل عن ابن عباس رضي الله عنهما, في قصة هرقل لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدعا وفدًا من مشركي قريش ليستفسرهم ويتحرى من خلالهم حقيقة هذه الدعوة التي بلغته. وكان على رأس هذا الوفد أبو سفيان بن حرب , الذي تولى إجابة هرقل عن استفساراته.
وبعد ذلك قال هرقل : " سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب, فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها.
وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول, فذكرت أن لا. فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله.
وسألتك هل كان من آبائه من ملك, فذكرت أن لا. قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه.
وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال, فذكرت أن لا. فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم, فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه, وهم أتباع الرسل.
وسألتك أيزيدون أم ينقصون, فذكرت أنهم يزيدون. وكذلك أمر الإيمان حتى يتم.
وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه, فذكرت أن لا. وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا, وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك بما يأمركم, فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وينهاكم عن عبادة الأوثان
ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف... "
[SUP][1][/SUP]
3_ عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة, وصدق حديث, وحسن خليقة, وعفة في طهر
[SUP][2][/SUP].
---------------------------------------------
[1] رواه البخاري 8/ 25 (7094) ؛ ومسلم 4/ 2013 (2067)/(105)
[1] رواه البخاري 1/ 8-9 (7) ؛ ومسلم 3/ 1393-1397(1773).
[2] رواه أحمد 11/ 233 (6652)؛ والطبراني 13/322 ( 14120) ؛ والحاكم 4/ 145؛ والبيهقي في شعب الإيمان 4/ 321 (5257) (5258)؛ وقال المنذري في الترغيب 3/ 12 (5) : رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن؛ وقال الهيثمي في المجمع 4/ 145 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.