العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

زيادة ( وبركاته ) في التسليمتين

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
# بحث جيد متعلق بهذا المسألة نقلته لكم للفائدة#
##############
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.

أما بعد :
إن أفضل الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلاله .
أما بعد :
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في ( بلوغ المرام ) :
320- وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ ( قَالَ : { صَلَّيْتُ مَعَ اَلنَّبِيِّ ( فَكَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ : " اَلسَّلَام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ " وَعَنْ شِمَالِهِ : " اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ } رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .
وقال الشيخ الالباني رحمه الله في ( أصل صفة الصلاة 3 / 1025 ) :
فلا أدري :
أذلك من اختلاف نسخ " سنن أبي داود " أيضاً ، أم وهما في نقلهما عنه ! والله أعلم .
وإنما قيدت هذه الزيادة بالتسليمة الأولى بناء على ما وقع في نسختنا من " السنن " ، وتقوَّى ذلك عندي برواية الطيالسي عن ابن مسعود المتقدمة ؛ فإنها لم تذكر في
التسليمة الثانية ، فإن ثبتت فيها ؛ قلنا بها ، وذكرناها في الكتاب ، وإلا ؛ فنحن واقفون عند الوارد الثابت .

فأقول وبالله التوفيق والسداد :
أثبت هذه الزيادة من طريق وائل بن حجر رضي الله عنه :
1 ـ الإمام أبو الفتح القشيري في ( الإلمام بأحاديث الأحكام ) حيث قال رحمه الله :
( 297 ) وعن وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال صليت مع النبي {صلى الله عليه وسلم} فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يُرى بياض خده الأيمن وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يُرى بياض خده الأيسر أخرجه أبو داود .

2ـ الإمام النووي في ( خلاصة الأحكام ) فقال رحمه الله :
1459 ـ وَعَن وَائِل بن حجر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ : " كَانَ يسلم عَن يَمِينه : السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَعَن شِمَاله السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح ، وَأَشَارَ بَعضهم إِلَى تَضْعِيفه .

3 ـ الإمام القرطبي رحمه الله في ( المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ) :
ولم ير مالك في السلام من الصلاة زيادة : " ورحمة الله وبركاته " تمسكًا بلفظ التسليم ، ورأى ذلك الشافعي تمسكًا بحديث وائل بن حجر قال : صليت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يسلم عن يمينه : (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) . وفي حديث ابن مسعود : (( السلام عليكم ورحمة الله )) فقط .

4 ـ الإمام ابن عبد الهادي في ( المحرر في الحديث ) :
271 ـ وَعَن وَائِل بن حجر قَالَ : " صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ يسلم عَن يَمِينه السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ، وَعَن شِمَاله السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح .

5 ـ الإمام الصنعاني في ( سبل السلام ) قال رحمه الله بعد احاديث الباب :
الشرح :
هَذَا الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَنَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ فِي التَّلْخِيصِ إلَى عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ .
وَقَالَ : لَمْ يُسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ ، فَأَعَلَّهُ بِالِانْقِطَاعِ ، وَهُنَا قَالَ : صَحِيحٌ ، وَرَاجَعْنَا سُنَنَ أَبِي دَاوُد فَرَأَيْنَاهُ رَوَاهُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ ، وَقَدْ صَحَّ سَمَاعُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِيهِ ، فَالْحَدِيثُ سَالِمٌ عَنْ انْقِطَاعٍ ، فَتَصْحِيحُهُ هُنَا هُوَ الْأَوْلَى ، وَإِنْ خَالَفَ مَا فِي التَّلْخِيصِ .

6 ـ الإمام ابن دقيق العيد في ( البدر المنير ) فقال رحمه الله :
فَائِدَة : وَقع فِي كتاب «الْمدْخل إِلَى الْمُخْتَصر» لزاهر السَّرخسِيّ ، و «نِهَايَة إِمَام الْحَرَمَيْنِ» و «حلية الرَّوْيَانِيّ» زِيَادَة : «وَبَرَكَاته» فِي السَّلَام . قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن الصّلاح : هَذَا الَّذِي ذكره هَؤُلَاءِ لَا يوثق بِهِ ، وَهُوَ شَاذ فِي نقل الْمَذْهَب . و (أما) من حَيْثُ الحَدِيث فَلم أَجِدهُ فِي شَيْء من الْأَحَادِيث ، إِلَّا فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من (رِوَايَة) وَائِل بن حجر «أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - كَانَ يسلم عَن يَمِينه : السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ، وَعَن شِمَاله : السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله (وَبَرَكَاته) » . قَالَ الشَّيْخ : و (هَذِه) زِيَادَة نَسَبهَا الطَّبَرَانِيّ فِي «أكبر معاجمه» إِلَى مُوسَى بن قيس الْحَضْرَمِيّ وَعنهُ رَوَاهَا أَبُو دَاوُد .
قلت ـ ابن دقيق العيد ـ : ومُوسَى هَذَا وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين وَغَيره ، وَيُقَال لَهُ : عُصْفُور الْجنَّة ، وَلَعَلَّه لأجل صَلَاحه لَا جرم صحّح النَّوَوِيّ فِي «شرح الْمُهَذّب» هَذَا الحَدِيث فَقَالَ : إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث فِي «سنَن أبي دَاوُد» إِسْنَاد صَحِيح .
ـ وفي هذا النقل إثبات هذه الزياده من الإمام ابن الصلاح رحمه الله مع التضعيف لهذه الرواية فيكون السابع رحمه الله في هذا البحث ـ .
وقد وردت هذه الزيادة من طرق عن الصحابة رضي الله عنهم منها :
1 ـ ما روى الإمام الشافعي رحمه الله في ( المسند ) :
280 ـ ( أخبرنا ) : سفيان عن مسعر عن ابن القبطية عن جابر بن سَمُرَة قال : - كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فإذا سَلَّم قال أحدنا عن يمينه وعن شماله السلام عليكم السلام عليكم وأشار بيده عن يمينه وعن شماله فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم " مَابَالَكُمْ تُومِئُون بأيديكم كأنها أذناب خَيلٍ شُمُسٍ ( شمس بضمتين جمع شموس بوزن صبور وهي الدابة النفور التي لا تقف ولا تسير بإرادة صاحبها بل تشاكسه وتركله إذا هم بركوبها أو سوقها ) أولا يكفي أحدكم أو إنما يكفي أحَدَكُم أن يَضَع يدَهُ عَلَى فَخِذه ثم يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته "
2 ـ و الإمام ابن خزيمه في ( صحيحه ) :
728 ـ أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد و زياد بن أيوب قال إسحاق : حدثنا عمر وقال زياد : حدثني عمر بن عبيد الطنافسي عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله حتى يبدو بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
3 ـ و الإمام البزار في ( مسنده ) :
1574 ـ حدثنا محمد بن مرداس قال نا محبوب بن الحسن قال نا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت أرى بياض وجه رسول الله عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرتين .
وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي حمزة بهذا الإسناد إلا محبوب بن الحسن .

ورواه الإمام عبد الرزاق رحمه الله في ( مصنفه ) موقوف على عمار رضي الله عنه :
3134 ـ عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أن عمار بن ياسر كان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره مثل ذلك .

فيظهر والله اعلم مما سبق ثبوت زيادة ( وبركاته ) في التسليمتين وممن أثبتها من العلماء :
1 ـ و ابن الملقن رحمه الله في ( البدر المنير ) :
قلت : وَجَاءَت زِيَادَة «وَبَرَكَاته» أَيْضا (فِي) حَدِيث آخر صَحِيح من غير شكّ وَلَا مرية ، قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان فِي «صَحِيحه» : أَنا الْفضل بن الْحباب ، نَا مُحَمَّد بن كثير ، أَنا سُفْيَان ، عَن أبي إِسْحَاق ، عَن أبي الْأَحْوَص ، عَن عبد الله «أَن النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - كَانَ يسلم عَن يَمِينه ، وَعَن يسَاره حَتَّى يرَى بَيَاض خَدّه : (السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله) ، السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته» .
وَقَالَ ابْن مَاجَه فِي «سنَنه» : نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير ، نَا عمر بن عبيد ، عَن أبي إِسْحَاق ، عَن (أبي) الْأَحْوَص ، عَن (عبد الله) «أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - كَانَ يسلم عَن يَمِينه ، وَعَن شِمَاله حَتَّى يرَى بَيَاض خَدّه : السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله (وَبَرَكَاته) » .
2 ـ الإمام الصنعاني رحمه الله في ( سبل السلام ) :
وَقَدْ عَرَفْت أَنَّ الْوَارِدَ زِيَادَةُ " وَبَرَكَاتُهُ " ، وَقَدْ صَحَّتْ ، وَلَا عُذْرَ عَنْ الْقَوْلِ بِهَا . وَقَالَ بِهِ السَّرَخْسِيُّ ، وَالْإِمَامُ ، وَالرُّويَانِيُّ فِي الْحِلْيَةِ . وَقَوْلُ ابْنِ الصَّلَاحِ إنَّهَا لَمْ تَثْبُتْ قَدْ تَعَجَّبَ مِنْهُ الْمُصَنِّفُ وَقَالَ : هِيَ ثَابِتَةٌ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَعِنْدَ أَبِي دَاوُد ، وَعِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ .
قَالَ الْمُصَنِّفُ : إلَّا أَنَّهُ قَالَ ابْنُ رَسْلَانَ فِي شَرْحِ السُّنَنِ : لَمْ نَجِدْهَا فِي ابْنِ مَاجَهْ ؛ قُلْت : رَاجَعْنَا سُنَنَ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ مَقْرُوءَةٍ ، فَوَجَدْنَا فِيهِ مَا لَفْظُهُ : " بَابُ التَّسْلِيمِ " : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ الْأَحْوَصِ عَنْ " عَبْدِ اللَّهِ " : { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ } انْتَهَى بِلَفْظِهِ .
3 ـ الإمام صالح بن بن فوزان الفوزان حفظه الله كما في ( منحة العلام في شرح بلوغ المرام ) :
وقد اختلفت كلمة العلماء في ثبوت لفظة: (وبركاته) في التسليمة الثانية، فلم يذكرها عبد الحق وابن الأثير والزيلعي وليست في طبعة محمد محيي الدين لسنن أبي داود . وثبتت في النسخة الهندية، وفي طبعة الدعاس، وقد تكون عن الهندية.
وقد عزاها لأبي داود الحافط في «البلوغ» ـ في بعض الطبعات ـ وفي «التلخيص»، كما عزاها له ابن دقيق العيد ، وابن عبد الهادي ، فكل هؤلاء عزوا الحديث لأبي داود بإثبات اللفظة . ـ إلى أن قال حفظه الله ـ
ولما ذكر الحافظ طرقاً عدة لزيادة (وبركاته) رداً على النووي الذي قال: (إنها زيادة فردة) . قال : (فهذه عدة طرق ثبت فيها (وبركاته) بخلاف ما يوهمه كلام الشيخ ـ يعني النووي ـ إنها رواية فردة) .
وهذا الحديث صححه الحافظ ـ هنا ـ مع أنه ذكر في «التقريب» أن علقمة بن وائل لم يسمع من أبيه، وقد نَقَلَ ذلك عن العسكري عن ابن معين فيكون في هذا السند انقطاع ، وصححه النووي ، وقال: (وأشار بعضهم إلى تضعيفه) .
والصواب تصحيحه ، وأما قول الحافظ: (إن علقمة لم يسمع من أبيه) ففيه نظر، فقد نص البخاري والترمذي على أنه سمع منه ، والدليل على ذلك تصريحه بالتحديث في أحاديث رواها عن أبيه، منها في «صحيح مسلم» (401) (1680) و«في سنن النسائي» (2/194) ، ولذا علق الشيخ عبد العزيز بن باز على كلام الحافظ في «التقريب» وصوب سماعه من أبيه .

وفي نهاية هذا البحث اذكر كلاما للإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من ( الشرح المختصر على بلوغ المرام ) قال فيه رحمه الله :
ثم ذكر المؤلف حديث وائل بن حجر رضي الله عنه انه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم يقول : (( السلام عليكم ورحمة اله وبركاته )) عن اليمين وعن الشمال . ( وبركاته ) اختلف فيها العلماء هل هي ثابتة أم لم تكن ثابتة ؟ فمنهم من لم يثبتها ومنهم من أتثبتها . ولكن ينبغي أن نقول هذا أحيانا وليس دائما الأكثر الاقتصار على قول ( السلام عليكم ورحمة ) الله هذا الأكثر . ولهذا قال فقهاء الحنابلة رحمهم الله : الأولى أن لا يزيد وبركاته , وذلك لان هذه اللفظة مختلف فيها هل هي ثابتة أو لا . وإذا اقتصرت على شيء ثابت فهو الأولى والأكمل وإذا قلت هذا أحيانا ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فلا باس بذلك والله الموفق .

هذا وأسال الله التوفيق والسداد لما فيه الخير والصواب .
والحمد لله أولا و أخيرا , والصلاة والسلام على الرسول المختار صلى الله عليه وسلم , وعلى اله وصحبه رضوان الله عليهم ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين .
-------------------------------
المصدر

 
التعديل الأخير:
أعلى