- إنضم
- 11 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 7,490
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم طارق
- التخصص
- دراسات إسلامية
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الرياض
- المذهب الفقهي
- سني
الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة المنطقية
تخضع عملية التقعيد في كل مجالات المعرفة لمنطق يحكمها ويحدد مسارها, لأن الخلوص إلى استنباط قاعدة معينة وصوغها صياغة محكمة يقتضي اتباع خطوات عقلية منطقية حتى نصل إلى هذه الغاية. وأية قاعدة - فقهية أو غير فقهية - إنما تأتي نتيجة استقراء أمر كلي ينطبق على جزئياته.
وبهذا يتضح ارتباط علم المنطق بجميع العلوم ومنها علم القواعد الفقهية, فالقواعد المنطقية ليست شيئا خاصا بعلم المنطق, بل هي آلة وأداة (لا بدّ منها لصيانة الفكر عن الوقوع في الخطأ لدى تعرّفه على الحقائق في أي علم من العلوم, فهي ضوابط وقواعد, وقوانين وأصول استدلالية صحيحة تعصم الفكر عن الانزلاق إلى فهمٍ فاسدٍ والحالُ أنه يتصوره أو يعتقده فهما صحيحا كاشفا للحقيقة أو لجزءٍ منها) [SUP][1][/SUP].
ولدى المقارنة بين القاعدة الفقهية والقاعدة المنطقية, قد نلمس التشابه أو التطابق بينهما في بعض الوجوه, وهذا واضح من استخدام تعبير (القضية الكلية) في عدد من تعريفات القاعدة الفقهية, كما سبق في المبحث الأول المتعلق بتعريف القاعدة الفقهية, فقالوا مثلا عنها: (هي قضية كلية يُتعرف منها أحكام جزئياتها) [SUP][2][/SUP].
فوصف "القاعدة" بكلمة "قضية كلية" هو اصطلاح منطقي, يظهر انطباقه على القاعدة الفقهية في ضوء التوضيح التالي:
أولا: ما يتعلق بكلمة "قضية"
القضية في علم المنطق هي الجملة التامة الخبرية المشتملة على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ. وأقل ما تتألف منه القضية المنطقية, مفردتان: مبتدأ وخبر, أو فعل وفاعل, أو ما يقوم مقام كل منهما. [SUP][1][/SUP]
فقولنا: الثلج ماء متجمد, أو: أشرقت الشمس. يسمى: قضية موجِبة.
وقولنا: الثلج ليس حارّا, أو: لم تشرق الشمس. يسمى قضية سالبة [SUP][2][/SUP].
وتقييد " القضية المنطقية " بكونها "جملة خبرية": احتراز عن الجمل الإنشائية كالأمر والنهي فإنها لا تسمى "قضايا" في علم المنطق, لأن القضية المنطقية هي التي تحتمل الصدق والكذب, ولا يتحقق ذلك إلا في الجُمل الخبرية, أي التي تُخبر عن ثبوت شيء لشيء أو نفيه عنه سواء تم هذا الإخبار بالجملة الاسمية أو الفعلية. أما الجمل الإنشائية فليس فيها إخبار عن شيء ما, ولذا فهي لا تحتمل الصدق والكذب. [SUP][3][/SUP]
وسميت الجملة الخبرية المشتملة على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ: قضية, لاشتقاقها من القضاء, وهو الحكم. وظاهرٌ أن كل جملة خبرية لا بد أن تتضمن حكما موجِبا أو سالبا.[SUP][4][/SUP]
هذا ما يتعلق بتعريف (القضية المنطقية), ويظهر وجه اتفاقه أو اختلافه في الانطباق على كلمة "قضية" في تعريف القاعدة الفقهية حسب ما يلي:
أولا: ما يتعلق بكلمة "قضية"
القضية في علم المنطق هي الجملة التامة الخبرية المشتملة على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ. وأقل ما تتألف منه القضية المنطقية, مفردتان: مبتدأ وخبر, أو فعل وفاعل, أو ما يقوم مقام كل منهما. [SUP][1][/SUP]
فقولنا: الثلج ماء متجمد, أو: أشرقت الشمس. يسمى: قضية موجِبة.
وقولنا: الثلج ليس حارّا, أو: لم تشرق الشمس. يسمى قضية سالبة [SUP][2][/SUP].
وتقييد " القضية المنطقية " بكونها "جملة خبرية": احتراز عن الجمل الإنشائية كالأمر والنهي فإنها لا تسمى "قضايا" في علم المنطق, لأن القضية المنطقية هي التي تحتمل الصدق والكذب, ولا يتحقق ذلك إلا في الجُمل الخبرية, أي التي تُخبر عن ثبوت شيء لشيء أو نفيه عنه سواء تم هذا الإخبار بالجملة الاسمية أو الفعلية. أما الجمل الإنشائية فليس فيها إخبار عن شيء ما, ولذا فهي لا تحتمل الصدق والكذب. [SUP][3][/SUP]
وسميت الجملة الخبرية المشتملة على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ: قضية, لاشتقاقها من القضاء, وهو الحكم. وظاهرٌ أن كل جملة خبرية لا بد أن تتضمن حكما موجِبا أو سالبا.[SUP][4][/SUP]
هذا ما يتعلق بتعريف (القضية المنطقية), ويظهر وجه اتفاقه أو اختلافه في الانطباق على كلمة "قضية" في تعريف القاعدة الفقهية حسب ما يلي:
- القضية في القاعدة الفقهية: مكونة أيضا من جملة خبرية مشتملة على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ, مثل: الأمور بمقاصدها. الضرر لا يزال بمثله. يُختار أهون الشرّين. لا يُنسَب إلى ساكتٍ قولٌ.
فهذه قواعد فقهية مكوّنة من جملٍ تشتمل على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ. وتسمى هذه الجملُ " خبرية " بالاصطلاح المنطقي (وإن كان فيها جُمل فعلية) لأنها تُخبر عن ثبوت حكمٍ لشيءٍ أو نفيه عنه.
- القضية في القاعدة الفقهية لا تحتمل الصدق والكذب, لأن قضايا القواعد الفقهية هي أحكام شرعية, بخلاف القضايا المنطقية كما سبق بيانه.
- القضية عند المناطقة تنقسم إلى قضية حَمْلية, وقضية شرطية:
فالقضية الـحَمْلية : هي ما حُكم فيها بثبوت شيء لشيء أو نفيه عنه, أو هي التي يُحكم فيها بعلاقة موجبة أو سالبة بين مُسنَدٍ ومسنَد إليه. مثل "الله ربّنا", "الصدق ممدوح", و"الله لا شريك له", "المؤمن ليس بكذّاب" [SUP][1][/SUP]. وضابط القضية الـحَملية: أن ينحلّ طرفاها إلى جزءين مفردين ولا يكون الحكم فيها مرتبطا بحكمٍ آخر ولا مشروطا به[SUP][2][/SUP].
والقضية الشرطية : هي ما تركبت من جزأين رُبط أحدهما بالآخر بأداة ربط (أداة شرط, أو أداة ترديد).
وبعبارة أخرى: القضية الشرطية هي التي يكون الحكم فيها مرتبطاَ ارتباطاَ شرطيا بحكم آخر, مثل: (إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود).
فهذه قواعد فقهية مكوّنة من جملٍ تشتمل على حكمٍ موجِبٍ أو سالبٍ. وتسمى هذه الجملُ " خبرية " بالاصطلاح المنطقي (وإن كان فيها جُمل فعلية) لأنها تُخبر عن ثبوت حكمٍ لشيءٍ أو نفيه عنه.
- القضية في القاعدة الفقهية لا تحتمل الصدق والكذب, لأن قضايا القواعد الفقهية هي أحكام شرعية, بخلاف القضايا المنطقية كما سبق بيانه.
- القضية عند المناطقة تنقسم إلى قضية حَمْلية, وقضية شرطية:
فالقضية الـحَمْلية : هي ما حُكم فيها بثبوت شيء لشيء أو نفيه عنه, أو هي التي يُحكم فيها بعلاقة موجبة أو سالبة بين مُسنَدٍ ومسنَد إليه. مثل "الله ربّنا", "الصدق ممدوح", و"الله لا شريك له", "المؤمن ليس بكذّاب" [SUP][1][/SUP]. وضابط القضية الـحَملية: أن ينحلّ طرفاها إلى جزءين مفردين ولا يكون الحكم فيها مرتبطا بحكمٍ آخر ولا مشروطا به[SUP][2][/SUP].
والقضية الشرطية : هي ما تركبت من جزأين رُبط أحدهما بالآخر بأداة ربط (أداة شرط, أو أداة ترديد).
وبعبارة أخرى: القضية الشرطية هي التي يكون الحكم فيها مرتبطاَ ارتباطاَ شرطيا بحكم آخر, مثل: (إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود).
أو يكون الحكم فيها متردّدا بين احتمالين فأكثر. والأداة التي تُستعمل للترديد: حرف"إما", وقد يُستعمل حرف "أو" وقد يستعمل غير ذلك.
ومن أمثلة هذا النوع: قوله تعالى: {إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِرا وَإِمّا كَفُورا} [الإنسان: 3] وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث: " مَثَل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير : فحامل المسك: إما إن يُحذيَك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكِير إما أن يُحرق ثيابك, وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" [SUP][1][/SUP]. وضابط القضية الشرطية: أنه لو حُذف منها أداة الربط, انحلّ طرفاها إلى قضيتين حمليتين. [SUP][2][/SUP]
ومن أمثلة هذا النوع: قوله تعالى: {إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِرا وَإِمّا كَفُورا} [الإنسان: 3] وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث: " مَثَل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير : فحامل المسك: إما إن يُحذيَك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكِير إما أن يُحرق ثيابك, وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" [SUP][1][/SUP]. وضابط القضية الشرطية: أنه لو حُذف منها أداة الربط, انحلّ طرفاها إلى قضيتين حمليتين. [SUP][2][/SUP]
---------------------------------------------
[1] انظر ضوابط المعرفة للشيخ عبد الرحمن حبنكة ص9 .
[2] انظر (مبحث تعريف القاعدة الفقهية) من هذه المقدمة الأولى.
[1] انظر ضوابط المعرفة ص 21 و68-69 .
[2] المرجع نفسه ص 20-21 .
[3] المرجع نفسه ص 68-69 .
[4] المرجع نفسه ص 68-69 .
[1] انظر تسهيل المنطق ص37 ، وضوابط المعرفة ص78، 81، والقواعد الكلية لمحمد شبير ص13.
[2] انظر تسهيل المنطق ص37 .
[1] رواه البخاري 7/96 (5534) ، ومسلم 4/2026 (2628) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وانظر تسهيل المنطق ص37، وضوابط المعرفة ص78 و81 و96 و98 و99؛ والسلم الـمُنَوْرَق في علم المنطق للأخضري، ص82.
[2] انظر تسهيل المنطق ص37 .