رد: أحكام رمضان: كل يوم مسألة (21-22)
المسألة (22)
ما حكم حمل المأموم مصحفاً في صلاة التراويح؟ وما الأفضل في ذلك حمله أو تركه؟
الجواب
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
- ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة، قال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف، قيل له: الفريضة؟ قال: لم أسمع فيها شيئاً.
وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف، فقال: كان خيارنا يقرءون في المصاحف.
وفي شرح روض الطالب للشيخ زكريا الأنصاري: قرأ في مصحف ولو قلب أوراقه أحيانا لم تبطل - أي الصلاة - لأن ذلك يسير أو غير متوالٍ لا يُشعِر بالإعراض، والقليل من الفعل الذي يبطل كثيره إذا تعمده بلا حاجة مكروه.
- وكره المالكية القراءة من المصحف في صلاة الفرض مطلقاً؛ سواء كانت القراءة في أوله أو في أثنائه، وفرقوا في صلاة النفل بين القراءة من المصحف في أثنائها وبين القراءة في أولها، فكرهوا القراءة من المصحف في أثنائها لكثرة اشتغاله به، وجوزوا القراءة من غير كراهة في أولها؛ لأنه يغتفر فيها ما لا يغتفر في الفرض.
- وذهب أبو حنيفة إلى فساد الصلاة بالقراءة من المصحف مطلقاً، قليلاً كان أو كثيراً، إماماً أو منفرداً، أمياً لا يمكنه القراءة إلا منه أو لا، وذكروا لأبي حنيفة في علة الفساد وجهين:
أحدهما: أن حمل المصحف والنظر فيه وتقليب الأوراق عمل كثير، والثاني أنه تلقن من المصحف فصار كما لو تلقن من غيره، وعلى الثاني لا فرق بين الموضوع والمحمول عنده، وعلى الأول يفترقان.
واستثني من ذلك ما لو كان حافظاً لما قرأه وقرأ بلا حمل فإنه لا تفسد صلاته؛ لأن هذه القراءة مضافة إلى حفظه لا إلى تلقنه من المصحف ومجرد النظر بلا حمل غير مفسد لعدم وجهي الفساد.
وقيل: لا تفسد ما لم يقرأ آية؛ لأنه مقدار ما تجوز به الصلاة عنده.
وذهب الصاحبان - أبو يوسف ومحمد - إلى كراهة القراءة من المصحف إن قصد التشبه بأهل الكتاب. أهـ
قلت: إن لم توجد الحاجة لحمل المصحف فترك ذلك أفضل؛ خروجاً من الخلاف، وتقليلاً للحركة من تقليب للصفحات ورعاية للمصحف ونحو ذلك.
وأما عند وجود الحاجة -كالفتح على الإمام أو الرغبة في تطويل القراءة لمن لا يحفظ- فذلك جائز على الراجح، ويدل على ذلك أدلة، منها:
الأول: حمل النبي صلى الله عليه وسلم أُمَامة -ابنة بنته- في الصلاة.
الثاني: روى البخاري تعليقاً مجزوماً به أن أم المؤمنين عائشة كان يؤمُّها مولاها ذكوان من المصحف.
ووصله ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو داود في المصاحف.
وبالله التوفيق.