د. بدر بن إبراهيم المهوس
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 2 يوليو 2008
- المشاركات
- 2,237
- الكنية
- أبو حازم الكاتب
- التخصص
- أصول فقه
- المدينة
- القصيم
- المذهب الفقهي
- حنبلي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
القاعدة الأولى : نية العبد مؤثرة في عمله صحةً وفساداً ثواباً وعقاباً وهي تُعَظِّم العمل أجراً وإثماً وبها ينقلب المباح قربة وعبادة ، فالأكل والشرب واللبس والنوم والنكاح تصبح عبادات بالنية الحسنة ، ومن قصد ما حرَّم الله عامله الله بنقيض قصده فلم يحصل له ما أراده .
القاعدة الثانية : لا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان على وفق الأمر الشرعي الوارد في الكتاب والسنة ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
القاعدة الثالثة : خلق الله الخلق لعبادته وعبادته أوامر يجب القيام بها ونواهٍ يجب اجتنابها ، وجنس المأمورات أعظم عند الله من جنس المنهيات .
القاعدة الرابعة : أوامر الله ونواهيه درجات ومراتب فمنها في ( الأوامر ) الأركان والأصول التي ينبني الإسلام عليها ومنها الواجبات ومنها المندوبات ومنها في ( النواهي ) النواقض المخرجة عن الإسلام ومنها الكبائر الموبقات ومنها الصغائر ، وعلى هذه المراتب ينبني عظم الأجر والذنب والثواب والعقاب وفي البخاري ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه )
القاعدة الخامسة : كل ما يصيب العبد في حياته من مصائب فهي بسبب ذنوبه قال تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) .
القاعدة السادسة : حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة فحق الله تحت مشيئته يغفر لمن يشاء وأما حقوق العباد فلا تسقط إلا بعفو من صاحبها وهذه الحقوق تشمل حقوق النفس والمال والعرض وغيرها وأول ما يفصل به بين العباد يوم القيامة في الدماء وفي الصحيح : ( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه) وليس أسرع عقوبة من ذنب البغي والظلم وقطيعة الرحم .
القاعدة السابعة : من تقرب إلى الله تقرب الله إليه أكثر ومن ابتعد عنه أبعده الله فبقدر قربك يتقرب الله إليك وأكثر وبقدر بعدك يبتعد عنك ففي الصحيحين : ( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
القاعدة الثامنة : الحسنات تجر إلى الحسنات والأعمال الصالحة والسيئات تجر إلى السيئات فمن طلب الهداية زاد هدى ومن طلب الزيغ زاد زيغاً قال تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) وقال : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) وفي الحديث ( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ) .
القاعدة التاسعة : ذنوب العبد منها ما لا يغفر وهو الشرك ومنها ما هو تحت المشيئة إن شاء الله غفر لصاحبه وإن شاء عذبه وهي الكبائر كالزنى والسرقة وعقوق الوالدين والربا ومنها ما تكفره الأعمال الصالحة من وضوء وصلاة وصدقة وصوم وحج ونحوها .
القاعدة العاشرة : التوبة واجبة على العبد من جميع الذنوب من فعلِ محرم أو ترك واجب وإذا تاب العبد توبة صادقة تاب الله عليه وأبدل سيئاته حسنات قال تعالى : ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) .
القاعدة الحادية عشرة : العبد في حياته بين سراء توجب الشكر وضراء توجب الصبر .
القاعدة الثانية عشرة : لله على العبد في كل جزء منه عبادة قلبه وسمعه وبصره ولسانه ويديه وقدميه وبطنه وفرجه يجب عليه أداؤها .
القاعدة الثالثة عشرة : قد تجاوز الله عن العبد ما يفعله ناسياً أو مكرهاً أو جاهلاً أو مخطئاً وأسقط عنه الواجب عند العجز وأباح له المحرم عند الضرورة .
القاعدة الرابعة عشرة : قد راعى الله حال العبد في الأمر والنهي وتقلبه في الحضر والسفر والصحة والمرض ، فأباح للعبد الترخص في مثل هذه الحالات بما ورد به النص .
القاعدة الخامسة عشرة : اختار الله بعض الأزمنة وبعض الأمكنة فعظمها وعظم الأجر والإثم فيها كالحرمين ورمضان وعشر ذي الحجة ومنها يوم عرفة وشهر الله المحرم ومنه عاشوراء فما يفعله العبد في هذه الأزمنة أو الأمكنة له حكم خاص يفوق غيرها من الأزمنة والأمكنة .
القاعدة السادسة عشرة : لم يجعل الله بينه وبين العباد واسطة في العبادة لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا ولي صالح فالعبد يعبد ربه مباشرة بجميع أنواع العبادة ولا يحتاج لشفيع يوصل ذلك العمل .
القاعدة السابعة عشرة : من أطاع الله أسعده في حياته الدنيوية والأخروية ومن عصاه شقي في الدنيا والآخرة ومن ترك شيئاً لله عوضه الله بلذة تفوقها ومن فعل معصية لقي حسرتها وألمها أكثر مما أصاب من لذتها قال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) وقال : (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
القاعدة الثامنة عشرة : المرجع الذي يستند إليه في عبادة الله هو كتاب الله وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهما تقوم الحجة على العبد وعلى وفقهما يحاسب يوم القيامة .
القاعدة التاسعة عشرة : على قدر تعامل العبد مع العباد يكون تعامل الله معه فالإحسان بالإحسان والرحمة بالرحمة والعفو بالعفو وهكذا قال تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) ( من لا يرحم لا يرحم ) ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) قال ابن القيم : ( وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمة الله بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه )
القاعدة العشرون : العباد كلهم تحت الأمر والنهي سواء الملك والمملوك الغني والفقير الرجل والمرأة العربي والأعجمي الأسود والأبيض وليس بين الله وبين أحد نسباً وليس أحد من العباد مستثنى من أمره ونهيه فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح .
التعديل الأخير: