العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من آداب العيد...

رشيد لزهاري حفوضة

:: مطـًـلع ::
إنضم
8 يناير 2012
المشاركات
103
الإقامة
الوادي/ الجزائر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد البر
التخصص
ماستر دراسات قرآنية و آداب إسلامية
الدولة
الجزائر
المدينة
الوادي
المذهب الفقهي
مالكي
كلمات التراويح (جامع النخلة-أولاد أحمد الشمالي-)
الثلاثون: من آداب العيد...
******************
عن أنس - رضي الله عنه - قال : قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ( ما هذان اليومان ) ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الأضحى ، ويوم الفطر رواه أبو داود وصححه الألباني .
1- التجمل و التزين:
أ- الغسل:
لم يرد دليل على وجوب الغسل أو سنيتة يوم العيد و لكن أخرج مالك في الموطأ عن نافع:" أن ابن عمر كان يغتسل قبل أن يغدوَ إلى المصلى" و كان شديد الاتباع للسنة .
و قال ابن عبد البر:" اتفق الفقهاء على أنه-غسل العيدين- حسنٌ لمن فعله"
و يقاس على الجمعة فعند مالك الغسل يوم الجمعة من أجل تغير الرائحة و هذا يحصل في العيد بل الاجتماع فيه أكبر...
و إذا كان بالمصلى ما يؤذي يكون واجباً في حقه، كما قال اللخمي...
ب- لبس أحسن الثياب:
عن عبد الله بن عمر قال: أخذ عمر جبةً من استبرق تباع في السوق، فأخذها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّما هذه لباس من لا خلاق له))(أخرجه البخاري)
قال ابن رجب: "وقد دلّ الحديث على التجمل للعيد، وأنه كان معتادًا بينهم"
و أخرج البيهقي عن نافع أنّ ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه..
ج- الطيب:
قال مالك: "سمعتُ أهل العلم يستحبّون الطيب والزينة في كلّ عيد"
و يلحق بالثياب التطيب كما أمر به في الجمعة فعن عمرو بن سواد:(غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه ) أخرجه مسلم و في رواية ( و لو من طيب امرأته) وقال النووي :" وَيَتَأَكَّد اِسْتِحْبَابه لِلرِّجَالِ يَوْم الْجُمُعَة وَالْعِيد ، عِنْد حُضُور مَجَامِع الْمُسْلِمِينَ ، وَمَجَالِس الذِّكْر وَالْعِلْم ، وَعِنْد إِرَادَته مُعَاشَرَة زَوْجَته وَنَحْو ذَلِكَ "
2- الإفطار:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ قال: وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا" اخرجه البخاري.
و تناول التمر ليس واجباً بل هو سنة لمن وجده و لم يضره تناوله و هو مأجور...
قال الشاعر: فُطُورُ التَّمر سُنَّة* *رسُولُ الله سَنَّه
فازَ بالأجرِ منْ** يُحـــلِّي منهُ سِنَّه
و من لم يجده أو كان يضره أو لم يعتده فلا حرج ان يتناول غيره...
3- التكبير:
فقال تعالى:"وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)" البقرة
فعقب إكمال الصوم بادروا بالتكبير و رأى بعض السلف أن يكبر ليلة العيد إلى خروج الإمام و رأى مالك أن يكبر من خروجه من داره إلى الصلاة حتى خروج الإمام...
و أما عن كيفية التكبير فالآية لم تعين لفظاً أو صيغة مَّا يجب اعتمادها و لذا يتحقق التكبير بأي لفظ فيه هذا المعنى...
قال ابن المنذر : وكان مالك لا يحد فيه حدا , وقال أحمد : هو واسع.
قال ابن العربي : " واختار علماؤنا التكبير المطلق , وهو ظاهر القرآن وإليه أميل ".
4- التهنئة:
و لم تثبت فيها سنة عن النبي صلى الله عليه و سلم...و لكن فعلها صحابته رضي الله عنهم فعن جبير بن نفير، قال:كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . قال ابن حجر : إسناده حسن . الفتح 2/446...
و لذا فهي تحصل بأيِّ لفظ كان مثل: تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك وما أشبه ذلك.
5- التغافر:
- يقول عزّ وجلّ: (...وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22).
- وقد علمنا رسولنا صلى الله عليه و سلم أن نسأل الله تعالى العفو فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: ((اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني)) اخرجه أحمد و الترمذي و صححه الالباني.
- و قال صديق للزاهد ابن السماك واعظ هارون الرشيد : ( الميعاد بيني وبينك غداً نتعاتب ) فقال له ابن السماك رحمه الله بل بيني وبينك غداً نتغافر.
- و لا تكتمل فرحة العيد إلا بالتغافر و التسامح و نسيان الاحقاد و الضغائن و فتح صفحات جديدة ...
و رحم الله القائل:
منَ اليَومِ تَعارَفنا وَنَطوي ماجَرى مِنّا*وَلا كانَ وَلا صارَ وَلا قُلتُم وَلا قُلنا
وَإِن كانَ وَلا بُدٌّ مِنَ العَتبِ فَبِالحُسنى*فَقد قيلَ لَنا عَنكُم كَما قيلَ لَكُم عَنّا
كَفى ما كانَ مِن هَجرٍ وَقد ذُقتُم وَقَد ذُقنا *وَما أَحسَنَ أَن نَرجِعَ لِلوَصلِ كَما كُنّا
6- الفرح و اللهو:
فيوم العيد للفرح و اللهو و السرور دون مجاوزة المباح...
أخرج مسلم عن عائشة - رضي الله عنه - أنَّ أبا بكر دخَلَ عليها، وعندها جاريتان في أيَّام منًى؛ تغنِّيان وتضربان ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْجًّى بثوبه - مُغَطًّى - فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه، وقال: ((دعْهما يا أبا بكر، فإنها أيَّام عيد)).و في رواية أنه قال:"لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ "
 
أعلى