العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المحبة

إنضم
5 مارس 2011
المشاركات
71
الكنية
أبو أويس
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
بعد حمد الله على مجموع آلائه والصلاة والسلام على خير أنبيائه، وآله وصحبه وأوليائه، أما بعـــــــــــــــــــد:
فإن المحبة مقصود الشارع من تشريع الأحكام، ومن بعثه للرسل الكرام .... ألا ترى أن كل العبادات مردها إلى مكرمة من مكارم الأخلاق .... وماذاك إلا لإزالة معوقات الود والصفاء ... وحتى مقصود المقصود من جلب الصلاح لأهل التكليف والحفاظ على النظام العام... ما هو إلا المحافظة على المحبة ...
اعلم رحمك الله..... أنه إذا تأكدت المحبة بين قوم أحلتهم محل الصفاء، وسارعت بهم في طريق الارتقاء، فكانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء....
لو تمت المحبة بين الناس لانتفت مظاهر الخداع والنفاق، ولما رأيت دما مسفوكا ولا عرضا مهتوكا.... لو تمت المحبة لكان عيش أهل الدنيا أشبه بعيش أهل الجنة في الجنة... ولا أدل على ذلك من عبرة قد تذرفها إذا رأيت أسرة فقيرة قلبت المحبة فقرهم غنى، ومحنتهم منحة... فجعلتهم يتقلبون في الهناء.. ولا يحسون بمعاني الشقاء.
لو تمت المحبة بين الناس لتمت بينهم الرحمة لأنها من لوازم المحبة، فينتفع الضعيف بالقوي، والفقير بالغني، والصعلوك بالأمير... فتنتفي المشاكل والمعضلات وتعم الخيرات والبركات
وحاصل ما قيل: لولا المحبة لم يتم النعيم لمتنعــم... وكيف ينعم المرء بغير ما يحب... ولو حيزت له الدنيا بحذافيرها ولم يجد محبا يقاسمه ويشاركه تنعمه لما وجد اللذة الكاملة... ألا ترى أن قول الحادي وإنشاد الحاضر والبادي، لا يستساغ لو لم يكن فيه ذكر للحب والمحبين، وتعريج على لوعة الفراق والاشتياق والحنين... والنعيم كل النعيم في أن تتلذذ بماضي الأوقات، وتسترجع أجمل الذكريات التي قضيتها فيما تحب ومع من تحب ...
وبالجملة: فراحة المرء وسلوة نفسه وبهاء روحه تكمن في ذكر الحب والحبيب، واستثارة الكامن في الفؤاد، مما له سلطان فوق العقل ...
لهذا لم يرد في نصوص الشريعة من الحث على شيء أكثر مما ورد في المحبة، لأنها جماع الخير كله، ولم يرد في أقوال أهل العلم أكثر مما ورد فيها، ودونك أشعار العلماء والصالحين ، فهل خلت من ذكر الحب والمحبين؟
ولا أدل على شرف المحبة من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ..." فجعلها شرطا في الإيمان ولم يكتف بذلك الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم حتى أقسم على ذلك
وما تحريم الشريعة للتشاحن والتفرق والتباغض إلا لأنها معوقات المحبة وموانع إيجادها... فانظر إلى قيمة ما أودع الله فيك... قابلية المحبة مع الترغيب فيها وتذليل وسائلها ومحاربة موانعها... لأن تمام الأمر يكون بـــ: استيفاء الأركان والشرائط مع انتفاء الموانع... كأن مرمى الدين كله هو المحبة.
قاله بفمه وأمضاه بقلمه تراب نعال أقدام العلماء المتشرف بخدمة العلم بلا امتراء................... نصرالدين عبد الله أجدير التلمساني

 
أعلى