العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سؤال للمسلمين : اللغة إلهام أم اصطلاح ؟!

خديجة نور الدين

:: متابع ::
إنضم
16 نوفمبر 2012
المشاركات
62
الكنية
متابعة
التخصص
شريعة
المدينة
طنجة
المذهب الفقهي
المالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

اسمحوا لي أن أطرح عليكم سؤالا ،، على أنه موجهإليكم بصفتكم "مسلمين" ؛ بمعنى أنكم تستطيعون الإجابة عنه من خلالرصيدكم الذي لا يمتلكه غيركم من أهل الملل الأخرى ،، ألا وهو "الوحي" ~

السؤال : لقد بحث العلماء واللغويون مسألة أصل وجود اللغة ؛ هل كان إلهاما أم اصطلاحا ؛ سواء من المسلمين أو من غيرهم ، وكان كل فريق يدلي بأدلته الخاصة .
فهل كانت اللغة إلهاما ووحيا من الله تعالى ؟ أم اصطلاحا بين الحكماء الأوائل ؟؟
.
لا بأس لغير المسلمين بأن يظن أحدهم بأن اللغة اصطلاح محدث بين البشر ،، فإنهم لفرط جهلهم قد تخيلوا بداية مشوهة للبشرية ،، حيث "العصر الحجري" ،، الذي كان الإنسان الأول يتعلم فيه -حسب زعمهم- مبادئ الحياة الأولى ،، فما بالك باللغة !
.
أما المسلم فإن له أسمى مصدر علمي في الكون ؛ قد عَلِم منه بداية الحياة بدقة ،، حيث خلق الله آدم ؛ فعطس فحمد الله تعالى ،، ولم يصطلح مع نفسه قبل نفخ الروح فيه على صيغة الحمد ~
كما أن الوحي قد ثبت فيه كلامٌ لآدم وحواء مثل قوله تعالى : "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ..." ،، ولم نعلم بأنه عليه السلام كان يصطلح مع زوجته ~ وإنما قد خلق الله تعالى بشرا مكلفا ،، فبصّره بكل ما يحتاج لأداء هذا التكليف والعيش على مقتضى الفطرة .
​والحمد لله رب العالمين .
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: سؤال للمسلمين : اللغة إلهام أم اصطلاح ؟!

هذه المسألة طويلة الذيل قليلة النيل كما قال الأصوليون.
ولذلك مثّل لها الشاطبي بما ينبغي حذفه من علم الأصول.
ومع هذا، وبعيدا عن علم الأصول، فلا شك أن الله علم آدم الأسماء كلها، لكن هل علمه إياها عن طريق التوقيف، كما يقول أصحاب القول بالتوقيف؟ أو أنه ألهمه آلتها وطريقة الاصطلاح عليها، كما يقول أصحاب القول بالاصطلاح؟، أو أنه أوقفه على بعضها وألهمه طريقة الاصطلاح على بعضها الآخر، كما يقول به الذين جمعوا بين القولين؟
كل هذا ممكن في نظري، ويصعب الجزم بأحد هذه الأقوال، ويبدو لي أن القول الثالث جمع بين محاسن القولين الأولين وتجنب المآخذ عليهما.
ورغم ما سبق فإنه مما ينبغي الجزم به:
أن اللغات الموجودة على الأرض الآن، ومنها اللغة العربية، هي لغات اصطلاحية وليست هي لغة آدم عليه السلام وبنيه.
اللغة العربية والآرامية والعبرية والحبشية لغات متقاربة بشكل كبير، وهي كلها تعود إلى لغة واحدة أم تسمى عند اللغويين باللغة السامية، كما تعود اللغة الإسبانية والإيطالية والفرنسية إلى لغة واحدة هي اللغة الاتينية، والتي انقرضت الآن وبقيت اللغات المتفرعة عنها.
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: سؤال للمسلمين : اللغة إلهام أم اصطلاح ؟!

اللغة العربية والآرامية والعبرية والحبشية لغات متقاربة بشكل كبير، وهي كلها تعود إلى لغة واحدة أم تسمى عند اللغويين باللغة السامية
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
أما أنها قليلة النيل .. فهو كما قلتم ، وإن ركب عليها الإمام الإسنوي مسائل في كتابه (التمهيد) لكن فيها أو بعضها نظر.
لكن الجزم بأن اللغات المذكورة المتقاربة كلها فروع لغة أم هي اللغة السامية ـ مع العلم أن كل هذه اللغات سامية ـ ما هو مصدرده؟
ومن المقصود بعلماء اللغة؟
 
التعديل الأخير:

خديجة نور الدين

:: متابع ::
إنضم
16 نوفمبر 2012
المشاركات
62
الكنية
متابعة
التخصص
شريعة
المدينة
طنجة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: سؤال للمسلمين : اللغة إلهام أم اصطلاح ؟!

كما هو واضح ؛ فإن قصدي ليس هو عرض هذه المسألة عرضا تقليديا ؛ بل مرادي هو التنبيه على أمر واحد ؛
في العنوان "سؤال للمسلمين" ؛ ألم يثر في خلدكم شيئا ؟ :)
ورغم ما سبق فإنه مما ينبغي الجزم به:
جيد ؛ ينبغي لنا أن نجزم بما هو ثابت ومتقرر بدليله (الشرعي أو الحسي...) ؛
وما أردت الجزم به في هذه المسألة هو أن آدم وحواء عليهما السلام قد تكلما (بغض النظر عن لغتهما) ؛ وبهذا نستطيع جزما أن نُبعد من الاحتمالات العلمية في مناقشة هذه المسألة ما قرره أهل الاصطلاح من أن الحكماء اجتمعوا فاصطلحوا على اللغة .
وحتى لو أخذنا بعين الاعتبار أن أغلب القائلين بالاصطلاح هم معتزلة ضالون ؛ إلا أنه يُحسب على المسلم أن يعتقد ما يصادم الحقائق الثابتة في أساس معتقده (وهو الوحي) .
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: سؤال للمسلمين : اللغة إلهام أم اصطلاح ؟!

بارك الله في الشيوخ الكرام والأستاذة خديجة
وأزيد على ما قاله الفضلاء بعض الفوائد :
1 - قال ابن قدامة بعد أن ذكر الأقوال : (
أما الواقع منها فلا مطمع في معرفته يقينا إذ لم يرد به نص ولا مجال للعقل والبرهان في معرفته ثم هذا أمر لا يرتبط به تعبد عملي ولا ترهق إلى اعتقاده حاجة فالخوض فيه فضول فلا حاجة إلى التطويل والأشبه أنها توقيفية ...)
2 - من المسائل التي تتفرع عنها وهي مهمة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية حول وجود المجاز وذلك أن من أثبت المجاز عرفه بأنه استعمال اللفظ في غير ما وضع له لقرينة والحقيقة بأنها استعمال اللفظ فيما وضع له أولاً .
فشيخ الإسلام يقول : ( وهذا إنما صح على قول من يجعل اللغات اصطلاحية فيدعي أن قوما من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا وهذا بكذا ويجعل هذا عاما في جميع اللغات . وهذا القول لا نعرف أحدا من المسلمين قاله قبل أبي هاشم بن الجبائي ؛ فإنه وأبا الحسن الأشعري كلاهما قرأ على أبي علي الجبائي لكن الأشعري رجع عن مذهب المعتزلة وخالفهم في القدر والوعيد وفي الأسماء والأحكام وفي صفات الله تعالى وبين من تناقضهم وفساد قولهم ما هو معروف عنه . فتنازع الأشعري وأبو هاشم في مبدأ اللغات ؛ فقال أبو هاشم : هي اصطلاحية وقال الأشعري : هي توقيفية . ثم خاض الناس بعدهما في هذه المسألة ؛ فقال آخرون : بعضها توقيفي وبعضها اصطلاحي وقال فريق رابع بالوقف ...) مجموع الفتاوى ( 7 / 90 - 91 )

3 - قول شيخنا الفاضل د . أيمن : ( ورغم ما سبق فإنه مما ينبغي الجزم به:
أن اللغات الموجودة على الأرض الآن، ومنها اللغة العربية، هي لغات اصطلاحية وليست هي لغة آدم عليه السلام وبنيه.
اللغة العربية والآرامية والعبرية والحبشية لغات متقاربة بشكل كبير، وهي كلها تعود إلى لغة واحدة أم تسمى عند اللغويين باللغة السامية، كما تعود اللغة الإسبانية والإيطالية والفرنسية إلى لغة واحدة هي اللغة الاتينية، والتي انقرضت الآن وبقيت اللغات المتفرعة عنها )
ليت شيخنا الكريم يذكر لنا دليل هذا الجزم .
ما المانع أن تكون اللغة العربية هي الأم وهي السامية - إن صحت هذه التسمية المشكوك فيها - ثم تفرعت عن اللغة العربية اللغات المشابهة لها ؟
وذلك أن اللغة العربية فيها من السعة وكثرة المفردات والاشتقاقات والتركيبات وبساطتها وسهولة حركاتها ما ليس في غيرها فهي أقرب أن تكون هي الملهمة التوقيفية سواء لآدم في بدء خلقه أو لذريته .
وكذلك كون هذه اللغة هي لغة القرآن وخاتم الرسالات وأكثر الأمم عدداً وآخرها زمناً ومن التيسير على الخلق في الفهم ان تكون لغتهم أيسر اللغات وأوسعها وهي تلك اللغة التي أُلهموا إياها ، وقد جرت العادة أن كل ما في هذا الكون يعود إلى ما بدأ به .
وإن صح ما يروى مرفوعاً وعن بعض السلف من كون لغة أهل الجنة هي اللغة العربية فإن هذا يقوي هذا الاحتمال من جهة رفعتها في الدنيا والآخرة ومن جهة عود الأمر إلى ما كان عليه .

 
التعديل الأخير:
أعلى