العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إشكاليات تضمين الشريك المتضامن في الشركات الحديثة

إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد.


فمما يشكل ويحتاج لنظر في الشركات الحديثة ما يعرف بالمسؤولية التضامنية, حيث يعتبر الشريك في شركة التضامن أو الشريك المتضامن في شركة التوصية البسيطة ضامنا لديون الشريك والتزاماتها مطلقا, ولو لم يتعد أو يفرط, وفي هذا عدة إشكالات لم أجد فيها تفصيلا كافيا في المراجع الحديثة الشهيرة, ألخصها فيما يلي:


أولا: الشركة عقد أمانة, وهي مبنية على الوكالة, ولا يضمن فيها الشريك إلا إذا تعدّى أو فرط, فلا يصح أن يكون الشريك المتضامن ضامنا حقيقة دون تعد أو تفريط.


ثانيا: لو قلنا أن الشريك متضامن بمعنى الكفالة, أي أنه كفيل يؤدي الديون ثم يرجع على الشركاء, فيرد لدينا أنّ الكفيل كالمقرض, فهو يؤدي عن المكفول عنه ويرجع عليه فكأنه أقرضه, والقرض لا يصح أن يكون مقابله انتفاع المُقرِض, والمقرِض هنا انتفع بدخوله الشركة واستحقاقه ربحا فيها.


ثالثا: تنص القوانين على أنّ الشريك الموصي لا يضمن ما زاد عن رأس المال, والمتضامن يضمن مطلقا, وهذا يعني أنّ المتضامن أصبح ضامناً ضماناً حقيقياً فيما زاد عن رأس المال وليس مجرد كفيل, وضمانه هذا يخالف مقتضى عقد الشركة وهو عقد أمانة.


هذه بعض الإشكالات, وقد جمعت بعض المعالجات اليسيرة لها ولا زلت أحاول تحريرها عبر البحث والتأمل, وآمل من إخوة الملتقى المساهمة في ذلك والمداخلة بما يتيسر.


وجزاكم الله خيرا
 
أعلى