العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جديد يا أهيل الملتقى: العلم تخصص أم هواية؟!

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
مع عيد الأضحى المبارك، وفي يوم القرَّ أول أيام التشريق (11) يوم الأربعاء من هذا العام 1434هـ.
أحبب طرح هذا الموضوع الحاضر منذ نشأة الملتقى على ما يزيد على 6 سنوات مباركات.
أجد في حقل التخصص الدقيق للأعضاء غير التخصصات الشرعية من العلوم الطبيعية وغيرها ...
لكنَّ أصحابها يبهرون القارئ بموضوعاتهم، وتعليقاتهم الدقيقة في ذات التخصص العلمي الشرعي ...
صحيح أنَّ المفترض من المتخصص أن يكون أمتن علماً، وأعمق نظراً ... إلخ
إلا أنك تجد من غير المتخصص في دراسته النظامية ما يبهرك بتحريراته وتدقيقاته بما تدهشك، وتكون محطَّ إعجاب المتخصص!
فكان هذا استفساري يا سادة يا كرام: العلم تخصص أم هواية؟!

أرجو أن يكون مادةً جميلة للمشاركة من الإخوة والأخوات؛ فيتحفون بها الأنفس بأطيب الثمرات.
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: يا أهيل الملتقى: العلم تخصص أم هواية؟!

العلم نوعـان:
رأسي: مجال التخصص: و التخصص هو ما تعرف فيه كل شيئ -تقريبا- عن شيئ: أي معرفة عميقة
أفقي: مجال الثقافة والاهتمام: وهو ما تعرف فيه شيئا عن أي شيئ: أي معرفة سطحية (هنا تأتي الهواية) حسبما فهمت من الشيخ عبد الحميد والله أعلم
هي نقاط لتفتيق الأذهان ليس إلا
 

خالد حسن الفقي

:: متابع ::
إنضم
25 يناير 2013
المشاركات
1
الكنية
أبو مصطفى
التخصص
اللغة العربية
المدينة
الفروانية
المذهب الفقهي
السني
رد: يا أهيل الملتقى: العلم تخصص أم هواية؟!

السلام عليكم... العلم شرعي أم مادي يحتاج إلى استعداد وقليل من البشر المستعدون ...وما نراه من اﻷعداد الكبيرة مجرد محاولات لحفظ الكتب... ومع ذلك لا ترعى الحكومات المستعدين وتقدم عليهم المحاولين. ولو كنت رئيسا لبلد لبنيت مدارس تعليم مبادئ العلم حتى الصف السادس الابتدائي... وأسمح لمعاهد خاصة ومراكز أبحاث خاصة تعلم المستعدين بفطرتهم، الموهوبين ما يريدون . وأنا واثق أنهم سيمدون البلد بكل ما يريد.... الغريب أن اﻷزهر خير شاهد على كلامي ومازال يستقبل طلابا باﻵلاف كل عام. خالص تحياتي.... رجاء: تخصيص مساحة لموضوع جعل التعليم مهنة برخصة معتمدة من وزارة التربية.
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: يا أهيل الملتقى: العلم تخصص أم هواية؟!

السلام عليكم



ومن كلام الشافعي رضي الله عنه :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي )) .

الأصل في العلم
مخافة الله
أحسنت أخانا الفاضل عصام؛
فالعلم يهدي إلى الإيمان والزيادة فيه، والإيمان يضبط العلم ويزكيه ليكون علمًا نافعًا يُنتج خشية الله والرضا بقدره والاطمئنان إلى شرعه الحكيم بالعلم به، مصداقًا لقوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة الحج الآية 54]. والمُراد بالعلم في هذه الآية وفي غيرها هو العلم المُستنبط من الوحي قرآنًا وسنةً، ومما يدل على أن العلم في الشرع مُقيد بالإيمان والتقوى؛ قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [سورة فاطر الآية 28]. والعلم له خصائص في الإسلام، منها أن مصدره الوحيَيْن -الكتاب والسنة-، ومنها أن غايته معرفة الله وخشيته ومعرفة ما يجب على المُكلف تجاه الخالف والمخلوق والعمل بذلك، ومنها أن العلم أخو الإيمان بهما تنكشف طريق الهداية والاستقامة وكلاهما نور ومعرفة حق وإدراك للعواقب وتقدير لها، وبهذه الخصائص يكون العلم طريقًا للتقوى أو مُرتكزًا أساسًا لها؛ قال أحد العلماء: "إن أصل التقوى هو أن يعلم العبد ما يُتَّقَى ثم يتقي". انظر: جامع العلوم والحِكم لابن رجب الحنبلي لدى شرحه حديث: (اتق الله حيثما كنت..) (1/ 402). وقد ذُكرت هذه الخصائص بتفصيل في كتاب العقل والعلم للدكتور يوسف القرضاوي ص(95)، وبحث الدكتور مصطفى فضيل المُسمى "مفهوم العلم في القرآن الكريم". وقد وردت أخبارًا كثيرة عن الأئمة تدل على صحة ذلك، منها ما رُوي عن ابن مسعود -كما في سُنن الدارمي- أنه قال: ليس العلم من كثرة الحديث، ولكن العلم من الخشية. وراجع: جامع بيان العلم وفضله (1/ 758). وفي جامع بيان العلم وفضله للحافظ ابن عبدالبر عن الإمام الشعبي قال: العالم من خاف الله تعالى. وفي رواية أخرى: إنما العلم الخشية. ومنها ما كتبه الفاروق عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في رسالة: أن الفقه ليس بسعة الهذر وكثرة الرواية؛ إنما الفقه خشية الله. وفي المرجع السابق أيضًا عن سُفيان الثوري أنه قال: إنما يُتعلم العلم ليُتقى الله به.وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره (6/ 391): قال سُفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال: كان يُقال: العلماء ثلاثة: عالم بالله وبأمر الله - عالم بالله وليس بعالم بأمر الله - عالم بأمر الله ليس بعالم بالله، فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى ولا يعلم الحدود ولا الفرائض، والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل. وذكره ابن عبدالبر في جامع العلم وفضله (2/ 822). وأما من جانب السُّنة فحدّث ولا حرج، لكنها تصبُّ في نفس الغاية عمومًا. وثمة بيان لنوع التعالق بين العلم والتقوى في النصوص الشرعية؛ وأهمها قوله تعالى في سياق كتابة الديون والإشهادُ عليها: (.. وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة الآية 282]. فالآية تضمنت جُمل من الأوامر والنواهي مدارها حول شروط التعاقد الكفيلة بضمان حقوق الدائنين والمديني وذيلت هذه الأوامر بالأمر بتقوى الله التي هي الحصانة الإيمانية والرقابة الإلهية على معاملات الناس ووفائهم بعهودهم، ودلّت على أن التقوى سببٌ لإفاضة علم الله على العبد.

هذا، والله أعلم.
 
أعلى