أبو محمد المصرى
:: محظور دائم ::
- انضم
- 16 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 288
قال الإمام الجليل أبو محمد ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ : هكذا في الأصل والمطبوع ، ويستقيم الوزن إذا سهلت همزة القطع وأدغمتها في نون من .
تَعدَّى سبيلَ الرُشْدِ مَنْ جَارَ واعْتَدى=وضَاءَ لَهُ نُورُ الهُدى فَتَبلَّدا
وخَابَ امرؤٌ وافاهُ حُكْمُ مُحمّدٍ=فَقَالَ بِآراءِ الرِّجالِ وقَلَّدا
نَبِيٌّ أَتَى بالْنُورِ مِنْ عِنْدِ ربِّهِ=وما جاءَ مِنْ عِنْدِالإلهِ هُو الهُدى
أَرَى النَّاسَ أَحْزاباً وَكُلٌ يَرَىَ الَّذِي=يجيء بِهِ المُنْجِي وسائِرُهُ الرَّدَى
وألْقَوْا كِتَابَ اللهِ خَلْفَ ظُهُورِهِم=وقَول رَسُولِ اللهِ ويْلَهُمُ غَدَا !
وقَالُوا : بأَنَّ الدِّينَ لَيْسَ بِكَاملٍ !=وكَذبَ مَا قَالُوا الإلهُ وَفَنِّدَا !
وَماَ فَرَّطَ الْرَحْمِنُ شَيْئًا وَلَمْ يَكُنْ=نَسِيًّا وَلَمْ يَتْرُكْ بَرِيَّتَهُ سُدَا
وَقَدْ فَصَّلَ التَحْرِيمَ والحلَّ كُلَّه=وَبَيَّنَ أَحْكَامَ العَبادِ وَسَدَّدَا
وَعَلَّمَ وَجْهَ الحُكْمِ فيمَا اعْتَدَوْا بِهِ=وَنَصَّ عَلَيْهِ الحُكْمَ نَصًّا وَرَدَّدَا
وَلَمْ يَتَعَبَّدْنَا بِعَنْتٍ وَلَمْ يُرِدْ=يُكَلفنا مَا لا نُطيقُ تَعَبُّدَا
وَحَرَّمَ قَوْلَ الظَّنِّ في غَيْرِ مَوْضِعٍ=وَأَنْ تَقْتَفِي مَا لَسْتَ تَعْلَمُ مَوْعِدَاَ !
أَخِي عَد عَنْ سُبْلِ الضَلالِ ! فَإنَّنِي=رَأَيْتُ الهُدَى أَهْدَى دَلِيلاً وَأَرْشَدَا
وَدَعْ عَنْكَ آراءَ الرِجَالِ وَقَوْلَهُمْ=وخُذْ بِكِتَابِ اللهِ نَفْسِي لَكَ الفِدَا !
وقُلْ لِرَسُولِ اللهِ : سَمْعًا وطَاعَةً=إذَا قالَ قَوْلاً أَوْ تَيمّمَ مَقْصِدَا
أَوَامِرُهُ حَتْم عَلَيْنَا وَنَهْيُهُ=تُلافِيهِ بالإقْلاع عَنْهُ مُجَرَّدَا
حَرَامٌ وَفَرْضٌ طَاعَةٌ قَدْ تَيَقَّنَتْ=وَمَنْ تَرَكَ التَخْيِيرَ وَالوَقفَ سَدَّدا
فإنْ يبد بُرْهَانٌ يُبَيِّنُ أَنَّهُ=عَلَى غَيرِ ذَا صِرْنَا مَعًا لِلَّذِي بَدَا
وأَفْعَالُهُ اللائِي تُبَيَّينُ وَاجِبًا=مِنَ اللهِ فَاحْمِلْهَا عَلَيْهِ وَماَ عَدَا
على أُسْوة لا زِلْتُ مَؤْتَسياً بِهِ=وَلَيْسَتْ بِفَرْضٍ وَالسَعَيدُ مَنْ اقْتَدَا
وَإِقْرَارُهُ الأَفْعَالَ مِنْهُ إِبَاحةٌ=لَهاَ فَمُحَالٌ أَنْ تُقِّرَ مَنْ أَفْسَدَا (1)
وَمَا صَحَّ عَنْهُ مُسْنَدًا قُلْ بِنَصِّهِ=وَإِيَّاكَ لا تَحْفَلْ بِمَا لَيْسَ مُسْنَدَا
وَسَوِّ كِتَابَ اللهِ بِالسُنَّةِ الَّتي=أَتَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ تَنْجُو مِنَ الرَّدَى
سَوَاءٌ أَتَتْ نَقْلَ التَوَاتُرِ أَوْ أَتَتْ=بِمَا قَدْ رَوَى الآحَادُ مَثْنَى وَمَوْحِدا
وَقُلْ : إنَّهُ عِلْمٌ وَلا تَقُلْ إِنَّهُ=مِنَ الظَّنِ لَيْسَ الظَّنُّ مِنْ دِينِ أَحْمَدَا
فَكُلٌّ مِنَ الوَحْيِ المُنزَّلِ قَدْ أَتَى=عن اللهِ إِنَّ الذِكْرَ يُحْفَظُ سَرْمَدَا
وخُذْ ظَاهِرَ الأَلْفَاظِ لا تَتَعَدَّها=إِلَى غَايَةِ التَأْوِيل تَبْقَ مُؤَيَّدا
فَتَأْويلُها تَحْرِيفُها عَنْ مَكَانِهَا=وَمَنْ حَرَّفَ الالْفَاظَ حَادَ عَنِ الهُدَى
فَإنْ جَاءَ بُرْهَانٌ بِتَأْوِيلِ بَعْضِهَا=فَأَلْقِ إِلَى الحَقِّ الَّذِي جَاءَ مَقْلَدَا
وَكُلُّ عُمُومٍ جَاءَ فَالْحَقُّ حَمْلُهُ=على مُقْتَضَاهُ دُونَ أَنْ تَتَرَدّدا
وَإِنْ جَاءَ بالتخصيصِ نَصٌّ فُخُصَّه=بِهِ وَحْدَهُ واحْذَرْ بِأَنْ تَتَزَيَّدا !
وأَخْرِجْ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ وَإِنْ بَدَتْ=مُعَارَضَةٌ فَاشْدُدْ عَلَى الزَّائِدِ الْيَدَا
وَإِنْ صَحَّ مَا بَيْنَ النُّصُوصِ تَعَارُضٌ=فَمَنْسُوخُهَا مَا جَاءَ مِنْهُنَّ مُبْتَدَا
وَإِنْ عُدِمَ التَّارِيخُ فِيهَا فَخُذْ بمَا=يَزِيدُ عَلى المَعْهُودِ في الأَصْلِ تَرْشُدَا
تَكُنْ مُوفقاً أَنْ قَدْ أَطَعْتَ وَتَارِكًا=لِكُلِّ مَقَالٍ قِيلَ بِالظَّنِّ مُبْعَدَا
وَكُلُّ مُبَاحٍ في الكِتابِ سِوى الَّذِي=يُفَصِّلُ بالتَّحْريم مِنْهُ مُعَدَّدا
وَإِنْ لَمْ يَرِدْ نصٌّ بِإِلْزامِ طَاعَةٍ=مِنَ اللهِ لَمْ يَلْزَمْكَ أَنْ تَتَعَبَّدَا
وَعِنْدَ اخْتِلافِ النَّاسِ فَالحُكْمُ رَاجعٌ=إِلَيْهِ وَبِالْإِجْمَاعَ مِنْ بَعْدُ يُهْتَدَا
وَذَاكَ سَبيلُ المُؤْمِنينَ وَمَنْ يُرِدْ=خِلافَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ فَمَا اهْتَدَى
وَلا تَدَعِ الإِجْمَاعَ فِيمَا جَهِلْتَهُ=وَلَمْ تَعْلَم التَّحْقِيقَ جَمْعًا وَمُفْرَدا
وإِنْ امرُؤٌ في الدِّينِ حَكَّمَ نَفْسَه=قِيَاسًا أَوْ اسْتِحْسَانَ رَأْيٍ لذ واعتدا
فَتلكَ حدُودُ اللهِ لاَ تَعْتَدَنَّهَا=ومنْ قَالَ بالتَعْليلِ فِيهِ قَدْ اعْتَدَى
وَجَاءَ بِدَعْوَى لا دَليلَ يُقِيمُهَا=وأَسْرَفَ في دِينِ الإلهِ وأَلحَدَا
ومَنْ قَالَ مُحْتَاطًا بِردْعِ ذَرِيعَةٍ=بِرأْيٍ رآهُ قَدْ أتَى اللَّهوَ وَالرَّدَى
مُحِلَّ حَرَامٍ أَوْ مُحَرِّمَ مَا أَتَى=بِتَحْلِيلهِ مخطي الكِتَابِ تَعَمُّدَا
وَمَنْ يَدَّع نَسْخًا على الحُكْم لَمْ يَجِىءْ=على ذاكَ بالبُرْهَانِ لَيم مُفَنِّدَا
ولا تَنْتَقِلْ عَنْ حَالِ حُكْمٍ عَلِمْتَه=لِقَوْلٍ عَنِ الإِجْمَاع والنَّصِّ جُرِّدَا
مِنَ الْحِلِّ والتَّحْرِيمِ أَوْ مِنْ لَوازِمٍ=عَلَيْكَ فلا تَعْدُ السِّبِيلَ المُمَهَّدَا
ولا تَلْتَقِفْ حُكْمَ البلادِ وَجَرْيَهَا=عَلَى عَمَلٍ مِمَّنْ أَغَارَ وَأَنْجَدَا
وَإِنْ لَمْ تَجِدْ نَصًّا على الحُكْمِ فَالْتَمِسْ=إِلى قَصْدِهِ جَمْعَ النُّصُوصِ لِتَرْشُدَا
فَتَمْنَحَ حُكْمًا بينها قَدْ جَعَلْتَهُ=وَتَجْمَعَ شَمْلاً كَانَ مِنْهَا مُبَدَّدَا
وَذَاكَ عَلَى مَعْنَاهُ نَصٌّ وَإِنَّهُ=لَحَقٌّ كَمَا لَوْ كَانَ نَصًّا مُجَرَّدَا
وَهَذَا الذي يُدْعَى اجتهادًا ولَيْسَ ما=تَقُولُ أُلو الآراءِ تَلَدُّدَا
وَأَثْقَلَهُمْ جَمْعُ النُصُوصِ فَاَظْهَرُوا=عَلَى الدِينِ نُقْصَانَ النُصوصِ تَبَلُّدا
وَقَالُوا : لَنَا إِكْمَالُهُ وَتَمَامُهُ !=تَبَارَكْتَ رَبِّي أَنْ تَكُونَ مُفَنَّدَا !
وَقَدْ قُلْتَ : إِنَّ الدِّينَ أَكْمَلْتَهُ لَنَا=وَفصَّلْتَهُ والحَقُّ ما قُلتَ ممجدا
ولاتَلْتَقفْ عِنْدَ الخِطَابِ دَلِيلَهُ=ولا تَلْتَزِمْ شَرْعًا سِوَى شَرْع أَحْمَدَا
فَكُلُّ نَبِيًّ خَصَّ إِنْذَارَ قَوْمِهِ=وَأَحْمَدُ عَمَّ النَّاسَ أَدْنَى وَأَبْعَدَا
وأَخْلِصْ لَدَى الأَعْمَالِ نِيَّتَكَ الَّتي=بِهَا تَرْتَقِي الأَعْمَالُ للهِ مُصعِدَا
وَصَلِّ عَلَى الزَاكي المُجِيرِ مِنَ العَمَى=نَبيِّ الهُدَى خَيْرِ الأَنَامِ مُحَمَّدا
وَلَلهِ حَمْدَي سَرْمَدًا غيرَ مُنْقَضٍ=عَلَى مَا هَدَى حَمْدًا كَثيرًا مُرَدَّدَا
هذه المنظومة الماتعة نقلاً من كتاب " نوادر الإمام ابن حزم " السفر الثاني ص112 ـ 117 ، و" مجموعة الرسائل الكمالية رقم 16 " ص 257 ـ 263 ، ونشرها أيضاً الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني بمجلة معهد المخطوطات العربية في الجزء الأول من المجلد الحادي والعشرين عام 1975م ص 148 ـ 151 .وخَابَ امرؤٌ وافاهُ حُكْمُ مُحمّدٍ=فَقَالَ بِآراءِ الرِّجالِ وقَلَّدا
نَبِيٌّ أَتَى بالْنُورِ مِنْ عِنْدِ ربِّهِ=وما جاءَ مِنْ عِنْدِالإلهِ هُو الهُدى
أَرَى النَّاسَ أَحْزاباً وَكُلٌ يَرَىَ الَّذِي=يجيء بِهِ المُنْجِي وسائِرُهُ الرَّدَى
وألْقَوْا كِتَابَ اللهِ خَلْفَ ظُهُورِهِم=وقَول رَسُولِ اللهِ ويْلَهُمُ غَدَا !
وقَالُوا : بأَنَّ الدِّينَ لَيْسَ بِكَاملٍ !=وكَذبَ مَا قَالُوا الإلهُ وَفَنِّدَا !
وَماَ فَرَّطَ الْرَحْمِنُ شَيْئًا وَلَمْ يَكُنْ=نَسِيًّا وَلَمْ يَتْرُكْ بَرِيَّتَهُ سُدَا
وَقَدْ فَصَّلَ التَحْرِيمَ والحلَّ كُلَّه=وَبَيَّنَ أَحْكَامَ العَبادِ وَسَدَّدَا
وَعَلَّمَ وَجْهَ الحُكْمِ فيمَا اعْتَدَوْا بِهِ=وَنَصَّ عَلَيْهِ الحُكْمَ نَصًّا وَرَدَّدَا
وَلَمْ يَتَعَبَّدْنَا بِعَنْتٍ وَلَمْ يُرِدْ=يُكَلفنا مَا لا نُطيقُ تَعَبُّدَا
وَحَرَّمَ قَوْلَ الظَّنِّ في غَيْرِ مَوْضِعٍ=وَأَنْ تَقْتَفِي مَا لَسْتَ تَعْلَمُ مَوْعِدَاَ !
أَخِي عَد عَنْ سُبْلِ الضَلالِ ! فَإنَّنِي=رَأَيْتُ الهُدَى أَهْدَى دَلِيلاً وَأَرْشَدَا
وَدَعْ عَنْكَ آراءَ الرِجَالِ وَقَوْلَهُمْ=وخُذْ بِكِتَابِ اللهِ نَفْسِي لَكَ الفِدَا !
وقُلْ لِرَسُولِ اللهِ : سَمْعًا وطَاعَةً=إذَا قالَ قَوْلاً أَوْ تَيمّمَ مَقْصِدَا
أَوَامِرُهُ حَتْم عَلَيْنَا وَنَهْيُهُ=تُلافِيهِ بالإقْلاع عَنْهُ مُجَرَّدَا
حَرَامٌ وَفَرْضٌ طَاعَةٌ قَدْ تَيَقَّنَتْ=وَمَنْ تَرَكَ التَخْيِيرَ وَالوَقفَ سَدَّدا
فإنْ يبد بُرْهَانٌ يُبَيِّنُ أَنَّهُ=عَلَى غَيرِ ذَا صِرْنَا مَعًا لِلَّذِي بَدَا
وأَفْعَالُهُ اللائِي تُبَيَّينُ وَاجِبًا=مِنَ اللهِ فَاحْمِلْهَا عَلَيْهِ وَماَ عَدَا
على أُسْوة لا زِلْتُ مَؤْتَسياً بِهِ=وَلَيْسَتْ بِفَرْضٍ وَالسَعَيدُ مَنْ اقْتَدَا
وَإِقْرَارُهُ الأَفْعَالَ مِنْهُ إِبَاحةٌ=لَهاَ فَمُحَالٌ أَنْ تُقِّرَ مَنْ أَفْسَدَا (1)
وَمَا صَحَّ عَنْهُ مُسْنَدًا قُلْ بِنَصِّهِ=وَإِيَّاكَ لا تَحْفَلْ بِمَا لَيْسَ مُسْنَدَا
وَسَوِّ كِتَابَ اللهِ بِالسُنَّةِ الَّتي=أَتَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ تَنْجُو مِنَ الرَّدَى
سَوَاءٌ أَتَتْ نَقْلَ التَوَاتُرِ أَوْ أَتَتْ=بِمَا قَدْ رَوَى الآحَادُ مَثْنَى وَمَوْحِدا
وَقُلْ : إنَّهُ عِلْمٌ وَلا تَقُلْ إِنَّهُ=مِنَ الظَّنِ لَيْسَ الظَّنُّ مِنْ دِينِ أَحْمَدَا
فَكُلٌّ مِنَ الوَحْيِ المُنزَّلِ قَدْ أَتَى=عن اللهِ إِنَّ الذِكْرَ يُحْفَظُ سَرْمَدَا
وخُذْ ظَاهِرَ الأَلْفَاظِ لا تَتَعَدَّها=إِلَى غَايَةِ التَأْوِيل تَبْقَ مُؤَيَّدا
فَتَأْويلُها تَحْرِيفُها عَنْ مَكَانِهَا=وَمَنْ حَرَّفَ الالْفَاظَ حَادَ عَنِ الهُدَى
فَإنْ جَاءَ بُرْهَانٌ بِتَأْوِيلِ بَعْضِهَا=فَأَلْقِ إِلَى الحَقِّ الَّذِي جَاءَ مَقْلَدَا
وَكُلُّ عُمُومٍ جَاءَ فَالْحَقُّ حَمْلُهُ=على مُقْتَضَاهُ دُونَ أَنْ تَتَرَدّدا
وَإِنْ جَاءَ بالتخصيصِ نَصٌّ فُخُصَّه=بِهِ وَحْدَهُ واحْذَرْ بِأَنْ تَتَزَيَّدا !
وأَخْرِجْ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ وَإِنْ بَدَتْ=مُعَارَضَةٌ فَاشْدُدْ عَلَى الزَّائِدِ الْيَدَا
وَإِنْ صَحَّ مَا بَيْنَ النُّصُوصِ تَعَارُضٌ=فَمَنْسُوخُهَا مَا جَاءَ مِنْهُنَّ مُبْتَدَا
وَإِنْ عُدِمَ التَّارِيخُ فِيهَا فَخُذْ بمَا=يَزِيدُ عَلى المَعْهُودِ في الأَصْلِ تَرْشُدَا
تَكُنْ مُوفقاً أَنْ قَدْ أَطَعْتَ وَتَارِكًا=لِكُلِّ مَقَالٍ قِيلَ بِالظَّنِّ مُبْعَدَا
وَكُلُّ مُبَاحٍ في الكِتابِ سِوى الَّذِي=يُفَصِّلُ بالتَّحْريم مِنْهُ مُعَدَّدا
وَإِنْ لَمْ يَرِدْ نصٌّ بِإِلْزامِ طَاعَةٍ=مِنَ اللهِ لَمْ يَلْزَمْكَ أَنْ تَتَعَبَّدَا
وَعِنْدَ اخْتِلافِ النَّاسِ فَالحُكْمُ رَاجعٌ=إِلَيْهِ وَبِالْإِجْمَاعَ مِنْ بَعْدُ يُهْتَدَا
وَذَاكَ سَبيلُ المُؤْمِنينَ وَمَنْ يُرِدْ=خِلافَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ فَمَا اهْتَدَى
وَلا تَدَعِ الإِجْمَاعَ فِيمَا جَهِلْتَهُ=وَلَمْ تَعْلَم التَّحْقِيقَ جَمْعًا وَمُفْرَدا
وإِنْ امرُؤٌ في الدِّينِ حَكَّمَ نَفْسَه=قِيَاسًا أَوْ اسْتِحْسَانَ رَأْيٍ لذ واعتدا
فَتلكَ حدُودُ اللهِ لاَ تَعْتَدَنَّهَا=ومنْ قَالَ بالتَعْليلِ فِيهِ قَدْ اعْتَدَى
وَجَاءَ بِدَعْوَى لا دَليلَ يُقِيمُهَا=وأَسْرَفَ في دِينِ الإلهِ وأَلحَدَا
ومَنْ قَالَ مُحْتَاطًا بِردْعِ ذَرِيعَةٍ=بِرأْيٍ رآهُ قَدْ أتَى اللَّهوَ وَالرَّدَى
مُحِلَّ حَرَامٍ أَوْ مُحَرِّمَ مَا أَتَى=بِتَحْلِيلهِ مخطي الكِتَابِ تَعَمُّدَا
وَمَنْ يَدَّع نَسْخًا على الحُكْم لَمْ يَجِىءْ=على ذاكَ بالبُرْهَانِ لَيم مُفَنِّدَا
ولا تَنْتَقِلْ عَنْ حَالِ حُكْمٍ عَلِمْتَه=لِقَوْلٍ عَنِ الإِجْمَاع والنَّصِّ جُرِّدَا
مِنَ الْحِلِّ والتَّحْرِيمِ أَوْ مِنْ لَوازِمٍ=عَلَيْكَ فلا تَعْدُ السِّبِيلَ المُمَهَّدَا
ولا تَلْتَقِفْ حُكْمَ البلادِ وَجَرْيَهَا=عَلَى عَمَلٍ مِمَّنْ أَغَارَ وَأَنْجَدَا
وَإِنْ لَمْ تَجِدْ نَصًّا على الحُكْمِ فَالْتَمِسْ=إِلى قَصْدِهِ جَمْعَ النُّصُوصِ لِتَرْشُدَا
فَتَمْنَحَ حُكْمًا بينها قَدْ جَعَلْتَهُ=وَتَجْمَعَ شَمْلاً كَانَ مِنْهَا مُبَدَّدَا
وَذَاكَ عَلَى مَعْنَاهُ نَصٌّ وَإِنَّهُ=لَحَقٌّ كَمَا لَوْ كَانَ نَصًّا مُجَرَّدَا
وَهَذَا الذي يُدْعَى اجتهادًا ولَيْسَ ما=تَقُولُ أُلو الآراءِ تَلَدُّدَا
وَأَثْقَلَهُمْ جَمْعُ النُصُوصِ فَاَظْهَرُوا=عَلَى الدِينِ نُقْصَانَ النُصوصِ تَبَلُّدا
وَقَالُوا : لَنَا إِكْمَالُهُ وَتَمَامُهُ !=تَبَارَكْتَ رَبِّي أَنْ تَكُونَ مُفَنَّدَا !
وَقَدْ قُلْتَ : إِنَّ الدِّينَ أَكْمَلْتَهُ لَنَا=وَفصَّلْتَهُ والحَقُّ ما قُلتَ ممجدا
ولاتَلْتَقفْ عِنْدَ الخِطَابِ دَلِيلَهُ=ولا تَلْتَزِمْ شَرْعًا سِوَى شَرْع أَحْمَدَا
فَكُلُّ نَبِيًّ خَصَّ إِنْذَارَ قَوْمِهِ=وَأَحْمَدُ عَمَّ النَّاسَ أَدْنَى وَأَبْعَدَا
وأَخْلِصْ لَدَى الأَعْمَالِ نِيَّتَكَ الَّتي=بِهَا تَرْتَقِي الأَعْمَالُ للهِ مُصعِدَا
وَصَلِّ عَلَى الزَاكي المُجِيرِ مِنَ العَمَى=نَبيِّ الهُدَى خَيْرِ الأَنَامِ مُحَمَّدا
وَلَلهِ حَمْدَي سَرْمَدًا غيرَ مُنْقَضٍ=عَلَى مَا هَدَى حَمْدًا كَثيرًا مُرَدَّدَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ : هكذا في الأصل والمطبوع ، ويستقيم الوزن إذا سهلت همزة القطع وأدغمتها في نون من .