أبو محمد المصرى
موقوف
- إنضم
- 16 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 290
قال الشيخ الإمام أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ كما في كتابه النفيس " نوادر الإمام ابن حزم "
(2/119ـ 130) :
(1) نور الله : على سبيل الإضافة كناقة الله .
(2)المراد بالرعال هنا : تتابع التصورات من العقل .
(3)السحال : الحبال الواهية .
(4)قد يحار العقل في فهم بعض مسائل الشرع ، ولكنه لا يستحيل عليه فهمها.
(5)قال علي رضي الله عنه : لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخفين أولى من مسح أعلاه .
(6)الأكفال : الأعجاز .
قال ابن حزم : لا يوجب العقل أن يحدث المرء من أسفله فيغسل أعلاه ! . الإحكام 1/ 29 .
(7)هذا تعريض بقول المعري :
تناقض مالنا إلا السكوت له * * وأن نعوذ بمولانا من النار
كف بخمس مئين في الشرع قد وديت * * ما بالها قطعت في ربع دينار؟
(8)الأفيال : ضعاف العقول .
(9)جمع صلة وهي الأرض اليابسة .
(10)في القرآن الكريم : ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم )
(11)في الحديث : الخلق عيال الله .
أي يعولهم بعنايته ورزقه وفضله .
(12)الشكال : الرباط .
(13) أعني قوانين أرسطو الثلاثة .
(14) أقتاله : أعداؤه .
(15)الأصل في الأوامر العموم . هذا معنى إجماله .
(16)نفال : جمع نفل .
وإنما قلت : أكيده ونفاله مراعاة لتقسيم مقلدي أبي حنيفة فالندب عندهم قسمان : مستحب ، وسنة مؤكده .
(17)الإكثار من المكروهات ـ تقصدا ـ يصل إلى الحرام ، إذ الإدمان على ذلك
تعمد لمخالفة مراد الشرع ، وتوسع في الرخصة .
ودليل هذا نصوص مجتمعة .
(18)كل ما خرج من عموم النص بدليل فمآل الباقي العموم .
(19)بهذا ورد الحديث الصحيح .
(20)اختلف المقلدون إلى اثني عشر مذهبا في علة الربا .
(21)أهاله : أهله . . وأهال مصدر صحيح .
(22)في سورة الأنفال : النهي عن التنازع .
(23)إن كان الخطاب نصا على الشيء باسمه فهو الظاهر وإن كان نصا بالمعنى فهو الدليل .
والدليل أصل من أصول أهل الظاهر .
(24)قال تعالى : ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) .
(25)جفاله : ضئيله .
(26)آساله : أشباهه .
(27)إياله : سياسته للنصوص .
(28)احزئلاله : اجتماعه .
(29)إلاله : باطله .
(30)إحكاله : اشتباهه .
(31)إيساله : تحريمه .
(32)السرحان والسرحال : هو الذئب .
(33)وغاله : من يغالي بالثمن .
والأمر بالاعتبار ورد في قصة يوسف .
فإن كان معناه القياس : كان معنى ذلك أن كل من باع أخاه سيصبح أخوه ملكاً ، وسيغلو الطعام ، إذ هذا هو مقتضى القياس .
(34)لقد أسر أبو محمد في معركة غرناطة .
(35)روي عن العقاد : أن الوظيفة رق القرن العشرين .
(36)ابن نغراله : يهودي رد عليه ابن حزم .
(37)راكان بن حثلين ، وهذال الشيباني .
(38)هو فضيلة الشيخ صالح بن غصون صرفني من الأدب الشعبي إلى العلم الشرعي .
(39)هو الوالد عمر رحمه الله .
(40)أفلاله : مالا خير فيه .
(41)الإنصاف والزاد من كتب الحنابلة .
(42)الأفال : صغار الغنم .
(43)هذه من مؤلفات ابن حزم .
(44)هو العز بن عبدالسلام
(45)لابن حزم مداوة النفوس ، وهو كتاب في الأخلاق .
(46)لابن حزم طوق الحمامة وهو كتاب في الحب .
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
(تنبيه) : حديث " الخَلْق كُلُّهم عيالُ الله " . هذا الحديث قد ضعفه العلامة ابن عقيل في إحدى يومياته بجريدة الجزيرة . وقد توسع في الكلام عليه وبيان ضعفه الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في " الضعيفة " (4/ 372ـ 373) رقم (1900) .
(2/119ـ 130) :
لله عزم لم يضرك وصاله=وجلال فكر لا يغيض نواله
ما العبقرية غير عنقا مغرب=لولا تراث شف عنك كماله
من للحقيقة إذ يهيض جناحها=زيف يطول على اللبيب مطاله
زيف من التقليد أعشى أمة=أبت الصواب وفاتها منواله
وتفلسف أعمى رأوه حكمة=وهو الجنون جليه ومحاله
وتصوف يهذي به مستوقح= لا ورده عذب ولا نهاله
ومخرف يهذي بكل سخيفة=تصمي الحجى فيريبه غرباله
ومسفسط ظلم العقول مراده=قد كذبت توحيده أقواله
العقل ـ في حسبانه وغروره ـ =رب البرية والشديد محاله
لا تبخسوا العقل الجليل مجاله=ما دام نور الله جل جلاله (1)
وحذار أن تستسلموا لغروره=ما دام مخلوقا يضيق مجاله
عقلي وعقلك في خلاف دائم=وأعز ما يسمو إليه يخاله
من لي بعقل لا يرد قضاؤه=ومنال إزجاء الصواب مناله
ما العقل معصوم بجل صوابه=ما ظل يعقب جزمه إرقاله
إن الإلـــــه مـــبـــرأ ومــنــزه=عن كل تثريب أباه كماله
والعقل ـ ياهذا ـ مطامح شهوة=وصلت بأهواء النفوس حباله
العقل يفهم ما عناه إلاهنا=بتصور سمح القياد رعاله (2)
فا لله لم يعنت عقول عبيده=بالمعضلات وصانها إفضاله
ما في محارات العقول تعنت=والعقل في كنف الإله سحاله (3)
ليس محارات الحجى كمحاله=والشرع لا يبغي لديه محاله (4)
ويلــي تصور عقلنا تمييزه=بين الفروق إذا بدا استفحاله
فهم وتمييز هما دور الحجى=وسواهما الداء الدوي عضاله
إن اقتراح العقل سيما ملحد=تـــبـــع الظــنـــون وغره إدلاله
لسنا نخاف أن نقدم رأينا=والوحي فينا لم يغض هطاله
قـــفــو وتــقــديم وإيجاب إذا=داعبن عقلا استطار خباله
ها نحن نمسح خفنا من فوقه=والرأي يأبى ما أبى استدلاله (5)
ومحجل نقى الوضوء جبينه=ما للجبين وقد جنت أكفاله (6)
ويد يعز على المعري قطعها=ويريبنا من لغوه إجفاله (7)
ليس اقتراح العقل إلا ردة=أو فتنة باهت بها أفياله (8)
هذا الوجود كماله وجماله=وصلاله وجباله ورماله (9)
يارب ما اقترحوا عليك حدوثة=بدءا ولم يعتص عليك زواله
كانوا هباء ما أذنت ببرئهم=لم يشهدوا إذ قدرت آجاله (10)
الشرع للخلق الضعيف هداية=والعقل مخلوق يعوق كلاله
والخلق تقدير الأله كما قضى=والشرع ما حال الخليقة حاله
إن الشريعة كالخليقة رتبة=إذ تلك سنته وتيك عياله (11)
ومنزل الشرع العليم بخلقه=لم يهمل العقل الوثيق شكاله (12)
فأفاض فيه للهداية مشعلا=لولا الغواية لم يهن إشعاله
وحماه بالقانون يعصم حكمه=فإذا تملص غره إيغاله (13)
إن الذي خلق العقول أحالها=لهداية الشرع الظليل ظلاله
يارب أرسلت الرسول معلما=يهدي الغواة من العمى إرساله
تتلوه أنصار الإله مظفرا=ومعفراً تحت الثرى أقتاله (14)
السيف حرز الوحي ضد مكابر=والعقل نبراس الهدى ونباله
الدين أمر لازم تحقيقه= بمراده ومراده إجماله (15)
ثم النواهي لا يباح حرامها=والنهي حتم ظاهر إعماله
ويجيىء بينهما منادح رحمة=حطت بها عن ديننا أغلاله
نـــــدب يــــثـــــاب آتيه غــدا=دون اللزوم أكيده ونفاله (16)
ويــلـــيـه مــكـروه يحبذ تركه=دون الحرام وفي الحرام جزاله (17)
والأصل في أمر الخطاب ونهيه=الحتم فورا والعموم مآله (18)
ومآلــه للـــنـــدب أو لــكـراهــة=من أجل برهان سما استدلاله
والأصل في المسكوت عنه إباحة=عفو حـلال لا يــثــار سؤاله (19)
قاسوا شريعة ربهم بعقولهم =مستدركين بما يطول نكاله
إبليس قبلا ما هداه قياسه=فثوى لعينا واستمر وباله
النار خير لا تقاس بطينة=لم يدر أن المصطفى صلصاله
وقريش قاسوا البيع مثل ربائهم=والله ميز ما عناه حلاله
هاتوا قياسا لم يرد تبيانه=إن كان حقا تحتذي أشكاله
ما فرط الله العليم بشرعه=ونصوصه الإسلام وهي كماله
كمل البيان فلم نجد لقياسكم=معنى زكت عند الإله خلاله
ما كان ربكمو نسيا ساهيا=ورسوله فينا هدى أقواله
قالوا قياس الوحي هاهو حجة=وبذا مشى صحب الرسول وآله
قلنا قياس الوحي نص ظاهر=وقياسكم ظن يبين ضلاله
ودعوا التعلل بالصحاب فإنهم=خير الورى للدين بل أبطاله
ودليلنا من نقلهم لا رأيهم=ونحبهم حــبـا لــنــا أحــفــالــه
لو كان رأيهمو دليلا لازما=ما كان يعقب فتله إبطاله
إن الإله أبــى الخلاف شريعة=وهدى لشرع لا يشاب كــمـاله
يا قوم مـا مــعنى القياس بديننا=أيسام نقصا عندكم إكماله ؟!
قالوا : القياس هنا جوامع حكمة=يزهو بها شرع الهدى ومقاله
قلنا : جوامعه خلاف قياسكم=نص صريح ينتفي إشكاله
قالوا : القياس تشابه نقفوا به=قصد الإله فتنجلي أسداله
قلنا : التشابه ذو وجوه جمة=فبأيها يسدي السدى غزاله
إن جاء نص بالتشابه جملة=فالحكم ثمة مابه إجماله
أو جاء إلزام به في موضع=لم نعد مالا ينبغي استحلاله
قالوا : انضباط الوصف يعني مقصدا=والقصد دوما تبتغي آماله
أو علة إن تطرد فقياسنا=متشوف ما يقضي إعلاله
قلنا : اطراد الوصف أو تعليلكم=ظن يحير لغزه وضلاله
هلا اجتمعتم في الربا في علة (20)=فقياسكم لم تشتبه أمثاله ؟!
إن جاء نص بالقياس لعلة =أو ضبط وصف تحتذي أشكاله
أو جاء إلزام بذا في موضع=فالنص ظاهرنا ونحن أهاله (21)
إن اختلاف الرأي تيه مجاهل=وقياسكم لم تنبلج أدغاله
والله لا يرضى التنازع شرعة=نص الإله وهذا أنفاله (22)
والنص باسم الشيء يأتي تارة=ويجيىء بالمعنى البعيد مناله (23)
أو ما كفاكم أن ينزل قوله=تتلونه فيريحكم إنزاله ؟ (24)
قالوا : قياس الأولوية فطرة=في العقل إن أذكى السجال جداله
قد حرم الله الكبير من الأذى=إذ حرم التأفيف وهو جفاله (25)
أنبيح ضربا والمحرم دونه=لولا عقوق تتقى أدخاله ؟
قلنا : الأذى والأف حكم واحد=بمجاز قول غلب استعماله
ومجاز هذا النص نص ظاهر=أين القياس هنا وأين مجاله ؟
ما الأولوية غير دعوى تدعى=والحكم للبرهان حيث تناله
قالوا : القياس وسيلة مشروعة=للكشف عن حكم بدت آساله (26)
إنا أمرنا باقتفاء قياسنا=للاعتبار فلا يخيس كياله
وقياسنا استحضار شبه غائب=بمشاهد ينقاس منه مثاله
وقياسنا حتمية ذهنية=للعقل إن رام الصواب جداله
وقياسنا حتمية شرعية=يرتاده من لا يشق إياله (27)
وقياسنا توسيع فهم جامد=لولا القياس تبدلت أرساله
إن النوازل لا يعد عديدها=والنص لم يستوفها احزئلاله (28)
ضحوا رويدا فالدعاوي جمة =كم يدعي زيف المنى نحاله
لغة العروبة في الحنايا حية=وضمانها الدين الممنع جاله
لغة الكتاب يحوطها ويصونها=من أنزل الذكر الحكيم مقاله
هيهات أن تحظوا بفرحة حائد=نقل المعاني واشمخر إلاله (29)
ما الاعتبار كما زعمتم فرية=بقياس شبه قد بدا إحكاله (30)
لكنه التحذير من كفر الألى=إذ جاوزوا أمرا بدا إبساله (31)
إن كان ذنب أولاء ذنب أولائكم=فالحكم نصا نتقى أهواله
أين القياس أمام نص ظاهر=هذا الجناح وهذا أوجاله ؟!
لم نعتبر بقياسهم وظنونهم=وأمامنا نص بدا خذاله
هلا اعتبرتم بالألى ألقوا أخا=في الجب واجترم الخنى سرحاله (32)
فإذا بكم أخوان حبر ماجد=ملك الورى وهفا له أقياله
وإذا السنون شديدة وتعيسة=يغلو الطعام ويحتذي وغاله (33)
إن الأئمة من قريش شرعة=حكم الرسول فلا يرام اعلاله
نص صحيح لا يؤول ظاهر=لم يحتمل تأويله نقاله
وظواهر الآثار ضربة لازب=من حاد عنها فالغواية فاله
فوثبت تحيي عهد أحمد حسبة=أن الخليفة من زكت أجذاله
وشجاك أن تمنى الأمور بسافل=لا عمه حر ولا أخواله
وسللت بالبرهان عضبا فارها= وغشاك تحت رحى الوغى قسطاله
غرناطة ما شهدت عليك ملامة=لكنه أمر بدا إقحاله (34)
لله فيه حكمة وخبيئة=وقضاء ربك لا يرد مآله
دع أمر أندلس فلا أعياصه=أو صقره يرجى ولا أنساله
دع أمر أندلس يفرق شمله=بقاله وخصيه وثعاله
وكفاك من ميسور مالك بلغة=ولطالما ذل السؤول سؤاله
إن الوظيفة تسترق مناضلا=أبت العزيمة أن يكل نصاله (35)
ما بعت دينك بالتزلف خلسة=ولك اليراع فما يفل مقاله
وخلعت سربال الوزارة صادعا=بالحق مرا إذ أهين رجاله
وذرعت أرجاء البلاد مجادلا=وقمعت من غلب العقول هزاله
وفضحت عباد الصليب مقرعا=والحق يعلو لو أمر فتاله
ويهود أرغمت الحقيقة زعمهم=لم يغن حبرهمو ولا نغراله (36)
تبدي صراح القول غير موارب=حرا وسربال التقى سرباله
فشجاك أن لم يفلحوا في كيدهم=وهرعت تتلوا ما أذيل مذاله
أفنيتُ مقتبل الحياة تلاعب=ووعيتُ لهواً لم يفد عقباله
شعر النبيط يشوقني ما صاغه=راكانه العجمي أو هذاله (37)
هزل من الملحون يلهي لغوه=ويصد عن غرر البيان حثاله
ما تلك إلا بيئة عايشتها=وتراث شعب يجتبي زجاله
حسب الأريب إذا تفيأ منشأ=أن لا يبح بمنتداه هداله
حتى تغني بالملامة ناصح=شيخ تمكن في الحشا إجلاله (38)
ماراعه شدوي بذاك مرتلا=عن ظهر قلب ما تحشرج باله
لكنه رحم اليراعة والحجى=أن لا يجند في المجال زمانه
طورا يسلط بالنصيحة مشفقا (39)=وتجيش طورا بالأسى أمثاله
حمم التعنيف يغني بعضها=والغر يعجز في الملام حياله
هذا كتاب الله حسبك حفظه=في موقف يربو غدا مثقاله
وحديث أحمد لو تجوس رياضه=إن الأئمة في الورى حماله
ومتون علم لو وعيت أصولها=فحصل سعيك والضنى أفلاله (40)
ياليت شعري هل تبيت مسامرا=لغوا ومثلك يحتسي جرياله
ما ثم غير النار أشبع جوعها=بتراث جيل يزدري مواله
قلل من المأثور يعنت جمعه=ويهيضني مع رسمه إملاله
فدلفت للعز المرجي حائرا=كمولَّه ضاقت به أجواله
أو ليس كل أليف إلف والها=حتى يروض صبره استبداله
لم يغنني إنصافهم أو زادهم=من رمز علم هاضني استثقاله (41)
تالله لم أهدر تراث أئمة=للدين حفاظ وهم أبداله
لكنما يمنى الفطيم بلين=ويراض بالغض الغضيض أفاله (42)
غيري تبرم باليبوسة لائما=وأشاد بالعذب النمير زلاله
شيخ تمكن في الشريعة فقهه=لولا العوار رمت بهن نباله
يرضيك للوجدان عذب بيانه=ويتيه دوما بالدليل مصاله
تغري حديث العهد فيح سهوله= وتشده للمعضلات قلاله
يا صاحب العلم الغزير تشوقنا=أحكامه إيصاله فخصاله (43)
أبديت من غرر البيان غرائبا=غيداقها عذب جرى سلساله
هذا المحلى لم يطب لفقيههم (44)=فتوى أباها فقهه وجداله
داويت بالأخلاق كل رذيلة (45)=وشجاك من ترف الحديث زلاله
فالطوق مرسال الهوى حبرته (46)=بدماء قلب هاجه بلباله
قلب خفوق لم يهم بريبة=والعرض زر عن الخنى سرواله
أطلقت قيد العقل من أغلالهم=وهناك بالتقليد شد عقاله
إن قيل من للحكم فهو فقيهه=أو قيل من للنقل فهو صقاله
شيم إمام المسلمين بغربهم =يهفو لهن جنوبه وشماله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــما العبقرية غير عنقا مغرب=لولا تراث شف عنك كماله
من للحقيقة إذ يهيض جناحها=زيف يطول على اللبيب مطاله
زيف من التقليد أعشى أمة=أبت الصواب وفاتها منواله
وتفلسف أعمى رأوه حكمة=وهو الجنون جليه ومحاله
وتصوف يهذي به مستوقح= لا ورده عذب ولا نهاله
ومخرف يهذي بكل سخيفة=تصمي الحجى فيريبه غرباله
ومسفسط ظلم العقول مراده=قد كذبت توحيده أقواله
العقل ـ في حسبانه وغروره ـ =رب البرية والشديد محاله
لا تبخسوا العقل الجليل مجاله=ما دام نور الله جل جلاله (1)
وحذار أن تستسلموا لغروره=ما دام مخلوقا يضيق مجاله
عقلي وعقلك في خلاف دائم=وأعز ما يسمو إليه يخاله
من لي بعقل لا يرد قضاؤه=ومنال إزجاء الصواب مناله
ما العقل معصوم بجل صوابه=ما ظل يعقب جزمه إرقاله
إن الإلـــــه مـــبـــرأ ومــنــزه=عن كل تثريب أباه كماله
والعقل ـ ياهذا ـ مطامح شهوة=وصلت بأهواء النفوس حباله
العقل يفهم ما عناه إلاهنا=بتصور سمح القياد رعاله (2)
فا لله لم يعنت عقول عبيده=بالمعضلات وصانها إفضاله
ما في محارات العقول تعنت=والعقل في كنف الإله سحاله (3)
ليس محارات الحجى كمحاله=والشرع لا يبغي لديه محاله (4)
ويلــي تصور عقلنا تمييزه=بين الفروق إذا بدا استفحاله
فهم وتمييز هما دور الحجى=وسواهما الداء الدوي عضاله
إن اقتراح العقل سيما ملحد=تـــبـــع الظــنـــون وغره إدلاله
لسنا نخاف أن نقدم رأينا=والوحي فينا لم يغض هطاله
قـــفــو وتــقــديم وإيجاب إذا=داعبن عقلا استطار خباله
ها نحن نمسح خفنا من فوقه=والرأي يأبى ما أبى استدلاله (5)
ومحجل نقى الوضوء جبينه=ما للجبين وقد جنت أكفاله (6)
ويد يعز على المعري قطعها=ويريبنا من لغوه إجفاله (7)
ليس اقتراح العقل إلا ردة=أو فتنة باهت بها أفياله (8)
هذا الوجود كماله وجماله=وصلاله وجباله ورماله (9)
يارب ما اقترحوا عليك حدوثة=بدءا ولم يعتص عليك زواله
كانوا هباء ما أذنت ببرئهم=لم يشهدوا إذ قدرت آجاله (10)
الشرع للخلق الضعيف هداية=والعقل مخلوق يعوق كلاله
والخلق تقدير الأله كما قضى=والشرع ما حال الخليقة حاله
إن الشريعة كالخليقة رتبة=إذ تلك سنته وتيك عياله (11)
ومنزل الشرع العليم بخلقه=لم يهمل العقل الوثيق شكاله (12)
فأفاض فيه للهداية مشعلا=لولا الغواية لم يهن إشعاله
وحماه بالقانون يعصم حكمه=فإذا تملص غره إيغاله (13)
إن الذي خلق العقول أحالها=لهداية الشرع الظليل ظلاله
يارب أرسلت الرسول معلما=يهدي الغواة من العمى إرساله
تتلوه أنصار الإله مظفرا=ومعفراً تحت الثرى أقتاله (14)
السيف حرز الوحي ضد مكابر=والعقل نبراس الهدى ونباله
الدين أمر لازم تحقيقه= بمراده ومراده إجماله (15)
ثم النواهي لا يباح حرامها=والنهي حتم ظاهر إعماله
ويجيىء بينهما منادح رحمة=حطت بها عن ديننا أغلاله
نـــــدب يــــثـــــاب آتيه غــدا=دون اللزوم أكيده ونفاله (16)
ويــلـــيـه مــكـروه يحبذ تركه=دون الحرام وفي الحرام جزاله (17)
والأصل في أمر الخطاب ونهيه=الحتم فورا والعموم مآله (18)
ومآلــه للـــنـــدب أو لــكـراهــة=من أجل برهان سما استدلاله
والأصل في المسكوت عنه إباحة=عفو حـلال لا يــثــار سؤاله (19)
قاسوا شريعة ربهم بعقولهم =مستدركين بما يطول نكاله
إبليس قبلا ما هداه قياسه=فثوى لعينا واستمر وباله
النار خير لا تقاس بطينة=لم يدر أن المصطفى صلصاله
وقريش قاسوا البيع مثل ربائهم=والله ميز ما عناه حلاله
هاتوا قياسا لم يرد تبيانه=إن كان حقا تحتذي أشكاله
ما فرط الله العليم بشرعه=ونصوصه الإسلام وهي كماله
كمل البيان فلم نجد لقياسكم=معنى زكت عند الإله خلاله
ما كان ربكمو نسيا ساهيا=ورسوله فينا هدى أقواله
قالوا قياس الوحي هاهو حجة=وبذا مشى صحب الرسول وآله
قلنا قياس الوحي نص ظاهر=وقياسكم ظن يبين ضلاله
ودعوا التعلل بالصحاب فإنهم=خير الورى للدين بل أبطاله
ودليلنا من نقلهم لا رأيهم=ونحبهم حــبـا لــنــا أحــفــالــه
لو كان رأيهمو دليلا لازما=ما كان يعقب فتله إبطاله
إن الإله أبــى الخلاف شريعة=وهدى لشرع لا يشاب كــمـاله
يا قوم مـا مــعنى القياس بديننا=أيسام نقصا عندكم إكماله ؟!
قالوا : القياس هنا جوامع حكمة=يزهو بها شرع الهدى ومقاله
قلنا : جوامعه خلاف قياسكم=نص صريح ينتفي إشكاله
قالوا : القياس تشابه نقفوا به=قصد الإله فتنجلي أسداله
قلنا : التشابه ذو وجوه جمة=فبأيها يسدي السدى غزاله
إن جاء نص بالتشابه جملة=فالحكم ثمة مابه إجماله
أو جاء إلزام به في موضع=لم نعد مالا ينبغي استحلاله
قالوا : انضباط الوصف يعني مقصدا=والقصد دوما تبتغي آماله
أو علة إن تطرد فقياسنا=متشوف ما يقضي إعلاله
قلنا : اطراد الوصف أو تعليلكم=ظن يحير لغزه وضلاله
هلا اجتمعتم في الربا في علة (20)=فقياسكم لم تشتبه أمثاله ؟!
إن جاء نص بالقياس لعلة =أو ضبط وصف تحتذي أشكاله
أو جاء إلزام بذا في موضع=فالنص ظاهرنا ونحن أهاله (21)
إن اختلاف الرأي تيه مجاهل=وقياسكم لم تنبلج أدغاله
والله لا يرضى التنازع شرعة=نص الإله وهذا أنفاله (22)
والنص باسم الشيء يأتي تارة=ويجيىء بالمعنى البعيد مناله (23)
أو ما كفاكم أن ينزل قوله=تتلونه فيريحكم إنزاله ؟ (24)
قالوا : قياس الأولوية فطرة=في العقل إن أذكى السجال جداله
قد حرم الله الكبير من الأذى=إذ حرم التأفيف وهو جفاله (25)
أنبيح ضربا والمحرم دونه=لولا عقوق تتقى أدخاله ؟
قلنا : الأذى والأف حكم واحد=بمجاز قول غلب استعماله
ومجاز هذا النص نص ظاهر=أين القياس هنا وأين مجاله ؟
ما الأولوية غير دعوى تدعى=والحكم للبرهان حيث تناله
قالوا : القياس وسيلة مشروعة=للكشف عن حكم بدت آساله (26)
إنا أمرنا باقتفاء قياسنا=للاعتبار فلا يخيس كياله
وقياسنا استحضار شبه غائب=بمشاهد ينقاس منه مثاله
وقياسنا حتمية ذهنية=للعقل إن رام الصواب جداله
وقياسنا حتمية شرعية=يرتاده من لا يشق إياله (27)
وقياسنا توسيع فهم جامد=لولا القياس تبدلت أرساله
إن النوازل لا يعد عديدها=والنص لم يستوفها احزئلاله (28)
ضحوا رويدا فالدعاوي جمة =كم يدعي زيف المنى نحاله
لغة العروبة في الحنايا حية=وضمانها الدين الممنع جاله
لغة الكتاب يحوطها ويصونها=من أنزل الذكر الحكيم مقاله
هيهات أن تحظوا بفرحة حائد=نقل المعاني واشمخر إلاله (29)
ما الاعتبار كما زعمتم فرية=بقياس شبه قد بدا إحكاله (30)
لكنه التحذير من كفر الألى=إذ جاوزوا أمرا بدا إبساله (31)
إن كان ذنب أولاء ذنب أولائكم=فالحكم نصا نتقى أهواله
أين القياس أمام نص ظاهر=هذا الجناح وهذا أوجاله ؟!
لم نعتبر بقياسهم وظنونهم=وأمامنا نص بدا خذاله
هلا اعتبرتم بالألى ألقوا أخا=في الجب واجترم الخنى سرحاله (32)
فإذا بكم أخوان حبر ماجد=ملك الورى وهفا له أقياله
وإذا السنون شديدة وتعيسة=يغلو الطعام ويحتذي وغاله (33)
إن الأئمة من قريش شرعة=حكم الرسول فلا يرام اعلاله
نص صحيح لا يؤول ظاهر=لم يحتمل تأويله نقاله
وظواهر الآثار ضربة لازب=من حاد عنها فالغواية فاله
فوثبت تحيي عهد أحمد حسبة=أن الخليفة من زكت أجذاله
وشجاك أن تمنى الأمور بسافل=لا عمه حر ولا أخواله
وسللت بالبرهان عضبا فارها= وغشاك تحت رحى الوغى قسطاله
غرناطة ما شهدت عليك ملامة=لكنه أمر بدا إقحاله (34)
لله فيه حكمة وخبيئة=وقضاء ربك لا يرد مآله
دع أمر أندلس فلا أعياصه=أو صقره يرجى ولا أنساله
دع أمر أندلس يفرق شمله=بقاله وخصيه وثعاله
وكفاك من ميسور مالك بلغة=ولطالما ذل السؤول سؤاله
إن الوظيفة تسترق مناضلا=أبت العزيمة أن يكل نصاله (35)
ما بعت دينك بالتزلف خلسة=ولك اليراع فما يفل مقاله
وخلعت سربال الوزارة صادعا=بالحق مرا إذ أهين رجاله
وذرعت أرجاء البلاد مجادلا=وقمعت من غلب العقول هزاله
وفضحت عباد الصليب مقرعا=والحق يعلو لو أمر فتاله
ويهود أرغمت الحقيقة زعمهم=لم يغن حبرهمو ولا نغراله (36)
تبدي صراح القول غير موارب=حرا وسربال التقى سرباله
فشجاك أن لم يفلحوا في كيدهم=وهرعت تتلوا ما أذيل مذاله
أفنيتُ مقتبل الحياة تلاعب=ووعيتُ لهواً لم يفد عقباله
شعر النبيط يشوقني ما صاغه=راكانه العجمي أو هذاله (37)
هزل من الملحون يلهي لغوه=ويصد عن غرر البيان حثاله
ما تلك إلا بيئة عايشتها=وتراث شعب يجتبي زجاله
حسب الأريب إذا تفيأ منشأ=أن لا يبح بمنتداه هداله
حتى تغني بالملامة ناصح=شيخ تمكن في الحشا إجلاله (38)
ماراعه شدوي بذاك مرتلا=عن ظهر قلب ما تحشرج باله
لكنه رحم اليراعة والحجى=أن لا يجند في المجال زمانه
طورا يسلط بالنصيحة مشفقا (39)=وتجيش طورا بالأسى أمثاله
حمم التعنيف يغني بعضها=والغر يعجز في الملام حياله
هذا كتاب الله حسبك حفظه=في موقف يربو غدا مثقاله
وحديث أحمد لو تجوس رياضه=إن الأئمة في الورى حماله
ومتون علم لو وعيت أصولها=فحصل سعيك والضنى أفلاله (40)
ياليت شعري هل تبيت مسامرا=لغوا ومثلك يحتسي جرياله
ما ثم غير النار أشبع جوعها=بتراث جيل يزدري مواله
قلل من المأثور يعنت جمعه=ويهيضني مع رسمه إملاله
فدلفت للعز المرجي حائرا=كمولَّه ضاقت به أجواله
أو ليس كل أليف إلف والها=حتى يروض صبره استبداله
لم يغنني إنصافهم أو زادهم=من رمز علم هاضني استثقاله (41)
تالله لم أهدر تراث أئمة=للدين حفاظ وهم أبداله
لكنما يمنى الفطيم بلين=ويراض بالغض الغضيض أفاله (42)
غيري تبرم باليبوسة لائما=وأشاد بالعذب النمير زلاله
شيخ تمكن في الشريعة فقهه=لولا العوار رمت بهن نباله
يرضيك للوجدان عذب بيانه=ويتيه دوما بالدليل مصاله
تغري حديث العهد فيح سهوله= وتشده للمعضلات قلاله
يا صاحب العلم الغزير تشوقنا=أحكامه إيصاله فخصاله (43)
أبديت من غرر البيان غرائبا=غيداقها عذب جرى سلساله
هذا المحلى لم يطب لفقيههم (44)=فتوى أباها فقهه وجداله
داويت بالأخلاق كل رذيلة (45)=وشجاك من ترف الحديث زلاله
فالطوق مرسال الهوى حبرته (46)=بدماء قلب هاجه بلباله
قلب خفوق لم يهم بريبة=والعرض زر عن الخنى سرواله
أطلقت قيد العقل من أغلالهم=وهناك بالتقليد شد عقاله
إن قيل من للحكم فهو فقيهه=أو قيل من للنقل فهو صقاله
شيم إمام المسلمين بغربهم =يهفو لهن جنوبه وشماله
(1) نور الله : على سبيل الإضافة كناقة الله .
(2)المراد بالرعال هنا : تتابع التصورات من العقل .
(3)السحال : الحبال الواهية .
(4)قد يحار العقل في فهم بعض مسائل الشرع ، ولكنه لا يستحيل عليه فهمها.
(5)قال علي رضي الله عنه : لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخفين أولى من مسح أعلاه .
(6)الأكفال : الأعجاز .
قال ابن حزم : لا يوجب العقل أن يحدث المرء من أسفله فيغسل أعلاه ! . الإحكام 1/ 29 .
(7)هذا تعريض بقول المعري :
تناقض مالنا إلا السكوت له * * وأن نعوذ بمولانا من النار
كف بخمس مئين في الشرع قد وديت * * ما بالها قطعت في ربع دينار؟
(8)الأفيال : ضعاف العقول .
(9)جمع صلة وهي الأرض اليابسة .
(10)في القرآن الكريم : ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم )
(11)في الحديث : الخلق عيال الله .
أي يعولهم بعنايته ورزقه وفضله .
(12)الشكال : الرباط .
(13) أعني قوانين أرسطو الثلاثة .
(14) أقتاله : أعداؤه .
(15)الأصل في الأوامر العموم . هذا معنى إجماله .
(16)نفال : جمع نفل .
وإنما قلت : أكيده ونفاله مراعاة لتقسيم مقلدي أبي حنيفة فالندب عندهم قسمان : مستحب ، وسنة مؤكده .
(17)الإكثار من المكروهات ـ تقصدا ـ يصل إلى الحرام ، إذ الإدمان على ذلك
تعمد لمخالفة مراد الشرع ، وتوسع في الرخصة .
ودليل هذا نصوص مجتمعة .
(18)كل ما خرج من عموم النص بدليل فمآل الباقي العموم .
(19)بهذا ورد الحديث الصحيح .
(20)اختلف المقلدون إلى اثني عشر مذهبا في علة الربا .
(21)أهاله : أهله . . وأهال مصدر صحيح .
(22)في سورة الأنفال : النهي عن التنازع .
(23)إن كان الخطاب نصا على الشيء باسمه فهو الظاهر وإن كان نصا بالمعنى فهو الدليل .
والدليل أصل من أصول أهل الظاهر .
(24)قال تعالى : ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) .
(25)جفاله : ضئيله .
(26)آساله : أشباهه .
(27)إياله : سياسته للنصوص .
(28)احزئلاله : اجتماعه .
(29)إلاله : باطله .
(30)إحكاله : اشتباهه .
(31)إيساله : تحريمه .
(32)السرحان والسرحال : هو الذئب .
(33)وغاله : من يغالي بالثمن .
والأمر بالاعتبار ورد في قصة يوسف .
فإن كان معناه القياس : كان معنى ذلك أن كل من باع أخاه سيصبح أخوه ملكاً ، وسيغلو الطعام ، إذ هذا هو مقتضى القياس .
(34)لقد أسر أبو محمد في معركة غرناطة .
(35)روي عن العقاد : أن الوظيفة رق القرن العشرين .
(36)ابن نغراله : يهودي رد عليه ابن حزم .
(37)راكان بن حثلين ، وهذال الشيباني .
(38)هو فضيلة الشيخ صالح بن غصون صرفني من الأدب الشعبي إلى العلم الشرعي .
(39)هو الوالد عمر رحمه الله .
(40)أفلاله : مالا خير فيه .
(41)الإنصاف والزاد من كتب الحنابلة .
(42)الأفال : صغار الغنم .
(43)هذه من مؤلفات ابن حزم .
(44)هو العز بن عبدالسلام
(45)لابن حزم مداوة النفوس ، وهو كتاب في الأخلاق .
(46)لابن حزم طوق الحمامة وهو كتاب في الحب .
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
(تنبيه) : حديث " الخَلْق كُلُّهم عيالُ الله " . هذا الحديث قد ضعفه العلامة ابن عقيل في إحدى يومياته بجريدة الجزيرة . وقد توسع في الكلام عليه وبيان ضعفه الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في " الضعيفة " (4/ 372ـ 373) رقم (1900) .